
وجَع منبجس..من شقوق المرايا .
الإهداء: إلى ذاك الذي أطلقني يمامة..للعناق الوجيع
(1)
بين جرحَين كنّا معا في التشظــــي..
كنّا..وإذ نال الحزن من أضلعي،فلبثت
وأنتَ تضوّع عطركَ بين الثنـــايـــــــــا..
وظللت وحيدة..ومنهمرة في الفصــول.
في ليل مدينتي حيث لا شيء يشبهني
غير نجمة أراها تضيئ وتخبــو
أراني أرنو إليها،علّها تفتح لي دربا إليـــــــــــكَ
فما زلت أخشى عليكَ من شائك الضــــــــــوء..
ومازلت..أحيل أيّامي إلى نرجس اعتراه الأفول..
(2)
مرّ عطر مسرّاتنا..ومرير هو الوقــت
لكنّ طيفكَ أدخلني في ضياء الثمار
وقد فتح الوجد أبوابه للرؤى
ولاح نجم يضيئ على عاتق الليل
فظللت أنتظر..ثقيل هو الإنتـــــظار.
طائر الصحو لا يحتفي بضيائي
يطارد ضوئي..يوغل في المدى..
ثمّ يحطّ على وجع بأصل الرّو ح
فتلمّ الحدائق أورادَها..ويذبل ورد النهار..
(3)
مـــــــذ تخيّلتكَ..وأنت تعبر بساط الخزامى..
تلج فلوات الرّوح في مُترف الثوب..
وتمدّ أصابعكَ في خيوط الحرير المذهّب..
لكِ هذا الحمام-الكافيّ-
علّمته الهديلَ..في زمن للبكاء
وعلمتكَ كيف يرشح من الحلم عشق وماء..
صرخت بملء الرّوح علّ يجيء طيفُكَ
-فأنا أولم الليل نذرا..وألبس أبهى ثيابي-
ولكنّي وجدتكَ في برزخ الوجع..
بين البكاء..وبين الغناء
ومن معجزات الزمان.. يتجانس فيكَ الثرى والفضاء..
(4)
آن للوجع العتيق أن يتفادى دروبي
ويعود بي الزّمن إلى حقل صباي
يوم كان اليمام ينام بحضني..وبقربي تدنو القطوف
وأراكَ كما كنت أرسمكَ على دفتري المدرسي..
يتهودج طيفُكَ في ثوب شفوف..
وأراكَ ثانية وقد لا مس عطرُكَ نرجسَ الرّوح..
ثم..ألتقيكَ وقد نضج العشق قبل الأوان..
(5)
..كانت لي أمنية..أن أركَ كما كنتَ..قبل البكاء
أن لا أرى،في شهقة الرّيح،عاصفتي
لا أرى في دفتر عمري
ما كنت خبّأته من شجن ومواجع..
..سلاما على ما تبقّى
..سلاما -على نرجس القلب-
..سلاما على أمّي التي أحنو على طيفها ما استطعت
..سلاما على كلّ الرّمال التي احتضنت حيرتي
..سلاما على غيمة ترتحل
عبر ثنايا المدى..
ها هنا.. أرتّق الموج،وقد أبحرت روحي
دون أشرعة
ترى..هل أقول للزبد إذا ساح إليّ :
دَعني "أقرأ روح العواصف"
فأنتَ لست في حاجة للبكاء
دَعني-يا مهجة الرّوح-أطرّز عمري وشاحا لطيفكَ الذي سوفي يأتي
عل ّ يجيء الموج بما وعدته الرؤى
فليس سوى غامضات البحار،تقرأ الغيـــــم
وتنبئ بما خبّأته المقاديـر
وفاض منـــــه الإنـــــــــــاء..
الشاعرة التونسية زكية الجريدي
الإهداء: إلى ذاك الذي أطلقني يمامة..للعناق الوجيع
(1)
بين جرحَين كنّا معا في التشظــــي..
كنّا..وإذ نال الحزن من أضلعي،فلبثت
وأنتَ تضوّع عطركَ بين الثنـــايـــــــــا..
وظللت وحيدة..ومنهمرة في الفصــول.
في ليل مدينتي حيث لا شيء يشبهني
غير نجمة أراها تضيئ وتخبــو
أراني أرنو إليها،علّها تفتح لي دربا إليـــــــــــكَ
فما زلت أخشى عليكَ من شائك الضــــــــــوء..
ومازلت..أحيل أيّامي إلى نرجس اعتراه الأفول..
(2)
مرّ عطر مسرّاتنا..ومرير هو الوقــت
لكنّ طيفكَ أدخلني في ضياء الثمار
وقد فتح الوجد أبوابه للرؤى
ولاح نجم يضيئ على عاتق الليل
فظللت أنتظر..ثقيل هو الإنتـــــظار.
طائر الصحو لا يحتفي بضيائي
يطارد ضوئي..يوغل في المدى..
ثمّ يحطّ على وجع بأصل الرّو ح
فتلمّ الحدائق أورادَها..ويذبل ورد النهار..
(3)
مـــــــذ تخيّلتكَ..وأنت تعبر بساط الخزامى..
تلج فلوات الرّوح في مُترف الثوب..
وتمدّ أصابعكَ في خيوط الحرير المذهّب..
لكِ هذا الحمام-الكافيّ-
علّمته الهديلَ..في زمن للبكاء
وعلمتكَ كيف يرشح من الحلم عشق وماء..
صرخت بملء الرّوح علّ يجيء طيفُكَ
-فأنا أولم الليل نذرا..وألبس أبهى ثيابي-
ولكنّي وجدتكَ في برزخ الوجع..
بين البكاء..وبين الغناء
ومن معجزات الزمان.. يتجانس فيكَ الثرى والفضاء..
(4)
آن للوجع العتيق أن يتفادى دروبي
ويعود بي الزّمن إلى حقل صباي
يوم كان اليمام ينام بحضني..وبقربي تدنو القطوف
وأراكَ كما كنت أرسمكَ على دفتري المدرسي..
يتهودج طيفُكَ في ثوب شفوف..
وأراكَ ثانية وقد لا مس عطرُكَ نرجسَ الرّوح..
ثم..ألتقيكَ وقد نضج العشق قبل الأوان..
(5)
..كانت لي أمنية..أن أركَ كما كنتَ..قبل البكاء
أن لا أرى،في شهقة الرّيح،عاصفتي
لا أرى في دفتر عمري
ما كنت خبّأته من شجن ومواجع..
..سلاما على ما تبقّى
..سلاما -على نرجس القلب-
..سلاما على أمّي التي أحنو على طيفها ما استطعت
..سلاما على كلّ الرّمال التي احتضنت حيرتي
..سلاما على غيمة ترتحل
عبر ثنايا المدى..
ها هنا.. أرتّق الموج،وقد أبحرت روحي
دون أشرعة
ترى..هل أقول للزبد إذا ساح إليّ :
دَعني "أقرأ روح العواصف"
فأنتَ لست في حاجة للبكاء
دَعني-يا مهجة الرّوح-أطرّز عمري وشاحا لطيفكَ الذي سوفي يأتي
عل ّ يجيء الموج بما وعدته الرؤى
فليس سوى غامضات البحار،تقرأ الغيـــــم
وتنبئ بما خبّأته المقاديـر
وفاض منـــــه الإنـــــــــــاء..
الشاعرة التونسية زكية الجريدي