بقلم: فايز عمر بديع
تسعة أفراد تخرجوا في كلية الزراعة، يعانون فقراً شديداً في بلدة صغيرة بمركز ميت غمر التابع لمحافظة الدقهلية والتي تبعد عن القاهرة بمسافة 120 كم، قرروا إنشاء مشروع دواجن باعتباره يناسب خبرتهم العملية، وكانوا يبحثون عن شريك عاشر.
وفي النهاية جمع كل منهم مبلغ 100 جنيه مصري، بعد أن باع أرضه، أو مصوغات زوجته، أو بعد أن اقترض.
وأود أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن هذه الأسعار التي تبدو الآن مضحكة كانت في نهاية السبعينات أو مطلع الثمانينات من القرن الماضي.
جاء أحدهم واسمه صلاح عطية ليخبرهم بأنه وجد الشريك العاشر!
سألوه من هو؟ قال: الله.
ثم استطرد قائلاً إن الشريك العاشر سيحصل على عُشر الأرباح! مقابل أن يتعهدنا بالرعاية والحماية والأمان من الأوبئة وتنمية المشروع.
تم توثيق العقد بالشهر العقاري، وحقق المشروع في دورته الأولى نجاحاً منقطع النظير، وأدر أرباحاً فاقت التوقعات.
في الدورة الثانية من المشروع، قرر الشركاء زيادة نصيب الشريك العاشر إلى 20 في المائة، وهكذا كل عام حتى أصبح نصيب الشريك العاشر 50%.
وخصص الشركاء نسبة الـ 50% لبناء معهد أزهري ابتدائي للبنين، ثم معهد ابتدائي للبنات، ثم معهد إعدادي للبنين، ثم معهد إعدادي للبنات، ثم ثانوي للبنين، ثم ثانوي للبنات.
وبما أن الأرباح في ازدياد، أنشأ الشركاء بيت مال للمسلمين، وفكروا في إنشاء كلية بالقرية، إلا أنهم اصطدموا برفض الحكومة، لكون القرية صغيرة وليس لها محطة قطار، والكليات لا تكون إلا في المدن.
وبالجهود الذاتية من جانب الأهالي، جرى إنشاء محطة للقطارات، ثم بناء أكثر من أربع كليات في القرية، وصار ركوب القطار للطلاب والطالبات مجاني، وهي المرة الأولى في تاريخ مصر التي يتم فيها إنشاء كليات في قرية صغيرة، ثم أنشئ بيت للطالبات المغتربات يتسع لــ 600 طالبة، وبيت للطلاب يسع 1000 طالبة.
شرع الشركاء في تصدير الخضروات للدول المجاورة، وفي يوم تجميع الإنتاج، كانوا يوزعون أكياس بها خضروات لكل أهل البلدة، كهدية لهم من كبيرهم لصغيرهم، وكانوا يقيمون مائدة للإفطار في أول يوم من رمضان يجتمع عليها أهل البلدة، بما فيهم المغتربون.
بعد هذا الخير، لم يعد في القرية فقير واحد، وجرى تعميم هذه التجربة على القرى المجاورة، وفي كل قرية كان المهندس صلاح عطية ينشأ بيتاً للمال لمساعدة الفقراء والأرامل ومساعدة الشباب مادياً لعمل مشاريع تغنيهم عن فقرهم، ويتولى تجهيز البنات اليتامى للزواج، وهذا والله قليل من كثير قام به المهندس صلاح عطية رحمة الله عليه الذي اختار التجارة مع الله.
يذكر أنه أحد أصدقائه عرض عليه الترشح للرئاسة، لكنه رفض بشدة مؤكداً أن هذا ليس طريقه، بل وأصر على عدم الظهور إعلامياً.
ولد صلاح عطية بتاريخ 18 مارس 1946 وتوفي في 11 يناير 2016 وحضر جنازته أكثر من نصف مليون إنسان.
تسعة أفراد تخرجوا في كلية الزراعة، يعانون فقراً شديداً في بلدة صغيرة بمركز ميت غمر التابع لمحافظة الدقهلية والتي تبعد عن القاهرة بمسافة 120 كم، قرروا إنشاء مشروع دواجن باعتباره يناسب خبرتهم العملية، وكانوا يبحثون عن شريك عاشر.
وفي النهاية جمع كل منهم مبلغ 100 جنيه مصري، بعد أن باع أرضه، أو مصوغات زوجته، أو بعد أن اقترض.
وأود أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن هذه الأسعار التي تبدو الآن مضحكة كانت في نهاية السبعينات أو مطلع الثمانينات من القرن الماضي.
جاء أحدهم واسمه صلاح عطية ليخبرهم بأنه وجد الشريك العاشر!
سألوه من هو؟ قال: الله.
ثم استطرد قائلاً إن الشريك العاشر سيحصل على عُشر الأرباح! مقابل أن يتعهدنا بالرعاية والحماية والأمان من الأوبئة وتنمية المشروع.
تم توثيق العقد بالشهر العقاري، وحقق المشروع في دورته الأولى نجاحاً منقطع النظير، وأدر أرباحاً فاقت التوقعات.
في الدورة الثانية من المشروع، قرر الشركاء زيادة نصيب الشريك العاشر إلى 20 في المائة، وهكذا كل عام حتى أصبح نصيب الشريك العاشر 50%.
وخصص الشركاء نسبة الـ 50% لبناء معهد أزهري ابتدائي للبنين، ثم معهد ابتدائي للبنات، ثم معهد إعدادي للبنين، ثم معهد إعدادي للبنات، ثم ثانوي للبنين، ثم ثانوي للبنات.
وبما أن الأرباح في ازدياد، أنشأ الشركاء بيت مال للمسلمين، وفكروا في إنشاء كلية بالقرية، إلا أنهم اصطدموا برفض الحكومة، لكون القرية صغيرة وليس لها محطة قطار، والكليات لا تكون إلا في المدن.
وبالجهود الذاتية من جانب الأهالي، جرى إنشاء محطة للقطارات، ثم بناء أكثر من أربع كليات في القرية، وصار ركوب القطار للطلاب والطالبات مجاني، وهي المرة الأولى في تاريخ مصر التي يتم فيها إنشاء كليات في قرية صغيرة، ثم أنشئ بيت للطالبات المغتربات يتسع لــ 600 طالبة، وبيت للطلاب يسع 1000 طالبة.
شرع الشركاء في تصدير الخضروات للدول المجاورة، وفي يوم تجميع الإنتاج، كانوا يوزعون أكياس بها خضروات لكل أهل البلدة، كهدية لهم من كبيرهم لصغيرهم، وكانوا يقيمون مائدة للإفطار في أول يوم من رمضان يجتمع عليها أهل البلدة، بما فيهم المغتربون.
بعد هذا الخير، لم يعد في القرية فقير واحد، وجرى تعميم هذه التجربة على القرى المجاورة، وفي كل قرية كان المهندس صلاح عطية ينشأ بيتاً للمال لمساعدة الفقراء والأرامل ومساعدة الشباب مادياً لعمل مشاريع تغنيهم عن فقرهم، ويتولى تجهيز البنات اليتامى للزواج، وهذا والله قليل من كثير قام به المهندس صلاح عطية رحمة الله عليه الذي اختار التجارة مع الله.
يذكر أنه أحد أصدقائه عرض عليه الترشح للرئاسة، لكنه رفض بشدة مؤكداً أن هذا ليس طريقه، بل وأصر على عدم الظهور إعلامياً.
ولد صلاح عطية بتاريخ 18 مارس 1946 وتوفي في 11 يناير 2016 وحضر جنازته أكثر من نصف مليون إنسان.