الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نادي الفضيلة بقلم:جهاد الدين رمضان

تاريخ النشر : 2019-09-16
نادي الفضيلة بقلم:جهاد الدين رمضان
نادي الفضيلة

قال الخنزير :

·       يا أحبتي يا سكان الحظيرة، جمعتكم اليوم لنتناقش في قضية خطيرة، تعلمون أن الفضيلة من الخصال الحميدة المشكورة، و تعلمون أن زميلتنا الغنمة خير من توصف بالعفة و الستر بسبب إليتها الكبيرة، و قد اشتكت لي من ارتفاع المعلف عن الأرض، مما يجبرها على القفز فتبين عورتها في بعض الأحيان، و في آخر مرة شاهدتها زميلتها العنزة أم الذيل المعقوف، و عيّرتها قائلة :

بيّنت طيزك يا غنمة!

(العفو منكم هكذا قالت لي بالحرف الواحد) .

قالت الغنمة ماع بحياء، تأكيداً على صدق الواقعة.

أكمل الخنزير الحكيم يقول :

·       يا قوم يا معشر الأذناب و الحوافر ، ما رأيكم أن نعيّن معزتنا الفاضلة زعيمة نادي الفضيلة كونها انتبهت و نبّهت الغنمة على انكشاف عورتها حين قفزها نحو المعلف العالي؟

نبح الكلب موافقاً، بينما نهق الحمار معترضاً، و صاح الديك الفصيح فرحاً مسرورا :

·       نعم ، أصبت يا خنزير، فقد شاهدت المعزة ذات الذنب المعقوف تنطح "المرياع" الكبير لأنه لم يغَر على غنمته المفضوحة.

أكد التيس ذلك بكل عناد، و قال :

·       يا معزاتي عفواً يا أعزائي الحيوانات، ما رأيت مثل عنزتي حرصاً على مكارم الأخلاق، تراقب كل إناث الحظيرة على الصغيرة و الكبيرة، في ذات يوم بدلت الأفعى جلدها خارج وكرها، فأنبتها عنزتي و قالت لها استحِ يا حية، و بدّلي جلدك تحت التبن، و من يومها صارت مثلاً في الآفاق : (مثل الحية من تحت التبن).

قام الثور السمين عن معالف البقرات، و توجه نحو منصة الخطاب، نطح البغل الحردان ليوسع له في المكان، خار بصوت عال و قال :

·       لا يخفى عليكم يا أحباب، يا ذوات الريش و الأذناب ، أن المعزة خلقها الله بذيل معقوف للأعلى لحكمة ما، و ذلك يدل على أن لا شيء لديها لتخفيه و تتستر عليه ، و هذا قمة الوضوح و الصراحة، و هي من خير صفات الفضيلة، سيروا و عيني ترعاكم.

قاقت الدجاجة البلدية الشقراء، و قالت قاق عليّ الطلاق كلامكم صحيح.

عنفص الحمار و قلب طاولة الحوار، شهنق محتجاً و قال :

·       حبيباتي الحيوانات الكرام، زملائي البهائم ذوي القوائم و الأظلاف و الحوافر، تعلمون حقاً ليس من شيمتي أن أخالفكم بأي قرار، فأنا مجرد حمار.

لكن يا قوم المعزة رائحتها كريهة، و لا تشرب إلا من رأس النبع، فتلوث الهواء و الماء، فكيف نجعلها زعيمة نادي الفضيلة حيث ننشد الهدوء و الراحة و الاستجمام في جو ملوث بالروائح الفاسدة؟

ضحك الخنزير الحكيم، و قال للحمار الغشيم :

·       يا صديقي "حمّور" الصبور، ألا تعلم بأن رائحة العنز صارت من أفخر أنواع العطور؟ اسأل "ديور دو فرانس" و عنده تلقى الجواب يا حباب، و أنا لا اشتري عطوراتي إلا على آخر طرز.

أما قصة شرب العنزة للماء من رأس النبع، فهذا لحرصها على التأكد من سلامة الماء و صلاحيته للشرب، قبل أن تشرب منه بقية الحيوانات في أسفل النبع، فلو كان الماء فاسداً و غير صالح للشرب، لعزفت عنه و نبهتكم على خطورته، قبل أن تصيبكم العدوى و يعم البلاء.

هزت العنزة رأسها زهواً و فخراً بخيلاء ، و قالت بوضوح و لا خفاء :

·       أشكر ثقتكم بأخلاقي الفضيلة زميلاتي و زملائي سكان الزريبة، و أجزل الشكر لزميلي الخنزير الذي رشحني لهذا المنصب الخطير، و آمل أن أكون عند حسن الظن، و أرجو أن تستمتعوا بشرب حليبي من ضرعي المبارك المكشوف للكل، و تنشق رائحة عطري الغالي النفيس زي الفلّ، و دام عزكم و علفكم و عليقكم ، و أرحب بتعليقاتكم و تعليق هذه المهمة برقبتي ، على راسي و الذيل، و طالت أذنابكم بكل خير و سلام.

حين ذاك أجمعت حيوانات الحظيرة، بما فيهم الحمار "حمّور" الغشيم، و خاله البغل الحردان السمين، على تعيين السيدة المعزة ذات الذيل المعقوف زعيمة لنادي الفضيلة و الأخلاق الحميدة، ثم صارت مضرب المثل في السترة و الحرص، فيقول قائلهم : (الله يستر عليهم سترة العنز) .
................................ ................................
جهاد الدين رمضان

     فيينا في ٣ آب / أغسطس ٢٠١٩
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف