الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحب في "دنان" لينة صفدي بقلم: رائد محمد الحواري

تاريخ النشر : 2019-09-20
الحب في "دنان" لينة صفدي  بقلم: رائد محمد الحواري
الحب في
"دنان"
لينة صفدي
من الجميل أن نجد نصوص أدبية تتناول الحب، والأجمل عندما تأتي الطبيعية والكتابة والرجل/المرأة كعناصر تخفف من وطأة الحال وتضفي لمسة ناعمة رغم الاضطراب، الكاتبة تستخدم ضمير الغائب في غالبية النصوص، والقليل منها جاء بصيغة المتكلم، أنا/نحن، وعدد محدود جاء بالصيغتين، المتكلم والغائب، ففي صيغة الغائب كانت حالة الاضطراب والصراع واضحة وتهيمن على النصوص، وفي ضمير المتكلم كان الفرح يغلب على الألم، أما في النصوص المشتركة فيساوى فيها الألم مع الفرح، والرغم أن الاضطراب والصراع هو المهيمن على النصوص، إلا أن اللغة الأدبية واستحضار الطبيعة والكتابة والحب خففت من حدة السود.
هذا على صعيد الموضوع، أما على صعيد الشكل، فقد جاءت بشكل مقاطع نثرية وهي أقرب إلى نص الومضة، لهذا هي نصوص حديثة عصرية تواكب عصر النت والسرع.
صيغة المتكلم
سنأخذ مقاطع متفرقة على كل صيغة لتبيان جمالية اللغة والفكرة التي قدمت بها:
"أنا لا أكتبك للملأ، لأن لي بك قراءة خاصة" ص15،
"إن كنت أنت سبب الكتابة، فلا داعي لأن أصنع منها أجزاء، لأنك جزء لا يتجزأ مني" ص17.
في ما سبق نجد الكتابة والتي تمثل أحد عناصر التخفيف قد جعلت البياض يغلب على الفكرة وعلى الألفاظ، فرغم وجود حرف انفي "لا" إلا أن البياض يبقى حاضرا وبقوة في المقاطع.
"القليل دفئا
يقيني غربة الشوق
ووحدة القلب
والقليل بردا
أنا بينهما
وحفنة ذكريات
أنا بيني
وعينيك
سر ويقين" ص18، المرأة بالنسبة للرجل، والرجل بالنسبة للمرأة احد العناصر الضرورية في التخلص من وقع الحال، وقد اكدت لنا "لينة صفدي" هذا الأمر في هذا المقطع، فالرجل/الحبيب هو الذي يمنحها الدفيء، والبرودة ويحميها من الغربة، وهو من يجعلها على يقين، ورغم وجود ألفاظ قاسية: "غربة، وحدة، قليل" إلا أن فكرة التوازن والأمل تبقى حاضرة على النص.
"وجدته يوما واقفا بجانبي على شاطئ البحر، كان يبحث عن شيء .. وفي عينه ألف شيء فإليك يا "عاشق" ما ناجت عيناك" ص19، أيضا الحبيب هو من يعطي بهاءً للطبيعة، فقد توافق حضور الحبيب لذي جعل "البحر" يبدو أجمل، فهنا توحد الحبيب والطبيعة ليشكلا حالة من البياض والتماهي.
وهناك نص مطلق البياض يجتمع فيه اللفظ مع المضمون:
"أبجدية
للناس،
قواميس خاصة
ولي قاموس
يحيي
مملكتي
الأدبية
وقاموس عينيك
أجمل قاموس
قرأه قلبي
منذ تعلم
الأبجدية" ص35، اجتماع الكتابة من خلال "الأبجدية، قاموس، قرأه" والحبيب: "عينيك" جعل النص مطلق البياض، بحيث لا نجد أي لفظ قاس أم أسود، وهذا يشير إلى الهدوء الذي يمنحه الحبي والسكينة التي يجلبها معه.
"ألمح صوتك في المرآة فأغدو .. أجمل!"ص47، الجميل في هذا المقطع أن الجمال الذي يجب أن تعكسه المرآة الصورة، لكن تم قبلها إلى صوت، وهذا ما جعل الصورة غاية في الجمال.


صيغة الغائب
صيغة الغائب تعم على النصوص، وهي في مجملها تتناول حاضرة الاضطراب وأحيانا الصراع الذي تمر به الكاتبة:
" لا إغراءات قلم، ولا شيء من هذا القبيل .. كل ما في الأمر أن النفس قد ضاقت بهذا الزخم الهائل من هذه المشاعر" ص29، الفكرة تحمل شيئا من الألم: "لا، ضاقت" والحديث عالم، لم تُستخدم فيه "ياء" المتكلم، وعندما يستخدم الكاتب صيغة الغائب فهو يهرب من المشهد/الحدث ويغيب نفسه تماما، ليمنحها شيئا من السكون.
"منذ سنوات ليست ببعيدة، كانت تحتفظ بأحزانها... بالذكريات التي تحزنها... أما اليوم، فهو الحزن الذي يلاحقها ... يتشبث بها.." ص31، تكرار "الحزن" ثلاث مرات يشير إلى الألم، وفعل " يلاحقها" يؤكد على استمراريته وفاعليته.
"تدرك اشتياقها له ساعة لقائه .. كذلك هو .. ترغب بضمه .. إلا أنه بعيد .. تهجره حبا في الوصل.. عسى أيامها تشفيها من حبها له.. ومن جنونه بها.." ص41، الحب هنا في حالة اضطراب وحتى صراع، فهو حب عنيف: "بعيد، تهجره، جنونه" ولعدم رغبة الكتابة في هذا الحب غير المستقر والمضطرب ارتأت أن تتكلم عنه بصيغة الغائب لعدم قبولها ورضاها عنه.

صيغة المتكلم والغائب
وهذه الصيغة تشير إلى حالة الاضطراب وعدم الوقوف على حال بعينه، لهذا لم تقدر الكاتبة ان تقرر/تحسم موقفها من الحبيب، وهذا نعكس على الفكرة:
"شكرا لك.. لكل ما تمنحني إياه، وأنا معك...لكل شعور جميل تحمله كلماتك .. شكرا لك لقربك مني وتحملك إياي"
قد تكون تحبه... لا تدري ... كل ما تعرفه هو ذلك الدفء الساكن بها، الذي يقيها وحدة لياليها حين تتذكر وحين تكون معه، لتبقى أسيرة شكر له مدى العمر.." ص 54، القسم الأول جاء بصيغة المتكلم فكان أبيض الفكر واللفظ: "شكرا، تمنحني، شعور، جميل، كلماتك، لقربك" بينما الثاني جاء بصيغة الغائب فكان يحمل الألم ويشير إلى حالة الاضطراب: " قد تكون، لا تدري" وهذا يتوافق مع الشكل تقديم المقطع الذي يجمع حالتين معا، فاعكس ذلك على الفكرة وعلى والألفاظ معا.
الكتاب من منشورات دار الراية للنشر، حيفا، الطبعة الأولى 2016.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف