الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التكاملات والمتعاكسات في مجموعة "وخزات نازفة" هاني أبو انعيم

تاريخ النشر : 2019-09-01
بقلم: رائد محمد الحواري
التكاملات والمتعاكسات في مجموعة
"وخزات نازفة"
هاني أبو انعيم
الومضة أصبحت واقعا ولها قراؤها، فعصر السرعة والفضاء المفتوح فتح الباب لها لتكون حاضرة بين صنوف الأدب، فرغم قصرها، إلا أن لكل كاتب طريقته في تقديمها، فهم يتماثلون في صنف الومضة لكنهم يباينون في طريقة تقديمها، كحال الرواية والقصة والقصيدة، فلكل كاتب طريقته ولغته واسلوبه في الكتابة، "هاني أبو انعيم" قدم لنا مجموعة من الومضات جاءت الأفعال فيها متعاكسة أو مكملة، وهذا ما يميز المجموعة، فرغم أن مفهوم التكملة (عادي/طبيعي) إلا أنها في حقيقة الأمر كانت صادمه، بحيث يتوقف القارئ عندها متفكرا فيها، فيما تحمله من معنى، فمن الاشكال التكملة الصادمة:
"مصير
اختبأ من الذئاب في الكهف، حاصرته الأفاعي" ص22، يشير فعل "أختبأ" إلى وجود خطر ما، لكن من يقوم به يبقى في مأمن، حيث تواري عن الخطر بالاختباء، لكن أن يُعرض مكان الاختباء المُحاصر لخطر أكبر، فهنا تحدث الدهشة، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ المجرة "اختبأ، حاصرته" هما فعلان يشيران إلى حالة الجبن والانهزامية، وهذا يعطي ـ من خلال الألفاظ المجردة ـ دلالية على أن من يقوم بالفعل هو جبان، ونحن نعلم عندما يلجأ الكاتب إلى ذكر الحيوان في الأدب فهذا يشير إلى حالة القتامة، فالذئاب والافاعي تؤكد على الواقع القاتم الذي يمر به المختبئ، وهذا ما يجعل الومضة مطلقة السواد، حيث اجتمعت الألفاظ والمضمون معا في تقديم الفكرة، وإذا ما توقفنا عند المكان "الكهف" نجده مكان لا يتناسب والعصر الحديث، فهو بدائي ولا ينسجم مع الحاضر، وهذا يجعل الومضة مطلقة السواد، الفعل فعل جبان، والفعال جبان، والمكان حقير، (مكونات الحدث) سوداء، فأين المفر؟.
"خلوة
وجدته في المكتب وحيدا، دخلت تنتظر الشيطان" ص24، ثلاثة افعال "وجدته، دخلت، تنتظر" متعلقة بها، بالمرأة بينهما اشير إلى الرجل ب"وحيدا" فقط، وهذا يعطي دالة إلى قوتها/رغبتها/شهوتها، بينما يبدو الرجل مسكين لا يملك قوة أو قدرة على مواجهتها، فهو الوحيد يتعرض لثلاثة افعال، فهل يمكن ان يصمد؟، خاصة إذا علمنا أن هناك مدد تنتظره المرأة سيأتي من معاون لها "الشيطان.
"مهرب
صرخت نهيب بالرجال نجدتها، تفقد في البطاقة جنسه" ص28، فعل "صرخت" وفعل "تفقد" متلازمين في المعنى، بمعنى عندما يكون هناك صراخة يتبعها حالة تفقد، وهذا أمر طبيعي وعادي، لكن الدهشة جاءت من خلال المادة المتفقدة، فهي تتناقض تماما مع سبب ودواعي الصراخة، وهذا ما يجعل الومضة تقترب من السخرية.
"لهفة
عاد من الحرب مندفعا لاحتضانها، ناسيا بتر ذراعيه" ص34، استخدم القاص صيغة الماضي في "عاد" وتبعه بالمضارع في "لاحتضانها" أراد ان يشوق المتلقي فهناك حدث قديم "عاد" واتبعه بفعل "لاحتضانها" جميل يحبه ويرغب به القارئ، لكن هذا الانسجام والتكامل يتوقف وينهي عند "بتر" فلن يكون هناك فعل "احتضان" فالصدمة ليست لبطل القصة الذي "نسى" فحسب، بل المتلقي أيضا، وهذه الوحدة والجمع بين البطل والقارئ تذهل القارئ، فقد أصيب بما أصيب به البطل.
"تجريب
فكت القيد عن يديه، اختبرهما بصفها" ص38، التكامل بين "فكت واختبرهما" واضح ومنطقي، لكن الدهشة تكمن في تفاصيل "بصفعها"، والجميل في الومضة انها جاءت بألفاظ منسجمة ومتكاملة، لكن لفظ "بصفعها" متناقض مع طبيعة الفكرة، الموضوع، وكأن الصفعة لم تكلن لها فقط بل المتلقي أيضا، فهوة صفع باللفظ كما صفعت هي، فهو يتألم كما تتألم هي، من فكت القيد، وإذا ما أخذنا أن فاعلة الخير امرأة ، فهذا يزيد من انحياز القارئ لها، ويقف إلى جانبها ضد من قام "بصفعها".

"مواجهة
لكم المسخ فور نهوضه من الفراش، تناثرت شظايا المرآة" ص73، التكامل بين "لكم، وتناثرت شظايا" لكن الدهشة جاءت من خلال "المرآة" فالطريقة التي قدمت بها الومضة هي المذهلة، كما أن الفكرة تعد (اشكالية) غير محددة، وهذا ما يجعل القارئ يتوقف عندها، هل سبب الكلم اشمئزاز المسخ من نفسه؟، أم أنه نسى أنه مسخ، فشاهد صورته على حقيقتها فأراد أن يكسرها؟.
المجموعة من منشورات دار فلاور للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2014

المتعاكسات
المعاكسات تحمل الإثارة والدهشة حيث تكون الفعال/الأحداث متناقضة، لهذا تصدم القارئ وتدهشه:
"خراب
أضاءت حجرات قلبه بكلامها المغناج، وأطفأت مصابيح بيته" ص25، فعل "أضاءت" قابلة "اطفأت" والجميل في هذا المقطع أن قسمه الأول جاء بألفاظ بيضاء: "أضاءت، حجرات، قلبه، بكلامها، المغناج" وكل هذه الأوصاف متعلقة بالرجل/الحبيب، لكن نفاجأ بفعل "وأطفأت" المتناقض مع "أضاءت" ونفاجأ أكثر عندما تتسع دائرة الحدث، لتنتقل من "قلبه" إلى بيته، فالقاص بهذه النقلة النوعية في مكان الحدث أراد أن يزيد الصدمة عند المتلقي، فلم يعد الأمر بتعلق بفردين/حبيبين، بل بمكان أخر وبأشخاص كثر، وهنا يكمن اهمية الطريقة التي قدمت بها الومضة.
"جزاء
انتشلها من الفقر، في الديون أغرقته" ص26، الماء سمة الطهارة والتحول الفكري والسلوكي الايجابي، ولقاص استخدمه في البداية بشكل ايجابي "انتشلها" وهذا يأخذنا إلى بساطة وطيبة الريف/القرية، عندما كان الناس ينتشلون الماء من البئر لمنفعتهم، الشرب الطعام، الاغتسال، وهذا الفعل يعطي اشارة إلى أن من قام به بسيط وطيب وبكر، لكن (وحشيتها) جاءت من خلال فعل "أغرقته"، وإذا ما توقفنا عند "الديون اغرقته" يمكننا أن نتبين انها بنت مدينة وليست بنت قرية، فالإغراق في الديون في القرية نادر ما يكون، لكن في المدينة منتشر، وهنا يكون القاص قد قدم لنا طبيعة الشخصيتين دون أن يذكر المكان مباشرة، وهذا ما يجعل الومضة أوسع وأكبر من كلماتها المعدودة.
"مسافات
أبعدوا المعارض إلى المنافي، بات أقرب إلى الناس من حبل الوريد" ص 73، التناقض بيت "أبعدوا، بات أقرب" القاص ينال من النظام من خلال عدم تحديد من قام بفعل "أبعدوا" فهم مجهولين، وهذا يشير إلى امتعاضه وسخطه عليهم، لهذا جعلهم نكرة، بينما نجده يُعرف المبعد "المعارض" وهذا يعطي اشارة إلى انحيازه ووقوفيه إلى جانبه، ونجد هذا الانحياز في "من حبل الوريد" فكان يمكن أن تنتهي الومضة عند "الناس" لكن هذا المقطع الأخير جاء ليوكد انحياز القاص للمبعد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف