الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في قصيدة "غربة وطن" للمغربية سميرة المهنديز بقلم:د. سلطان الخضور

تاريخ النشر : 2019-09-19
قراءة في قصيدة "غربة وطن" للمغربية سميرة المهنديز بقلم:د. سلطان الخضور
قراءة في غربة وطن للمغربية سميرة المهنديز
د. سلطان الخضور

لا تختلف المغربية سميرة المهنديز عن غيرها ممن عرفت من شواعر العرب اللاتي يسكنهن الحس الوطني والقومي، فمنهن من تغنى نصها بالوطن، بأرضه وبجباله وبواديه، بزيتونه وبلوزه وبحبات الليمون، ومن شواعرنا الملتزمات من تعدت الحالة الوطنية، ليجيء نصها معبراً عن آلام وآمال شعب من شعوب الوطن العربي الكبير.
ففي نصها الموسوم بغربة وطن نجحت سميرة فؤاد المهنديز في الجمع بين مخاطبتها لأمها وبين التعبير عن تأففها من الوضع القائم، فقد أسكنت نفسها مكان الشعب الفسطيني المعذب بغربته وبعده عن وطنه لتقول صراحة أنها أصبحت كارهة للزمان الذي تعيش والمكان الذي تعيش حيث اللجوء والتشرد والهجران وحياة الخيمة التي عاشتها نسبة كبيرة من هذا الشعب.
وقد افتتحت سميرة نصها ب "أماه"لأنها تدرك أن أمها هي أكثر الناس فهماً وعلماً ومعرفةً بحاجاتها،فهي التي تدرك عمق الآه وصعوبتها لأنها تخرج من قلبها لا من فيها.
تقول سميرة في فقرتها الأولى
" غربة وطن
أماه...
ضاق بي المكان...
وكرهت الزمان....
كرهت أعمدة الخيمة
كرهت اللجوء
من مكان إلى مكان"
وتعود سميرة فؤاد المهنديز لتعبر عن ضجرها وهي تخاطب أمها، فها هي تنفث ألفاً من الآهات حسرة على البعد والفراق حيث أصبحت مرهقة بسب الهجران، وكأن طول الانتظار يحاول أن ينزلها منزلة اليائس حيث شبهت ما تود الوصول إليه بالسّراب الذي يوهم الظمآن بالماء وإذا هو بلا شيء.لكن الشوق لديها حالة متدحرجة متجددة فالشوق مربوط بذكريات لا تمحى على مر الزمان. تلك الذكريات التي تتوق لينابيع المياه، لكروم الزيتون ،لأشجار اللوز وللبيدر، فهي ذكريات كل العاشقين الذين يحفظون قيمة الوطن وقيمة الأرض ومن عليها وما عليها. ويبدو أن هذاالشوق وهذا الحنين يحرقها ويخرج ما اعتمل في ذاكرتها من آهات. فها هي تقول في مقطعها الثاني:
"أماه....آه وألف آه
كم ازعجني البعد
كم أرهقني الهجر
ألهث خلف سراب الآهات
يا وطني..أشتقت ثراك
أشتقت لهاتيك النبعات
أشتقت لكرم الزيتون
اشتقت للقمح
للحصاد للبيدر ..."
وها هي في مقطعها الثالث تخلط بنجاح ما بين الحنين للأهل والعشيرة وما بين الشوق لهم وتتخيلهم يذرفون الدموع بسبب الفراق لكنهم يذرفونها بصمت دونما صراخ وكأن الصمت ينبئ بميلاد جديد يبعث على الأمل، وتجعل من الشوق وسيلة مساعدة لنسيان الغربة وحصرها بتذكر ما غبر من الزمان ومن مضى من الأهل والخلان
"أشتاق لجدي يروي الحكايات
أين أهلي ...أين عشيرتي
أين دموعك الحيرى...
بلا أصوات
الشوق ينسيني غربتي
الشوق يذكرني بأحبتي"
وها هي وانا أتخيلها قد مضى عليها حين من الدهر لم تشفع لها السنون لتخفيف عذاباتها، فيعاودها الحنين كما كان يراودها حين كانت في العشرين من عمرها،لكنها في هذه المرحلة تشعر بتحطم قلبها وتقر بأن بوادر اليأس الذي وصفته لكثرته بالتلال، وإن حاولت التسرب إلى ذاكرتها وإلقائها خلف تلك التلال لن تثنيها عن تحطيم القيد وتحويل حباله إلى وسيلة تتسلق بها برج الأمل وأنهاستبقى زهرة معطاءة رغم محاولة المحتل غرز انيابه بين ثنايا الأمل لبث روح اليأس وتحطيم شعورها ووضعها في حفرة لجعلها تستسلم، إلا أنها لن تفعل وستبقى تؤمن بأن الغد أفضل.فها هي تقول:
" ما زال البعد يؤرقني
كإبنة عشرينٍ
قيود البعد تُحطمني
ترميني خلف تلال اليأس
لكني سأحطم أصفاد قيودي....
من بين براثن المحتل
أنياب الغدر تلاحقني
تمزق أحلامي...
تبعثر أوراقي..
تبقيني في حفرة أوهامي
كزهرة منفية"
ولا تمل سميرة حيث في فقرتها الأخيرة تعاود مخاطبة أمها لتؤكد على ما ذهبت إليه من قبل أنها تذرف الدموع شوقاً وأن الشوق يحرقها ويسبب لها جروحاً غائرة تنجح حين تعلن أنها مستعدة للتضحية بدمها، وتنجح كذلك بربط الدار واللوز والزعتر بالقدس درة فلسطين وبوابة العالم إلى السماء، فلعل نداءها ينفذ إلى السماء، وتؤكد في النهاية على مبدأ الصمود حتى يتحقق النصر وتعود القدس وكل فلسطين إلى حضن أمتها العربية.فتقول:
"أماه...
دموع البعد تلاحقني
تجرحني ...تحرقني
للقدس دمائي تدفعني
أشتاق لمرابعنا
أشتاق للدار
اشتاق للوز للزعتر
أقسمت بأن أحيا في أرضي
وليحيا بقربي السوسن والغار
لتبقى أرضي عربية
ولتحيا أرضي عربية"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف