الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صفقة كوشنر..إلى أين؟بقلم:د. سمير الددا

تاريخ النشر : 2019-08-27
صفقة كوشنر..إلى أين؟بقلم:د. سمير الددا
صفقة كوشنر....الى اين ؟
على النقيض من خط السياسة الفلسطينية الرافض لمشاريع ومبادرات "السلام" الامريكية منذ اواخر كانون اول ديسمبر 2017 أثر اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب المشؤوم بشأن القدس، كان غريبا التصريح الذي ادلى به الاخير صباح يوم الاثنين 26 اب اغسطس "إن الفلسطينيين، يرغبون في إبرام اتفاق سلام وعودة الدعم المالي الامريكي لهم"
الملفت أن التصريح الذي أطلقه الرئيس ترامب على هامش اجتماعات الدول السبع المنعقدة حاليا في فرنسا، جاء خلال اجتماع له مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يرتبط بعلاقات طيبة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعلى تنسيق مستمر معه حول الموقف الفلسطيني ومستجدات القضية الفلسطينية.
الرئيس الامريكي يشير بوضوح من خلال هذا التصريح الى البعد الاقتصادي من صفقة السلام الامريكية التي ترمي الادارة الامريكية الى تحقيقها والذي تم الاعلان عنه منذ حوالي الشهرين خلال ورشة عمل نظمها في المنامة زوج ابنة الرئيس ترامب ومستشاره جاريد كوشنر ومحامي شركاته ومبعوثه للشرق الاوسط جيسون جرينبلات بالإضافة الى محامي تصفيات عقاراته وسفيره في تل أبيب ديفيد فريدمان وبمساهمة من وزير خارجية البحرين خالد الخليفة والتي (وفقا لآراء معظم المراقبين) حظيت بفشل ذريع كشف ركاكة البنية التحتية التي تتكئ عليها ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في ادارة ملف القضية الفلسطينية بما في ذلك ضعف اداء أعضاء الطاقم المكلف بهذا الملف وافتقارهم للحنكة والخبرة السياسية الضرورية للتعاطي مع ملف بهذه الاهمية وهذا التعقيد ناهيك عن ضحالة معرفتهم بأبعاد صراع الشرق الاوسط وتاريخه.
عدا تصريحات متفرقة ومتباعدة هنا وهناك, يبدو أن الرئيس دونالد ترامب لا يعير هذا الملف ما يستحقه من الاهتمام، لأنه يدرك جيدا ان الفريق الذي كلفه بإدارة الملف هم من عتاة اليهود الصهاينة المتطرفين، ويدرك ايضا أن مواقفهم ستكون نسخة مطابقة تماما لمواقف حكومة نتنياهو اليمينة الاشد تطرفا في تاريخ الكيان الصهيوني، إن لم تفوقها وقاحة واستفزازا وقرفا واشمئزازا وعنصرية، ويدرك كذلك ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو لا يريد السلام، بل يعرقله بكافة السبل لاستمرار الوضع على ما هو عليه وان غاية مراده هو الفوز في الانتخابات التشريعية المقررة الشهر القادم للإفلات من تبعات اتهامات بالفساد وخيانة الامانة قد تصل الى السجن في حال خسارته لتلك الانتخابات.
لكن ما يدركه ترامب تماما هو أن الفلسطينيين سيرفضون كل ما سيقترحه هؤلاء المتطرفين, لانهم ببساطة يتبنون وجهة نظر نتنياهو وحكومته كما أسلفنا, وانه تم اختيارهم خصيصا لإدارة هذا الملف ولتنفيذ أجندة محددة بعناية ضمن صفقة خبيثة بينه (ترامب) وبين ملياردير القمار والدعارة اليهودي شيلدون اديلسون تحقيقا لرغبات زوجته الاسرائيلية المتطرفة حتى النخاع وأكبر داعمة على وجه الارض لبنيامين نتنياهو بما في ذلك تبرعها وزوجها بمئات ملايين الدولارات لمساندته, تم تخصيص جزء كبير منها (لم يتم التبرع بمثله في تاريخ الانتخابات الامريكية) لدعم ترامب وحزبه انتخابيا مقابل ان يدعم الاخير نتنياهو وان يتبنى طروحاته السياسية المتطرفة والتي يرفضها قطاع واسع من الاسرائيليين انفسهم.
تجدر الإشارة الى ان زوجة شيلدون أديلسون، الصهيونية المتطرفة ميريام فاربستين، المولودة لوالدين من بولندا عام 1946 (أي قبل قيام ما يسمى اسرائيل), والتي تخرجت من الجامعة العبرية عام 1968 كمختصة بعلاج حالات الادمان (بعدما توفي ابن لها من زوج سابق اسمه اريل اوكشورن نتيجة ادمانه على تعاطي المخدرات), أمست اشد ثراءا من زوجها اديلسون, إذ أنها بعدما نجحت في الايقاع بين اديلسون واولاده من زيجاته السابقة ومن ثم اقصاءهم وابعادهم عن ابيهم وثروته, أصبحت تسيطر مباشرة على حصة تبلغ 41.6% تصل قيمتها حوالي 17.5 مليار دولار في الشركة التي تمتلك كازينوهات لاس فيغاس الذي اسسها ويديرها زوجها العجوز المتصابي الذي شارف على التسعينات ويعاني من السرطان في مراحل متقدمة كما أوردت مجلة فورتشين في عددها بتاريخ اول أذار مارس الماضي، والذي بات هو يملك حوالي 10% من اسهمها فقط وفقا لتقرير كانت قد نشرته صحيفة “الغارديان” في منتصف كانون الثاني يناير الماضي, ضمن سلسلة “بيغ موني” (Big Money) التي تمولها مؤسسة فورد البريطانية.
هذا التقرير يشير الى ان ميريام أديلسون هي” الفاعلة الرئيسية في الأنشطة السياسية والخيرية التي تمولها وترعاها مؤسسة اديلسون الخيرية والتي تخصص جل دعمها واهتماماتها لدعم اليمين المتطرف في اسرائيل، بما في ذلك التبرع بمبلغ غير مسبوق بلغ 150 مليون دولار في الانتخابات الاخيرة مقابل سياسة امريكية تتبنى رؤية اليمين المتطرف في اسرائيل كما أشرنا وتحديدا اعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها في مبنى جديد تصل تكلفة انشائه الى اكثر من 500 مليون دولار (نصف مليار دولار) استعد الزوجان اديلسون لتمويله ودائما بحسب تقرير الغارديان الذي يؤكد ايضا بوضوح شديد الى ان الصهيونية المتطرفة مريام اديلسون هي الشخص الذي ضغط على دونالد ترامب (الذي منحها في كانون اول نوفمبر الماضي أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة وهو وسام الحرية الرئاسي), وذلك لإرغامه على اتخاذ قرار القدس ونقل السفارة, وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن رئيس محكمة نيفادا العليا في لاس فيغاس مايكل شيري قوله “الجميع يقول إن شيلدون هو وراء ذلك القرار,,,,, لكن لا ,,,,الاكيد انها هي ,,,مريام”.
وتعزيزا لهذا الطرح, أشار التقرير الى ان شيلدون اديلسون في الاصل لم يكن بهذا القدر من الكرم ولم يكن أبدا بهذا القدر من التطرف او حتى الاهتمام بالانتخابات العامة او الاهتمام بالسياسة عموما، فقد أورد التقرير نقلا عن سجلات الانتخابات الفيدرالية، أن شيلدون أديلسون كان قد تبرع بمبلغ لم يتجاوز الف دولار فقط في انتخابات عام 1984 وكانت للديمقراطيين, ولكن الرجل انقلب رأسا على عقب بعد زواجه عام 1991 من مريام أوكشورن, ليصبح بعد ذلك أكبر متبرع في تاريخ السياسة الأمريكية، وتحديدا أكبر مانح لحملة دونالد ترامب الرئاسية وحزبه الجمهوري كما سبقت الاشارة.
هذا الاموال الضخمة كرسها شيلدون اديلسون وزوجته مريام للتأثير في توجيهات السياسة الخارجية الامريكية ووضعا آلية جديدة تم تطبيقها في الانتخابات الرئاسية الامريكية الماضية, فقد استدعي حينها الزوجان اديلسون الى احد كازينوهاتهما الخاصة بالقمار والدعارة في لاس فيغاس جميع المرشحين الجمهورين البارزين لما يشبه (المقابلة التوظيفية) للوقوف على ولاء كل من هؤلاء لاسرائيل ولنتنياهو تحديدا, ولم يجرؤ احد من المرشحين (بما فيهم دونالد ترامب) على رفض الاستدعاء "فتلك الدعوة اشبه ما يكون لدعوة عضوا في مجلس الشيوخ الروماني من قبل القيصر" على حد وصف تقرير لصحيفة كاونتربنش "Counterpunch"الناطقة بالإنكليزية نشرته في عام 2015.
ولكن الملفت ما أورده هذا التقرير عند السؤال "عن من هو حاكم الكيان الاسرائيلي الفعلي" فان الجواب التلقائي هو بنيامين نتنياهو, ولكن التقرير يقول "ان هذه الاجابة ليست دقيقة مئة بالمئة, بل هو مقاول قمار ودعارة أمريكي يهودي يدعى شيلدون أديلسون شارف على التسعين من عمره ويعاني من السرطان في مرحلة متقدمة, ويصنف ضمن أغنى عشرة اشخاص في العالم بثروة تجاوزت 37 مليار دولار ويمتلك عدد من كازينوهات القمار والدعارة في كل من لاس فيغاس، ولاية بنسلفانيا، وماكاو، وسنغافورة, والاغرب من ذلك الانطباع بأنه اصبح يمتلك الحزب الجمهوري الامريكي الذي يسيطر على مجلس الشيوخ في الكونغرس الأمريكي ويسيطر مرشحه دونالد ترامب على البيت الابيض، بالإضافة الى انه (اديلسون) وفقا للتقرير المشار اليه يمتلك أيضا نتنياهو", الذي يقدم له دعما غير مسبوق هو الاخر بما في ذلك شراء صحيفة يومية تصدر في اسرائيل (اسرائيل اليوم) وتشرف عليها زوجته مريام وتم تخصيصها للترويج لنتنياهو ومواقفه وآرائه وسياساته المتطرفة وتوزع مجانا لضمان وصولها لأكبر عدد ممكن من الناس في اسرائيل.

أخر الكلام:
ليس جديدا القول ان الرئيس ترامب يغلب عليه طبع التجار والتعاطي مع الغير على اساس الربح و الخسارة كونه قضى طول عمره الذي تجاوز السبعين في هذا الميدان، ومن الصعب جدا الاعتقاد أنه يستطيع ان يتقن تماما فن السياسة (الذي يقتضي تحقيق مصالح عدة اطراف للوصول الى تسويات واتفاقيات سياسية) في سنة او اثنتين أو ثلاثة حتى لو تقلد أهم منصب على وجه الارض, ومن شب على شيء شاب عليه كما تقول العرب.
في هذا السياق, وصف الكاتب والسياسي الأمريكي ماكس بووت في مقال نشرته صحيفة «لوس انجلوس تايمز»، دونالد ترامب بأنه «ديماغوجي جاهل يتاجر بالعنصرية المقيتة وإهانة النساء ونظريات المؤامرة المهووسة، بينما يدافع عن الحمائية والانفصالية, وهي ذات السياسات التي قادت إلى الكساد العظيم والحربين العالميتين الاولى والثانية في القرن الماضي, ورأى بووت الذي يقول انه ينتمي الى الحزب الجمهوري منذ نعومة اظفاره "أن التاريخ الأمريكي لم يشهد أبدا رئيسا على هذا القدر من عدم الأهلية" مضيفا: "إنّ خطر ترامب نفسه يمثل التهديد الأكبر للأمن القومي الذي تواجهه الولايات المتحدة اليوم.
ويختتم بووت مقاله معلقا على تطورات جهود ادارة ترامب حول ما يسمى صفقة العصر بقوله: "لوبي إسرائيل في البيت الابيض يخسر الجولة ولن يتمكن كوشنر وغرينبلات من إعلان صفقة القرن بعد التطور في الشرق الاوسط والتغيرات المتوقعة على الساحة الاسرائيلية وقبل ذلك كله صمود الأردنيين والفلسطينيين وتراجع تأثير عواصم إقليمية كانت لا تمانع من التساوق مع مخطط كوشنر كمتطلب للحصول على الدعم الأمريكي لسياساتها الداخلية والخارجية".

د. سمير الددا
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف