أنت تجلس تحت شجرة ليمون عتيقة وتراقب الغيم المسافر والطيور… تشتاق لأغنية قديمة غنيتها وأنت صغير!!
تختبئ أكثر من أربعين عاما في عمق رأسك المرهق، كرسالة نسيتها في شقّ جدار، تقفز فجأة بين عينيك فتتماهى معها، لتصير كخرافات الأطفال!!
عندما صعدت أول مرة بناية عالية ، كان بحر واسع يحيطها، يكاد يطبق عليها فيغرقها، أصابني الخوف، كنت سأجرب العوم؛ فأوشكت أن أسقط من فوق البناية العالية!! لم يكن هناك بحر ولا شاطئ كانت سماء زرقاء مفتوحة!!
حفرت مرة على دفتري بئرا بقلم الرصاص؛ لأسقي شجيرات ليمون صغيرة غرسها أبي، لكني نسيت أن أرسم دلوًا!!
غطّيت البئر بإحكام؛ خشيت أن يسقط فيها أحد؛ كانت عميقة جدا بعمق خمسين مترا!! وأبقيت شجيرات أبي عطشى!! لها ربُّ السماء.
حين اكتشفت نافذة صغيرة في غرفتنا، ظننتها طاقة في جدار العالم النهائي!! كنت بجهد أتسلقها… رأيت حمامة تحطّ ثم تطير!! كيف تطير، ولماذا تطير؟! أتفقّد جسمي!! أيمكن أن أطير مثلها؟!
أجمع قطرات مطر بكفي وأبتسم، ابتسامتي مبللة!! تنهرني أمي، سوف تسقط يا شقي… وتسألني من أين لك حبات المطر؟!
كان بلبل رمادي يحطُّ على داليتنا، ينقرعنقود عنب… أتحسس وجهي أيمكن أن يكون لي منقارا؟!
أتسلق الدالية وأحاول أن أقلّد البلبل!! أبي يراقبني ويدخن الغليون، وأمي تدندن و تطرز على ثوبها عنقود عنب حامض!!
يسافر بي الزمن سنين شاقة، فأعثر على دمعات حارّة هربت مني؛ فلا تتعب ذاكرتي، ثمّ يصيبني نوم طارئ!!
بقلم محمود حسونة (أبو فيصل)
تختبئ أكثر من أربعين عاما في عمق رأسك المرهق، كرسالة نسيتها في شقّ جدار، تقفز فجأة بين عينيك فتتماهى معها، لتصير كخرافات الأطفال!!
عندما صعدت أول مرة بناية عالية ، كان بحر واسع يحيطها، يكاد يطبق عليها فيغرقها، أصابني الخوف، كنت سأجرب العوم؛ فأوشكت أن أسقط من فوق البناية العالية!! لم يكن هناك بحر ولا شاطئ كانت سماء زرقاء مفتوحة!!
حفرت مرة على دفتري بئرا بقلم الرصاص؛ لأسقي شجيرات ليمون صغيرة غرسها أبي، لكني نسيت أن أرسم دلوًا!!
غطّيت البئر بإحكام؛ خشيت أن يسقط فيها أحد؛ كانت عميقة جدا بعمق خمسين مترا!! وأبقيت شجيرات أبي عطشى!! لها ربُّ السماء.
حين اكتشفت نافذة صغيرة في غرفتنا، ظننتها طاقة في جدار العالم النهائي!! كنت بجهد أتسلقها… رأيت حمامة تحطّ ثم تطير!! كيف تطير، ولماذا تطير؟! أتفقّد جسمي!! أيمكن أن أطير مثلها؟!
أجمع قطرات مطر بكفي وأبتسم، ابتسامتي مبللة!! تنهرني أمي، سوف تسقط يا شقي… وتسألني من أين لك حبات المطر؟!
كان بلبل رمادي يحطُّ على داليتنا، ينقرعنقود عنب… أتحسس وجهي أيمكن أن يكون لي منقارا؟!
أتسلق الدالية وأحاول أن أقلّد البلبل!! أبي يراقبني ويدخن الغليون، وأمي تدندن و تطرز على ثوبها عنقود عنب حامض!!
يسافر بي الزمن سنين شاقة، فأعثر على دمعات حارّة هربت مني؛ فلا تتعب ذاكرتي، ثمّ يصيبني نوم طارئ!!
بقلم محمود حسونة (أبو فيصل)