الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لمن نكتب يا ترى؟ بقلم : ابراهيم شواهنة

تاريخ النشر : 2019-09-15
لمن نكتب يا ترى؟ بقلم : ابراهيم شواهنة
ربما يخطر على بالنا سؤال لمن نكتب يا ترى ؟ ومن يقرأ لنا ، وهل كل هذا الحبر المراق سفحا على وجنات الورق يذهب جفاءاً كجفاء السيل ، وهل يحق لنا بكل براءتنا أن نسمع جواباً لسؤالنا البرىء ؟؟ .
فهل نكتب للناس أم لأنفسنا ؟؟ .ونعود من جديد نقرأ ما كتبنا ، وتلك هي الحكاية ..الكتابة قوس قزح يستمد مداده من حبر السماء وينثر أوراقه على بساط الكون لوحات متعددة المواضيع متعددة الآمال متنوعة الآلام والمحن .
سألتني طالبة من طالباتي ، لمن تكتب يا أستاذ ولماذا ؟؟..قلت لها : أكتب من أجل أن أتحرر من فعل العبودية لأن الكتابة المتنفس الوحيد للحرية في هذه البلاد المأسورة ..ففعل الكتابة هو تحرر من فعل العبودية لمن لا يستحقها ، فهم الباطل ونحن الحق وبينهما أتربع على فعل الكتابة أقسم لكم وللامانة أنني في قمة الأحباط لدرجة لا يشدني إلى هذا العالم أي شيىء
فالكتابة في هذا الزمن الردىء غير مجدية وكأنك تغرد خارج سربك ، أو تنادي بأعلى صوتك في واد سحيق لا يسمعك إلا قلبك الذي بات على وشك أن يتحول إلى صخرة من صخور هذا الواقع المؤلم .
فهل نحن أمة لا تقرأ ؟؟ ..أصبت بالخيبة وأنا أسأل نفسي نفس السؤال لماذا أكتب وأتحمل عناء الكتابة ما دام لا يجود أحدا يقرأ ما أكتب أو يكتبه الأخرون ..حينها ينتابني وجع مبرح وأصل إلى قناعة بأنني أكتب ضد الوجع الذي طفحت نفسي به .. فقد صرت طافحاً بالوجع والألم والخيبة ، فصرت قانعاً أنني أكتب لكي أتنفس حين ضاقت بي رئتاي .
وصار عندي يقين بأنني أكتب من أجل فجر جديد أخر مختلف ، يغير منحى حياتي التي صادرها الجلادون والسماسرة ..من أجل فجر يطل علينا بنوره يخرجنا من عتمة أنفسنا
والأن أشهد أنه لا جدوى ولا علاج نتداوى به من الوجع إلا الكتابة .. فمزيدا من الحبر يضخ في أوردتنا كي تتورد .كيف لا والوجع الذي أستعمر صدورنا أكبر من كل اللغات .
ما جدوى الكتابة في زمان الرشوة والخراب والجوع والمرض والبطالة والقهر والعطش وفساد كبير ..ما فائدة الكتابة حين تتحول إلى ترف حين تقول كلماتي ما يجب أن يقال فيصبح كلامي فعلا فاضحا وتصبح كلماتي سراب واتحول إلى بقايا من وجع .. أه يا سادة من حزني من عذابات روحي التي تنخر عباب أضلعي ولا أملك إلا الأه .. اللعينة التي تطوق عنقي حد الأختناق لحالة من سكون تطوق هذه البلاد المنتحرة بصبرها وصمتها الذي يشبه صمت القبور .
غصة تخنقني وترتسم على وجهي هالات من الحزن والكآبة ويتملكني الخواء ، وهذا العجر الأجتماعي والجمعي في مجتمع أطفئوا عن عمد روحه الثورية . وتواطؤا على نحره في الصميم .
لم تعد الدعوات ولا الصلوات تفيد ، لأن النفوس كافرة والقلوب ملوثة بالحقد والضغائن ،وصارت نفوس البشر رخيصة .
هل علينا أن نتستسلم وأن نكسر أقلامنا ونلقيها في حاويات القمامة ونلعن الحروف والكلمات ونهجر الجمل ؟؟ .. رباه ما هذا الواقع المرير ، حين نرى الأخطاء وكأنها لا تعنينا في شيىء
هل نغلق أفواهنا ونحن أصحاب القلم الموكلة لنا ..هذه الأمانة والقادرين على تصوير الواقع والحال بحجة أن لا أحد بقرأ ولا يعير للكتابة بالا ..وهل بالفعل أننا بكتابتنا غير قادرين عل تغيير الواقع .
هذا ما يقتلني و يحرق دمي ويشعل أعصابي ، أن نرى الحال السيىء .. ونصمت!!..حين تتحول الكلمات في صدري إلى دمى لا تقدر على الكلام ، أو جمرات من غيظ أبت الخروج
ويعود لينفجر في وجهي نفس السؤال لماذا أكتب ولمن أكتب ؟؟ ماذا بيد القلم أن يفعل يا سادة
لقد بح صوته ونفذ حبره وأعياه الأهمال والجفاء . لا شيىء يغري بشىء..حين وصل حدي الصمت وقررت أن أسكت ..أن حدة الصمت أحيانا أبلغ من الإفصاح ، فلغة الصمت لغة فصيحة مفهومة خالية من الإبهام والغموض .يقول الصمت لغة أفصح مما يقوله الكلام حين أصبحت الحياة هنا لا تطاق ..حياة أشبه بزنزانة بأربعة جدران .. جدران صماء تغتال كل جمال في هذه البلاد .
ماذا أفعل ..؟ هل أنحر الكلمات من رقابها كالوطن الذي يذبح كل يوم ..والقراء يتحولون إلى سجانين وجلاوزة وجلادين ..قاتلي الأحلام ..وأه يا حزني على قلمي وأنا ريشة في مهب الريح ، فلمن أكتب ؟ ولماذا أكتب سؤال وجيه ، يحرمونني الإجابة عليه .فيا عشاق الكلمة الصادقة كفانا غموض وابهام ، حين تبدو الكتابة في كثير من الأحيان سباحة ضد التيار ومذاقها مر مرارة العلقم ...أعترف أنني محبط ، يائس من هذا الواقع المرير ، حين أعترف بأنني لا أملك عصا سحرية لتغير هذا الواقع المؤلم .. فهو أشبه بالنحت في صخر أصم ، حين غدت حياتنا في هذه البلاد كمن يحرق ثيابه بنفسه حين يشعل بالحيرة أطرافها .
الكل هنا يا سادة يعرف ويحرف ، يزوغ عن درب الحقيقة ، أذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ، نجمع الأموال ونبددها بلا أحساس ، والوطن يتلاشى رويدا رويدا .. بالأمس كانت القدس ، وغدا الأغوار والضفة الغربية ، ..أف ما هذا الزمن الردىء الذي لا يطولنا منه إلا القرارات التي تملى علينا . لن اغير الواقع بهذا القلم المتواضع ولا أملك عصا سحرية ، وأغير الكون أو ....أمسك التراب فيصير ذهبا ، كل ما أمنت به أن تنوير الفكر معركة طويلة الأمد تحتاج من يقرأ بعناية ويفسر كل ما كتبه الكتاب ، وفي نفس الوقت لست على يقين من أن كتاباتي ستغير من الأمر شيئا ، فبعضكم سيمر بعينيه عليها مرور الكرام ، وتغدو بين عشية وضحاها نسيا منسيا .
و حين... يطاردني الليل حين أنام أحلامي و أحلام غيري تعتصر دواخلي لأني عاجز عن تحقيقها بكلمات...عن ترجمتها لأفعال ...هي آمالي و آمال غيري...فتجد قلقي و قد ضرب رقما قياسيا في ميزان الضغط العلوي و السفلي...و ما بينهما...فتتساقطت الأسئلة تلو الأسئلة كأنها وابل على روحي...فأستغيث بربي ليكشف عني و عن غيري سوء الفهم و عسر الهضم لما نحن فيه و إلى أين يسير مركبنا وسط العواصف التي تتقاذفنا كأوراق الخريف في فضاء من القيم التي غابت مصداقيتها و استبدلت ثوبها بثوب غيرها..
.و أظل بينهما أقلب كفي على وقتي الضائع مني و من غيري دون أن يدري.. . لقد مر وقت كثير لم أقدم فيه كلمةتصل الى هدفها و أبني بها أملالطفل و شيخ و امراة او خريجا او عاملا أو أضع بها لبنة أو أفرج بها كربة...أو... حتى أضيف لرصيدي...إن كان العمل خالصا له جل و علا...و لم تكن أناي المتطاولة على إخلاصي قد شاركت من لا شريك له في الحق...لأنه الحق الذي به أستعين على معرفة الحق من الباطل.
..فالوجع صاحبنا يوم ولدنا فكانت الابتسامة في شكل دموع تحمل فرحة الوجود و بكاء يحمل سر هذا الوجود
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف