كلنا لديه احساس غامض يكمن وراء المجهول يشعر به البعض منا...... انه احساس مختبئ خلف العروق....يا ترى من الذي جعلنا غامضون نسطر أحلامنا وأفكارنا في قلوبنا ولا نبوح بها؟؟ سؤال رددته مذعدة سنوات ولكني لم اجد له اجابة !غير أن كل منا يخال نفسه الأجدر والأحق بكتمان أسراره وعيوبه........فهو لا يبغي نشرها في صفحات التاريخ فالتاريخ سيسخر منه ويدعي أنه انسان فاشل....هكذا هو فاشل...فالمرء لا يبحث عن تلك الديدان التي اجتثت جسده لتجعل منه ذاك المرء المغفل الفاشل.....تلك الديدان التي استأصلت جوارحه جعلته يشعر باحساس مرهف بالخيبة .....يخالجه التوتر والاحباط........فيسأل نفسه الحياة لا تريدني وأهلي ينفرون مني...ومعلميني يتناسوني......انني تائهة في هذه الدنيا أجول بها دون أن أعرفها .....فلماذا هؤلاء الأغنياء وحدهم ينعمون بالترف والرغد.......الا يحق لي أن أنعم بملذات هذه الدنيا؟ مثلما منحتهم الحياة كل ذاك النفوذ والترف سأحارب بشتى الوسائل لأكون أنا...........لأكون شخصا يتمتع بالسيطرة والنفوذ...... لأصنع الحياة في كف يدي وأجعل من نفسي انسانا جديرا بالحياة له شخصيته المستقلة ........سأسلب ذاك النعيم من اولئك وأجعلهم يتكففون الناس............لكنني لن أرضى عن نفسي..........لن أشعر أني انسان حقيقي...بل انسان مزور لبس شتى الالوان ليبدو بأجمل صورة.....فالحياة تخدعني......ذاك الشعور أشعر به.....شعور غريب يكمن وراء المجهول ...........شعور كاذب ومزور فلو أن الحياة بسيطة مفعمة بالأمل لما حاربتها بل سأكون أنا لأصنع نفسي لكنها خدعتني وثمن الخيانة عسير