الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حسرة اللبلاب حازم التميمي بقلم: رائد محمد الحواري

تاريخ النشر : 2019-09-09
حسرة اللبلاب حازم التميمي بقلم: رائد محمد الحواري
حسرة اللبلاب
حازم التميمي
العنصر الأهم في تخفيف الألم هو المرأة، حتى يمكنها أن تكون مؤجدة/خالقة لبقية عناصر التهدئة، الطبيعة، الكتابة، يفتتح الشاعر قصيدته مؤكد على دورها وأهمية حضورها:
"نخب الصحاب قد انقضت انخابي
............... لاتطرقي قد غلقت ابوابي"
رغم أن هناك حديث عن "الصحاب" إلا أنهم لم يغنوا عنها، والشاعر يستسلم كليا لها: "لا تطرقي، قد فتحت أبوابي"، حضور يا المتكلم: "أنخابي، أبوابي" لها أثرها في المتلقي، حيث أن الكلام/الحديث صادر من نفس الشاعر، والداعي لحضور المرأة القسوة التي يمر بها الشاعر: أنقضت، لا، تطرقي" فهو يبتعد عن عالم الذكور "أصحابي، أنخابي" ويتوجه للمرأة.
ويقدمنا أكثر مما يعانيه:
"وجعي تراث الناي يشرب من دمي
................ مصل الغروب وصفرةالاهداب"
هناك آلام أخرى يحدثنا عنها الشاعر: "وجعي، دمي، الغروب، صفرة" لهذا يستدعي حضور المرأة العاجل، والذي كان:
" عودي لمسكين الهلال غريبة
................ وتشمّسي في معجم الاغراب"
واستخدام الشاعر لفعل الأمر في مخاطبته للمرأة لا يشير إلى السيادية، بل إلا الحاجة والاستعانة بها، كحالنا عندما نستعين بالله طالبين منه الرحمة "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعفو عنا، أغفر لنا ورحمنا" فليس فعل امر يأخذ معنى الأمر، واعتقد أن استخدام الشاعر فعلين استعانة "عودي، وتشمسي" جاء ليعوض عن عدم طلب الاستعانة بها في البيت السابق، الذي جاء خال من حضورها/دعوتها.

أثر المرأة يأخذ في التنامي حتى أن وجودها/حضورها ينعكس على القصيدة:
" دوسي على طين العروق وزمّلي
................ قصب اللقاء بمنجل الغيّاب"
فجاءت هذا الصورة الشعرية لتؤكد أهمية وحيوية حضورها، وهذا ناتج عن "عودي، تشمسي، دوسي، وزملي" فقوة حضورها انعكس على خروج/تحرر الشاعر من الألم العادي إلى استخدام الصور الشعرية التي تخفف من حدة القسوة، لكن الفكرة الألم/القسوة تبقى موجود.
والانعكاس الثاني نجده في الألفاظ التي جاءت بهذا البيت:
" حطّي حمامة ضفتين وحلّقي
................ صوب انطفاء الماء في الاصلاب"
"حطي، وحلقي" اسهم في وجود "حمامة، ضفتين، الماء" فالشاعر يتخلى/يترك يا المتكلم ويركز على المرأة وحضورها، بعد أن (أهمل) وجوده وركز عليها، والملفت للنظر وجود لفظ "الماء" فهل سيكون له أثر في القصيدة، أم أنه جاء بلا داع؟.
"سدي أمام الريح شرفة أضلعي
كي يستريح من الهطول سحابي"
"سدي، الريح، هطول، سحابي" كلها ألفاظ متعلقة الماء، الشاعر يستعين بالأنثى لمعالجة أنثى فيه "سحابي" وهذا يشير إلى حاجته الملحة للأنثى.
ينعكس (غياب) المرأة على الشاعر سلبيا:
" كرّي على بومي سؤالا غازيا
................ يحتل غربة تمتمات جوابي"
فالحجم السواد كبير: "كري، سؤالا، غازيا، يحتل، غربة، تمتمات" في هذا البيت إذا ما قارناه بمن سبقه، وهذا ناتج لأن طلب الاستعانة جاءت ضمن فعل "كري" القاسي.
" استقطع الطرقات عمرا ضاحكا
................ خبز المسيح مسمّر الاخشاب

