الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"المتروبوليتان" الجديد القديم بقلم:سعيد ضحيك

تاريخ النشر : 2019-09-12
"المتروبوليتان" الجديد القديم بقلم:سعيد ضحيك
"المتروبوليتان " الجديد القديم
كثيراً ما غني الكل بها وتحدث عنها وأسمتها المغنية اللبنانية الراحلة (فيروز) بمدينة السلام ومدينة الصلاة... مصطلح يجمع آلام العزف في معزوفة من الألم بدأت منذ عام 1967م ليومنا هذا، ولربما حتى 2030م وذلك بعد فشل ذريع في تهويد مدينة الصلاة " القدس ".
ساعات مضت وأنا أحاول أن أسترسل بقلمي لكتابة هذا المقال وبخاصة حينما شاهدت الهدم الأخير لمباني فلسطينية أقيمت بمناطق لا تخضع للاحتلال.
عادت بي الذاكرة لسطور كنت قد قرأتها أثناء دراستي " المتروبوليتان" خطة القدس الكبرى أو خطة شارون الكبرى وهنا يكون التساؤل ما هو المتروبوليتان الإسرائيلي ؟! وما هي فصوله ؟!
قبل الإجابة عن هذا التساؤل الجديد القديم ، كان ولابد من سرد المسارات التاريخية وإنعطافاتها السياسية لنصل لمفهوم ومصطلح حمل لنا بين حروفه الألم الذي نعيشه وتعيشه المدينة المقدسة مدينة السلام ومدينة القداسة ... وأعذروني هنا لسرد الطويل الذي لابد منه والذي سيضعنا في محطات تاريخية تدل وتدلل على نهج سياسة الاحتلال الاستعمارية الهادفة لتجريد وسلب وطرد الانسان الفلسطيني من أرضه ففي يوم 27/6/1967م أجمع الكنيست
الاسرائيلي لفرض ثلاث وقائع حقيقية تهدف للتطهير العرقي الممنهج لسكان المدينة من العرب وجعلها العاصمة الموحدة لدولة كيانه المزعوم المغتصب للأرض والهوية. حين بدأ بتطبيق القانون الإسرائيلي وتعميمه على المدينة المقدسة ،وتوسيع بلدية القدس ، وما تبعه من العمل على حل مجلس بلدية القدس العربي، واستبداله بمجلس إسرائيلي عنصري وصولا لإصدار قانون حماية الأماكن المقدسة ووضع خطة كاملة لتنفيذه عبر خطط متلاحقة والتي كان أولها بناء 18 مستوطنة حول القدس ، وتطويق المدينة بما يسمى الحزام الاستيطاني الثاني ، لفرض معادلة التفوق الديموغرافي الاسرائيلي في مدينة القدس. وما
تبعه من أعوام في كل مرة كان يجرى ويضاف بعض التعديلات على قوانين هدفها نزع الانسان العربي الفلسطيني من أرضه وتهويد المدينة .
ففي عام 1970 خطة الجيش لإيجال آلون "خطة استيطانية في غور الأردن " ، وفي عام 1974م، تم إقرار توحيد القدس تحت السيادة اليهودية، وفي عام 1976م، أنشئت مستوطنة معاليه أدوميم كمستوطنة كبرى تسيطر على القدس الشرقية، وتجمع المستوطنات الصغيرة التي أقيمت بين البحر الميت وشمال
أريحا. وفي عام 1980م، أقر الكنيست القدس عاصمة أبدية لإسرائيل. ثم بدأ في تنفيذ الخطة "الانتشار " على ما نص عليه شارون الجنرال إيلان بيران بنقل حدود القدس إلى ما وراء الجبال المحيطة بالمدينة، وإحاطتها بثلاثة أحزمة أمنية بمساحة عامة لهذه الكتل الاستيطانية بنحو مائتي ألف دونم،
وهي حزام قلنديا شمالاً ، ويضم مستوطنات كوخاف يعقوب وبسجوت وجيفات زئيف. الحزام الشرقي وفيه تقع مستوطنة معاليه أدوميم، والغربي وفيه مستوطنة معاليه هعشميا، بالإضافة إلى مستوطنات أخرى كآدم وعلمون. وحزام بيت لحم
جنوباً ويضم مستوطنتي جبل أبو غنيم وجيلو.
لقد كان عام 1993 هو لترجمة الفعلية " المتروبوليتان" والذي كان عبر مرحلتين مرحلة 1993-2010 ومرحلة 2010 - 2020م وتأتي ضمن خطط متدحرجة ، تتعلق بالبنية التحتية والاقتصادية والاستيطانية والتعليمية، والدينية والصحية والأمنية والسكانية والسياحية والجغرافية والخدمية العامة...
وغيرها؛ تم الافصاح عنها في عام 2009، وبدأ تنفيذها الفعلي عام 2010 حتى عام 2020م. وتأتي هذه الخطط لتخفيض نسبة السكان العرب لأقل من 8%، وتهجيرهم ، وتوسيع مساحة القدس إلى أكثر من 10 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة ما يعادل 600 كم² تقريباً ما بين المستوطنة بيت شيمش غرباً حتى
أريحا والبحر الميت شرقاً، ومن كفار عتصيون جنوباً (شمالي محافظة الخليل) حتى رام الله وسط الضفة الغربية شمالاً؛ بأحزمة استيطانية متواصلة بتسلسل جغرافيً داخليي وخارجيي، مستخدمة سياسة تجريف وهدم ومصادرة الاراضي ، ضمن
خطة 600كم² للقدس الكبرى 2020م.
اتّبعت سلطات الاحتلال الصهيوني عامة وبلدية القدس خاصة سياسات عدة عملت على تحويل الخطة من نظرية إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع، عبر سياسة مضاعفة البناء الاستيطاني ، وضم تجمعات استيطانية كبرى، منها معاليه أدوميم وغبعات زئيف وجبل أبو غنيم (هارحوماه). ووفقاً للخطة الموضوعة
لمستوطنة معاليه أدوميم، فسيتم توسيعها لتبلغ مساحتها 53 كم2 بالحد الأدنى، وتمتد ما بين مدينتي القدس وأريحا كجزء من مخطط القدس الكبرى.
إضافة إلى خطة ضم مستوطنة كيدار إلى معاليه أدوميم، لتسمين مستوطنة «معاليه أدوميم» بـ 12 ألف دونم جديد عبر ضم مستعمرة «كيدار» الواقعة 3 كم إلى شرقها، والعمل على بناء مستعمرات جديدة قرب مطار قلنديا لاستيعاب 11 ألف مستوطن، وفي المقابل عزل الأحياء العربية عن بعضها البعض، وجعلها
(غيتوهات عربية) محدودة.
تأتي سياسة العزل لأحياء العربية عن مركز القدس،عن طريق جدار الفاصل العنصري ،الذي عزل قرابة 140 ألف مواطن مقدسي فلسطيني عن القدس ممن يحملون بطاقة الهوية الزرقاء (الإسرائيلية).
وإفتتاح عشرة معابر خارجية تربط ما بين الضفة الغربية المحتلة ومناطق السلطة الفلسطينية من جهة، والقدس من جهة أخرى، وهي: بيتونيا وعطاروت وقلنديا والزعيم وجيلو والعيزرية والولجة وعناتا وحزما والمزموريا. 

وهذا تكريس للفصل وللعزل ممنهج للقدس. وكما ان إنشاء شبكة سكك حديدية لمستوطنين و تعبيد طرق إلتفافية وبناء جسور لربط التجمعات الاستيطانية الصهيونية مع بعضها البعض، وفصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، وشق الطرق ، والخطة طول 64 كم، هذا عدا عن الطرق السابقة التي بلغ طولها 91 كم. .في المقابل كان للفسطينين تهجير الأزواج الشابةوسحب الهويات الزرقاء منهم وما تبعه من سياسة تخصيص أراض للمشاريع التنموية استيطانية ، وبناء مدارس وجامعات ومستشفيات وعيادات صحية وفنادق ومراكز سياحية وخلافها، بينما تجاهل وإهمال التطوير الاقتصادي العربي و مواصلة حفر
الأنفاق حول وأسفل المسجد الأقصى ، وبناء المعابد الإسرائيلية، لمحاصرة الأقصى، وتسهيل عمليات اقتحامه وصولا لتقسيم الزماني والمكاني وتوسيع ساحة حائط البراق (حائط المبكى) . وسياسة هدم المنازل ومنع التراخيص.
فضلا عن سياسة تركيب مصاعد كهربائية بالقرب من الأنفاق الأرضية الأفقية والعمودية بالقرب من المسجد الأقصى . وعبرنة أسماء الأحياء والمناطق، إذ جرى تغيير قرابة 90 % من الأسماء العربية.
ووفقا ما وضعته بلدية الاحتلال فأنها وضعت عدة بنود للتغير الصهيوني الشامل في المدينة المحتلة منذ عام 2012-2020 بداية بالاستيلاء على المسجد الأقصى كاملاً وفق خطة متدحرجة تاخذ عدة مراحل : التقسيم الزماني والمكاني الجزئي،و تدمير المسجد الأقصى بصورة تامة، وبناء ما يسمى (الهيكل اليهودي الثالث) المزعوم على أنقاضه. والسعي لنقل أكبر عدد ممكن من السفارات والقنصليات من تل أبيب إلى القدس المحتلة " مثلما تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مؤخراً ،عبر منح الامتيازات و الأراضي المخصصة للسفارات وتوفير عقارات مجانية للسفارات في القدس المحتلة. 

ونشر الانحلال الأخلاقي والإفساد الاجتماعي وترويج للمخدرات بأواسط الشباب العربي، والسعي لتفكيك أواصر الأسر العربية. ، وتنفيذ سياسة العزل الشامل و حرمان العرب من العمل في أجنحة الاقتصاد الصهيوني (الإسرائيلي) في القدس المحتلة، لتهجير الطاقة العاملة إلى خارج المدينة المقدسة.
والغني عن القول أن المدينة، تواجه صعوبات جمة بالاستراتيجيات الرباعية المتمثلة في التهويد والمصادرة والصهينة والأسرلة للمؤسسات والعبرنة
للغة.
وقبل أن أضع السطر الأخير لمقالي هذا أود أن أوضح بعضاً من أساليب التي يمكن تقليل تأثير هذه السياسة الظالمة ضد العرب المقدسيين، والتي تتمثل في حتمية المواجهة الفلسطينية العربية الإسلامية لها بطرق عملية، من الجهات الفلسطينية الحكومية والفصائلية والشعبية، وتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الإنسانية العالمية، بدعم الإنسان المقدسي،ومنه الامتيازات العمرانية والمالية والتعليمية،و تخصيص منح مالية للمواليد الجدد. ودعم الشباب المقدسي ثقافيا وتعليميا والحفاظ على المنهاج الفلسطيني الوطني، كذلك ترميم المباني القديمة للمواطنين العرب وتوفير فرص العمل للمقدسيين العرب تمكين المقدسيين من الوصول لمراكز حيوية ومهمة في مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني (الحكومي والتشريعي والقضائي) نشر الوعي المجتمعي، والاستمرار في مناهضة جدار
الفصل العنصري وشنّ حملة عالمية جديدة تستهدفه والذي يلتف حول القدس بطول 190كم وتعرية سياسات الاحتلال .
بالإشارة هنا أنني كنت قد بعثت برسالة لأعيان المدينة المقدسة وحثّتهم على ضرورة تكوين مجلس أعيان مدينة القدس، وعقد مؤتمر عام يعمل على التعريف بالصيغة التوافقية عن تشكيل هذا الجسم المقاوم والذي سيُفشل سياسات الاحتلال الرامية لتهويد المدينة المقدسة في خطته القادمة 2020-2030 ، كما طلبت منهم ضرورة رفع الغطاء العائلي والعشائري عن كل من
يتاجر ويسمسر بأراضي المدينة المقدسة ويخون هذه الأرض .
وفي السطر الأخير يعني بالعقلية الإسرائيلية " قليلاً من العرب وكثيراً من المستوطنين " في مدينة القدس الكبرى والتي
تضم لها مدن وقرى عدة "المتروبوليتان " وهنا علينا الانتباه من فصل وعشارية جديدة من المتروبوليتان 2020-2030 " تستهدف بيت لحم وبيت جالا "

#سعيد ضحيك
المتروبوليتان الجديد القديم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف