ماذا لو وصلت اسراء المشفى في حادث سير ؟؟ 13-9-2019
بقلم : حمدي فراج
لو وصلت اسراء غريب الى المستشفى اثر حادث سير ، لتم تدخيلها ومعاينتها ومعالجتها ولكانت الان بيننا حية ترزق ، ولكانت سيارات الاسعاف المعتمدة تتسابق على التقاطها وفتح أكثر من مجال امام المستشفيات الخاصة لاستقبالها على اعتبار انها ، سيارات الاسعاف ، تتلقى حصتها "كومسيون" من مثل هذه المشافي لأن شركات التأمين تغطي مثل هذه الحوادث . هل يغفل الاخ محمد شتية بما يمثله اليوم عن توجيه هذا السؤال لوزيرة الصحة ، كيف وصلت الى مشفيين أحدهما بيت جالا الحكومي وسرحت قبل ان يتم علاجها ، ما هو الدور الانقاذي الذي لعبه مدير المستشفى النفسي والعصبي بعد ان عاينها ، اين قسم ابقراط الذي اداه هؤلاء ازاء هذه الفتاة التي ملأت استنجاداتها الدنيا وهي تستغيث تخليصها من الوحوش الآدمية على مدار احد عشر يوما ، هل كانت حقا في الغابة الموحشة المرعبة .
اين نقيب الاطباء الذي اقام الدنيا قبل حوالي شهرين ولم يقعدها عندما قدمت مواطنة مريضة ضد احد الاطباء انه تحرش بها وقامت الشرطة بتوقيفه ، فما كان من النقيب الا ان يغلق كل مستشفيات فلسطين في وجه المرضى على اختلاف اعمارهم وخطورة امراضهم .
النائب العام في مؤتمره الصحفي اشار بوضوح في تقرير الطب العدلي الاردني ان سبب الوفاة قصور في التنفس نتيجة الضرب الجسدي والضغط النفسي ، ويعلم حضرته ان ثلاثة مشعوذين تناوبوا عليها لاخراج الجن من جسدها ، هؤلاء يا سيدي سيتناوبون غدا على جسد فتاة اخرى ، كما تناوبوا امس "حزيران الماضي" على جسد ايمان حمود ابنة الستة عشر عاما من قرية الجيب فاصبحت الان في مقبرة القرية بدلا من على مقعد مدرستها ، لكن كيف و دليل التصنيف والتوصيف المهني الفلسطيني الذي أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2013 وتضم فروع هذه الفئة مسميات مهن من بينها طب الأعشاب والتجبير والحجامة والختان إضافة إلى العلاج بالقرآن والعلاج بالعرافة والسحر (ص84، 85 من الدليل بنسخة pdf) وفق الباحث كمال هماش .
الان يأتي دور النيابة ، ملاذ كل المظلومين ، التي من الواضح انها تناغمت مع ما ادعاه القتلة ، ورفضت بإصرار عجيب وغريب الاستماع على انفراد للضحية ، فقد كتب المتهم الاول على صفحته قبل اعتقاله ما يفضح الكثير : "أصدرت دائرة الرقية الشرعية في بيت لحم إفادة للنيابة، أثبتت أن اسراء كانت تعاني من (لبس جان)، حيث استيقظت، وشرعت بالصراخ، وكانت تقول إن هناك أشخاصاً يضربونها، وهذا من أعراض اللبس."
تنصلت وزارة الاوقاف الموقرة من هذه الدائرة ، لكن النيابة تسلمت "التشخيص الجني" ومالت الى تصديقه وتكذيب اسراء ، إذ قيل ان المتهم الاول من علية القوم الريحاوي وعلى علاقة قديمة بمدير مخابرات سابق ومرشح فاشل في انتخابات حركية ، لكن هذا بحد ذاته لم يحل دون ان ينجح في فرض سطوته على العائلة والمستشفى والاطباء والمشعوذين والرقية والنيابة ، لكنه عند صخرة اسراء تكسر ، لها المجد والخلود وللقتلة والمتساوقين الخزي والعار .
بقلم : حمدي فراج
لو وصلت اسراء غريب الى المستشفى اثر حادث سير ، لتم تدخيلها ومعاينتها ومعالجتها ولكانت الان بيننا حية ترزق ، ولكانت سيارات الاسعاف المعتمدة تتسابق على التقاطها وفتح أكثر من مجال امام المستشفيات الخاصة لاستقبالها على اعتبار انها ، سيارات الاسعاف ، تتلقى حصتها "كومسيون" من مثل هذه المشافي لأن شركات التأمين تغطي مثل هذه الحوادث . هل يغفل الاخ محمد شتية بما يمثله اليوم عن توجيه هذا السؤال لوزيرة الصحة ، كيف وصلت الى مشفيين أحدهما بيت جالا الحكومي وسرحت قبل ان يتم علاجها ، ما هو الدور الانقاذي الذي لعبه مدير المستشفى النفسي والعصبي بعد ان عاينها ، اين قسم ابقراط الذي اداه هؤلاء ازاء هذه الفتاة التي ملأت استنجاداتها الدنيا وهي تستغيث تخليصها من الوحوش الآدمية على مدار احد عشر يوما ، هل كانت حقا في الغابة الموحشة المرعبة .
اين نقيب الاطباء الذي اقام الدنيا قبل حوالي شهرين ولم يقعدها عندما قدمت مواطنة مريضة ضد احد الاطباء انه تحرش بها وقامت الشرطة بتوقيفه ، فما كان من النقيب الا ان يغلق كل مستشفيات فلسطين في وجه المرضى على اختلاف اعمارهم وخطورة امراضهم .
النائب العام في مؤتمره الصحفي اشار بوضوح في تقرير الطب العدلي الاردني ان سبب الوفاة قصور في التنفس نتيجة الضرب الجسدي والضغط النفسي ، ويعلم حضرته ان ثلاثة مشعوذين تناوبوا عليها لاخراج الجن من جسدها ، هؤلاء يا سيدي سيتناوبون غدا على جسد فتاة اخرى ، كما تناوبوا امس "حزيران الماضي" على جسد ايمان حمود ابنة الستة عشر عاما من قرية الجيب فاصبحت الان في مقبرة القرية بدلا من على مقعد مدرستها ، لكن كيف و دليل التصنيف والتوصيف المهني الفلسطيني الذي أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2013 وتضم فروع هذه الفئة مسميات مهن من بينها طب الأعشاب والتجبير والحجامة والختان إضافة إلى العلاج بالقرآن والعلاج بالعرافة والسحر (ص84، 85 من الدليل بنسخة pdf) وفق الباحث كمال هماش .
الان يأتي دور النيابة ، ملاذ كل المظلومين ، التي من الواضح انها تناغمت مع ما ادعاه القتلة ، ورفضت بإصرار عجيب وغريب الاستماع على انفراد للضحية ، فقد كتب المتهم الاول على صفحته قبل اعتقاله ما يفضح الكثير : "أصدرت دائرة الرقية الشرعية في بيت لحم إفادة للنيابة، أثبتت أن اسراء كانت تعاني من (لبس جان)، حيث استيقظت، وشرعت بالصراخ، وكانت تقول إن هناك أشخاصاً يضربونها، وهذا من أعراض اللبس."
تنصلت وزارة الاوقاف الموقرة من هذه الدائرة ، لكن النيابة تسلمت "التشخيص الجني" ومالت الى تصديقه وتكذيب اسراء ، إذ قيل ان المتهم الاول من علية القوم الريحاوي وعلى علاقة قديمة بمدير مخابرات سابق ومرشح فاشل في انتخابات حركية ، لكن هذا بحد ذاته لم يحل دون ان ينجح في فرض سطوته على العائلة والمستشفى والاطباء والمشعوذين والرقية والنيابة ، لكنه عند صخرة اسراء تكسر ، لها المجد والخلود وللقتلة والمتساوقين الخزي والعار .