
قراءة في مجزرة مخيم البريج في ذكرى مرور ستة وستون عاماً
د. فوزي عوض عوض
تعددت النتائج التي افرزتها نكبة فلسطين أبان حرب عام 1948م و التي من أهمها تشريد ما يقارب من مليون لاجئ فلسطيني إلى كافة بقاع المعمورة بشكل عام و وفى مواقع اللجوء الخمسة بشكل خاص في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن و تجمع حوالى 726 لاجئ فلسطيني في مخيمات اشرفت عليها جمعية الكويكرز الأمريكية وجمعيات الصليب الأحمر الدولية ومن ثم وكالة اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى وفق القرار (203) الصادر في ديسمبر من عام 1949م و التي نظمت اللاجئين في تجمعات بها خيم اشبه بالمعتقلات وبدأت توفر سبل الحياة المحدودة لهم والتي تحملها اللاجئين وتذوقوا مرارتها فجميعهم مصدومين مما حل بهم ويبحثون عن الاسباب الحقيقية للنكبة التي اصابتهم وما مصيرهم ومتى العودة فقد اعتقد وبحكم دراستي الشبه متعمقة لنكبة فلسطين بأن الحوارات التي كانت تدور بين المشردين قسرياً بسبب المجازر المذابح الصهيونية بعضهم إعتقد أن سبب نجاح خطة دالت واعلان بن غوريون قيام دولة اسرائيل تخاذل عربي وأسلحة فاسدة وبعضهم اعتبر أن ضعف الدولة العثمانية وصدور تصريح بلفور كان السبب والاخر اعتبر الصراع الفلسطيني بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي مؤسسي أكبر حزبين فلسطينيين في عقد الثلاثينات وصبغهم بالصبغة العائلية هو السبب اية كانت الأسباب شرد الفلسطينيون وتجعوا بمراكز اللجوء والشتات الخمسة التي كان من ضمنها مخيم البريج الواقع في وسط قطاع غزة والذى يعتبر احدى مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة وكان معظم اهله من اللاجئين المشردين بسبب النكبة ولديهم حلمهم بالعودة لديارهم وآمنوا مند تشريدهم وتجمعهم على أرض هذا المخيم بأن العودة لم تتحقق إلا إذا بالتمسك بحق العودة وإفشال أية مشاريع مشبوهة تستهدف تصفية قضيتهم وأول تلك المشاريع التي ادرك الفلسطينيين خطورتها بعد النكبة مباشرة هو خطر التوطين من خلال أمرين إما افراغ المخيم من اللاجئين لأن المخيم شاهد على نكبة 1948م وتمسك اللاجئين فيه وهو يعنى تمسكهم بحق العودة و بقانونيته وقدسيته وإما تغير شكل مآوى اللاجئين كبداية لتوطين اللاجئ وتعميق جذوره ومصالحة في مكان اقامته بعد النكبة كل ما ذكرته لم يكن يخفى عن اجدادنا وابائنا وامهاتنا الذين كانوا يتحدثون بالعلن رفضهم تغير شكل المخيم مهما ساءت ظروفهم المعيشية مؤكدين أن هذا البداية لتحويل المخيمات من تجمعات لاجئين معزولين بسبب هزيمة 1948م إلى مخيمات عنوانها العمل الفدائي وتخريج الفدائيين والسياسيين بحيث تصبح مخيمات اللاجئين هي عنوان لأية ثورة فلسطينية هذا الاصرار والنضوج الفكري الذى بدأ يتصاعد في مخيم البريج مثله مثل مخيمات اللاجئين في كافة أماكن تواجدها وتوحد جهودهم بإفشال أية مشروع يهدف إلى تصفية قضية اللاجئين واخص هنا مشروع داغ همرشولد الأمين العام الأول للأمم المتحدة عام 1953م والدى طرح مشروعاً هدفة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين فرفض الفلسطينيين المشروع كما رفضوا أية مشروع يهدف إلى تغير شكل المخيم هذه المواقف التي اعلنها اللاجئون من المؤكد بأنها تتعارض مع سياسة المنظمات الصهيونية التي حاولت في كل الطرق تفريغ المخيم وتغير معالمه تارة بإغراءات وتارة بالقتل والترهيب ولإفراغ مخيم البريج من سكانه وتغير معالمة اختارت العصابات الصهيونية تنفيد مجزرة ومذبحة ترهب اللاجئين وتشردهم خارج حدود المخيم فمن هنا تسللت مجموعة من الكوماندوز الصهيونية مقسمة إلى ثلاثة مجموعات ليلة 28/ أغسطس عام 1953م إلى منطقة تجمع اللاجئين بالخيام في منطقة تسمى بالحمامات بمنتصف المخيم مصطحبين معهم الأسلحة والقنابل والسلاح الأبيض وأطلقوا النار والقنابل اليدوية والمولوتوف فقتلوا 55 شهيداً وعشرات الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، والشباب بعد أن أحكموا قبضتهم على المنطقة المستهدفة وأعملوا في الناس القتل بهدف الإبادة الجماعية وبعدها انسحب المهاجمون من حيث أتوا بعد أن تركوا شوارع مخيم البريج غارقة بدماء الجرحى و الشهداء الذ اعدموا بدم بارد ليعود من تركوا المخيم فيجدوا الدماء والشهداء والأشلاء وقد تناثرت في كل مكان كانت مأساة كبيرة لأهالي مخيم البريج وفي الصباح تبين أن العديد من أهالي المخيم قد ذبحوا وقتلوا على يد المجموعة 101 التي كان اريك شارون مشاركاً فيها أرى أن هذه المجزرة كانت تهدف إلى تهجير اللاجئين وتشتيتهم وتمزيق وشائجهم الاجتماعية حتى من مخيمات التشريد وتغير معالم المخيم لكن كانت دماء الشهداء والجرحى الابطال نبراساً و شمعتاً اضاءت الطريق أمام اللاجئين وعززت تمسكهم بحق العودة ورفضهم القاطع لتغيير معالم وخصوصية المخيم ليكون هو الشاهد على ما حاق باللاجئين الفلسطينيين من تشريد وقتل للكبار والصغار واندلعت مظاهرات صاخبة في المخيم مطالبين بالسلاح ليدافعوا عن أنفسهم وليحموا المخيم من خطر العصابات الصهيونية المتسللة ومن هنا كانت ولازالت مخيمات اللاجئين عنواناً ونقطة انطلاق لأية ثورة فلسطينية و منبعاً للثورة والثوار فلنحافظ على خصوصيتها ونعزز تماسكها الاجتماعي.
د. فوزي عوض عوض
تعددت النتائج التي افرزتها نكبة فلسطين أبان حرب عام 1948م و التي من أهمها تشريد ما يقارب من مليون لاجئ فلسطيني إلى كافة بقاع المعمورة بشكل عام و وفى مواقع اللجوء الخمسة بشكل خاص في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن و تجمع حوالى 726 لاجئ فلسطيني في مخيمات اشرفت عليها جمعية الكويكرز الأمريكية وجمعيات الصليب الأحمر الدولية ومن ثم وكالة اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى وفق القرار (203) الصادر في ديسمبر من عام 1949م و التي نظمت اللاجئين في تجمعات بها خيم اشبه بالمعتقلات وبدأت توفر سبل الحياة المحدودة لهم والتي تحملها اللاجئين وتذوقوا مرارتها فجميعهم مصدومين مما حل بهم ويبحثون عن الاسباب الحقيقية للنكبة التي اصابتهم وما مصيرهم ومتى العودة فقد اعتقد وبحكم دراستي الشبه متعمقة لنكبة فلسطين بأن الحوارات التي كانت تدور بين المشردين قسرياً بسبب المجازر المذابح الصهيونية بعضهم إعتقد أن سبب نجاح خطة دالت واعلان بن غوريون قيام دولة اسرائيل تخاذل عربي وأسلحة فاسدة وبعضهم اعتبر أن ضعف الدولة العثمانية وصدور تصريح بلفور كان السبب والاخر اعتبر الصراع الفلسطيني بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي مؤسسي أكبر حزبين فلسطينيين في عقد الثلاثينات وصبغهم بالصبغة العائلية هو السبب اية كانت الأسباب شرد الفلسطينيون وتجعوا بمراكز اللجوء والشتات الخمسة التي كان من ضمنها مخيم البريج الواقع في وسط قطاع غزة والذى يعتبر احدى مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة وكان معظم اهله من اللاجئين المشردين بسبب النكبة ولديهم حلمهم بالعودة لديارهم وآمنوا مند تشريدهم وتجمعهم على أرض هذا المخيم بأن العودة لم تتحقق إلا إذا بالتمسك بحق العودة وإفشال أية مشاريع مشبوهة تستهدف تصفية قضيتهم وأول تلك المشاريع التي ادرك الفلسطينيين خطورتها بعد النكبة مباشرة هو خطر التوطين من خلال أمرين إما افراغ المخيم من اللاجئين لأن المخيم شاهد على نكبة 1948م وتمسك اللاجئين فيه وهو يعنى تمسكهم بحق العودة و بقانونيته وقدسيته وإما تغير شكل مآوى اللاجئين كبداية لتوطين اللاجئ وتعميق جذوره ومصالحة في مكان اقامته بعد النكبة كل ما ذكرته لم يكن يخفى عن اجدادنا وابائنا وامهاتنا الذين كانوا يتحدثون بالعلن رفضهم تغير شكل المخيم مهما ساءت ظروفهم المعيشية مؤكدين أن هذا البداية لتحويل المخيمات من تجمعات لاجئين معزولين بسبب هزيمة 1948م إلى مخيمات عنوانها العمل الفدائي وتخريج الفدائيين والسياسيين بحيث تصبح مخيمات اللاجئين هي عنوان لأية ثورة فلسطينية هذا الاصرار والنضوج الفكري الذى بدأ يتصاعد في مخيم البريج مثله مثل مخيمات اللاجئين في كافة أماكن تواجدها وتوحد جهودهم بإفشال أية مشروع يهدف إلى تصفية قضية اللاجئين واخص هنا مشروع داغ همرشولد الأمين العام الأول للأمم المتحدة عام 1953م والدى طرح مشروعاً هدفة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين فرفض الفلسطينيين المشروع كما رفضوا أية مشروع يهدف إلى تغير شكل المخيم هذه المواقف التي اعلنها اللاجئون من المؤكد بأنها تتعارض مع سياسة المنظمات الصهيونية التي حاولت في كل الطرق تفريغ المخيم وتغير معالمه تارة بإغراءات وتارة بالقتل والترهيب ولإفراغ مخيم البريج من سكانه وتغير معالمة اختارت العصابات الصهيونية تنفيد مجزرة ومذبحة ترهب اللاجئين وتشردهم خارج حدود المخيم فمن هنا تسللت مجموعة من الكوماندوز الصهيونية مقسمة إلى ثلاثة مجموعات ليلة 28/ أغسطس عام 1953م إلى منطقة تجمع اللاجئين بالخيام في منطقة تسمى بالحمامات بمنتصف المخيم مصطحبين معهم الأسلحة والقنابل والسلاح الأبيض وأطلقوا النار والقنابل اليدوية والمولوتوف فقتلوا 55 شهيداً وعشرات الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، والشباب بعد أن أحكموا قبضتهم على المنطقة المستهدفة وأعملوا في الناس القتل بهدف الإبادة الجماعية وبعدها انسحب المهاجمون من حيث أتوا بعد أن تركوا شوارع مخيم البريج غارقة بدماء الجرحى و الشهداء الذ اعدموا بدم بارد ليعود من تركوا المخيم فيجدوا الدماء والشهداء والأشلاء وقد تناثرت في كل مكان كانت مأساة كبيرة لأهالي مخيم البريج وفي الصباح تبين أن العديد من أهالي المخيم قد ذبحوا وقتلوا على يد المجموعة 101 التي كان اريك شارون مشاركاً فيها أرى أن هذه المجزرة كانت تهدف إلى تهجير اللاجئين وتشتيتهم وتمزيق وشائجهم الاجتماعية حتى من مخيمات التشريد وتغير معالم المخيم لكن كانت دماء الشهداء والجرحى الابطال نبراساً و شمعتاً اضاءت الطريق أمام اللاجئين وعززت تمسكهم بحق العودة ورفضهم القاطع لتغيير معالم وخصوصية المخيم ليكون هو الشاهد على ما حاق باللاجئين الفلسطينيين من تشريد وقتل للكبار والصغار واندلعت مظاهرات صاخبة في المخيم مطالبين بالسلاح ليدافعوا عن أنفسهم وليحموا المخيم من خطر العصابات الصهيونية المتسللة ومن هنا كانت ولازالت مخيمات اللاجئين عنواناً ونقطة انطلاق لأية ثورة فلسطينية و منبعاً للثورة والثوار فلنحافظ على خصوصيتها ونعزز تماسكها الاجتماعي.