ليس مثيراً للعجب أن يتقدم قيس إسعّيد إلى المرحلة الثانية فطوبى لمن خلا من الغل صدره وسلم من الغش قلبه ، فحضور الرجل بين الأغلبية الكادحة يعتبر في يقيني هو مجموعة ظواهر أدت لاستجابات في ردود أفعال ، بالفعل استكملت الديمقراطية التونسية دورها الطبيعي عندما اعترفت حركة النهضة بنتيجة الانتخابات التى تم من خلالها سقوط مرشحها المباشر السيد مورو والآخر الغير مباشر السيد الجبالي ، لكن من يعرف التكوين الاجتماعي لتونس لا يصدمه صعود قيس إسعيد إلى الصدارة بل المرشح قيس يمثل الوجه الحقيقي للدولة التونسية ، فلقد قدم نفسه بالموجه وهذه الصفة قد رسخها الحبيب بورقية بين التونسيين عبر حديث يومي عُرف بتوجيهات الرئيس ولبورقية خصوصية الحديث وبالتالي الرجل كان يمتلك فن الخطاب ويعرف كيف يتسلل إلى العقل التونسي عبر مرادفات واضدادات فكرية وبالرغم من سنوات التحنط كما سميت لاحقاً إلا أن احتفظ بورقية لدى أغلبية التونسيين على حزانه الذي تحول مع مرور الوقت من احترام ومحبة إلى تعاطف ، وبالفعل من يتابع المرشح إسعيد يجد مدى اهتمام الرجل في توسيع خطابه التوجيهي ، كموجه عام للشعب ، فيحرص على خلق حوار مرتفع اللغة وبسيط المادة وبالتالي يعيد التونسيين إلى زمان بورقيبة الجميل .
من جانب آخر ، يعبر إسعّيد بتواضعه الملفت عن جيل كامل من المثقفين التونسيون الذين شهدت لهم الطرقات وارصفة الجامعات والمقاهي الشعبية بتواضعهم وفي مقدمته الشاعر الراحل أولاد أحمد ، فالشاعر محمد الصغير كان قد أرسى بعبقريته سلوكاً خاصاً ، سلوك المثقف الذي لا يغيب عن المجتمع ، فكان في الشكل العام من الطبقة الكادحة لكنه يحمل في داخله بركان غاضب من الأفكار والانتقاضات اللاذعة للنظام وهذه الشخصية المركبة عاشت في ظل نظام ديكتاتوري ايضاً مركب هو الآخر ، تحملت تماماً كما تحمل أي مواطن شريف حقبة من السواد الطويل ، تبقى هناك شخصية ثالثة ايضاً مؤثرة بين الموطنين ، أستاذ القانون والمحامي ، رغم النظام الاستبدادي الذي حكم تونس بالحديد والنار ، كان القضاء له بين كل هذا الاستبداد استقلالية خاصة أو بشكل أدق كانت هناك مسافة يحظى بها ، لكن الملفت في أمر القضاء التونسي ، كانوا القضاة يحترمون المحامي الكفؤ وللمحامي الكفؤ إحترام عريض في الجامعات وبين محيطه الاجتماعي وهذا ايضاً يختص ويتحلى به الأستاذ قيس بين النخب القانونية والشارع العريض الذي ينتمي إليه بيومياته .
من يعرف بنيوية تونس لا يتفاجأ ابداً في صعود إسعيد إلى الجولة الثانية ، بل كنت قد نصحت الإسلامين بعدم ترشيح شخصيات للرئاسة لأن خلفيتي عن تونس تؤكد بأن المجتمع التونسي حتى لو انتمى الفرد للأحزاب فانتماؤه ليس بلانتماء الأعمى ، بل الأغلبية العظمى تعتقد شخصية الرئيس لا بد لها أن تكون مستقلة ومحايدة وتبتعد عن الأمن والجيش والتحزب لهذا تحملوا بورقيبة وتقيأوا ابن علي الرئيس الفار . بل هذه المرة ولأن القرار الوصول إلى قرطاج قرار شعبي ، اختار الشعب شخصية تجتمع فيها ثلاثة شخصيات اثروا بالمجتمع بعمق ، بورقيبة الموجه وايضاً المثقف الملتصق بالمجتمع أولاد احمد وأخيراً الأستاذ الجامعي .
هذه الشخصية إذا ما كُتب لها الوصول إلى قرطاج ستكون بحاجة بالفعل إلى حكومة تتوحد فيها برامج مختلفة لكي يكتب للرئاسة والبرلمان والحكومة النجاح وبالتالي الاجتماع يتيح للحكومة بالإقلاع بمشروع الشعب ، مشروع الحرية والتغير ، بالطبع من المهم أن لا يُستثنى احد وعلى الأخص حركة النهضة التى استقبلت الهزيمة الانتخابية بروح ديمقراطية حتى لو كان ذلك على مضض ، هذا يسجل لها ويسجل للمرشح قيس إسعّيد بتراحبه واستعداده باحتضان الجميع في حكومة تسعى لتلبية احتياجات وطموحات الشعب التونسي ، هذا الشعب الذي كان سباق دائماً في نقل الشعب العربي إلى طريق الحرية والتغير ، لا نقول فيه إلا كما قال ابن تونس البار واهم رموزها الثقافية وابن البلد ( الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد ) نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد / صباحاً مساءً وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الأحد ، ولو قتّلونا كما قتلونا ولو شردونا كما شردونا لعدنا غزاة لهذا البلد . والسلام
كاتب عربي
من جانب آخر ، يعبر إسعّيد بتواضعه الملفت عن جيل كامل من المثقفين التونسيون الذين شهدت لهم الطرقات وارصفة الجامعات والمقاهي الشعبية بتواضعهم وفي مقدمته الشاعر الراحل أولاد أحمد ، فالشاعر محمد الصغير كان قد أرسى بعبقريته سلوكاً خاصاً ، سلوك المثقف الذي لا يغيب عن المجتمع ، فكان في الشكل العام من الطبقة الكادحة لكنه يحمل في داخله بركان غاضب من الأفكار والانتقاضات اللاذعة للنظام وهذه الشخصية المركبة عاشت في ظل نظام ديكتاتوري ايضاً مركب هو الآخر ، تحملت تماماً كما تحمل أي مواطن شريف حقبة من السواد الطويل ، تبقى هناك شخصية ثالثة ايضاً مؤثرة بين الموطنين ، أستاذ القانون والمحامي ، رغم النظام الاستبدادي الذي حكم تونس بالحديد والنار ، كان القضاء له بين كل هذا الاستبداد استقلالية خاصة أو بشكل أدق كانت هناك مسافة يحظى بها ، لكن الملفت في أمر القضاء التونسي ، كانوا القضاة يحترمون المحامي الكفؤ وللمحامي الكفؤ إحترام عريض في الجامعات وبين محيطه الاجتماعي وهذا ايضاً يختص ويتحلى به الأستاذ قيس بين النخب القانونية والشارع العريض الذي ينتمي إليه بيومياته .
من يعرف بنيوية تونس لا يتفاجأ ابداً في صعود إسعيد إلى الجولة الثانية ، بل كنت قد نصحت الإسلامين بعدم ترشيح شخصيات للرئاسة لأن خلفيتي عن تونس تؤكد بأن المجتمع التونسي حتى لو انتمى الفرد للأحزاب فانتماؤه ليس بلانتماء الأعمى ، بل الأغلبية العظمى تعتقد شخصية الرئيس لا بد لها أن تكون مستقلة ومحايدة وتبتعد عن الأمن والجيش والتحزب لهذا تحملوا بورقيبة وتقيأوا ابن علي الرئيس الفار . بل هذه المرة ولأن القرار الوصول إلى قرطاج قرار شعبي ، اختار الشعب شخصية تجتمع فيها ثلاثة شخصيات اثروا بالمجتمع بعمق ، بورقيبة الموجه وايضاً المثقف الملتصق بالمجتمع أولاد احمد وأخيراً الأستاذ الجامعي .
هذه الشخصية إذا ما كُتب لها الوصول إلى قرطاج ستكون بحاجة بالفعل إلى حكومة تتوحد فيها برامج مختلفة لكي يكتب للرئاسة والبرلمان والحكومة النجاح وبالتالي الاجتماع يتيح للحكومة بالإقلاع بمشروع الشعب ، مشروع الحرية والتغير ، بالطبع من المهم أن لا يُستثنى احد وعلى الأخص حركة النهضة التى استقبلت الهزيمة الانتخابية بروح ديمقراطية حتى لو كان ذلك على مضض ، هذا يسجل لها ويسجل للمرشح قيس إسعّيد بتراحبه واستعداده باحتضان الجميع في حكومة تسعى لتلبية احتياجات وطموحات الشعب التونسي ، هذا الشعب الذي كان سباق دائماً في نقل الشعب العربي إلى طريق الحرية والتغير ، لا نقول فيه إلا كما قال ابن تونس البار واهم رموزها الثقافية وابن البلد ( الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد ) نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد / صباحاً مساءً وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الأحد ، ولو قتّلونا كما قتلونا ولو شردونا كما شردونا لعدنا غزاة لهذا البلد . والسلام
كاتب عربي