الأخبار
الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفح
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

منى عارف تروي ذكريات فتاة الريح بقلم:السيد الهبيان

تاريخ النشر : 2019-09-15
منى عارف تروي ذكريات فتاة الريح بقلم:السيد الهبيان
منى عارف تروى ذكريات
فتاةالريح
السيد الهبيان
تمثل "فتاة الريح" الإصدار الثامن..للكاتبة السكندرية"منى عارف".. التى تحتل مكانة مميزة في المحيط الأدبى السكندرى..باشتراكها في مختلف الفاعليات الأدبية.. وحصولها من خلالها على عدة جوائز..وشهادات تقدير وتميز..عن إصداراتها.. التى تنوعت.. بين الخاطرة والقصة القصيرة والرواية والنقد الأدبى.."ليالى القمر"."أطواق الياسمين"."روائع الزمن الجمبل"."وشوشات الودع"."أشجارالرحيل" "إيقاعت متفردة"."لعبة الظلال".
هذا التنوع الإبداعى..يشير إلى قدرة صاحبته على ألإبحار في عام الأدب بخطى ثابتة..بدت في تجاربها المتعددة..التى لم تتقيد فيها بأطر محددة..على النحو الذة قدمته في مجموعنها"غتاة الرح"..اعتمدت فيها على مخزون ذاكرةالبطلة ..استحضرت منه مرحلتى الطفولة والصبا..وما قامت به من ترحال لأماكن ومدن مختلفة..مصرية وعربية وأوربية..وذكرياتها مع رفيق حبها..كل هذا يجعل من تصنيفها رواية أقرب من القصص القصيرة..فقد بدأت من الأسكندرية موطن إقامتها..ثم المدن القريبة منها.."رأس علم".رأس الحكمة.مرسى مطروح.طنطا.القاهرة. أسوان...بالإضافة إلى مدن أخرى عربية..بيروت.الأردن..تونس..المغرب..ومدن أوربية..فرنسا.بلجيكا..وعنونت فصولها التى عرضت من خلالها ذكرياتها.."فتاة الريح"."كاميرا بابا"."شارع المعادى"."بيت فوزية"."مرسى القلب"."نجمة البحر"."DEZ CHNTELLE".بيت الدراويش"."شارع البحر"."معابر الحزن"."الحجرة السابعة"."الجامع الأزرق" ..""OSTWNDW.."LA BELLE VISTA"ا"حضن تيته رتيبه"."التنين الأزرق"."مبنى الصولجان"."مدينة خلقت للعشق"."بيت فى الجبل","بيت القصيد"."رأس الحكمة"."البقعة البيضاء"."قبلة العشاق".نزل الأفراح"."بيت الفل"."بستان ورد".وبالإبحار فى قراءة هذه القصص..يبدو أنها اجتمعت تحت عباءة قديم الذكريات وحديثها..وتعددت فيها الأزمنة والأماكن..مع ذكر التواريخ التى حدثت فيها..ووصف الأماكن الأثرية بكل تفاصيلها..والسبب فى ذلك أوضحته الكاتبة بقولها: "ورثت عن أبى عشقا للأماكن..وأصبحت لدى تلك الملكة..أن أتذكر صوتا وصورة..الشوارع وميادين البلدان الصغيرة..الفانية في أقاصى "سان لوران"..وبيتا أحببته في أحضان الجبل..وعتبات بعينها..ومرفأ عشق جمعنا..ودارا لاينقطع فيها الذكر..حان وقت إماطة اللئام عنها"..وهذا مابدا في مضامين قصصها.

"فتاة الريح" ..التى اختارتها لتكون إسما لمجموعتها..وخاطبت القارىء عنها.." أنت لاتعرف شيئا عنها..ولا عن الطريق الذى قطعته وثبا..أحيانا كثيرة..من مكان لآخر..لاتعرف دموعها التى ذرفتها هناك..ولا لحظات الشجن..ولا لحظات الحب القصيرة جدا..التى وهبتها الحياة ثوان منها..ورحل الأحبة"..وأضافت"أن فى درج مكتبها العتيق..تمتلك أرشيفا خاصا بها..احتفظت به لسنوات عديد’..فيه كل ماواجهته.."الألم واليأس من الناس والخسارة والاحباطات اللاذعة".. وكيف أصبحت بعد أن داهمها حزن مقيم..تحتفظ في الصدارة بذكرى حب قديم..وما كتبته من أول حكايته ..والقصائد التى كتبتها فيه..قبل أن يصبح كل شىء..ذكرى..نسكن قلبها.

و "كاميرا بابا"..التى لاتفارقه أبدا..قام بتسويرها يوم ذهابهم إلى"حديقة أنطونيادس",,في حديقة الحيوان بالاسكندرية..وفى أعياد الميلاد..التى يزيتها شموع وتورت من محل "خاموس"على محطة ترام "الابراهيمية"..وصور الأم وهى تعزف على البيانو..وصورها هى مع كلبها..وقيام مصوراتى بلاج "المعمورة وهى برداء البحر.."ولا شمس البارودى في زمانها"...حاولت أمها أن تتخلص منها..لكن جدتها انفعلت عليها..وعاتبتها لحرصها على حمع الذكريات.

و"شارع 9 المعادى".. الحى الراقى فى ضواحى القاهرة .. والتى تحمل شوارعه عبق الزمن الجميل..اشتاقت للعب مع أصدقاء الطفولة..قبل مشهد الغياب..وعندما عرفت بإقامة ببطولة في استاد المعادى الجديد..أحست أن جدران الحب "تترنح داخل وطن يسكن جسدا لايفارقه أبدا"..وجدتها فرصة لوصل حبال الود..بعد غياب سنوات ..لكن أدهشها وأحزنها..ما حدث فيه من تغيير قى معالمه..ولم يعد منه غير بقايا شاحبة..فوجدت أن "لاشىء يستدعى غناء الأسى".

وفى "بيت فوزية"..كانت تجد الدفء.. فتنسى مذاق الهجر الذى أدماها..وتتنهد شاكية لها ..عن تساقط العشاق..فتطلب منها أن ترتاح من رحلتها المتعبة.. تعرف عنها أشياء لم تبح بها..وتظل تحتفظ بها ذاكرتها,,حدثتها عن أمل فى حب لم يتحقق..وقررت ألا تنساه .حتى يبتعد الفراق طويلا..فانتشلتها من أفكارها .."الوقت كفيل بتضميد الآهات".

وعلى "مرسى القلب".. تشتاق إلى صاحبها الذى تركها بلا رحمة..بعد أن وعدته أنها لن تتركه..كان حبهما لايفصله جدار ولا سفر ولا حواجز..طلبت منه أن يأخذها إلى البيت الذى تجلس بين جدرانه.. تدون كل ما مر بها..تكتب أوراد الحب..وتحاول أن تحتضن الفرح...تشعر بالخوف مع السائق الغريب الذى يعود بها..تلاحقه بالأسئلة عن "بيت سيدنا وضريحه.. .يصل إليها صوت المنشد..تتركه وراءها .. وتكتب فصلا فى قصة حب عنوانها"مرسى علم مرسى القلب".

وتتملك حبيبها الدهشة من "نجمة البحر"..التى كانت تخفيها وهو يلعب فى الرمال ا..أقام قى "شدوان الغردقة"..فى نهاية الثمانينات بعد الانتصار فى الحرب..وعندما ذهب مثل كل مرة يبحث عن "شدوان" ..أخذ يربط الماضى بالحاضر..ابتداء من حكايته العجيبة مع الفتاة التى أحبها..وحتى كتابة إسمها على زجاج النزل الذى يقيم فيه.

والاحتفال ب "CHEZ CHANTELLE"بعد سنوات..عندما ذهبت إلى مدينة "فاس" المغربية..التى تتداخل فيها اللكنات واللغات..منظر الجونة فى المساء أبعدها عن نلال الأسى ورثاء الأمس..لرحيل حبيبها..لم تكن تظن أنها ستبكيه..رغم أنها لم تعد الفتاة الضاحكة..وجاءت من آخر الدنيا للمكان الذى جمعها مع رفيق عمرها..الذى رحل منذ سنوات..لكنها بقيت وحيدة..تغرق فى الزحام .

وفى "بيت الدراويش" صفا لها قلبه..بعد أن تلاقيا فى درب الصالحين والأحرار.. ودخلت معه "الشارع الأعظم" .. الذى يحمل ستة عصور إسلامية وقبطية..بدأت جولتهما من "باب زويلة"..وطاب لهما المقام فى "بيت الدراويش"..الذى لم يكن للغرباء وعابرى السبيل فقط..وكان به مكانا للتداوى والارتقاء الروحى..تعلمت فيه أشياء كثيرة..ورأت الحزن والعالم صغيرين..وشذاه جعلها تمضى ولا تضل السبيل.

فى "شارع البحر"..بمدينة "طنطا"..رددت فيه مدد ياسيد ..بعد أن ساقتها الصدفة..إلى المدينة التى يوجد بها..نزلت فى محطة السكة الحديد الأثرية..لكن الاحتفال بذكرى "مولد السيد البدوى"..أغرق المدينة فى الزحام.. و أعاق حركة المرور..تفاجأت بأمواج البشر..أثناء مرور موكب الخليفة..شاهدت كل مظاهر الاحتفال..حتى ضاقت نفسها ..لكنه أفاقت على صوت فرقعة ..يتزامن مع" كرباج وراء ياسطى".

وعلى "معابر الحزن"..لم يعد الشوق مثل الأمس ..يسألها اذا كانت تتيح له طريق العودة..فتهز رأسها بالنفى..مافات لن يعود وستؤرقك الذكرى كلما اجتمع الشمل..وتعدد له ماسيحدث له من أشياء..إلى أن يعيش وحيدا فى حلم لااستيقاظ منه..قبل أن تمسح عن جبينك الأسى.. فى الروح تسكن عناويننا القديمة..الغير مأهولة..رغم ظلال الشك التى تسكنها..وتأخذك بعيدا عنى.

و"الحجرة السابعة" إحدى حجرات القلب..لايدخلها إلا من له مكانة خاص..أدخلته البيت.. وبعد أن خيرته ..اختارت هى غرفة الصفح الجميل.. التى لاتفتح إلا فى الضرورة القصوى..استدعت كل الصور المبهجة...وسألتها عن كل التفاصيل ..وعرفت عنها كل شىء..كانت من مشاغبات الفصل,, تسألتها بسذاجة عن" مصر"..واشتكت غلبها من "الاسكندرية"..تسمع أغنية "أى دمعة حزن لا"بصوت عبد الحليم فتبكى وطنا ..تحسبه لها..فيصلها صوتها" لاتدعى الحزن على فراقه يكسرك أبدا"..وتحاول أن تضىء لها شمعة أمل مستحيل.

وتدخل"الجامع الأزرق"..الذى كان صاحبه كان سلطانا تقيا..وأشرفت جدته على بنائه.. تصفه من الداخل والخارج..وما يحيط به..وتستحضر طيف حبيبها الذى هجرها.

وفى مدينة " "OSTENDE"اوستن"البلجيكية..فلاحقتها صور ىشوارعها ومبانيها ..ومتاحفها القديمة,,أثناء تجوالها مع رفيقها..وما تحفظه فى ذكرياتهاعنها.

وأكلت سمك ""LA BELLA VISTA..يقترحها عليها رقيقها وهو يدعوها إلى حفل في "قبرص"..فى مكان قديم محبب إليها..تحاول أن تتأنق في لحظة من لحظات عمرها الذى ولى..وتتنقل بين مدن "قبرص".."ليماصول ..وجبال ترودوس..ونيقوسا"..واشترت تذكارات احتفظت بها..وتغافلت عن ساعة الزمان الذى يشتد في النسيان..وحملت في داخلها بيتا جميلا""LA BELLA VISTA

وفى حضن"تيته رتيبه"..تلجأ إليه كمكان آمن..الضحك عنوان مجلسها..عانت وصبرت وضحت..تحب الونس وسط العيلة..رغم حضورها فى كتاب الغياب..تحيا فى ذاكرة الحاضر..لم تخلع ثوب الحداد على زوجها..كانت تسألها كثيرا..فتجيبها الإجابة الشافية..لأنها كانت ترى التجديد من علامات الحياة.

و"التنين الأزرق"..اسم طقم شاى..رغم أنه من الماضى البعيد..و تملك أطقم أخرى..تستخدمها فى المناسبات..احتفظت الحفيدة بطبق منه.."ريحه من ريحة الحبايب".

وتتذكر "مبنى الصولجان"ـ اسم ناد قديم بالأسكندرية..أقيم على الطراز الانجليزى..تغير اسمه القديم..وتم تقسيم مكانه..كان حلمها ان تدخل هذا المبنى بعد الأسماء الجديدة التى تتابعت عليه.. ـ واستطاعت أن تدخله متسللة لتشاهد حفل زفاف خالها..الذى تم فى المبنى نتيجة العلاقات والاتصالات..لأنه لم يحدث من قبل السماح لحفل مماثل بالنادى.

وفى "مدينة خلقت للعشق"..انسابت كلمات أغنية"أحمد منيب"..قبل أن تتذكر رفيقها ..الذى طلبت منه أن يأخذ لها صورة..وهما على المركب النيلى,,تعود إلى نهار مرت عليه سنوات..زرع فى عروقها محبة خالصة.. أمام غرفتهما فى النزل الأسطورى..حكت عن "امرأة اعتنقت الصمت وجاوزها الحزن"..تستمد حياتها بسماع كلمة منه.."لا يكتمل نهارى إلا بك"..تكتب له أنها "تبكى من ألم الحنين"..وتؤكد له أنه سيظل معها.

و"بيت فى الجبل"..فى "بيروت" التى تمنحها السعادة والحب..ذهبا إلى أماكن كثيرة فى لبنان..اصطحبته فيه إلى شلالات مغارة الجسور الثلاثة..وركبت معه التلفريك..أشياء كثيرة جمعتهما..ولخصت حكايتهما.."إحملنى فقط فى قلبك..وسأحملك الباقى من عمرى فى قلبى"..يكفينا بيتا أعلى الجبل...ننسى فيه أحمال الزمن"....لكن كل شىء صار ماضيا.

أما "بيت القصيد"..فبدا فى مدينة "عمان بالأردن"..التى شعرت فيها بالألفة..فتجولت بين أماكنهاالأثرية..وجمعت هدايا كثيرة من الأصدقاء.. وأعطاها شاب فلسطينى مجموعة "جبران خليل جبران"..التى تحوى حياته وأفكارهوأشعاره..كما بدا تاريخ القدس فى بيت عربى بعمان..وشوارعها القديمة..وطبيعة الحياة فيها..وتغلبها عبارات شجن خفيف..لمن تهفو إليه.."إذا كان الموت ليلا طويلا.فلماذا لانعيش الحياة نهارا دائما"..وعادت وهى تحمل ذكرى طيبة عن شاب فلسطينى ساعدها عندما تعطلت سيارتها..وبكت فى صمت وهى فى طريقها لسفر آخر.

وعاشت فى "رأس الحكمة"..التقت بمن أكد لها أنها رفيقة الحياة..وأجابته بأنها ستظل صديقته الوفية..والتقيا فيها فى المكان الأثير لهما..وعاشا فيه أجمل اللحظات..لكنه اختفى ولم يعد له أى أثر.

و"البقعة البيضاء"في طسيدى حنيشط..تابعت رحلتها في الطريق إليها..حتى وصلت"سيدى برانى"..وجدتها تربة صالحة للأحلام والسكن..فى نزل بسيط جلست تنتظر لقاء جبيبها..وتسطر في دفترها ذكرياتها معه..وتتماثله يمشى بجوارها ..وهى تستمع إلى موسيقى الروح.

و"قبلة العشاق" "سيدى عبد الرحمن"..أطلت الذكريات لتحكى عن حب كان وحب سيكون..بعد رصد حركة المكان..تتملكها الرغبة فى أن تحكى عن أيامهما..ومحطة من محطات الحب الأول والأخير..لكن الماضى لايعود إلا فى لحظة خاطفة.

وفى "نزل الأفراح" "المينا هاوس"..الذى بناه "الخديوى اسماعيل" عام 1889ليكون استراحة له..وأقام فيه عددا من مشاهر العالم..وصور فيه عددا من الأفلام..وسبق لها أن أقامت فيه عندما ذهبت لزيارة الأهرامات..فى يوم بعيد..فذكرها بوجوه وأسماء..قرأت عنها..أوعاصرتها.

فى "بيت الفل""مكانا للصباحات الخاصة..تشرب القهوة..وتفتح دفاترها..كل ما أحبته فى العالم أحضرته خصيصا لهما..وجمعت ذكريات من فرنسا التى عشقتها..مرت الأعوام وهى على عهدها به..صار جرحها وقوس قزح..وظلت تناجيه لكنه رحل بعيدا.

و"بستان الورد"..مناجاة لحبيبها الذى لو عاد إليها..سيجدها..فمكانه فى قلبها..وتعاهده أنها ستظل تحمل له كل الشوق..

لايف هذا الإيجاز بشكل كامل عن محتوى مضامين القصص..ولا يمكن احتسابه تلخيصا لها..لأن الإبحار في ذاكرة تستدعى قديم الزمن..وتصله بمستقبل حاضر ..ليس من السهل اختصاره في سطور قليلة..لاتعرض لكل الأحداث الكثيرة البادية فيه..عاشتها البطلة في طفولتها وصباها..قدمتها الكاتبة كقصص قصبرة..مضمينها وتسلسلها توحى بأنها رواية ..لاتحاد مضمونها..وكثرة مسارح أحداثه المختلفة..البادية من خلال بطلة واحدة ..وصفتها بتفصيلات واقعية..وذكريات حب انتهى في بحار الغياب..من خلال رحلات سياحية لمدن عربية وأوربية..بدت هى الأساس للمضامين..مع عرض ماضى الأماكن التى زارتها..بقديم إسمها..والتغييرات الى طالتها.

في مدينة "الأسكندرية".."حديقة الحيوان"..ومحل "خاموس" على محطة ترام "الابراهيمية"..ومحل "خرستديس" القديم بطرازه اٌلإجليزى..والذى حل محله بنك "كريدى أجريكول"ومطعم..و"نادى اسبورتنج" الذى قام عليه "بسترودس".."وبرلاج المعمورة".."حى المعادى"..ضاحية من ضواحى مصر..أنشأه "الخديوى إسماعيل"..لكى تكون سكنا للأمراء..وبها أول محطة سكة حديد لايعرف الكثير شيئا عنها..تم تقسيمها لثلآثة مناطق..للحفاظ على الفيلا الأثرية..وبيوته بنيت على الطراز الانجليزى.."بورت غارب" تحتل بقعة فى جنوب مصر ..بمساحتها التى تزيد على 155 متر مربع.."جزيرة شدوان وجزيرة الأبطال والكفاح" "مدينة الغردقة"..مدينة "فاس" بالمغرب..التى بها مكان للأخبة من كل أنحاء العالم.."الشارع الأعظم" بالقاهرة..يحمل عبق ستة عصور.."جامع الحاكم بأمر الله".."شارع المعز" الذى فيه أعظم المستشفيات.."جامع الأقمر".."محراب السلطان برقوق".."باب زويلة"..الذى سمى على اسم قبيلة قدمت إلى مصر مع القائد جوهر الصقلى.."مسجد سيدنا الحسين" الذى بناه الوزير الصالح..و"التكية الحجازية" وغيرها من التكايا..و"شارع البحر" بمدينة طنطا ..بمحطة سكة حديد أثرية..يوجد مثلها بفرنسا..و"الجامع الأزرق" بمنيسا بتركيا..بناه ابن السلطان احمد الاول..شاعر وفارس..عنى بتربيته ليكون أهلا للخلافة العثمانية..اختار لبنائه مكانا يزخر بعبق التاريخ..اشرفت على بنائه جدته الملكة الأم..ليخلد إسمه وحبا له..بلجيكا..تشبه محطة قطارها محطة ليون التى بنيت 1895 من خلال الأماكن التى زارتها..شاهدت ممارسات طقوس خياتها تفصيلا..و"قبرص"..اتخذت اسمها من لفظ إغريقى ""KYPROS يحمل التوهج..وأجمل مافيها العاصمة القديمة ببيوتها الثلاث.. "اسوان"..كانت تسمى سوانا..وحملت اسم سونو في العصور القديمة..وسن في العصر الفاطمى..وأسماها النوبيون ياسوان..بها بيت الأغاخان..الذى يحكى قصة عشقه الخالدة..عندما تزوج فتاة بسيطة تسغره بعسرين عاما..وبنى لها بيتا قبالة قصر الملك فاروق..وأوصى أن يدغن بأسوان..وجزيرة النطرون التى تغير اسمها مرات..واتخذها الانجليز قاعة عسكرية لهم..ثم غير الملك فؤاد اسمها إلى جزيرة الملك..وفى عام 1956 أمر جمال عبد النصر بتسميتها جزية النباتات..بيروت..عاشت حروب طائفية ..لكنها تعيش البهجة في حتحور و وادى القمر والقلعة وةاشتور وشارع الحمراء .الأردن..ومدنها عجلون والبلقاء والكرك وعمان بقبابهم العالية..والصوفية اشهر سوق قديم بها..يبدو كمتحف صغير يجمع الكثير من الأشيا ء من ايران وسوريا وفلسطين.. والبقعة البيضاء "راس الحكمة"..القريبة من مرسى مطروح..وأمامها منطقة فوكه..و"سيدى حنيش"..بعد قرية الزراف عند تل التعبان..و"سيدى برانى"..وقبلة العشاق "سيدى عبد الرحمنن"..وتسميته التى نسبت لمتصوف رحال..زاهد ودعواته مستجابة وبركاته لا تحصى..الذى يتمدد فيه مدافن "العلمين" الشهيرة..تنتظر قدوم أصحاب وأقارب غرباء أتو من آخر العالم..تبدو مجرد لوحات رخامية عليها أسماء وتواريخ.."مينا هاوس"..بناه "الخديوى إساماعيل" عام 1869 ليكون استراحة له..بعد عودنه من رحلات الشيد..واالتقى فيه زعما العالم السياسيين..ونجومه المشهورين..بالإضافة إلى ذلك..ذكرت بعض أساء الأفلام المصرية والأغاتى..المعبرة عن العواطف الرومانسية.. والملفت للانتباه أيضا..كتابة أسماء بعض قصصها بلغة أجنبية..وهذا في حد ذاته لايعنى غير تنوع أرادته في تجربتها..لكنه نال منها ولم يضف إليها..

لا اختلاف أن هذه الجمع بين التأريخ وذكريات الطفولة..عن قديم الزمن ارتبط بالجدة..وبعدها قصة الحب أزدهرت..ولم تذبل ذهورها رغم انقطاع اللقاءات..فانتهت من ربيع حاضر..إلى ماض كان تختزنه الذاكرة..من خلال "فتاة الريح"..التى انطلقت في رحلات لبعض مدن العالم..ووصف مفصل لأماكمهاوواقعها..وتدعو إلى الفرح..والحب..من خلال تماثلها لرفيق حبها..التى ختمتها بأنها ستظل على عهدها له..وتنتظر لحظة اللقاء به..قبل أن تداهمها الأيام. كل ذلك بلغة شاعرية رومانسية إلى أقصى حد..جامعة بين الفصحى والعامي..ضمنتها رساءل للمحافظة على التاريخ المتمثل في الأماكن الأثرية..دون هدم ماهو جميل..ومع ذلك يمكن القول بأن هذه التجربة لها مالها وعليها ماعليها..سلبا أو إيجابا.. لكنها تظل مغايرة للسائد في الأعمال الأبدية.
السيد الهبيان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف