
الـخـيـار الأصـعـب
خالد صادق
رغم التصعيد الإسرائيلي الخطير على عدة جبهات, والتنبؤ المتزايد بحرب شرسة تشنها "إسرائيل" في الشمال أو الجنوب, والتحذير من خطوات خطيرة قد تقدم عليها المقاومة الفلسطينية, من الممكن ان تؤدي إلى تزايد فرص اندلاع الحرب وتقريب موعد المواجهة, إلا ان هذا الخيار هو الأصعب الذي من الممكن ان تتخذه "إسرائيل" الآن, خاصة ان إسرائيل لم تعد تنظر إلى قدراتها الذاتية والعسكرية فقط, إنما تنظر إلى قدرات "أعدائها" وهى تدرك تماما ان حزب الله ليس هدفا سهلا, وان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, لم تعد هدفا سهلا أيضا, لذلك تحاول ان تؤجل أي مواجهة عسكرية معهما في هذا الوقت تحديدا, ورغم التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا ولبنان وقطاع غزة, إلا ان "إسرائيل" تحاول دائما ان توجد مبررا لهذا التصعيد, وسبق لها ان اعتذرت عن استهداف احد أفراد امن القسام في قطاع غزة على الحدود الشرقية في سابقة لم تحدث من قبل, و"إسرائيل" لن تستفز حزب الله, وتسير طائرات استطلاع في سماء لبنان بعد تهديدات السيد حسن نصر الله باستهداف هذه الطائرات, فهي تدرك ان تهديد حزب الله باستهدافها جاد جدا.
ما يسمى بوزير الهجرة وعضو المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" يؤاف غالانت، قال في تصريحات إذاعية "إن خوض الحرب، هو آخر ملجأ لإسرائيل، ويجب استنفاد جميع الاحتمالات الأخرى أولا". وأضاف" لن تقبل إسرائيل بخرق الهدوء في جنوب البلاد، بل تتحرك بقوة كبيرة كلما اقتضت الضرورة ذلك, واعتقد ان حركة حماس ليست معنية بالانزلاق إلى مواجهة، إلا أنها وفصائل أخرى تخضع لإمرتها، تلعب بالنار" حسب قوله, غالانت يهدف من هذه التصريحات إلى إرسال رسائل للمقاومة الفلسطينية ان "إسرائيل" لا تصعد عسكريا من اجل شن حرب على غزة كما تتحدث وسائل الإعلام المختلفة, إنما تحذر من الاستمرار في إطلاق الصواريخ تجاه الغلاف الحدودي, وقد قررت "إسرائيل" تقليص كميات الوقود التي تسمح بإدخالها لمحطة توليد الكهرباء بالقطاع، ردا على إطلاق الصواريخ، وهي خطوة من شأنها تعميق أزمة نقص الطاقة بغزة, لكن هذه الخطوة لا تؤدي إلى حرب على القطاع, خاصة أنها خطوة وقتية وقد تنتهي في أية لحظة, وهى تدلل على الانحياز لخيارات أخرى تضمن عدم إشعال حرب جديدة الآن .
يجب ان نعي تماما ان سياسة "إسرائيل" في التعامل مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية تبقى متغيرة وتخضع للظروف والأحوال التي تعيشها "إسرائيل", فما هو غير مقبول اليوم, يمكن ان يصبح خيارا استراتيجيا لإسرائيل غدا, وهى تقيس الأمور بمصالحها ومدى قدرتها على الوصول للهدف, فغايتها دائما تحقيق الأهداف, وأسلوب الوصول إلى تحقيق الهدف يبقى متغيرا وخاضعا للغاية المرجوة, فمثلا "إسرائيل" التي تحلم بإنشاء دولتها من الفرات إلى النيل, هدفها الأساسي هو تحقيق هذا الحلم, أما الوسيلة فتبقى مرهونة بالواقع الذي يحكمها, فمن الممكن تحقيق ذلك بالتطبيع مع الدول العربية, وإقامة تحالفات مشتركة معها, والسيطرة على ثروات وخيرات البلاد, والتحكم في سياستها وأمنها واقتصادها, ورغم ان "إسرائيل" موصوفة بنازيتها ودمويتها, إلا ان الخيار الأصعب لديها دائما هو "الحرب" لأن الإسرائيليين ليس لديهم قدرة الصمود في الحروب مع "الأعداء", والجبهة الداخلية لديها "رخوة", واليهود الذين جاؤوا إليها, جاؤوا للاستثمار وجني الأموال, وتحقيق الارباح, وليسوا مستعدين للمغامرة برؤوس أموالهم, من هنا تبقى الحرب الخيار الأصعب.
خالد صادق
رغم التصعيد الإسرائيلي الخطير على عدة جبهات, والتنبؤ المتزايد بحرب شرسة تشنها "إسرائيل" في الشمال أو الجنوب, والتحذير من خطوات خطيرة قد تقدم عليها المقاومة الفلسطينية, من الممكن ان تؤدي إلى تزايد فرص اندلاع الحرب وتقريب موعد المواجهة, إلا ان هذا الخيار هو الأصعب الذي من الممكن ان تتخذه "إسرائيل" الآن, خاصة ان إسرائيل لم تعد تنظر إلى قدراتها الذاتية والعسكرية فقط, إنما تنظر إلى قدرات "أعدائها" وهى تدرك تماما ان حزب الله ليس هدفا سهلا, وان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, لم تعد هدفا سهلا أيضا, لذلك تحاول ان تؤجل أي مواجهة عسكرية معهما في هذا الوقت تحديدا, ورغم التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا ولبنان وقطاع غزة, إلا ان "إسرائيل" تحاول دائما ان توجد مبررا لهذا التصعيد, وسبق لها ان اعتذرت عن استهداف احد أفراد امن القسام في قطاع غزة على الحدود الشرقية في سابقة لم تحدث من قبل, و"إسرائيل" لن تستفز حزب الله, وتسير طائرات استطلاع في سماء لبنان بعد تهديدات السيد حسن نصر الله باستهداف هذه الطائرات, فهي تدرك ان تهديد حزب الله باستهدافها جاد جدا.
ما يسمى بوزير الهجرة وعضو المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" يؤاف غالانت، قال في تصريحات إذاعية "إن خوض الحرب، هو آخر ملجأ لإسرائيل، ويجب استنفاد جميع الاحتمالات الأخرى أولا". وأضاف" لن تقبل إسرائيل بخرق الهدوء في جنوب البلاد، بل تتحرك بقوة كبيرة كلما اقتضت الضرورة ذلك, واعتقد ان حركة حماس ليست معنية بالانزلاق إلى مواجهة، إلا أنها وفصائل أخرى تخضع لإمرتها، تلعب بالنار" حسب قوله, غالانت يهدف من هذه التصريحات إلى إرسال رسائل للمقاومة الفلسطينية ان "إسرائيل" لا تصعد عسكريا من اجل شن حرب على غزة كما تتحدث وسائل الإعلام المختلفة, إنما تحذر من الاستمرار في إطلاق الصواريخ تجاه الغلاف الحدودي, وقد قررت "إسرائيل" تقليص كميات الوقود التي تسمح بإدخالها لمحطة توليد الكهرباء بالقطاع، ردا على إطلاق الصواريخ، وهي خطوة من شأنها تعميق أزمة نقص الطاقة بغزة, لكن هذه الخطوة لا تؤدي إلى حرب على القطاع, خاصة أنها خطوة وقتية وقد تنتهي في أية لحظة, وهى تدلل على الانحياز لخيارات أخرى تضمن عدم إشعال حرب جديدة الآن .
يجب ان نعي تماما ان سياسة "إسرائيل" في التعامل مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية تبقى متغيرة وتخضع للظروف والأحوال التي تعيشها "إسرائيل", فما هو غير مقبول اليوم, يمكن ان يصبح خيارا استراتيجيا لإسرائيل غدا, وهى تقيس الأمور بمصالحها ومدى قدرتها على الوصول للهدف, فغايتها دائما تحقيق الأهداف, وأسلوب الوصول إلى تحقيق الهدف يبقى متغيرا وخاضعا للغاية المرجوة, فمثلا "إسرائيل" التي تحلم بإنشاء دولتها من الفرات إلى النيل, هدفها الأساسي هو تحقيق هذا الحلم, أما الوسيلة فتبقى مرهونة بالواقع الذي يحكمها, فمن الممكن تحقيق ذلك بالتطبيع مع الدول العربية, وإقامة تحالفات مشتركة معها, والسيطرة على ثروات وخيرات البلاد, والتحكم في سياستها وأمنها واقتصادها, ورغم ان "إسرائيل" موصوفة بنازيتها ودمويتها, إلا ان الخيار الأصعب لديها دائما هو "الحرب" لأن الإسرائيليين ليس لديهم قدرة الصمود في الحروب مع "الأعداء", والجبهة الداخلية لديها "رخوة", واليهود الذين جاؤوا إليها, جاؤوا للاستثمار وجني الأموال, وتحقيق الارباح, وليسوا مستعدين للمغامرة برؤوس أموالهم, من هنا تبقى الحرب الخيار الأصعب.