الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهر والنسر والفرقاطة بقلم:فرج الجطيلاوي

تاريخ النشر : 2019-09-16
قصة قصيرة 27-2-2018
قصة قصبرة الهر والنسر والفرقاطة

كنت أظن أنني اشاهد مسرح عرائس، تتحرك الدمى فيه بطريقة غير معهودة، أنخرطت في تفكير عميق أو غيبوبة أو أ نبهار بيد أنني لم أتعود على هذا النوع من المشاهد. الممثلون والمتفرجون يجيدون المواء كل بطريقته . تتلآلآ ألأضواء الساطعة. تتجول عيناي في أرجاء المسرح . اقرأ الشعارات والدعايات ألإنتخابية في دولة مواطنيها من الهرر. أستغربت من الحضور البشري الذي كان دوره فقط مسح مخلفات الهرر. كان نجم المسرح القط ألرمادي القادم من بلاد العم سام.
القط الرمادي بعينيه البراقتين سيطر عالى نحو مفاجيء منذ الوهلة ألأولى حيث ان الدعاية ألإعلامية سبقت حضوره . أثار هذا الهر دهشة الحاضرين بالأشياء التي يحملها أو حمل بها من لوحات دعائية . بدا لي كأنما ينؤ بحمل ثقيل غير انه يرقص بمهارة وتحركه سعادة غامرة .وقف الجمهور من الهرر والبشر يحيون هذا النجم الغير تقليدي المفعم بالثقة وألإحساس بالتفوق .
نهض احد الجا لسين إلى جانبي وأعتلى خشبة المسرح وكنت قد تعرفت عليه وعرفته أين تتجه بوصلة عقلي . حاول الرجل حمل ألأثقال التي تعرقل حركات النجم بينما لم يتوقف التصفيق الحار في القاعة، تعاطيت مع هذا الفعل باعتباره توجه غير محبب بالنسبة لي ، تناول تفكيري تصفح ذاكرتي لعلني اجد تفسيرا يبرر ألأستقبال المنقطع النظير لهذا الهر المقدام . إنه يوم من أيام خروج الدابة التي ستكلم البشر وهم يتفاجؤن بها في بواكير يوم القيامة . خاصة وأن الدابة هذه التي كان ذكرها مجهولا ولم يتحدث كتاب الله عن اسمها وشكلها وانتماءها العرقي او السياسي. لقد خرجت ذات وصفات والناس لا يخافون القطط، فهي حيوان أليف يسـتانسه ألأدمي. أمعن الجمهور والهرر التي تقف إلى جانبه على الخشبة في التصفيق بكل حرارة ,ألإبتسامات والمواءات تعلو الوجوه وتبح الحناجر.بقيت وحدي ملتصقا بالكرسي فيما تواصل الترحيب .لم يكتمل الفصل ألأول من المسرحية حتى خرجت مجموعة أخرى لاتنتمي لأمة ألقطط ، ممثلون محمولون في أقفاص،ألأقفاص يرفعونها بشر فوق رؤسهم . معظم ألأقفاص فارغة إلا قفص واحد يبرز منه طير جارح من سلالة النسور راسه عار من الريش وهومن نسور العالم الجديد .وعلقت لافتة فوق القفص تخبر ان هناك بقية من الممثلين لم يأتوا بعد.
احسست بوهن يسري في فرائصي، لعنت عقلي وعيني هما من جعلني اتسمر وسط مسرح غريب أو جمهور ارغم على أستحسان الردأة.انخرط السيد القط في المواء مرحبا يشريكه من أمة الطيور التي غذاءها ألأساسي جيف الحيوانات. أنتشى الجمهورمواصلا الصخب والتصفيروالتصفيق وهتافات الثناء للهر فيما النسر صار ينتقض حتى كاد أن يكسر القفص لولا جناحيه الهزيلين .
تعمد الرجل الذي يقتعد الكرسي إلى جانبي وكأنه يستفزني : يجب أن تعرف أن هذا النسر من خريجي "كمبردج أناليتكا" .وانطلق الرجل الذي حاول في المرة السابقة حمل أثقال القط من ملصقات ولافتات دعاية إلى حمل قفص النسر فوق رأسه غير أنه تراجع وهو يردد في صوت سمعته بوضوح رغم الضجيج" يبدو انها فرقة السمفونية الواشنطونية".
هذه المرة لم اتمالك نفسي، جذبت الرجل االذي يبدو أنه يلعب في دور كدور القابلة أو المروج، وقد جمعت كل شجاعتي وصرخت فيه:"ماهي فصة "السمفونية الوشنطونية".
التفت مستغربا، لوح بيده كأنما يريد لكمي، أمسكت بيده ودفعت به بعيدا . أكتفى بالقول "أعرف أنكم تكرهون الموسيقا الحرة القادمة من واشنطن ".بينما أنخرط يضغط على الطقاقة التي كان يحملها.
صار على خشبة المسرح نجمان لهذه ألإحتفالية. شرع القط في المواء مبتهحا على صوت "الطقاقة" فيما أنخرط النسر في الصعير دونما يظهر فرح ولا حزنا. ساد صمتا وأطفأت انوار القاعة وأسدل الستار ، لم يدوم ذلك طويلا
حتى فتح الستار ليظهر عرض يبدو جديدا هو عبارة عن هيكل تشبيهي لسفينة أطلقت صفارات وطلقات إعلانا للوصول كتب على رايتها " فرقاطة ألإستقلال"، لم تكن هناك أمواج تحملها ، كان الهيكل الخشبي محمولا على أكتاف بشرية، ونظرا للإضاءة المبهرة التي كان تتمتع بها القاعة وخشبة المسرح فاءن ألأجساد التي تنوء بثقل السفينة والتحرك البطيء جعلت عقلى يرسم على صفحات ذاكرتي صورة تاريخية لحصان طروادة.
تعالت الهتافات والزغاريد وكأن حفلة عرس قد أكتملت بوصول السفينة.عندما استقرت السفينة المحمولة في منتصف خشبة المسرح، اندفع الهر واطلق النسر من قفصه لإعتلاء ظهرها الذي أزدان بالكراسي الفاخرة. صفق المتفرجون بحبور منقطع النظير غير أنني قهقهت بشدة بالغة عندما عرض شريطا الكترونيا دعائيا يتحرك في كل زاوية من زوايا القاعة نعم "لحكم الهرر لا لحكم النسور" . فرج الجطيلاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف