الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشيخوخه ما بين الامس واليوم بقلم: م . نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2019-08-27
الشيخوخه ما بين الامس واليوم  بقلم: م . نواف الحاج علي
من سنن الحياة ان لها وجها مأساويا , وهو ان الانسان منذ ولادته فانه يتقدم في العمر, ثم هو يسعى مجبرا نحو نهايته في كل لحظه ؟؟ علينا ان نتقبل هذه الحقيقه ونتعايش معها شئنا ام ابينا . مهما تقدمت العلوم ومهما وصل الطب فان من كتب له ان يعمر طويلا فانه لا بد وان يشيخ ويهرم ويعاني معاناة لا ينفع معها طب ولا اطباء - هناك امور مجهولة غامضه في طبيعة تركيب جسم الانسان ما زال الطب يعجز عن كشف ماهيتها . يقول الدكتور الكسيس كاريل في كتابه ( الانسان ذلك المجهول ) :
(( هناك تفاوت عجيب بين علوم الجماد وعلوم الحياة – فعلوم الفلك والميكانيكا والطبيعه تقوم على آراء يمكن التعبير عنها بسداد وفصاحه باللغة الحسابيه – وقد انشأت هذه العلوم عالما متناسقا كتناسق آثار اليونان القديمه –انها تبحث عن الحقيقه فيما وراء مملكة تمتد من الفكر الشائع الى المعنويات غير المنطوقه التي تتكون من المعادلات الجبريه والرموز فقط , بيد ان موقف علوم الحياة يختلف عن ذلك كل الاختلاف – حتى يبدو كأن اؤلئك الذين يدرسون الحياة قد ضلوا طريقهم في غابة متشابكة الاشجار . او انهم في قلب حقل سحري لا تكف اشجاره التي لا عداد لها عن تغيير اماكنها واحجامها – فهم يرزحون تحت عبء اكداس من الحقائق التي يستطيعون ان يصفوها ولكنهم يعجزون عن تعريفها او تحديدها في معادلات جبريه - ))----
لقد انكب العلماء في العقود الماضيه وحتى اليوم على دراسة ما توقف عن فهمه العلم التقليدي , وهو ما يعرف بنظرية الفوضى ( كايوس ) ، وهي ايجاد معادلات وقوانين تحكم الظواهر المضطربه مثل تقلبات المناخ وحركة امواج البحر والتقلبات في الانواع الحيه واعدادها والتذبذب في عمل القلب والدماغ – فان الجانب غير المنظم وغير المتناسق والمفاجئ والانقلابي من الطبيعه اعجز العلم دوما --- لذا فان ما استطاع الانسان ان يصل اليه ليس سوى جزء يسير من اسرار هذا الكون ------- ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) . وهذا ما ينطبق على الموت ----
لقد حاول الانسان منذ القدم التغلب على امراض الشيخوخه ، وجرب استعمال العديد من العقاقير والادوية وما عرف بالوصفات السحرية ، واستطاع الانسان عن طريق الابحاث والتجارب ان يصل بالانسان الى اعمار متقدمه ، وكمثال : ففي امريكا كان ممن تزيد عمارهم عن خمسة وستين عاما في العام 1790 اقل من 2 في المائة من السكان , بينما يبلغ من هم في هذا العمر الآن اكثر من 14 في المائة من السكان ، كما تتجاوز نسبة من هم في تلك السن في المانيا وايطاليا واليابان 20 في المائة من السكان . ومع كل هذا التقدم فان ذلك فقط قد اخر الانزلاق نحو النهاية وهي الموت المحقق .
على ان ما يهمنا هو التعامل بايجابية مع هذه الحقائق التي يصل اليها كبار السن ، فان الانحدار نحو المصير الحتمي امر لا بد منه سواء جاء مفاجئا او على مراحل , وسوف يقرع ملاك الموت حتما بابنا في يوم من الايام . والحقيقىة الأخرى فهي استحالة ان تعود بأيام عمرك للخلف ؟؟ فاسطورة نفق الزمن انما هي وهم وخيال ---
لقد تغيرت القيم والمعايير مع تقدم العلوم والتكنولوجيا في مختلف المجالات ومنها المجالات الطبيه - وتغيرت معها القيم الاجتماعيه ، فمع زيادة عدد سكان الكرة الارضيه فقد تغير معها معنى الشيخوخه ؟؟ بينما كان اعداد كبار السن لا يمثل سوى نسبة قليلة من عدد السكان ، لكن حاليا فان في العالم العربي نسبة الشباب تعتبر كبيره جدا بالمقارنه مع كبار السن , على عكس الدول المتقمه مثل اليابان وبعض الدول الاوروبيه ؟؟ لكن سابقا من كان يعمر حتى سن الشيخوخه فانه كان يمثل التراث والتقاليد والمعرفة والتاريخ والحكمه . كان الشيخ يمثل قمة الهرم بالنسبة للعائلة او العشيره ، كان يتمتع بالاحترام والطاعة والمشوره , وكانوا يمسكون بزمام السلطة والقياده في المجتمع . كانوا يتمتعون بالتوقير والمهابة والاحترام ولهم الكلمة المسموعه --- كان الوالد المسن يمثل مصدرا رئيسيا وحيويا للاسرة ومصدرا للاستقرار والنصيحة والرعاية . يتمسك بعاداته وتقاليده ، والاهم فانه كان يتمسك بارضه حتى موته ؟؟ وهذا امر عام في جميع اقطار العالم تقريبا . لكن الان فقد اختلف المشهد , حتى يقال انه في بعض المناطق الافريقيه اذا وصل الانسان الى سن متقدمه ويصبح غير قادر على العمل فانهم يلقون به في الغابه كي يكون طعاما للحيوانات المفترسه ؟؟ وفي ثقافات اخرى يجعلون من كبير السن راعيا للماشيه ؟؟
ولست ادري لم كل جيل يظن نفسه ان افضل من سابقه , وهي لا تقتصر على جيل معين , فهذا المتنبي قبل اكثر من الف عام يذم جيل الشباب ويمجد جيله جيل الشيوخ اذ يقول :
أرَى الأجْدادَ تَغْلِبُهَا كَثِيراً
على الأوْلادِ أخْلاقُ اللّئَام
ما معنى الشيخوخة أولا ؟؟ انها الفقدان التدريجي للوظائف البيولوجيه , والذي يحدث مع التقدم في السن , وقد وصفها " وليم شكسبير" في احدى مسرحياته بانها الطفولة الثانيه : فقدان الاسنان – فقدان النظر- فقدان التذوق - ثم النسيان ؟؟ لكن على الانسان العاقل ان يجعل من الشيخوخة مجالا للتامل في الحياة واتساع الأفق عن طريق الرحلات والقراءة والكتابه والانضمام للانديه الرياضيه والالتقاء مع الأصدقاء والاقارب والتوجه نحو أفعال الخير بكل اشكالها ؟؟ وعلى المجتمع المحيط ان يراعي مشاعر كبار السن فهم يخافون من المرض ومن العزلة وعلى المحيطين ان يدعوا لهم مجالا لصوغ حياتهم بأنفسهم , وان ينالوا الاحترام الكافي ولا يسمح بان يشعروهم بانهم اصبحوا عالة عليهم ؟؟
وقد حث الإسلام على العناية بكبار السن ممثلا ببر الوالدين خاصه ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الاسراء – يلاحظ كلمة عندك ؟؟ وليس في دور العجزة او العزل ؟؟
وأخيرا فان اليقين بان كل مخلوق حي على هذه الأرض مصيره الموت – تلك الحقيقه تخفف من المعاناه التي وجدت مع الانسان منذ يعي تكاليف الحياه , ولعلها اقل حدة مع الشباب الذي عادة ما ينشغلون عن الموت بامور كثيره ؟؟ ولماذا نخاف الموت ؟؟ سؤال أيضا كثيرا ما يراود كبار السن خاصه ؟؟ : يقول تعالى : (( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) صدق الله العلي العظيم – الفجر – و يقول الفيلسوف " سقراط " قبل اكثر من خمسة الآف عام : لم نخاف الموت ؟؟ , فان كان هو النهاية فان العملية منتهية , وان كان هناك حياة أخرى فهي حتما ستكون اجمل من حياتنا الدنيا ---- نسال الله حسن العاقبة --
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف