الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسراء.. لا معراج !!بقلم:محمد أبو المجد

تاريخ النشر : 2019-08-29
إسراء.. لا معراج !!بقلم:محمد أبو المجد
نعم نصدق كل ما ذكره القرآن العظيم، وبلغ به الرسول الكريم، صلوات الله عليه وآله، عن معجزة الإسراء، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ولا نرى مبررًا لتنازع المفسرين والفقهاء والرواة في مسألة هل الإسراء بالروح أم بالجسد أم بهما معًا.

الأمر الذي يستحق التوقف عنده هو "المعراج"، فلم يثبت بالقرآن الكريم، وهو المصدر الأول للتشريع، ذكر لما سماه المفسرون والرواة بـ "المعراج".. بل لا يوجد بشأنه إلا بضعة أحاديث، أشك في صحة نسبها إلى سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وتثير الارتياب؛ نظرًا لاختلافها عن سائر الأحاديث النبوية الصحيحة، من حيث الألفاظ، وطول المتن، وجزالة الكلمات، فضلًا عن غرابة الأحداث التي وقعت في المعجزة المزعومة!!

يقول تعالى في سورة "النجم": "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى".. لا مانع من أن يكون المقصود هنا المعراج، لكنه ليس مرتبطًا بتوقيت الإسراء، بالضرورة!

أولًا؛ كون المعراج تم من خلال الصعود فوق قبة الصخرة، لا يخفى ما به من نية مبيتة، وغرض غير طيب، لإضفاء قداسة على ذلك المكان، في مواجهة القداسة الربانية التي يتمتع بها الحرم المكي، ثم الحرم النبوي، ولا يخفى على أحد ما تلى أحداث الفتنة الكبرى، ومدى حاجة بني أمية إلى مكان مقدس تحت سيطرتهم، بعيدًا عن الحجاز، ومكة والمدينة.

ولا شك أن ارتقاء النبي إلى السماء، لو صح، معناه أن الباب المفتوح إلى السماء مكانه فوق المسجد الأقصى، وليس فوق الكعبة أو المسجد النبوي، وهذا يعني تفضيل هذا المسجد على غيره!!

وثانيًا: تحكي الروايات أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، صلى بجميع الأنبياء إمامًا في المسجد الأقصى، خلال رحلة الإسراء.. فإذا كان ذلك قد حدث، فإنه يعني أنه، صلى الله عليه وآله، التقى بالأنبياء جميعًا، وعلموا أنه أوحي إليه، فليس من داعٍ لأن يتساءلوا عنه وعن اسمه، وما إذا كان قد أوحي إليه، أثناء صعوده هو وجبريل، إلى السموات المتتالية، في رحلة المعراج، لو كان ذلك صحيحًا!!

ثالثًا: ما معنى وجود نبي واحد في سماء، ثم اثنين من الأنبياء في سماء أخرى؟! هل يعني هذا تفضيل بعض الأنبياء على بعضهم، أم اتساع بعض السموات على نبي واحد، فأضيف إليه آخر؟!

رابعًا: المشاهد التي تحكيها الروايات؛ من تعذيب الزناة، والمغتابين، وغيرهم.. لا يقبلها العقل السليم، ولا تستسيغها الفطرة!!

خامسًا: كون النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، صلى بالأنبياء في الإسراء، بالمسجد الأقصى، هذا يعني أن الصلاة كانت قد فرضت آنذاك، ولا مبرر لما ذُكِرَ عن حوارات سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله، وسيدنا موسى، عليه السلام، حول الخمسين صلاة!!

سادسًا: لا يخفى على مسلم ما يكنه اليهود من حقد على الإسلام والمسلمين، وسعيهم الدائب لإعلاء كلمتهم وشأنهم على الإسلام، بشتى الطرق، والأساليب، ومن ذلك اختراع مفاوضات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وإنصاته لنصائح سيدنا موسى، عليه السلام، ولولا ذلك لكان المسلمون، الآن، من الهلكى؛ لولا تنفيذ الرسول لنصائح أخيه موسى، ومجادلته لربه، والعياذ بالله، في شأن فرض الصلوات الخمسين، ونجاح مساعي موسى لتخفيضها إلى ست في العمل، وخمسين في الأجر!! ما أعظم فضل سيدنا موسى، على الأمة المحمدية!! أرأيتم حجم المؤامرة؟! هذا ما يريدون الوصول إليه، بتأليف أحاديث المعراج، ولصقها بمعجزة الإسراء!!

تكلم الله تعالى عن الإسراء، ولكنه لم يذكر المعراج إطلاقًا في تلك المناسبة، وخصوصًا بالكيفية التي حشروها في رءوسنا، وأقنعونا بتصديقها.. قد يكون المعراج وقع بالفعل، لكنه ليس مرتبطًا بالإسراء.. ربما وقع منفردًا.. أو لم يحدث إطلاقًا، وعلى علمائنا الأجلاء، إذن، تفسير سورة "النجم" بمعزل عن معجزة الإسراء، وبمنأى عن الروايات التي حاكها اليهود، من أمثال "وهب بن منبه"، و "كعب الأحبار"، وتلاميذه "أبي هريرة"، و"ابن عمر"، و"ابن عباس"، و"ابن عمرو"!!

وقد أورد السيوطي: (أنّ الإسراء ورد مطوَّلاً ومختصرًا من حديث أنس وأُبَيِّ بن كعب وبُرَيْدَة، وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وسَمُرة بن جُنْدُب، وسهل بن سعد وشدَّاد بن أوس وصُهَيب، وابن عباس وابن عمر وابن عمرو، وابن مسعود وعبد الله بن أسعد بن زرارة وعبد الرحمن بن قُرْط، وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ومالك بن صعصعة، وأبي أُمَامَة وأبي أيُّوب وأبي حبَّة، وأبي الحمراء وأبي ذَرٍّ وأبي سعيد الخدري، وأبي سفيان بن حرب، وأبي ليلى الأنصاري وأبي هريرة، وعائشة وأسماء بنتي أبي بكر، وأم هانئ وأم سلمة..... ). ومن هؤلاء من كان على شركه وقتها!!

(وعدَّ الإمام القسطلاني في المواهب اللدنِّيَّة ستَّة وعشرين صحابيًّا وصحابيَّة رَوَوْا حديث الإسراء والمعراج، لذا فهو يرى أنه حديث متواتر مع نصِّ القرآن عليه في سورتي الإسراء والنّجم)، حسبما يقول.

أما عن المشاهد التي يزعمون أن النّبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ قد رآها خلال رحلته فمنها: نهر الكوثر، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنّ النّبي ـ صلّى الله عليه وآله، وسلّم ـ قال: (بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخاري .

وقد رأى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - الجنّة وما فيها من النّعيم، وفي المقابل رأى أيضاً بعض أحوال النّاس الذين يعذّبون في نار جهنّم، ومنهم من يقعون في الغيبة، والذين يخوضون في أعراض المسلمين، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم) رواه أبو داود .

وقد رأى كذلك - صلّى الله عليه وسلّم - أقوامًا وقد تقطَّعت ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل عليه السّلام: (هؤلاء خطباء أمّتك من أهل الدّنيا، كانوا يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟) رواه أحمد وصحّحه الألباني.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف