الدكتور عزالدين أبو ميزر
المُوَاطِنُ -قصيدة
أتَشَرَّفُ إذْ إسْمِي قَد نُسِب لِإِسْمِكَ يَا وَطَنِي فَدُعِيتُ 'مُوَاطِنْ'
لَكِنْ لَا أَحَدٌ فِي وَطَنِي
يَسْتَعمِلُ إسْمِي هَذَا حِينَ يُسَمّينِي،
فِي أَيِّ مَكَانٍ أُذكَرُ فِيهِ فَيُلغِي الإِسْمَ وَيُلغِينِي
فَوَزِيرُ المَالِ بِحُكْمِ وَظِيفَتِهِ،وَلِيَجْبِيَ مِنِّي مَا يَفرِضُهُ، أَوّلُ مَن أعطَانِي إسْمَ 'مُكَلّفْ'
وَبِهَذِي الصّفَةِ، وَبالتّكليفِ أُعَرَّفْ
وَلدَى الحَلّاقِ إذَا مَا سُئِلَ، فَلِي إسْمانْ
فَيكونُ بِيومٍ إسمٍي 'رَاسْ'
وبيومٍ آخرَ إسْمِي 'ذَقْنْ'
وَقُبَيلَ العيدِ بِيَومٍ أوْ يَومَيْنْ،
فَيَكُون لِحُسنِ الحَظِّ لِيَ الإسْمَانْ
أمّا نُوّابُ الأمّةِ والبَلدِيّةْ
فاسمِي عٍندَهُمَا صَارَ قَضِيّةْ
فَأنَا فِي نَظَرِ الوَاحِدِ
مٍنْهُم، 'صَوْتْ'
وَالبَعضُ يُرَقّينِي وَيقولُ 'النّاخِبْ'
لكنْ يُرجِعُنِي عٍندَ الفَرزٍ 'لِصَوْتْ'
وَأُسَمَّى عِندَ شُوفيرِ البَاصِ 'الرّاكِبْ'
وَالآمِرُ عِندَ دُخولِي السِّجنَ يُسَجِّلُنِي
بِسِجِلِّ السِّجْنِ، 'نَزِيلْ'
وَأَنَا عِندَ مُديرِ البَنكِ 'عَمِيلْ'
وَأنا عِندَ طَبِيبِ الصِّحَّةِ،
والأسنانْ
وَبرسمِ الطّبّ وَعُرفِ الطّبّ، أنَا 'العَيَّانْ'
وَلَدَى شُرطِيِّ السَّيْرِ فَإسْمِي، يَنقَلِبُ لِإسْمِ السَّيَّارَةْ
هِيَ 'بيجُو' كَانَتْ، أَمْ 'نِيسَانْ'
إن كَانَ بِسيّارتِهِ خَلفِي
وَأرَادَ يُخالِفُنِي وَأقِفْ
فَبِغُلٍّ أحيَانًا وَقَرَفْ
يَصرَخُ بِمُكَبِّرِ سَيّارَتِهِ،
يَا 'بِيجُو' صُفّْ
أَمَّا بِدَوًائِرِ سُلْطَتِنَا
فَأَنَا فِي الدَّائِرَةِ 'مُرَاجِعْ'
وَبِسَاعَةِ مَوْتِي قَبْلَ الدَّفْنِ،
أُسَجَّى قُبُلَ إِمَامِ الجَامٍعْ
حِينَ يُرِيدُ عَلَيَّ يُصَلِّي،
لَحظَتَهَا كُلّ الأسماءِ تَمُوتْ
وَلِأُعطَى آخِرَ إسمٍ لِي،
مِن بَعدِ الفَقدْ
وَأُغيّبَ فِي ظُلُمَاتٍ اللّحدْ
وَالكُلُّ سَيَحمِلُ هَذَا
الإسمْ
حَتمًا فِي يَومْ
وَهُوَ 'جَنَازَةْ '
لَا أَحَدٌ غَيْرُ الحَاكِمِ لَمَّا يَخْطُبُ، كَيْ يَخدَعَنٍي،
يَذكُرُ إسْمِي، وَيَقَولُ
' مُوَاطِنْ '
المُوَاطِنُ -قصيدة
أتَشَرَّفُ إذْ إسْمِي قَد نُسِب لِإِسْمِكَ يَا وَطَنِي فَدُعِيتُ 'مُوَاطِنْ'
لَكِنْ لَا أَحَدٌ فِي وَطَنِي
يَسْتَعمِلُ إسْمِي هَذَا حِينَ يُسَمّينِي،
فِي أَيِّ مَكَانٍ أُذكَرُ فِيهِ فَيُلغِي الإِسْمَ وَيُلغِينِي
فَوَزِيرُ المَالِ بِحُكْمِ وَظِيفَتِهِ،وَلِيَجْبِيَ مِنِّي مَا يَفرِضُهُ، أَوّلُ مَن أعطَانِي إسْمَ 'مُكَلّفْ'
وَبِهَذِي الصّفَةِ، وَبالتّكليفِ أُعَرَّفْ
وَلدَى الحَلّاقِ إذَا مَا سُئِلَ، فَلِي إسْمانْ
فَيكونُ بِيومٍ إسمٍي 'رَاسْ'
وبيومٍ آخرَ إسْمِي 'ذَقْنْ'
وَقُبَيلَ العيدِ بِيَومٍ أوْ يَومَيْنْ،
فَيَكُون لِحُسنِ الحَظِّ لِيَ الإسْمَانْ
أمّا نُوّابُ الأمّةِ والبَلدِيّةْ
فاسمِي عٍندَهُمَا صَارَ قَضِيّةْ
فَأنَا فِي نَظَرِ الوَاحِدِ
مٍنْهُم، 'صَوْتْ'
وَالبَعضُ يُرَقّينِي وَيقولُ 'النّاخِبْ'
لكنْ يُرجِعُنِي عٍندَ الفَرزٍ 'لِصَوْتْ'
وَأُسَمَّى عِندَ شُوفيرِ البَاصِ 'الرّاكِبْ'
وَالآمِرُ عِندَ دُخولِي السِّجنَ يُسَجِّلُنِي
بِسِجِلِّ السِّجْنِ، 'نَزِيلْ'
وَأَنَا عِندَ مُديرِ البَنكِ 'عَمِيلْ'
وَأنا عِندَ طَبِيبِ الصِّحَّةِ،
والأسنانْ
وَبرسمِ الطّبّ وَعُرفِ الطّبّ، أنَا 'العَيَّانْ'
وَلَدَى شُرطِيِّ السَّيْرِ فَإسْمِي، يَنقَلِبُ لِإسْمِ السَّيَّارَةْ
هِيَ 'بيجُو' كَانَتْ، أَمْ 'نِيسَانْ'
إن كَانَ بِسيّارتِهِ خَلفِي
وَأرَادَ يُخالِفُنِي وَأقِفْ
فَبِغُلٍّ أحيَانًا وَقَرَفْ
يَصرَخُ بِمُكَبِّرِ سَيّارَتِهِ،
يَا 'بِيجُو' صُفّْ
أَمَّا بِدَوًائِرِ سُلْطَتِنَا
فَأَنَا فِي الدَّائِرَةِ 'مُرَاجِعْ'
وَبِسَاعَةِ مَوْتِي قَبْلَ الدَّفْنِ،
أُسَجَّى قُبُلَ إِمَامِ الجَامٍعْ
حِينَ يُرِيدُ عَلَيَّ يُصَلِّي،
لَحظَتَهَا كُلّ الأسماءِ تَمُوتْ
وَلِأُعطَى آخِرَ إسمٍ لِي،
مِن بَعدِ الفَقدْ
وَأُغيّبَ فِي ظُلُمَاتٍ اللّحدْ
وَالكُلُّ سَيَحمِلُ هَذَا
الإسمْ
حَتمًا فِي يَومْ
وَهُوَ 'جَنَازَةْ '
لَا أَحَدٌ غَيْرُ الحَاكِمِ لَمَّا يَخْطُبُ، كَيْ يَخدَعَنٍي،
يَذكُرُ إسْمِي، وَيَقَولُ
' مُوَاطِنْ '