الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قلمي تنفس بقلم: ميرنا وليد طيفور

تاريخ النشر : 2019-09-17
قلمي تنفس بقلم: ميرنا وليد طيفور
"قلمي تنفّس"
"مرحبًا بكم من جديد بعالمِ العنفوانيّة المليء بجميع خيبات الدنيا"
-ابدأي من جديد ، لم يعجبني.
-حسنًا سأحاول مرّة أخرى .إلهي أرجوك فلتُشعل شمعة من أجلي ، في مكانٍ ما ، تنجيني من الذي يحصل.
-بقوّة وإصرار وروح مندفعة:
مرحبًا بكم من جديد بعالمِ العنف....
-أنتِ عبارة عن كتلة فشل فقط، ماهذا الهراء وماهذا التعبير ؟لم يعد لديكِ فرصة .أنتِ مطرودة.
-لحظة من فضلك ، لحظة أرجوك.. فلتسمعني إنّي.....
"ذابت الشمعة وذابت معها آخر أحلامي."
فشلتُ بهذا أيضًا ، ربّما لأنّه ليس معي ، لو أنّه معي كان نور وجهه ألهمني على النجاح أكثر ، وضحكة مبسمه أشعلت داخلي لهيب الأمل بنجاحي كما اعتدت ، ولكنّه اليوم بعيد أيضًا ، بعيدٌ جدًا.
-الساعة الحادية عشر ونصف ليلًا.
ستكون هذه آخر رسالة أكتبها من أجله.
عزيزي العزيز صاحب أجمل ضحكة في الدنيا.
عامين ونصف قدّ مرّوا عليّ دونك ، عشتُ ما يقارب المئة خيبة وحدي ، وتجرعت العديد والعديد من كؤوس الحنين على أمل أن تسري في جوفي وتطفئ حريق غيابك الدامي.
خضت معركة غيابك الأخيرة وحدي ، دون يدٍ تنتشلني من أرض غرفتي ليلًا وأنا أذرف الدماء من أنفي ، لم أجد قلبًا آوي إليه باكيةً شوقي إليك وحزني الدائم على فراقك.
تعرضت للخيانة من أقرب صديقاتي ، تلك التي كنت تحذرني منها دومًا ولم أستمع إليك ، جهلًا منّي وحكمةً منك.
لو أخبرتك الآن بأنّي تركتُ موهبة الغناء التي كنتَ تكرهها وأصبحتُ أكرّس وقتي في تعلّم اللغة الإسبانية التي تحبّها ، أستعود إليّ ؟ لو قلت لك أنني أصبحت أصلّي كافة الفرائض وفي وقتها ، وامتنعت عن أكل السكّر كي لا أصاب بتشنج
المعدة أستعود إليّ؟ لو علمت أنني بدأت أقرأ كلّ فجر سورة الرحمن التي كنتَ قد وصيتني المداومة عليها يوميًا ، لتحميني من سوء الدنيا وقسوتها، أستعود إليّ؟
منذ يومين توقفت عن الصلاة ، لم أعد أصلّي لله كي أتوسل إليه أن يريني إيّاك ضاحكًا حتّى لو بحلمي.
ولم أعد أقلّب صفحات القرآن باحثةً عن سورة يوسف التي تزيل عن قلبي عبء رحيلك الموحش.
تناولت الكثير من علب الشوكولا والسكّر والحلويات ،لكَ أن تتخيّل ! هذه المرّة لم تتشنج معدتي، ولم أصاب بحرقةٍ في البلعوم ، أظنها اعتادت على الآلام مثلي، مثلي تمامًا.
توقفت أيضًا عن البكاء عند رؤيتي لمقطع حزين على اليوتيوب وجلّ ما أفعله هو البحث عن فيديو حزين آخر، غيابك أفقدني كافّة أحاسيسي. وهذا يؤسفني ، يؤسفني جدًا.
أرجو أن يأتي اليوم الذي تقرأ فيه بعثرات روحي هُنا وتعي مامعنى أن يفقد الإنسان لين قلبه.
أحبّكَ كثيرًا يا صاحب أجمل ضحكة في الدنيا.
وهذه المرّة وداعًا ، وليس إلى اللقاء ، لأننا لن نلتقي مرّة أخرى أبدًا.
شمسكَ الدافئة_كما كنتَ تقول لي_
-بعد يومين.
تتداول مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة الآنسة أ.د إثر تجرعها قرابة العشرين علبة سكّر ، وفقدانها الوعي لمدّة طويلة في أرضيّة منزلها دون أن ينتبه أحد إليها ، يذكر أن أ.د مذيعة سابقة تعمل في عدّة قنوات ، وتعد من أمهر المذيعات وأكثرهنّ ذكاءً ، ولكن ما نقله لنا بعض الأصحاب حسب ما رأوه أنّها لم تكن تشكو من أيّ مرض ، وأنّ بسمتها وحيويتها كانتا كما عاهدوها دومًا.
وأن موتها غريبٌ ومفاجئ بنفس الوقت ، ويحملُ خلفهُ سرّ عميق.
-"هل هناكَ أمل بحضنٍ وقبلةٍ أُخريين؟ أشعلت قلبي قربانًا لكَ أيها الربّ ، فلتحمها لي أرجوك."
لاتُسعفني حروفي لقول كلمة واحدة لكِ ، أقف الآن أمام عينيكٍ اللوزيتين حائرًا يائسًا لا تعاونني لغتي الأمّ كي أبوح لكِ بحبّي المأجج داخل صدري.
دون يديكِ لن أستطيع القيام بشيء ، دون صوتكِ لن أستطيع البوح بشيء ، دون وجهك لا أقدر على النظر إلى سماءنا ونجومنا المضيئة دومًا.
بدونكِ قد أصبحت خاليًا منّي ، فاقد الرغبة في الاستمرار حتّى بالتنفس .
-لو عدتُ إليكِ باكرًا وأمسكتِ أصابعكِ ، _أصابع البيانو خاصّتي_ ، وشددتكِ إليّ قائلًا اشتقت لكِ ، لو أنّي تخلّصت من شيطان كبريائي هذا الذي سمحَ لي برؤيتكِ كحبل المشنقة بما تكنّيه لي من عشق وخوف وغيرة، وركضتُ إليكٍ حاملًا
ما فقدتيه بسببي من حُب ولمعة عينٍ يليقان بكِ ، لو ركضتُ إليكِ باحثًا عن نفسي بكِ.
ولكنني ها أنا فقدتكِ ، وفقدت حياتي معك ، وليس في يدي حيلة ،سوى الوقوف أمامكِ عاجزًا كلّ العجز ، أحمل بين أضلعي قلبًا ميتًا لا يحيا إلّا معكِ.
-بعد مرور عامين
عاجل: إيجاد العديد من الرسائل المكتوبة بخط اليد في منزلِ المذيعة المتوفاة أ.د في درجِ مكتبتها الخاصّة بواسطة صاحبة المنزل الجديد ، وقد ذكرت الطبيبة م.ج صاحبة المنزل أنّ السيّدة أ.د كانت مُصابة بمرض الاكتئاب الحاد جراء فقدانها زوجها منذ أكثر من 4 سنوات ، حيثُ اتضحّ أنّه قام بهجرانها ، بعد
قيامهما برحلةٍ إلى ستوكهولم بعد يوم ونصف فقط ، ولم تستطع مقاومة هذا الهجران سوى بكتابة الرسائل الورقيّة يوميًا له ، وكان مرضها يزداد في كلّ مرّة تعلم بها أنّه لم يجبها حتّى بكلمة.
-مرحبًا بكم من جديد بعالمِ العنفوانيّة المليء بجميع خيبات الدنيا"
عامان مرّا وصوتها هذا آخر ماتبقى لي ، يتردد على مسمعي في كلّ مرة ، كأنّه عصفور كليمٌ لا يسعهُ سوى التغنّي بألمهِ باحثًا عنّي ، وأنا الذي قتلتُه.
"في ذكرى رحيلكِ الأولى ، سأحبّكِ دائمًا يا شمسي الدافئة"

"لاشيء من الأمسِ سيعود ، ستبقى وجوهنا وحدها النّور في قلوب من أحببنا ، والدفء في أعينهم المليء بماء الأمان الذي سيروي جوفهم في كلّ مرّة يتذكروننا بها."
-كُتبَ علينا الموت قبل رؤية من نحب وهو يتأسّف نادمًا على ما خلّفه لنا من أسى..."
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف