الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

منظومة التعليم العالي عن بعد داخل الجامعات الجزائرية بقلم: فؤاد الصباغ

تاريخ النشر : 2019-09-16
منظومة التعليم العالي عن بعد داخل الجامعات الجزائرية بقلم: فؤاد الصباغ
منظومة التعليم العالي عن بعد داخل الجامعات الجزائرية

إن العولمة الرقمية أصبحت اليوم واقعا ملموسا في حياتنا اليومية بحيث غيرت في مختلف أنواع سلوكياتنا و أنماط أعمالنا. فمما لا شك فيه ساهمت تلك التكنولوجيات و التقنيات الحديثة في النهوض المباشر بمنظومة التعليم العالي و تشكيل سمات جيله الحالي. إذ في الماضي كان التعليم يعتمد علي الوسائل البدائية من أجل إيصال الدروس العلمية للطلاب منها إستخدام القاعات التقليدية و المدارج الجامعية و السبورة اللوحية بالطباشير أو بالقلم الحبري. كما كان البحث العلمي يعتمد علي وسائل بسيطة منها الإقتصار فقط علي البحث داخل المكتبات الجامعية مما تصعب عملية الوصول للمعلومة بحيث تضيع وقت طويلا في التنقيب و البحث الغير ناجع في طرقه. أما في المقابل فقد فتح الفضاء الرقمي أبوابه علي مصراعيها للباحثين من طلبة و أساتذة من خلال سهولة الولوج إلي داخل تطبيقات المكتبات الإلكترونية الكاملة و الشاملة من مقالات علمية بمختلف المجلات الجامعية إلي كتب علمية مرقمنة في شكل PDF  و ePub و كذلك سرعة البحث و الوصول إلي المعلومات العلمية بطرق فاعلة و ناجعة. ففي هذا الصدد يصنف التعليم العالي و البحث العلمي بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية في المراتب الأولي عربيا نظرا للأشواط الطويلة التي قطعها علي درب تحديث بنيته الرقمية و التكنولوجية داخل جل جامعاته مع إحداثه منصة خاصة للبحث العلمي التي تضم المئات من المجلات الجامعية في صلب بوابة جزائرية محكمة للمجلات العلمية معترف بها دوليا. إن التعليم العالي الجزائري يتمتع بموصفات الجودة العالمية و هو يصنف ضمن التعليم العالي المتقدم نظرا لتقاربه في محتواه و أهدافه مع أرقي و أعرق الجامعات الأوروبية و خاصة منها الفرنسية. أما بقية المنظومات التعليمية بدول شمال إفريقيا فهي مازالت في مراحلها الأولي و تشكو من عديد المشاكل و العوائق قصد الإلتحاق بركب الحداثة و الإنصهار في العولمة الرقمية و إستغلال المنصات التكنولوجية للتعليم عن بعد, نذكر خاصة منها الجامعات الموريتانية, التونسية, الليبية و المصرية. أما بالنسبة للجامعات المغربية فهي إعتمدت النظام الفرنسي في مناهج التعليم الجامعي و في بوابتها البحثية بحيث شكل ذلك التعاون المباشر بين الجامعات الفرنسية و المغربية مكسبا هاما مستقبليا عبر ما يسمي "بفرنسة التعليم".

تطبيقات التعليم عن بعد 

تشمل تلك التطبيقات للتعليم عن بعد eLearning اليوم جل الجامعات الجزائرية و هي تعتبر جزء لا يتجزأ من منظومة التعليم العالي التقليدي الحالي. لكن إستخداماتها تبقي محتشمة نظرا لإقتصارها فقط علي تنزيل المحاضرات الجامعية علي تطبيقة تسمي ب Moodle و ذلك في صيغة PDF, PPT, Vidéos. ففي هذا الصدد تشكل تلك المنظومة التعليمية لبنة جديدة في التعليم الجامعي عن بعد في صلب منظومة التواصل عن بعد أو التدريس بالفيديوهات Tele-Enseignement. أما بخصوص محتوي تلك التطبيقات فهو يعتبر محدودا مقارنة مع الجامعات الأوروبية و خاصة منها الفرنسية و مازالت بدورها تفتقر للتحديث في برامج التواصل بين الأساتذة و الطلبة عبر ما يعرف بالقاعات الإفتراضية  Virtual Classroom. إن منظومة التعليم العالي عن بعد داخل الجامعات الجزائرية تمثل في محتواها مكملا للتعليم التقليدي الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال الإستغناء عنه. لكن تلك المنظومة فهي أيضا قابلة للتطوير و التجديد في محتواها منها إضافة تلك القاعات الإفتراضية التي تجمع الأساتذة و الطلاب خارج نطاق الجامعة و بدون الإلزام بالحضور الإجباري أو أيضا تخصيص في صلبها جميع الإختصاصات و نشر أكبر عدد ممكن من المحاضرات الجامعية صوتا و صورة.

مستقبل التعليم عن بعد بالجزائر

إن الرهان علي التعليم عن بعد داخل جل الجامعات الجزائرية يعتبر مكسبا هاما بحيث يكون الطالب في وضعية تسمح له بتجاوز العوائق و الصعوبات منها المادية و الإجتماعية و تصبح المؤسسات الجامعية قادرة علي دمج تلك المنظومة الرقمية في صلب التعليم الجامعي العالمي المفتوح علي الجميع. فالتحديث في محتوي تلك التطبيقات المتوفرة حاليا علي صفحات هي عبارة عن منتديات أو مدونات علي تطبيقة Moodle  بحيث يمكن لها أن تخلق مساحة من التعاون الجامعي مع المنظومة الفرنسية للتعليم الجامعي عن بعد و ذلك بإضافة برمجيات التواصل عن بعد المسماة "بالقاعات الإفتراضية". فأهداف التعليم عن بعد تكمن بالأساس في توفير تحصيل علمي للطلاب أصحاب الحالات الخاصة منهم أصحاب الإعاقات الجسدية, النساء الحوامل و اللاتي تحتضن أطفال رضع, السجناء, المرضي بالمستشفيات, اللذين لدينهم أعمال و يرغبون في الحصول علي شهادة علمية تعزز من مسيرتهم المهنية, الكبار في السن و اللذين يرغبون في الحصول علي شهادة الدكتوراه و غيرهم. بالتالي يمكن للجامعات الجزائرية تطوير محتوي تلك التطبيقات للتعليم عن بعد و توفير صفحة خاصة للتسجيل في سنة جامعية برمتها مخصصة للتعليم عن بعد. عموما يمكن النسج علي منوال التجربة الفرنسية التي أصبحت تخصص للطلاب الإختيار في كل سنة جامعية, إما التسجيل لمتابعة المحاضرات و الأشغال التطبيقية بالحضور الإجباري داخل القاعات التقليدية أو التسجيل في تطبيقة التعليم عن بعد عبر متابعة المحاضرات و الأشغال التطبيقية داخل القاعات الإفتراضية و بدون الإلزام بالحضور الإجباري.

الإنتدابات للأساتذة الجامعيين

تعاني أغلب الجامعات العربية و خاصة منها بدول شمال إفريقيا من أزمة حقيقية داخل منظومتها الجامعية التقليدية خاصة من جانب الإنتدابات للأساتذة. إذ في كل سنة جامعية تشهد أغلب تلك الجامعات فوضي عارمة و مقاطعة شاملة للإختبارات المرحلية و إضراب عام خاصة من قبل الأساتذة الشبان المتعاقدين و التي طالت مدة تدريسهم في ظروف غير عادية منها التدريس وفق تسعيرة رخيصة للساعة الواحدة و عدم الترسيم و الإقتصار علي تقديم المساعدة بدون تسوية الوضعية المهنية. فالمناظرات الوطنية تبقي عقيمة بالنسبة لهم نظرا للعدد المحدود جدا للبقاع المزمع سد شغورها. أما بخصوص الإنتداب بالترقية و تسوية وضعية بعضهم تعتبر هي أيضا غير ناجعة خاصة من جانب الكفاءة المهنية و العلمية لتلك النوعية من الأساتذة و التي غالبا ما تخفق في المناظرات الوطنية. ففي هذا السياق تعاني الجامعات الجزائرية مثل غيرها من الجامعات بمنطقة شمال إفريقيا من تراكم تلك الأزمات المهنية للأساتذة المتعاقدين أو للمترشحين الراغبين للإنضمام إلي فريق التدريس و التأطير بتلك الجامعات. بالتالي تعتبر الإنتدابات للأساتذة الجامعيين من أجل التدريس عن بعد تقدر بأقل تكلفة بكثير و هي تحد بشكل مباشر من جميع المشاكل بحيث توفر لأولئك الأساتذة وظيفة قارة علي المدى البعيد و تمكنهم تلك المنظومة الخاصة للتدريس عن بعد من فرص حقيقية للعمل المستمر. بالإضافة إلي ذلك تعتبر الدرجات العلمية المطلوبة للأساتذة المنتدبين أقل درجة من المنظومة التقليدية. أما تسعيرة الساعة الواحدة لحصة التدريس عن بعد تشكل بدورها حلا لأزمة صرف الرواتب الشهرية للإساتذة بحيث تكون قادرة علي تغطية جميع الحاجيات وفقا للميزانيات الجامعية المخصصة في الغرض.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف