لما بدأت إسرائيل تتهيء لحرب عام 1967م المعروفة بحرب الأيام الستة والتي إنتهت بالهزيمة النكراء لمصر وسوريا وضياع سيناء والجولان والصفة الغربية وغزة. إجتمعت (جولدا مائير) في البيت الأبيض بالرئيس الأمريكي (جونسون) وكانت المخاوف تعتريها . إلا أن الرئيس الأمريكي هدأ من روعها . وطمأنها أنه حال صدور قرار من مجلس الأمن ضد إسرائيل فإن (الفيتو ) الأمريكي جاهز . وهنا إنفرجت أساريرها . أردت من هذه المقدمة أن أوضح للقاريء أن الأدوار الأمريكية القذرة بحق الشعب الفلسطيني وقضيته لا نهاية لها .فأمريكا أول من إعترفت بقيام دولة إسرائيل عام 1948م وأن قرار وزارة الخارجية الأمريكية الأخير من حذف إسم الأراضي الفلسطينية المحتلة من قائمة تعريف المناطق في الشرق الأوسط لا يجب أخذه على سبيل الأستغراب . فهذا القرار غيض من فيض وما خفى أعظم . وهو إجراء عدائي جديد يضاف إلى السلسلة الطويلة من هذه الأجراءات العدائية الأمريكية التي تهدد بتصفية القضية الفلسطينية والمرفوضة رفضا قاطعا عربيا وإقليميا ودوليا . أوليس الرئيس الأمريكي (ترامب ) هو الذي قام بتمويل المغتصبات وساند إقامة المستوطنات وأعطى الجولان إلى إسرائيل واعترف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس متحديا من سبقوه من رؤساء تنازلوا عن تنفيذ القانون الصادر عام 1995م بتقل السفارة والذي كان قراره إستفزازا لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحين أوليس (ترامب ) هو الذي إصطنع (صفقة القرن ) بغرض تصفية القضية الفلسطينية شعبا وأرضا ؟ إن ما أقدمت عليه الأدارة الأمريكية يعتبر خرقا للقانون الدولي وتدميرا لكل إتفاقيات السلام الموقعة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل . وبعد كل هذا أين آمال السلام بين العرب وإسرائيل ؟ أوليس ما صدر من أمريكا عائقا أمام السلام ؟ أوليس هذا يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل؟. والسلام عليكم وعليكم السلام.
المستشار القانوني / محمود مصطفى أبو شرخ
المستشار القانوني / محمود مصطفى أبو شرخ