
كم من العمر أحتاج لأفهمك يا ميلينا أن الاشتياق ليس رداء نلبسه ونخلعه أنّى شئنا، ليس شيئا يمكن العبث به كلعب الأطفال، إنه قنبلة موقوتة كلما زاد الغياب كلما اقترب موعد انفجارها، هو كالسرطان، ينخر قلوبنا على مضض..يأكلها بنهم، ويبيد داخلها بكل ما يحمل هذا العالم من وحشية...
ونحن!
ليس باليد حيلة -كما تعلمين- غير وضع القلب على موقد الإنتظار كي يحترق شيئاً.. فشيئا، يتكور على نفسه ليصبح مضغة شابها الاحتراق من كل جانب، لنجد أنفسنا -بعد مدة- عاجزين عن لملمة شتاته و رماده!
ولا أعلم كم من العمر يلزمني كي أشرح لك أن الغياب موت بطيء يدنو منّا زاحفا! لا لشيء سوى لتعذيبنا أكثر فأكثر، يجعلنا نتمنى وصوله، يذيب أوردة الصبر بتؤدة، يستنزفنا، يمتصنا، يهيئنا، ويمهد الطريق لما هو أفضع وأشنع، أفلا ترين
أن الموت أرحم منك!
ولا أعلم كذلك لم أكتب لك هذا في مثل هذا الوقت، ربما لأن ساعة الحنين بدأت بالرنين، لكن.. لكنها ترنّ في أذناي مذ أن غادرت دون سابق إنذار، وسط حديثنا الذي لا ينتهي، غادرت وكأنك كنت تعلمين مسبقا أني لن أفعل شيئاً غير الاشتياق،
غير الانتظار، غير محاولة التقرب منك بجعل القلم وسيطا روحيا بيننا، لكنك لا تعلمين أنه :
إذا الشوق من القلوب نال فلا شيء بينها وبين الموت قد حال
ولا زلت لا أعلم لم صار هذا عادة بالنسبة لي، أن أمارس غبائي، حنيني أو اشتياقي، أو سمّه كما شئت، لكن الأمر الوحيد الذي أدركه أنه يجب علي التوقف عن هذا الآن بالضبط لأني لا أريد أن أنزف أكثر، سأترك بعضا مني للغد وما بعده..
وما بعده إن شئتِ، ألا ترين أني أعينك عليّ!
حسناً لا بأس، وكل البأس . . بُعدك
ونحن!
ليس باليد حيلة -كما تعلمين- غير وضع القلب على موقد الإنتظار كي يحترق شيئاً.. فشيئا، يتكور على نفسه ليصبح مضغة شابها الاحتراق من كل جانب، لنجد أنفسنا -بعد مدة- عاجزين عن لملمة شتاته و رماده!
ولا أعلم كم من العمر يلزمني كي أشرح لك أن الغياب موت بطيء يدنو منّا زاحفا! لا لشيء سوى لتعذيبنا أكثر فأكثر، يجعلنا نتمنى وصوله، يذيب أوردة الصبر بتؤدة، يستنزفنا، يمتصنا، يهيئنا، ويمهد الطريق لما هو أفضع وأشنع، أفلا ترين
أن الموت أرحم منك!
ولا أعلم كذلك لم أكتب لك هذا في مثل هذا الوقت، ربما لأن ساعة الحنين بدأت بالرنين، لكن.. لكنها ترنّ في أذناي مذ أن غادرت دون سابق إنذار، وسط حديثنا الذي لا ينتهي، غادرت وكأنك كنت تعلمين مسبقا أني لن أفعل شيئاً غير الاشتياق،
غير الانتظار، غير محاولة التقرب منك بجعل القلم وسيطا روحيا بيننا، لكنك لا تعلمين أنه :
إذا الشوق من القلوب نال فلا شيء بينها وبين الموت قد حال
ولا زلت لا أعلم لم صار هذا عادة بالنسبة لي، أن أمارس غبائي، حنيني أو اشتياقي، أو سمّه كما شئت، لكن الأمر الوحيد الذي أدركه أنه يجب علي التوقف عن هذا الآن بالضبط لأني لا أريد أن أنزف أكثر، سأترك بعضا مني للغد وما بعده..
وما بعده إن شئتِ، ألا ترين أني أعينك عليّ!
حسناً لا بأس، وكل البأس . . بُعدك