
آثار غزة إثبات على رسوخ الحضارة العربية الكنعانية
د.إبراهيم فؤاد عباس
كثيراً ما يعثُر أهالي قطاع غزة بين الفينة والأخرى على لقى وتماثيل ذات قيمة أثرية كبيرة تعود بتاريخها إلى آلاف السنين. ومن أحدث تلك الاكتشافات تمثال (أبولو) الذهبي الذي وُجد عام 2014 أثناء توسعة شارع الرشيد غرب القطاع، والعثور يوم 21 يونيو 2015 على نقود معدنية أثناء توسعة شارع بغداد في حي الشجاعية شرق القطاع تعود بتاريخها إلى آآلاف السنين.
وهناك أكثر من 200 موقع أثرى جرى اكتشافها في غزة منذ العام 1997، وتتنوع تلك المواقع الأثرية وفق أحد مسؤولي قطاع السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية بين التلال والقصور والمساجد والكنائس والحمامات والبيوت الأثرية، وهي تمثل السجل الحضاري لمدينة غزة، لأنها تسجل تاريخ الحضارات التي تعاقبت على الحياة في هذا المكان وفقًا لموقع نبأ بريس (رحلة البحث عن آثار غزة).
ويعتبر المسجد العمري الكبير من أهم المعالم الأثرية الإسلامية في غزة. وسمى بـ"العمرى" نسبة إلى عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين الذي تم في عهده فتح فلسطين، وبـ"الكبير" لأنه أكبر جامع فى غزة. ويعد شاهدا على تاريخ فلسطين عبر العصور بدءًا بالحضارة الرومانية وانتهاءً بالحضارة الإسلامية، فقد كان يستخدم كمعبد رئيسى حينما كانت غزة تدين بالديانة الوثنية فى عهد الرومان، وجرى تحويل المعبد إلى كنيسة فى العصر البيزنطى بعد الاعتراف بالدين المسيحى كدين رسمى للبلاد وتلاشى الوثنية. وبعد الفتح الإسلامى على يد الصحابى عمرو بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب دخل معظم أهل مدينة غزة فى الإسلام، فطلبوا من الخليفة تحويل الكنيسة إلى جامع، فوافق على ذلك، وأطلق عليه "الجامع العمرى الكبير".
ومن أهم المواقع الإسلامية الهامة في غزة، إضافة إلى الجامع العمري الكبير، قصر الباشا، الذي يعود بنائه إلى العصر المملوكي في عهد السلطان الظاهر بيبرس. ويعد من أهم مباني العمارة الإسلامية في غزة لما يحتويه من فنون معمارية وزخارف ونقوش إسلامية. ويعتبر حي الدرج شرق غزة من أغنى أحياء المدينة القديمة بالمباني الأثرية. فعدا الجامع العمري الكبير، يوجد سبيل الرفاعية، وسوق القيسارية، وحمام السمرة، وغيرها.
ويقول الباحث الفلسطيني جهاد شرقاوي انه عثر على فيديو من انتاج القناة الثانية الإسرائيلية، يوثق لكنز "تل العجول" الأثري في غزة القديمة، الذي يعود إلى العصر البرونزي المتأخر، وقد احتفظ بنسخة من الفيديو الذي تم إزالته من المواقع الالكترونية الإسرائيلية لأنه يوثق للسرقات الإسرائيلية لتلك الآثار التي نهبها الاحتلال قبل انسحابه من غزة عام 2005.. بعد.
وقد نشر على صفحته في الفيس بوك بعض صور تلك الآثار.
ويقع موقع تل العجول جنوب مدينة غزة على الضفة الشمالية لوادي غزة، وهو من أهم المواقع الأثرية في محافظات غزة وكانت تقوم عليه مدينة بيت جلايم الكنعانية . وقد أجرى عالم الآثار البريطاني فلاندر بتري (مكتشف نصب مرنبتاح)، حفرياته في هذا التل سنة 1931 – 1934 م. وأمكن معرفة أن موقع مدينة غزة القديمة كانت على هذا التل. وفي حوالي سنة 2000 ق. م هجرها أهلها بسبب الملاريا إلى موقع غزة الحالي وأهم المكتشفات في الموقع، سور عرضه 2.5 وارتفاعه 50 قدمًا. وقبور دفن فيها الخيل بجوار صاحبه، ونفق بطول 500 قدم، وخمسة قصور ضخمة قام بعضها فوق بعض أقدمها يعود إلى 3000 ق. م وقد وجد فيه غرفة حمام رحبة، وقصر واحد يعود إلى زمن الأسرة السادسة عشر والخامسة عشر والثانية عشر. وتم العثور على أواني فخارية ونحاسية وشظايا صوانية، وجعارين وتمائم، وحلى ذهبية عبارة عن أساور وأقراط وأسرة خشبية ذات وسائد ملبسة بالإضافة إلى أدوات خاصة بزينة النساء.
كما يعتبر موقع تل السكن من أهم المواقع الأثرية الكنعانية في القطاع، ويقول عالم الآثار الفلسطيني معين صادق، إن تل السكن "قد يكون المدينة الكنعانية الوحيدة المحصنة في جنوب فلسطين التي كانت مأهولة في شكل متواصل بين عامي 3200 و2000 قبل الميلاد". وقد تم اكتشاف الموقع بالصدفة عام 1998. لكه تعرض – مع الأسف- للعديد من حملات التجريف أحدثها عام 2017 لافساح المجال امام تشييد ابنية سكنية مخصصة لموظفي حركة حماس، لكن أمكن وقف أعمال التجريف تلك، على إثر الجهود التي بذلها علماء آثار واساتذة جامعيون ونشطاء فلسطينيون في القطاع وخارجه.
واكتشف منقبون وعلماء آثار إسرائيليون في الأونة الأخيرة الكثير من الآثار الفلسطينية القديمة في العديد من المدن والقرى والبلدات التابعة لغزة والتي تعتبرالآن ضمن الأراض المحتلة (منذ العام 1948)، من ذلك المقبرة الفلسطينية في عسقلان، واكتشاف مجمع عبادة قديم، ربما كان يستخدم منذ آلاف السنين لعبادة "اله العاصفة" الكنعاني المعروف باسم "بعل". وتم اكتشاف المجمع وفق قناة "روسيا اليوم" الفضائية في 19/10/2014 في موقع أثري بمنطقة "تل بورنة " بالقرب من مدينة عراق المنشية المسماة إسرائيليًا "كريات جات".ويعتقد أن المجمع يعود تاريخه إلى 3300 سنة.
ويعتبر دير القديس هيلاريون المكتشف في بلدة النصيرات وسط قطاع غزة، من أهم المكتشفات الأثرية المسيحية في غزة، ويعود تاريخ بنائه للعهد البيزنطي، وقد بدأت عمليات التنقيب فيه عام 1992 وتم العمل على كشف كامل معالمه بعد مجىء السلطة الفلسطينية عام 1995 واستمر العمل على كشف معالمه بتمويل فرنسي على مدار عشرين عامًا. كما تعد كنيسة القديس برفيروس أيضًا من المعالم الأثرية المسيحية البارزة في غزة.
وتعرضت آثار غزة- كما غيرها من آثار فلسطين- للسرقة، ليس من قبل الصهاينة فقط، وإنما أيضًا من قبل الإنجليز خلال فترة الانتداب، ولا أدل على ذلك من السرقات التي حدثت خلال تنقيب البعثة الأثرية التي كان يترأسها فلاندرز بتري، والتي كشفت عن آلاف القطع الأثرية الذهبية. وكانت الأنظمة المعمول بها في تلك الفترة (فترة الانتداب البريطاني على فلسطين)، أن تستحوذ حكومة فلسطين على النصف الأهم من الآثار، ويمنح النصف الثاني للمنقبين الذين اكتشفوها، ولكن في الاكتشافات الأخيرة التي أسفرت عن العثور على 2300 قطعة أثرية، رفضت الحكومة تقسيم تلك القطع وفق المتفق عليه، وهو ما دفع السير بتري وعماله إلى التوقف عن التنقيب ومغادرة فلسطين . وقال بتري بعد ذلك لجريدة "إيفننج نيوز" إن الموضوع دقيق للغاية "ولن أقول عنه شيئًا أكثر مما قلت، وقد أعطيت الحكومة كتالوجًا بـ 2300 قطعة أثرية، اكتشفناها منها 140 قطعة مصنوعة من خالص الذهب". وأضافت "إيفننج نيوز"، "إن من هذه الآثار ما يعود تاريخه إلى 2000 سنة ق. م ".
د.إبراهيم فؤاد عباس
كثيراً ما يعثُر أهالي قطاع غزة بين الفينة والأخرى على لقى وتماثيل ذات قيمة أثرية كبيرة تعود بتاريخها إلى آلاف السنين. ومن أحدث تلك الاكتشافات تمثال (أبولو) الذهبي الذي وُجد عام 2014 أثناء توسعة شارع الرشيد غرب القطاع، والعثور يوم 21 يونيو 2015 على نقود معدنية أثناء توسعة شارع بغداد في حي الشجاعية شرق القطاع تعود بتاريخها إلى آآلاف السنين.
وهناك أكثر من 200 موقع أثرى جرى اكتشافها في غزة منذ العام 1997، وتتنوع تلك المواقع الأثرية وفق أحد مسؤولي قطاع السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية بين التلال والقصور والمساجد والكنائس والحمامات والبيوت الأثرية، وهي تمثل السجل الحضاري لمدينة غزة، لأنها تسجل تاريخ الحضارات التي تعاقبت على الحياة في هذا المكان وفقًا لموقع نبأ بريس (رحلة البحث عن آثار غزة).
ويعتبر المسجد العمري الكبير من أهم المعالم الأثرية الإسلامية في غزة. وسمى بـ"العمرى" نسبة إلى عمر بن الخطاب ثانى الخلفاء الراشدين الذي تم في عهده فتح فلسطين، وبـ"الكبير" لأنه أكبر جامع فى غزة. ويعد شاهدا على تاريخ فلسطين عبر العصور بدءًا بالحضارة الرومانية وانتهاءً بالحضارة الإسلامية، فقد كان يستخدم كمعبد رئيسى حينما كانت غزة تدين بالديانة الوثنية فى عهد الرومان، وجرى تحويل المعبد إلى كنيسة فى العصر البيزنطى بعد الاعتراف بالدين المسيحى كدين رسمى للبلاد وتلاشى الوثنية. وبعد الفتح الإسلامى على يد الصحابى عمرو بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب دخل معظم أهل مدينة غزة فى الإسلام، فطلبوا من الخليفة تحويل الكنيسة إلى جامع، فوافق على ذلك، وأطلق عليه "الجامع العمرى الكبير".
ومن أهم المواقع الإسلامية الهامة في غزة، إضافة إلى الجامع العمري الكبير، قصر الباشا، الذي يعود بنائه إلى العصر المملوكي في عهد السلطان الظاهر بيبرس. ويعد من أهم مباني العمارة الإسلامية في غزة لما يحتويه من فنون معمارية وزخارف ونقوش إسلامية. ويعتبر حي الدرج شرق غزة من أغنى أحياء المدينة القديمة بالمباني الأثرية. فعدا الجامع العمري الكبير، يوجد سبيل الرفاعية، وسوق القيسارية، وحمام السمرة، وغيرها.
ويقول الباحث الفلسطيني جهاد شرقاوي انه عثر على فيديو من انتاج القناة الثانية الإسرائيلية، يوثق لكنز "تل العجول" الأثري في غزة القديمة، الذي يعود إلى العصر البرونزي المتأخر، وقد احتفظ بنسخة من الفيديو الذي تم إزالته من المواقع الالكترونية الإسرائيلية لأنه يوثق للسرقات الإسرائيلية لتلك الآثار التي نهبها الاحتلال قبل انسحابه من غزة عام 2005.. بعد.
وقد نشر على صفحته في الفيس بوك بعض صور تلك الآثار.
ويقع موقع تل العجول جنوب مدينة غزة على الضفة الشمالية لوادي غزة، وهو من أهم المواقع الأثرية في محافظات غزة وكانت تقوم عليه مدينة بيت جلايم الكنعانية . وقد أجرى عالم الآثار البريطاني فلاندر بتري (مكتشف نصب مرنبتاح)، حفرياته في هذا التل سنة 1931 – 1934 م. وأمكن معرفة أن موقع مدينة غزة القديمة كانت على هذا التل. وفي حوالي سنة 2000 ق. م هجرها أهلها بسبب الملاريا إلى موقع غزة الحالي وأهم المكتشفات في الموقع، سور عرضه 2.5 وارتفاعه 50 قدمًا. وقبور دفن فيها الخيل بجوار صاحبه، ونفق بطول 500 قدم، وخمسة قصور ضخمة قام بعضها فوق بعض أقدمها يعود إلى 3000 ق. م وقد وجد فيه غرفة حمام رحبة، وقصر واحد يعود إلى زمن الأسرة السادسة عشر والخامسة عشر والثانية عشر. وتم العثور على أواني فخارية ونحاسية وشظايا صوانية، وجعارين وتمائم، وحلى ذهبية عبارة عن أساور وأقراط وأسرة خشبية ذات وسائد ملبسة بالإضافة إلى أدوات خاصة بزينة النساء.
كما يعتبر موقع تل السكن من أهم المواقع الأثرية الكنعانية في القطاع، ويقول عالم الآثار الفلسطيني معين صادق، إن تل السكن "قد يكون المدينة الكنعانية الوحيدة المحصنة في جنوب فلسطين التي كانت مأهولة في شكل متواصل بين عامي 3200 و2000 قبل الميلاد". وقد تم اكتشاف الموقع بالصدفة عام 1998. لكه تعرض – مع الأسف- للعديد من حملات التجريف أحدثها عام 2017 لافساح المجال امام تشييد ابنية سكنية مخصصة لموظفي حركة حماس، لكن أمكن وقف أعمال التجريف تلك، على إثر الجهود التي بذلها علماء آثار واساتذة جامعيون ونشطاء فلسطينيون في القطاع وخارجه.
واكتشف منقبون وعلماء آثار إسرائيليون في الأونة الأخيرة الكثير من الآثار الفلسطينية القديمة في العديد من المدن والقرى والبلدات التابعة لغزة والتي تعتبرالآن ضمن الأراض المحتلة (منذ العام 1948)، من ذلك المقبرة الفلسطينية في عسقلان، واكتشاف مجمع عبادة قديم، ربما كان يستخدم منذ آلاف السنين لعبادة "اله العاصفة" الكنعاني المعروف باسم "بعل". وتم اكتشاف المجمع وفق قناة "روسيا اليوم" الفضائية في 19/10/2014 في موقع أثري بمنطقة "تل بورنة " بالقرب من مدينة عراق المنشية المسماة إسرائيليًا "كريات جات".ويعتقد أن المجمع يعود تاريخه إلى 3300 سنة.
ويعتبر دير القديس هيلاريون المكتشف في بلدة النصيرات وسط قطاع غزة، من أهم المكتشفات الأثرية المسيحية في غزة، ويعود تاريخ بنائه للعهد البيزنطي، وقد بدأت عمليات التنقيب فيه عام 1992 وتم العمل على كشف كامل معالمه بعد مجىء السلطة الفلسطينية عام 1995 واستمر العمل على كشف معالمه بتمويل فرنسي على مدار عشرين عامًا. كما تعد كنيسة القديس برفيروس أيضًا من المعالم الأثرية المسيحية البارزة في غزة.
وتعرضت آثار غزة- كما غيرها من آثار فلسطين- للسرقة، ليس من قبل الصهاينة فقط، وإنما أيضًا من قبل الإنجليز خلال فترة الانتداب، ولا أدل على ذلك من السرقات التي حدثت خلال تنقيب البعثة الأثرية التي كان يترأسها فلاندرز بتري، والتي كشفت عن آلاف القطع الأثرية الذهبية. وكانت الأنظمة المعمول بها في تلك الفترة (فترة الانتداب البريطاني على فلسطين)، أن تستحوذ حكومة فلسطين على النصف الأهم من الآثار، ويمنح النصف الثاني للمنقبين الذين اكتشفوها، ولكن في الاكتشافات الأخيرة التي أسفرت عن العثور على 2300 قطعة أثرية، رفضت الحكومة تقسيم تلك القطع وفق المتفق عليه، وهو ما دفع السير بتري وعماله إلى التوقف عن التنقيب ومغادرة فلسطين . وقال بتري بعد ذلك لجريدة "إيفننج نيوز" إن الموضوع دقيق للغاية "ولن أقول عنه شيئًا أكثر مما قلت، وقد أعطيت الحكومة كتالوجًا بـ 2300 قطعة أثرية، اكتشفناها منها 140 قطعة مصنوعة من خالص الذهب". وأضافت "إيفننج نيوز"، "إن من هذه الآثار ما يعود تاريخه إلى 2000 سنة ق. م ".

موقع تل السكن

مقبرة عسقلان