لومي-اخية-صولجان خطيئتي
................ ما عاد في التفاح من اعصابي"
التشبه بالسيد المسيح وما عاناه يؤكد حالة الألم التي تثقل كاهل الشاعر، والتي تؤكدها الألفاظ القاسية: "لومي، حطيئتي، ما، أعصاب، غري، سراب" فالطبيعة أصبحت سوداء، والمؤنث أخذت يتحول إلى قتامة:
" غرّّي بهاغيري سحابك خلّب
................ والامنيات البيض محض سراب"
الشاعر ينزلق أكثر في القامة، فبعد أن فقد بياض الأنثى، وهدوء الطبيعة، هنا هو يفقد أداته التي يعبر بها عما فيه من ألم:
" مادار دورته النشيد على فمي
................ الا وفرّخ فيه الف غراب"
كل هذا يؤكد على سوء الحال الذي يمر به الشاعر الذي يحاول أن يبرر/يعلل/يفسر سبب هذا السواد وقوته:
"تستمرئين القيح، حيث تعطلت
لغة البخور ب حشرجات سحابي/
تستمرئين القيح في تهويمة
................ اورية ملتذة بمصابي
مااطهر القطرات تنزل يتما
................ولاغنيات حبيسة الالغاب
لانخل بعد قصيدتي مكسورة
..............كل الجذوع خلا جذوع سحابي"
فقدان الأداة/اللغة/القصيدة يجعل الشاعر يلفظ أنفاسه الأخيرة فيقدم مقطع
غاية في القسوة والألم:
" اني ثلاثون انتظارا باهتا
................ نطت اخاديدي على جلبابي"/إني غيابات انتظار باهت
شاخت أخاديدي على جلبابي"
هذا الحجم يؤكد اهمية وضرورة المرأة له: فرغم قتامة الفكرة إلى أن الصورة الجميلة خففت من حدة وطأتها، فوصلت الفكرة لكن بأقل الأضرار على القارئ.

بعدها يأخذ الشاعر في الابتعاد عن مخاطبة/الاستعانة بالمرأة، ويركز على (الأنا) من خلال هذا البيت:
" امتص اثداء الرصاص يردني
................ اني امام منيتي متصابي"
وهذا النمط من الخطاب يشير إلى حالة (الحصار/الاغتراب) التي يتعرض لها الشاعر، الذي جمع بين أثداء والرصاص بطريقة مدهشة، وكأنه يقول أن هناك عالم مجنون، لم يعد يجدي فيه استخدام العقل/المنطق، فكان لا بدمن الرد عليه بعين الطريقة.
يختم الشاعر القصيدة بهذه الابيات:
" اغير جلدي شمّرت اردانه
................ اخت الفرات بصوتهاالمنساب


الشط والجسر القديم ودوبة
................ لمّا تزل سكرى بلا اكواب


ودروب اهلينا وخبز نسائنا
................ وصرائف من دونما حجاب


وبراءة الاحلام فوق سطوحنا
................ ونقاوة الاوهام في الالعاب


تدرون ما طعم الرحيل بثغره
................ طعم انجرار الرفع في الاعراب


هذا ذهاب الشط قبل اوانه
................ ومرارة بذهابه وذهابي"
بعد فقدان المرأة، والطبيعة، والكتابة يؤكد الشاعر على وحدته، فلم يعد معه أحد سوى نفسه، لهذا بدت الأبيات خالية من الحماسة أو التوتر وكأنه يسلم بالواقع مودعنا، فلم يعد هناك ما يقال.
الخاتمة بهذه القفلة تنسجم مع الفاتحة ومع القصيدة، وتؤكد على وحدتها وتكاملها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف