الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

(قطرات حبر) بين التبصير والتطهير بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2019-09-12
(قطرات حبر) بين التبصير والتطهير بقلم: مجدي شلبي
مقدمة لكتاب في الومضات القصصية للكاتب اليمني أ/ إبراهيم مشلاء
(قطرات حبر) بين التبصير والتطهير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إننا إزاء كتاب جديد لكاتب فريد؛ لم يكتف بأن يقبع خلف قضبان قوالب أدبية تقليدية، بل انطلق نحو آفاق رحبة لجنس أدبي متميز، متسلحا بعلمٍ وافر، وأدبٍ جم، ومشاعرَ مرهفة، وحبٍ جارفٍ لوطنه، والتصاقٍ حميمٍ بقضايا مجتمعه؛ مثال: (وأد: طلبت منهم لعبة؛ زوجوها.)؛ لقد استطاع الكاتب أن يبدع في هذا الفن الأدبي إبداعا يزيل ذلك الالتباس التجنيسي الشائع بين (الومضة القصصية) و(القصة القصيرة جدا)، من خلال نصوصه التي تتسم برهافة الشعور، وخصوبة الخيال، ومتانة العبارة، وأناقة الحروف، وروعة الصياغة، وسلاسة العرض، وبلاغة التعبير؛ تلك البلاغة التي تعني إيصال المعنى إلى المتلقي بإيجاز، وهو ما يتوافق مع قول النفري: (كلما اتسعت الرؤية؛ ضاقت العبارة)؛ مثال: (وقار: تم عقله؛ نقص كلامه.)، (سعادة: رق؛ راق).
لهذا كله ـ ولكثير غيره ـ وجبت الإشارة إلى أن (الومضة القصصية) ببلاغتها تحقق التوازن الخاص بين التجسيد والتجريد؛ فلا تجعل القارئ مجرد متلقٍ للإبداع، بل تدفعه للمشاركة فيه، بإعمال فكره للوصول إلى مختلف معانيه؛ فاعتماد الومضة القصصية على الإيحاء؛ يفتح الباب واسعا للتأويل؛ مثال: (تنطع: ذبحوا الثور؛ تقاتلوا على مربطه.)، و من الإيحاء إلى الإدهاش (رؤية الشيء المعتاد بطريقة غير معتادة)؛ مثال: (مكانة: التهم الكتب؛ زاد وزنه.).
وقد أتى عنوان الكتاب (قطرات حبر) على نحو بليغ؛ مشبها (ومضاته القصصية) بالدواء الذي يقطر في العيون فينير الأبصار؛ لتحدث لدى القارئ حالة من التنفيس الانفعالي، المرتبطة بدرجة كبيرة بفكرة (التطهير) عند أرسطو، وهكذا يشير العنوان إلى علاقة الومضات القصصية بالتبصير والتطهير؛ وما يؤكد تلك الحقيقة تناوله لموضوعات (الجحود والنكران)، (الكبر والغرور)، (الحقد والحسد)... إلخ؛ مثال: (زاد غروره؛ قل سروره.)، (جزاء: اشتعل حسده؛ احترق جسده.)؛ فاستبصار المتلقي وتنقية نفسه وتحريك مشاعر الشفقة والتواضع والرحمة؛ تأتي من خلال معالجة الداء الحقيقي، عن طريق إثارة شبيهه المتخيل إثارة فنية، قائمة على حشد المشاعر وتوجيهها؛ بغية تطهير النفس من أدرانها.
ذلك هو التفاعل الإيجابي المقصود والمنشود من هذا الجنس الأدبي المبتكر (الومضة القصصية) التي أنتجتها من خلال المزاوجة بين (فن القص)، و(أدب الحكمة)؛ وهو ما أراه متحققا في هذا الكتاب، بومضاته القصصية، التي نال عنها كاتبها شهادات التميز والتقدير والاحترام باعتباره رائدا من رواد هذا الجنس الأدبي المبتكر.
فهنيئا للمكتبة العربية بهذا الكتاب الجديد، وهنيئا للرابطة العربية للومضة القصصية بهذا الكاتب المجيد، الذي أنعم الله عليه بتلك الموهبة (الحكمة)، يقول الحق في محكم التنزيل: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب) الآية 269 من سورة البقرة.
ولا يفوتني أن أؤكد ـ مرة أخرى ـ على حقيقة أن هذا الكتاب الذي يتيح للقارئ الكريم علاقة جديدة، غير تلك العلاقة التقليدية القائمة على فكرة (نص ومتلقى)، ويتعداها لتفاعل حميم مع الومضات القصصية التي يضمها؛ محققا (القناعة والقبول)، (الإبداع والإمتاع)، (التبصير والتطهير).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو اتحاد كتاب مصر ـ مبتكر (الومضة القصصية).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف