الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العنصرية ومحاربة الإسلام أهم مميزات الأرسيدي في فترة حكم محسن بلعباس

تاريخ النشر : 2019-09-15
العنصرية ومحاربة الإسلام أهم مميزات الأرسيدي في فترة حكم محسن بلعباس
العنصرية  و محاربة الإسلام أهم مميزات الأرسيدي في فترة حكم محسن بلعباس
عميرة أيسر

يعتبر الأرسيدي أو التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من الأحزاب التي نشأت في أواخر الثمانيات من القرن الماضي وبالتحديد يوم 9فيفري1989م، من طرف مجموعة من منطقة جغرافية واحدة وهي منطقة القبائل وكان من ابرز المؤسسين له هو سعيد سعدي وعمارة بن يونس وخليدة تومي ومقران أيت العربي وطارق ميرة حميد لوناسي، وحتىَّ الانفصالي زعيم حركة الماك المرتبطة بالموساد الصهيوني فرحات مهني كان من ركائز الحزب ومن أبرز مؤسسيه، وقد كانت مواقف الحزب تتسم بنوع من العقلانية في الخطاب واحترام الثوابت الوطنية للشعب والدولة الجزائرية وإن بنسب متفاوتة في فترة حكم زعيمه السَّابق سعيد سعدي، ولكن بعد استقالته من الحزب نهائياَ بتاريخ 9فيفيري2018 وذلك خلال عقد أحد مؤتمرات الحزب الذي عقد بفندق الهلتون بالعاصمة، ليخلفه محسن بلعباس على رأس الحزب وهو الذي تزوج قريبة معطوب بلوناس رحمه الله، وهناك الكثير من القيادات وحتى المناضلين ساخطون إلى اليوم على رئاسته للحزب، ويرون بأنه لو لم يكن متزوجاَ من قريبة معطوب لما كان له شرف ترأس حزبهم، الذي يرونه قلعة الديمقراطية الأولى في الجزائر.

بالرغم من أن العارفين بخبايا هذا الحزب وكواليسه الداخلية يقولون ب، ن هذا الحزب هو حزب أيديولوجي استئصالي عنصري بامتياز، واكبر دليل على ذلك مثلاَ أن معظم أعضاء المكتب الجهوي بالعاصمة ينحدرون من منطقة القبائل باستثناء واحد أو اثنين ينحدون من مناطق أخرى من الوطن ومنها وهران، بالإضافة إلى أن محسن بلعباس معروف بأنه من أشد المعارضين للقايد صالح ولمؤسسة الجيش بصورة عامة، ولقراراته التي اتخذها مؤخراَ والتي بغض النظر من موقفي الشخصي منها ولكن ليس من الحكمة في شيء أن يشكك رئيس حزب الأرسيدي في كل ما تم حتى اليوم، بدعوى أنه لا يخدم مصلحته الشخصية حيث أنه اتهمه واتهم المؤسسة العسكرية بعد اعتقال المناضلة لويزة حنون رئيسة حزب العمال وتوجيه تهم ثقيلة لها من طرف القضاء العسكري، وبدل أن يناقش هذا الموقف سياسياَ شن َّهجوماَ شرسا َعلى قيادة الجيش التي نختلف معها في وجهات النظر، واتهمها وذلك في منشور له على صفحته الفيسبوكية بأنها تمارس الحكم العسكري الجبري عن طريق تحكمها الكلي في القرار الَّسياسي، وبأن عدالتنا هي عدالة انتقائية انتقامية لا تزال تسير بالهاتف، وبأن الجيش قد أرغمنا على تبنى مرحلة تضليلية بدل الانتقالية،  وبأن الدول يجب أن لا تسير كالثكنات العسكرية، والتي لا مكان فيها للنقاش والنقد وحتىَّ التفكير في المستقبل، وأن فرض نظام الثكنات في الحياة الاجتماعية يدفع بنا نحو الاستبداد.

ليناقض نفسه بعدها بأشهر عندما صرح لوسائل الإعلام قائلاً بأننا نعيش في مرحلة انتقالية، وبأن الوقت قد فات لتطبيق المادة 102من الدستور والتي أتاحت عزل بوتفليقة من الحكم، بالرغم من أن حزبه كان يطالب بتفعيلها وباعترافه الشخصي منذ شهر ديسمبر2012م، عندما كانت تسمى المادة88 من الدستور، ولا ننسى بأن محسن بلعباس من الذين يدعون إلى إنشاء مجلس تأسيسي وليس إلى تنظيم انتخابات شفافة نزيهة ديمقراطية بإشراف شعبي كامل، وذلك ما يتيح لأي عضو من أعضاءه رفض أي مادة في الدستور بمفرده و بالتالي إسقاطها فورا منه، مثل المادة 2من الدستور الحالي والتي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي، وهو المادة التي يهاجمها رئيس الأرسيدي كلما تسنت له الفرصة لذلك، بدعوى أن الإسلام هو السبب الرئيسي لعرقلة سير المجتمع والدولة الجزائرية، وذلك في كلمته التي ألقاها غداة افتتاح ملتقى الشباب التقدمي للأرسيدي بسوق الاثنين ببجاية بتاريخ26سبتمبر2018م، حيث انتقد كذلك عدم تدريس تاريخ الأديان المختلفة في المناهج التربوية الوطنية منذ الاستقلال، وهدفه واضح وجلي ولا يحتاج إلى شرح أو تفصيل من وراء تلك التصريحات الاستفزازية التي لم تقف عند هذا الحد، بل أصبح يدعو جهاراً نهاراً في كل مناسبة وذلك منذ سنة 2018الى المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة بما في ذلك المساواة في الميراث اقتداء بتونس، التي لا يزال هذا الموضوع يثير جدلاَ واسعاَ بين النخب السياسية هناك، وتناسى عامداَ أن الشعب الجزائري بأغلبيته مجتمع مسلم محافظ مستحيل أن يقبل بتمرير قانون كهذا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما وصف المعترضين على تلك الخطوة بأنهم جهلة ومتخلفون وبأنهم أقلية صغيرة جداَ، ولا تأثير أو وزن لها في المجتمع.

هذا غيض من فيض من تصريحات زعيم حزب سياسي يدعي بأن حزبه تقدمي ديمقراطي ولكن الديمقراطية عنده هي  مجرد حبر على ورق فقط، لأن    الديمقراطية  الحقيقية تكون فيها الكلمة الفيصل دائماً للأغلبية من أبناء الشعب، وأقول له كان الأولى بك أن تطرح فكرة علمنة الدولة بشكل كامل بعيداً عن مبادئ الدولة وثوابتها العامة على بلدان الاتحاد الأوروبي التي لا يزال شعار الصليب  في عدة دول فيها كالدول الاسكندينافية جزء رئيسي من مكونات علمها الرسمي، وهذا اعتراف ضمني بأهمية الدين في حياتهم اليومية، وكذلك لماذا لا يطالب تلك الدول التي يريدنا أن نكون مثلها أن تقبل بتركيا المسلمة في الاتحاد الأوروبي الذي هو ناد مسيحي حسب قول نيكولا ساركوزي الرئيسي الفرنسي الأسبق وبالتالي لا يجوز لغير الدول المسيحية أن تكون من أعضاءه  الدائمين، وبالتالي فإن هذا الحزب كغيره من الأحزاب الفاشلة التي تحترف النصب والاحتيال السياسي وتمارض مختلف فنون الخداع الاستراتيجي المدروس، فمثلاَ كل قيادات الحزب يؤكدون بأنهم حزب فقير ومعدوم مادياً، ولكن لا أحد منهم يخرج علناً علينا في الإعلام ليقول بأن كل مداخيل فندق نجمة في العاصمة تصب في خزينة الحزب لأنه يمتلكه وإن بطريقة غير مباشرة، وبأنه كان يتلقى دعماً وتمويلاً من حداد وربراب والكثير من رجال الأعمال في منطقة تيزي وزو، وللأسف يصمت إعلامنا الموجه المتآمر على الشعب في معظمه عن حقائق كهذه، خوفاً من اللوبي الفرانكفوني الذي يسير الحزب ولا يزال قوياً ومتمكناً داخل دواليب الحكم بالرغم من كل الضربات الموجعة التي وجهت له.

عميرة أيسر_كاتب جزائري    

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف