الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عفريت أوسلو بقلم:أشرف صالح

تاريخ النشر : 2019-09-15
عفريت أوسلو بقلم:أشرف صالح
عفريت أوسلو.

يقولون , لا يجوز على الميت إلا الرحمة , ومع مرور قرابة عشرون عاماً على وفاة إتفاق  أوسلو , إلا أن عفريته لا زال يخرج لنا كلما تذكرنا خطاياه , فنقوم بإستحضاره ليتحمل خطايانا أيضاً , فبالأمس كان عنوان مسيرات العودة وكسر الحصار "فلتشطب أوسلو من تاريخنا" , وفي كل مناسبة يطالب الساسة بشطب أوسلو , علماً بأن أوسلو إنشطبت من تاريخنا وتاريخ إسرائيل أيضاً , عندما قتلها شارون بإقتحامة للأقصى عام 2000 م , وأطلق باراك صواريخ "اللاو" على المشاركين في جنازتها "إنتفاضة الأقصى" , ومن ثم قرر الرئيس الثائر آناذاك ياسر عرفات أن يفتح المجال لمن يريد أن يأتي لنا بما هو أفضل من أوسلو , وتمثل ذلك بدعم إنتفاضة الأقصى , وإطلاق يد المقاومة بكل أشكالها , وتشكيل قوات كتائب شهداء الأقصى , ورغم أنه كان لا يرفض أي مبادرة للمفاوضات , ولكنه جسد ومن خلال فلسفة الصراع مقولة "سلام الشجعان" أي سلام الأقوياء , والتي كان يقولها حتى وهو جالس مع خصمه على طاولة المفاوضات , ومع كل هذا فلا زال المخطؤون يستحضرون عفريت أوسلو لجلسات المحاكمة , في محاولة منهم أن يتحمل عفريت أوسلو كل لائحة الإتهام..

لا شك أن إتفاق أوسلو كان لصالح الطرف الأقوى "إسرائيل" , لأنه يعطي 78% ويأخذ 22% , بالإضافة الى أنه إتفاق مرحلي وليس رزمة واحدة , كي يسهل على إسرائيل أن تلعب بكرت كسب الوقت والمماطلة والتنصل , وضف على ذلك أن بروتوكولات أوسلو الأمنية والإقتصادية كانت فعالة منذ اليوم الأول , وقبل أن يطمئن الفلسطينيون بأن إسرائيل ستفي ببنود الإتفاقة المرحلية , حتى نصل الى المرحلة الأخيرة وهي "دولة مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وحق تقرير المصير للاجئين , إما العودة أو التعويض" , ولكن هذا الإتفاق سياسياً وقانونياً وجغرافياً قد إنتهى , وما نراه الآن هو نتاج الخطوة الأولى من هذا الإتفاق قبل أن ينتهي , وهي الخطوة التي حولت قواعد الصراع من خارج الوطن الى داخله , فأصبحنا مقاتلين على أرض الوطن , وفي قوالب عدة "مؤسساتية , وسياسية , وقانونية , وعسكرية" وهي الخطوة التي تطورت الى أن حملت إسم دولة فلسطين , في هيئة الأمم والمجتمع الدولي والمحافل.. ورغم هذه المسميات والتي تعتبر إنجازاً لشعب كان في خبر كان , إلا أن المشكلة الجوهرية لا زالت قائمة , وهي أن الــ22% من الأرض والتي يجب أن نحصلها بموجب إتفاق أوسلو , أصبحت لا تتجاوز الــ10% بموجب قرار إسرائيل  بالقضاء على إتفاق أوسلو , وهذا يعني أننا أصبحنا نملك مسمى دولة ومؤسسات دولة , ولا نملك الأرض .

سيبقى إتفاق أوسلو والذي عاش ضعيفاً وهشاً , وبعد موته أصبح ملعوناً على ألسنة الساسة , سيبقى مثار جدل بين مؤيد ومعارض.. ولكن هناك ثلاث حقائق مهمة  يجب أن يعرفها الجميع , وهي التي ستضع النقاط على الحروف..

أولاُ : جميع الفصائل الفلسطينية  بإستثناء "الجهاد الإسلامي , والتيار السلفي" أكدوا على قبولهم بدولة على حدود الــ 67 , وهذا ما ينص عليه إتفاق أوسلو , إذا , لم يأتو لنا بشيئ جديد , بالإضافة الى أن جميع الفصائل دخلت الإنتخابات وأصبحت جزئاً من مؤسسات الدولة بموجب إتفاق أوسلو .

ثانياً : بعد إنتهاء أوسلو عملياً عام 2000 م , وقرار ياسر عرفات بدعم وتسليح المقاومة , كان الباب مفتوحاً للجميع بأن يأتو بما هو أفضل من 22% , إذا , فماذا حدث؟

ثالثاً : رغم أن إتفاق أوسلو كان هشاً ولا يعطي الفلسطينيين سوا 22% , إلا أن واقعنا الآن هو أقل من ربع إتفاق أوسلو حسب تقديري , ومع ذلك فلا زال بعض الساسة يعتبرون أن إتفاق  أوسلو لا زال حياً , وفي كل مناسبة يقدمونه ككبش فداء لكل خطاياهم .

في الذكرى السادسة والعشرون لولادة أوسلو , والذكرى التاسعة عشر لوفاة أوسلو , أقول أن أوسلو كان إتفاقاً هشاً , ولا يعطينا سوا 22% , ولكن , هل أحد من الفصائل  قدم لنا أكثر من ذالك الإتفاق الهش؟ وهل أحد من الفصائل حرر شبراً من الأرض المغتصبة منذ ذلك الحين الى يومنا هذا؟ , لا أحد , أعظم الله أجركم في إتفاق أوسلو المشؤوم , وننتظر منكم التحرير , وسنكون جنوداً عندكم..

محلل سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف