حين أحدق في عيون النور يتلاشى جسده بذاك الغطاء الذي يحجب عني نور الحياة وضياءها.....ويتراءى أمامي كشبح سقيم يشدني كل آونة الى اللانهاية.......فما ألبث أن أحس بذاك الداء يعتريني حتى أدب في غيبوبة لا تفارقني.....وتجتاح أحلامي وآمالي....تصفعني0...تضربني..... تعصف في قلبي وتدق باب المعاناة .....لأغدو بتلك الروح السقيمة وذاك الجسد البالي........نعم مت قبل أن أولد ويا ليتني لم أولد......كم سألت نفسي هذا السؤال ؟.........لماذا أنا هنا؟حقا لست أدري..........غير أني متيقنة اني لست أبغي من الدنيا شيء غير أن تلبسني ثوب الرحمة والأمان......الرحمة قد كتبت في قاموس الحيوانات......فكيف لاولئك البشر أن يحرموها على أنفسهم......لقد حثنا الله عليها وكان هو الرحمن الرحيم.......فما بالكم أيها الأنام؟ وآسفاه وأحر قلبي!ا ني أرى مصيري يقطن وراء المجهول......... وماذا عساي ان أفعل؟..........أراني أحترق بين شموع الحياة..........أراني رمادا يتلاشى بين أحلامها ....آه أيها الزمن عار عليك.....عار عليك وأنت تقبل يد الباغي ليدق في أوتارك بقسوة وعنفوان....ثم تأتي لتمد يد الغدر لاؤلئك الأوفياء.....لكنهم ما زالوا بشرائعك متقيدون..........نعم لقد دست على كل ما نملك.....كياننا وجودنا أحلامنا.......فأصبحنا نتأوه بين ضلوعك ونحن نضحك.....ولكن هناك جرح دام يسري في أجسادنا لا ترونه......... نحن فقط نراه.....نحن نشعر به .....ولكنك تهجع الآن على أسرة الترف ولا تبالي..........تدوس على الأخلاق وأنت تعلم...........أنت تعلم بجراحنا ولكنك تتمرد وتسحقنا بجبروتك لتغدو المنتصر في هذه المعركة........نحن نهجع على أسرة الفناء دون يقين.......... قاس أيها الزمن وما ثمن القسوة ان كانت في قاموس البشرية لا تعد ولا تحصى..........قد أجمعتها فكانت هي الملكة في جل المنازعات.............كانت رائدة الشر بلا منازع ..... القسوة أيها الأنام..........يا من درتم دورتكم لتتعانقوا مع ذاك الزمن الباغي ........ماذا جنيتم اخبروني ان كنتم تعلمون أو حتى تشعرون فان اتضح امامكم وجه الحقيقة فأخبروني بالحال ولا تنسوا ان تحصوها وتعدوها وتنقوها من دنائسكم ان كنتم تستطيعون؟