الضم وإلى الأبد
خالد صادق
قرار نتنياهو بضم غور الأردن جاء ضمن سلسلة قرارات بدأها بضم القدس شرقيها وغربيها لصالح "إسرائيل" وإعلانها عاصمة أبدية لهذا الكيان الصهيوني المجرم, وقرار ضم هضبة الجولان "للأبد"وبقرار الإعلان عن ضم 15% من أراضي الضفة الغربية لصالح تعميق الاستيطان في الضفة المحتلة, وقرار ضم الخليل بحرمها الإبراهيمي إلى ما تسمى بدولة "إسرائيل" وبقائها "إلى الأبد" في يدها, فنتنياهو يبني حملته الانتخابية على كلمتين (ضم) و ( إلى الأبد) وهذا يعني ان نتنياهو يمارس سياسته بعيدا عن أي قيود سواء أمريكية أو أممية أو دولية أو عربية, فأمامه فرصة تاريخية منحها له دونالد ترامب لتحقيق "احلامه" بضم ما يشاء وترك الفتات للفلسطينيين, فالسفير الأمريكي لدى الكيان ديفيد فريدمان أيد "حق" إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية, وهو أيد وبشدة شن عدوان صهيوني عنيف على قطاع غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية, نتنياهو الذي أعلن أول من أمس عن ضم منطقة الأغوار التي تمثل 27% من مساحة الضفة أراد بإعلانه هذا ان يقنع الإسرائيليين انه هو الخيار الأفضل بالنسبة لهم, وأنهم يجب ان يعيدوا انتخابه مجددا ليحقق أحلامهم, وهو دائما ما يستند إلى التأييد الأمريكي المطلق لسياساته, وهو يريد ان يستبق الإعلان الأمريكي عما يسمى بصفقة القرن, حتى لا تتقاطع قراراته مع قرارات الإدارة الأمريكية ويتم البناء عليها.
ان هذه السياسات الإسرائيلية هي نتاج لصمت العالم على سياسة "إسرائيل" وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني, وقد تحول هذا الصمت إلى تواطؤ وشراكة من بعض الدول الظالمة في كل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم كما جاء في بيان حركة الجهاد الإسلامي, فالإدارة الأمريكية علقت على تصريحات نتنياهو بالقول "إنه لا تغيير في السياسة تجاه إسرائيل والأراضي الفلسطينية" والجامعة العربية قالت "هذه التصريحات تقوض فرص إحراز أي تقدم في عملية السلام وتنسف أسسها كافة." والأردن اعتبرت إعلان نتنياهو يدفع بالمنطقة نحو العنف, أما المملكة العربية السعودية فقالت في بيان لوزارة خارجيتها أن الإجراء حال تنفيذه بـ"الباطل جملة وتفصيلا", وان الرد عليه سيكون بالسلام المبني على المبادرة العربية, بينما لم يغرد وزير خارجية البحرين بعد ليتحفنا بمواقفه المنحازة كليا "لإسرائيل", فهو يغمض عينيه دائما على سياسة الاحتلال المجحفة تجاه الفلسطينيين, وينبري للدفاع عنها إذا تعرضت لضربات من المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية, أما السلطة الفلسطينية فلم تخرج مواقفها من دائرة الشجب والاستنكار ودعوة المجتمع الدولي للتدخل العاجل, وهذا منطق العاجز قليل الحيلة الذي لا يملك من أمره شيئا, لكن المقاومة لها منطق آخر للرد يدركه الجميع.
سياسة الضم للأبد, ليست دعاية انتخابية لنتنياهو كما يدعي البعض, بل هي قرارات تسبق إعلان ما تسمى بصفقة القرن, وربما يحاول الإعلام العبري خداعنا بتسريب معلومات على لسان محللين صهاينة بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليس فقط لم يدعم إعلان نتنياهو حول نيته ضم الأغوار، بل أقال مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، وهو الشخصية الأكثر دعما وتأييدا لنتنياهو واليمين الإسرائيلي, ففريدمان أعلن صراحة تأييد الإدارة الأمريكية لضم أجزاء من الضفة الغربية, وأصبحت أراضي الضفة " متنازع عليها" حسب تعريف الأمريكان لها, والإدارة الأمريكية قالت عقب قرار إعلان ضم غور الأردن"إنه لا تغيير في السياسة تجاه إسرائيل والأراضي الفلسطينية" وهم وما يدل على تأييد أمريكا لخطوة ضم الأغوار, فلا رهان على العالم بجلب حقوقنا من الاحتلال, ان رهاننا دائما على مقاومتنا وشعبنا وسلاحنا, فهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من انتزاع حقوقنا من الاحتلال, وأي سبيل أخر سنستنزف فيه جهودنا ووقتنا وطاقتنا دون ان نحقق من ورائه أية مكاسب, فخذوا العبرة من أوسلو بسنواتها إل 25 والتي لم نحصد من ورائها إلا الفشل.
خالد صادق
قرار نتنياهو بضم غور الأردن جاء ضمن سلسلة قرارات بدأها بضم القدس شرقيها وغربيها لصالح "إسرائيل" وإعلانها عاصمة أبدية لهذا الكيان الصهيوني المجرم, وقرار ضم هضبة الجولان "للأبد"وبقرار الإعلان عن ضم 15% من أراضي الضفة الغربية لصالح تعميق الاستيطان في الضفة المحتلة, وقرار ضم الخليل بحرمها الإبراهيمي إلى ما تسمى بدولة "إسرائيل" وبقائها "إلى الأبد" في يدها, فنتنياهو يبني حملته الانتخابية على كلمتين (ضم) و ( إلى الأبد) وهذا يعني ان نتنياهو يمارس سياسته بعيدا عن أي قيود سواء أمريكية أو أممية أو دولية أو عربية, فأمامه فرصة تاريخية منحها له دونالد ترامب لتحقيق "احلامه" بضم ما يشاء وترك الفتات للفلسطينيين, فالسفير الأمريكي لدى الكيان ديفيد فريدمان أيد "حق" إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية, وهو أيد وبشدة شن عدوان صهيوني عنيف على قطاع غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية, نتنياهو الذي أعلن أول من أمس عن ضم منطقة الأغوار التي تمثل 27% من مساحة الضفة أراد بإعلانه هذا ان يقنع الإسرائيليين انه هو الخيار الأفضل بالنسبة لهم, وأنهم يجب ان يعيدوا انتخابه مجددا ليحقق أحلامهم, وهو دائما ما يستند إلى التأييد الأمريكي المطلق لسياساته, وهو يريد ان يستبق الإعلان الأمريكي عما يسمى بصفقة القرن, حتى لا تتقاطع قراراته مع قرارات الإدارة الأمريكية ويتم البناء عليها.
ان هذه السياسات الإسرائيلية هي نتاج لصمت العالم على سياسة "إسرائيل" وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني, وقد تحول هذا الصمت إلى تواطؤ وشراكة من بعض الدول الظالمة في كل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم كما جاء في بيان حركة الجهاد الإسلامي, فالإدارة الأمريكية علقت على تصريحات نتنياهو بالقول "إنه لا تغيير في السياسة تجاه إسرائيل والأراضي الفلسطينية" والجامعة العربية قالت "هذه التصريحات تقوض فرص إحراز أي تقدم في عملية السلام وتنسف أسسها كافة." والأردن اعتبرت إعلان نتنياهو يدفع بالمنطقة نحو العنف, أما المملكة العربية السعودية فقالت في بيان لوزارة خارجيتها أن الإجراء حال تنفيذه بـ"الباطل جملة وتفصيلا", وان الرد عليه سيكون بالسلام المبني على المبادرة العربية, بينما لم يغرد وزير خارجية البحرين بعد ليتحفنا بمواقفه المنحازة كليا "لإسرائيل", فهو يغمض عينيه دائما على سياسة الاحتلال المجحفة تجاه الفلسطينيين, وينبري للدفاع عنها إذا تعرضت لضربات من المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية, أما السلطة الفلسطينية فلم تخرج مواقفها من دائرة الشجب والاستنكار ودعوة المجتمع الدولي للتدخل العاجل, وهذا منطق العاجز قليل الحيلة الذي لا يملك من أمره شيئا, لكن المقاومة لها منطق آخر للرد يدركه الجميع.
سياسة الضم للأبد, ليست دعاية انتخابية لنتنياهو كما يدعي البعض, بل هي قرارات تسبق إعلان ما تسمى بصفقة القرن, وربما يحاول الإعلام العبري خداعنا بتسريب معلومات على لسان محللين صهاينة بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليس فقط لم يدعم إعلان نتنياهو حول نيته ضم الأغوار، بل أقال مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، وهو الشخصية الأكثر دعما وتأييدا لنتنياهو واليمين الإسرائيلي, ففريدمان أعلن صراحة تأييد الإدارة الأمريكية لضم أجزاء من الضفة الغربية, وأصبحت أراضي الضفة " متنازع عليها" حسب تعريف الأمريكان لها, والإدارة الأمريكية قالت عقب قرار إعلان ضم غور الأردن"إنه لا تغيير في السياسة تجاه إسرائيل والأراضي الفلسطينية" وهم وما يدل على تأييد أمريكا لخطوة ضم الأغوار, فلا رهان على العالم بجلب حقوقنا من الاحتلال, ان رهاننا دائما على مقاومتنا وشعبنا وسلاحنا, فهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من انتزاع حقوقنا من الاحتلال, وأي سبيل أخر سنستنزف فيه جهودنا ووقتنا وطاقتنا دون ان نحقق من ورائه أية مكاسب, فخذوا العبرة من أوسلو بسنواتها إل 25 والتي لم نحصد من ورائها إلا الفشل.