الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية الباطن لصافي صافي انعكاس للواقع بقلم:جميل السلحوت

تاريخ النشر : 2019-09-12
رواية الباطن لصافي صافي انعكاس للواقع بقلم:جميل السلحوت
جميل السلحوت

رواية الباطن لصافي صافي انعكاس للواقع

عن منشورات "جسور ثقافيّة للنّشر والتّوزيع في عمّان" ودار الرّعاة للدّراسات والنّشر في رام الله" صدرت عام 2017 رواية الباطن للدّكتور صافي صافي أستاذ الفيزياء في جامعة بير زيت.

 الدكتور صافي صافي مسكون بالمكان كما كلّ الفلسطينيّين، خصوصا اللاجؤون منهم، فالفلسطينيّ الذي سرقوا وطنه ودياره لا يمكن أن ينسى ذلك، بل العكس فإنّ أبناءه وأحفاده من بعده لن ينسوا ذلك، فالذّاكرة لا تبعد عن صاحبها وإن حاول البعض إبعاده عنها بالتّرغيب أو بالتّرهيب.

والدّكتور صافي صافي ليس استثناء، أو يمكن اعتباره استثناء بإيجابيّته في الحفاظ على الذّاكرة، فهو دائم الحديث عن قريته "بيت نوبا" قضاء الرّملة التي ولد وعاش ومات فيها آباؤه وأجداده، وشرّدوا منها أيضا في نكبة الشّعب الفلسطينيّ عام 1984.

وفي روايته "الباطن" يستعيد أديبنا ذكرياته في قرية "بيت اللو" التي ولد فيها، يعود إلى بدايات نزوح اللاجئين عن ديارهم في النّكبة، حيث افترش البعض منهم الأرض يستظلّ بشجر الزيتون، والتحفوا السّماء.

من يقرأ هذه الرّواية يظنّ في الوهلة الأولى أنّ الكاتب يكتب شيئا من طفولته المبكّرة، لكن تتجلّى روعة الرّواية أنّ ما ورد فيها يمثّل بشكل وآخر مسيرة الحياة القرويّة، معجونة بهموم اللاجئين الذين شرّدوا من ديارهم في النّكبة الأولى، وتتجلّى روعة أسلوب الكاتب بالخيال الواقعيّ، حتّى أنّ الواقع قد يكون أحيانا خياليّا أكثر من الخيال، بمعنى أنّ ما جرى في مرحلة معيّنة على أرض الواقع قد يحسبه الجيل الجديد خيالا نسجه الكاتب في مخيّلته. وفي هذه الرّواية يصعب على القارئ العاديّ وحتّى المحترف أن يميّز بين الواقع والخيال، وهذا يسجّل لصالح الكاتب.

وفي تقديري أنّ غالبيّة إن لم نقل كلّ ما ورد في هذه الرّواية من أحداث وحكايات تشكّل الحبكة الرّوائيّة التي لا ينقصها عنصر التّشويق، قد عاشها أو عايشها الكاتب وأبناء جيله في مرحلة عمريّة معيّنة. فمثلا من يعرف الكاتب عن قرب، يعرف أنّه إنسان نباتيّ، ولم يخف ذلك في روايته فمّما ورد فيها:"كم يبكيني عندما يذبح أحدهم سخلا، وهو يصرخ أن لا، تحزّ السّكّين رقبته، ويسيل الدّم، ويحاول التشبّث بالحياة دون فائدة"ص80.

ومن الحكايات والأحداث التي وردت في الرّواية هو أنّ النّساء كن يقمن بغسيل ثياب الأسرة عند العين أو نبع الماء، وبعضهنّ ونتيجة للفقر كانت تخلع ثوبها، تغسله وتستحم وتبقى عارية حتّى يجفّ ثوبها لترتديه، كن يذهبن إلى عين الماء كمجموعات، يستحممن ويغسلن الثّياب، ويحمّمن أطفالهن، وبعضهنّ تتلصّص على عورة الطّفل الذّكر وكأنّها تحاول اكتشاف عالم الذّكورة من خلال جسد ذلك الطفل البريء.

وهناك حكايا عن حبّ الطفولة البريء حيث يقلّد الأطفال الكبار من خلال لعبة "عريس وعروس".

وقد توقّفت عند حكاية "ظلال" صفحة 137، حيث جاء" الفتاتان تخلعان ثيابهما تماما، تظنّان أن لا أحد يراهما، وتلتصقان، وتتموّجان..................-ما الذي يحدث يا صفيّة؟

-        تتزاوجان.

-        فتاة وفتاة؟ كيف؟

-        ألم تسمع بزواج بين فتى وفتى؟"

توقّفت هنا وتساءلت: هل نحن هنا أمام طفلتين تقلّدان ما رأتاه من والديهما بسبب ضيق البيوت والفقر، أم أنّنا أمام عملية سحاق؟ وكذا بالنسبّة للفتيين، هل نحن أمام تقليد طفوليّ أم أمام مثليّة جنسيّة، وبغضّ النّظر عن قصد الكاتب فيما كتب فإنّ ذلك موجود في مجتمعنا، وهذه جرأة في الطّرح تسجّل لصالح الكاتب، لأنّ كثيرين ابتعدوا عن كتابة هكذا أمور.

كما وردت حكايات وقصص عن الخرافات المتعلقة بالجنّ والعفاريت التي يعتقد البعض أنّها تتلبّس البشر، ويقوم البعض بمحاولة استخراجها من خلال الضّرب حتّى الموت.

يبقى أن نقول أنّ الرّواية جميلة ومشوّقة، وطرقت مواضيع واقعيّة لا يمكن القفز عنها.

11-9-2019 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف