الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مالك وفرحات انتصار للفكرة ام للذات؟ -1- الرسالة الرمز بقلم:موسى عزوڨ‎

تاريخ النشر : 2019-09-19
مالك وفرحات انتصار للفكرة ام للذات؟... -1- الرسالة الرمز

   -  قال فرحات عباس(5) :  فرنسا هي انا . لاني انا الكثرة وانا الجندي 

 -  وقال مالك :المثقفون أم المتثقفون؟ المهوسون - مستلبون - فكريا : سقوط الصنم (1)

 Intellectuels ou Intellectomanes

تصور رسالة كتبت عام 1936- ولم تنشر حفاظا على هيبة الزعيم - الا مرة واحدة 1991؟ بعد 55 سنة ؟ ثم حجبت تماما ؟ وفي هذا المنشور ستكون من القلائل الذين يطلعون عليها دون شرح إلا تلميحا , سأحاول لاحقا وضعها في سياقها التاريخي مع شرح الايحاءات الواردة فيها والتي اعتقد يقينا انها مازالت صالحة للمثبطين والحداثيين التنويرين خصوصا ".

دعنا قبل ذلك نعطي لمحة موجزة على كتابه الجميل "شاهد على القرن " والذي يشير فيه تلميحا الى الرسالة :


يذكر الاستاذ عمر مسقاوي بتاريخ :05 أفريل 1983 في تصدير مذكرات شاهد على القرن (2)، أنه في بداية السبعينات صدر الجزء الثاني من -المذكرات- وهو الجزء الذي يتحدث عن مرحلة الدراسة في باريس - الطالب- (1930-1939) .لاحظ جيدا : وقد اثر الأستاذ مالك أن يترجمه بنفسه ! . قرأت هذا الكتاب عشرات المرات ولم انتبه إلى هذه العبارة إلا هذه المرة ،وكأني أقرأ هذه الجملة لأول مرة ( الترجمة ليست تحت إشراف بن نبي  بل هو من قام واثر أن يترجمها هو بنفسه  وهذا مهم جدا ،  كان ذلك وانا بصدد توثيق منشور : " مالك وفرحات انتصار للفكرة ام للذات" ؟ وكنت اتنقل بين ماحاولت ترجمته من الدفاتر من الفرنسية الصفحات من 190-512( وذكر فيها فرحات 23 مرة ) ، وما ذكر الاستاذ مسقاوي نفسه في كتابه  في صحبة مالك الصفحات من 72-965 .(وذكر فرحات 28 مرة ) 

بعد ان اشار الاستاذ مسقاوي في المقدمة أن هذا الكتاب قد أخرجه مالك سنة 1966 بالفرنسية في الجزائر ، وأودعه نسخة على الآلة الكاتبة فقام بالاتفاق مع الدكتور عبد المجيد النعنعي مدير فرع الجامعة اللبنانية في طرابلس ، وبعد تمام العمل سبقهم إلى الترجمة الاستاذ قنواتي.

 ويذكر نتيجة طالما أكد عليها مالك – وهي فعلا جوهر فكره ولبه ! منطق السهولة عندنا  استسهال الحق قبل الواجب  بعد ازدواجية او ثنائية خرافة (المرابطي: الدرويش ، والزعيم ) لتحطيم خط الإصلاح بقيادة بن باديس ( والحقيقة أنني انبهرت لأن رسالة الرد التي كتبها مالك على فرحات تمحورت حول هذه الفكرة الجوهرية بالذات  الدروشة والزعامة المشبوهة ( ضد الإصلاح !).أو عندما يتحد أسوء ما يشوه الدين – التجارة به - التريبيط- مع أسوء ما يهلك السياسة – فرط السياسة - البوليتيكBolitique  - وهما وجهان لعملة واحدة هي العمالة والدونية نحو المستدمر والاستعلاء مع استغباء بني الوطن بكل ابعاده  الهوياتية تتجسد الفكرة اليوم في دعاة الحداثة!

هذا الكتاب يكشف لنا مكونات فكر مالك بن نبي وهاجسه العميق الذي رافقه طيلة حياته ، انه هاجس الحضارة ومشكلاتها . وماكان لبن نبي أن يروي لنا شهادته ،لولا أنه قد رغب في تأصيل الأساس الفكري لنهضتنا .

           يختم الكتاب بجملة للتاريخ : " بتاريخ 22 سبتمبر 1939 تسلقت سلم الباخرة بميناء عنابة مع الزوجة وعندما بدأت الأرض الجزائرية تغيب في الأفق ، وجدت نفسي وانا متكئ على حافة الباخرة أقول : ( يا أرضا عقوقا ..تطعمين الأجنبي وتتركين أبنائك للجوع ، إنني لن أعود إليك ان لم تصبحي حرة ! ) انتهى كلامه رحمه الله .

 استمتع  بالرسالة الرمز من شاب طالب في سنة 1936!  وترقب شرحا لها في منشور لاحق  :

رد مالك بن نبي على مقال فرحات عباس :  فرنسا هي انا . لاني انا الكثرة وانا الجندي 

فعنونها :  المثقفون أم المتثقفون؟ Intellectuels ou Intellectomanes(3)

المهوسون - مستلبون - فكريا : سقوط الصنم ! 

بعد ان علم واجتمع وصديقه حمودة بن الساعي بالرد غير الكافي للشيخ بن باديس على مقال فرحات عباس  في جريدة جمعية العلماء - الشهاب -  تكلف بن نبي بذلك وصرح انها أول مرة في حياته يخضع لعملية توليد فعل ( كان طالبا 1930-1939 وهذا شيء مبكر ) . ولما خلص منه ليلا وقرأه على زوجه قالت ان هذا الهام , وأعجب الصديق بن الساعي به وتكفل بعدة نسخ بيده إلى الحي اللاتيني وتم إرسال نسخة إلى الصحفي الأمين العمودي لنشره في صحيفته بالفرنسية ( الدفاع ) وهو مالم يتم ( يعاتبه لاحقا في المؤتمر الإسلامي بباريس 1936 ، وكان تبريره تجنب تحطيم مكانة فرحات سياسيا ؟ وهو مالم يقنع مالكا طبعا وعده من أسباب تكوين المستبد الزعيم

نشر المقال في مجلة الرواسي في نوفمبر 1991 – ومن الراجح أنها نسخة بن الساعي –

وهذا نصها (4) 

هل من مزار جديد ؟

وهل بقي على الجزائر ان تحتفل به ؟

فبعد ان انكشفت العجائب والكرامات المرابطية , آن للسراب الثقافي أن ينقشع بدوره هو أيضا .

نخبتنا ماتت . نخبتنا اضحت بغير روح للاسف , لم يبق سوى القوة المبتذلة والفارغة , كما يقول غوتيه

كنا نعتقد  بان مثقفينا يكتفون بحضورهم المنتفخ في الساحة السياسية , لكن هذه المسخرة لم تعد كافية , فهاهو التهريج قد اصبح امرا لازما , لقد بدأ يأخذ طريقه عند من يشجيهم الاستماع اليه 
فرحات عباس اكتشف لكفاءته مهمة الباحث عن الآثار , لقد ذهب يحفر في المقابر . انا اعرفه كمهرج , فكتابه الفتى الجزائري ليس سوى بكائيات تكفر عن خطأ ( انك كابنة هاملكارت ), هذا الشيء جيد منك لكن في مجمل ما اصابنا من الهزائم في الجزائر , ها اننا امام شر جديد : المثيقفون : مدعوا الثقافة – المتثيقفون ) ، فالزاوية المرابطية ، والمطبعة ، كل منهما اورث الكارثة نفسها ، انهما جهل الشعب وتعلم المثيقفين .

بالامس كانت الحروز والتمائم ، واليوم الابواق ، هذه هي المأساة .
عباس اين الفرق بينهما ؟

بالامس كان باشوات قسنطينة اجدادك يلزمون اليهود خلع احذيتهم اذا مروا امامهم ، هذا شيء مستنكر حتما ،لكننا اليوم ، ومع تطور الزمن ، فان الورقة اليهودية اصبحت اكثر تمويها وريعا من ريع الحروز والتمائم .

انك اليوم تخلع من قلبك روحك وتلبس لباسا تنكريا مضحكا ، ماضيك هذا مخز ignoble  والصحافة التي يرشوها عجل الذهب (السامري ) يعرف كيف يزودها بالفزاعات التنكرية التي تخيف .

لقد البسوا النزعة الإسلامية فزاعة يبذرون بها الهلع في صفوف مثيقفينا الشجعان ، لماذا لا يكون الإسلام بكل اختصار هو المقصود ؟ لكن انت عباس هل تخدع نفسك ام تخدعنا ؟

الماضي الحاضر ليس هو ماضينا ، ماضينا هو قبل  النرجيلية  والكريم قبل خدم السلطان والمنتفعين المصطافين على أبوابه . ماضينا قبل المرابطية وقبل المتثيقفين ، ماضينا هو روحنا التي تلطخت بدم أريق في صفين لكنها بقيت روحنا لأنها روح مستقبلنا 
-------------------------------

تهميش واجب :

(1) لماذا ركز بن نبي في رده بالضبط على الفلاسفة الألمان؟ أرجح أن النقطة السوداء للفرنسين ومن والاهم الألمان )

- هناك مقال لنيتشه Nietzsche بعنوان أفول الأصنام 

(2) مالك بن نبي شاهد للقرن  على القرن  الطبعة الثانية 1984 دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر دمشق في 428 صفحة 

تصدير الاستاذ عمر مسقاوي 10 صفحات 

القسم الاول : الطفل 1905-1930. (الصفحات من 13 الى 196)

القسم الثاني : الطالب 1930-1939 . (الصفحات من 199 الى 428)

(3) أضاف مالك بن نبي مصطلح intellectomanes  من عنده ويقصد به  من يدعي الثقافة ! وقال في مذكراته عنه بالحرف : وهكذا أردت في كلمة مثيقفون أن اسدد سهما أرشق بكل جهدي كبرياء وبلادة فكرة الزعيم معا في خداع الجماهير 
 هكذا تمت ترجمتها - وتجرأت فاستبدلتها ب متثيقفين لان مثيقف تصغير لمثقف أما متثيقف فهو من يدعي الثقافة ، وكنت أريد أن أبين تظاهرهم بالثقافة وادعاؤهم بها وهي لا تقر لهم بذلك !وهي فعلا بالدقة كما ذكر اخي محمد شاويش :  متثاقفون

-أبدع بن نبي في خلق المصطلح في اللغة الفرنسية مع توضيح فوري لما يقصده وبدقة  فكانت القابلية للإستعمار  ترجمة الاستعماراتية ! ..والجهل المركب .

 (4) تم ذكر الرسالة لدى عمر كامل مسقاوي في صحبة مالك بن نبي ص 153.
(5) ذكر فرحات في الصفحات التالية

- من شاهد على القرن : 266-276-360-361-365-366  (06 مرات)

- الدفاتر  من 190-512 ( 23 مرة) 

-  في صحبة مالك الصفحات من 72-965  (28 مرة)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف