الأخبار
جندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في موضوع التنمية الوطنية العربية الغائبة بقلم:زياد هواش

تاريخ النشر : 2019-08-27
في موضوعة التنمية الوطنية العربية الغائبة...

أو
الأمل الوحيد الباقي للوصول الى (التنمية القومية العربية التكاملية) اللازمة والكافية للوصول الى الهوية القومية الضامنة والوحيدة لأمة عربية انسانية حقيقية مُستهدفة في وجودها من مشروع الفوضى الخلاقة الأولغارشي المتوحش المسيحي_اليهودي العالمي بقيادة أمريكا وتخوض معركة بقائها ضد الإقليم الديني الانعزالي المتطرف الاسلاموي_اليهودي متمثلا بالتحالف الشيطاني (تركيا واسرائيل وإيران) وعلى اطرافه اثيوبيا وجنوب السودان وغيرهما

ينقسم (المشهد الكياني) في "العالم العربي" أو بتعبير أدق في "المنطقة العربية" عموديا الى:
_ الكيانات الجمهورية العربية الاستعمارية عكس التاريخية باستثناء مصر وشعوبها غير المتجانسة قوميا
_ الكيانات الملكية العربية الاستعمارية التاريخية باستثناء المغرب وشعوبها المتجانسة عربيا
_ الأردن بوصفه كيان حاجز وكيان بديل أو كيان مؤقت

الكيانات الملكية العربية أكثر استقرارا اجتماعيا والعقد الاجتماعي_السياسي فيها بين الأنظمة والشعوب يبدو منطقيا وفعالا ولذلك على الفكر القومي العربي ان يراجع كل تلك الادبيات التي نقدت نادرا وحرضت كثيرا على أنظمة رجعية عربية اثبتت أنها أكثر عدالة وتنمية واستقرار من أنظمة جمهورية تقدمية اثبتت أنها أكثر تبعية وارتهانا واستبداد واقل عدالة وتنمية.

بتبسيط ومباشرة...
سقطت (الكيانات الجمهورية العربية الاستعمارية المنشأ) وانظمتها الديكتاتورية الخائنة واحزابها الستالينية الاستبدادية الفاسدة سقوطا مدويا لا لبس فيه من الداخل ليس فقط بسبب المشروع الأولغارشي العالمي المتوحش او الحروب الإقليمية الدينية المخادعة بل لسبب رئيسي محلي يتجسد حتما في غياب "الهوية الوطنية" التي عجزت تماما التجربة القومية العربية العبثية لتلك الكيانات عن تحقيقها بالحد الأدنى لأنها (بملء ارادتها وبكامل وعيها) وضعت نصب عينيها (الأنظمة والجيوش والأجهزة والأحزاب) هدفا وحيدا: البقاء في السلطة والاستمرار فيها !
كان ذلك على حساب "التنمية الوطنية" التي استعيض عنها بـ "الإرهاب الوطني" أو القمع باستخدام الجيوش والأجهزة والأحزاب والتنظيمات الدينية والمذهبية والتحالفات المهينة والتآمرية مع الإقليم الإسلاموي واليهودي !

(الهوية الوطنية العربية الغائبة) في الكيانات الجمهورية تحتاج لبيئة حاضنة طبيعية هي "التنمية الوطنية" التي تحتاج بدورها الى "قوى حيّة" واعية ومنسجمة تدافع عنها وتعمل على تحقيقها وترى في ذلك مصالحها ومستقبلها وقوتها وضمانتها واستقلاليتها
هذه القوى الحيّة المُغيبة تتجسد في "النقابات الوطنية" ولا تتجسد ولا يمكن أن تتجسد بالأحزاب السياسية الوطنية وتراثها الانهزامي وثقافتها الديكتاتورية وهويتها الستالينية وتبعيتها الإقليمية الرخيصة وارتباطاتها الاستعمارية المُعيبة !

لا تعاني مصر من غياب للهوية الوطنية لكونها أمة حقيقية مستمرة في التاريخ ولم تكن تعاني من غياب "التنمية الوطنية" في ظل التجربة القومية العربية "الناصرية" ولكن ما قام به الرئيس السادات عندما وضع مصر وبغطاء الصراع العربي_الاسرائيلي السياسي والمُخادع بطبيعة الحال على طريق الاستسلام الاقتصادي وليس فقط السياسي والأمني هو اسقاط ممنهج لتجربة التنمية الوطنية واسقاط أكثر منهجية للنقابات او للقوى الحية المدافعة الطبيعية عن مصالحها الوطنية والاستعاضة عنها بالقوى الأولغارشية الإقليمية ذات الهوية الوطنية المخادعة (الاخوان المسلمين).

قد لا تكون مصر مهددة بالفعل في هويتها الوطنية ووحدة شعبها واستقلالها وسيادتها ولكنها مهددة بالفعل تنمويا !
وهو الخطر الذي يقود إيران اليوم وهي الأمة التاريخية الحقيقية المُستمرة أيضا الى احتراق وتمزق الهوية الوطنية وانهيار المجتمع !
وبالفعل وبدون أي تضخيم او مبالغة إيران تواجه بسبب النظام الإسلاموي الغيبي المتخلف تحدي بقائها ويبدو أنها لا تعي ذلك ولا تريد الاعتراف به وستذهب الى الانهيار بدون أدنى شك ليس بفعل أمريكا وأوروبا وروسيا والصين بل بفعل غياب التنمية الوطنية بسبب إصرار الشيعية الإسلاموية على البقاء في السلطة والاستمرار فيها مهما كان الثمن وبفعل تحول التنمية الوطنية الى فساد مقدس !
هناك فرق وجودي بين فساد في الدولة وبين دولة الفساد !

مصر تعود اليوم الى ذلك الشعار القديم والبراق (مصر مجتمع يبنيه العسكريون) وهي تجربة محفوفة بالمخاطر وأهمها الخطر الإسلاموي الداخلي الإقليمي الذي عجزت مصر العسكرية في تاريخها الاستقلالي الحديث أمامه عندما تحولت من خيار التنمية الوطنية والنقابات القوية الى خيار الانفتاح والسداح مداح او العولمة والتعددية السياسية الفارغة !
هذه التجربة المصرية المكررة لا تزال تفتقر الى قوة النقابات واستقلالية قرارها وديمقراطية حركتها ولذلك هي تجربة محفوفة بالمخاطر.

ربيع عربي او اسلاموي او إقليمي او أولغارشي التسمية لم تعد موضوع خلاف والأكيد أنه ربيع الفوضى الخلاقة في خلاصته ولكن على ضفاف مستنقع الفوضى الخلاقة في الكيانات الجمهورية العربية هناك مشاهد يجب التوقف عندها:

_ الحيوية التونسية الناجحة والتي يجب ان تكون مرتبطة بوجود تنمية وطنية سابقة وجيش وطني حقيقي ونقابات قادرة على تحريك الشارع وضبطه ومواجهة الإسلامويين المتنكرين !

_ الحراك الجزائري الذي لا يزال يتمسك بسلميته وانضباطه ومن خلفه (نقابات مترددة الى حد ما) وإسلام متيقظ ومتربص في الشوارع الجانبية لساحات الحراك والجيش الوطني الجزائري الحقيقي الذي لا يزال يتمسك بالسلطة لأنه يمسك بقيادات النقابات ويشدها اليه !

_ (الثورة النقابية في السودان) التي نجحت في ارغام الجيش على تقديم التنازلات بالرغم من محاولاته الدموية البائسة والمتوقعة وبالرغم من الانتظار والترقب الإسلاموي الغادر والقومي البعثي الاستبدادي بطبيعته والمُتعطشين للسلطة بأنيابهما ومخالبهما على ضفاف الثورة الشعبية !
هذه الثورة نجحت مرحليا لأنها قامت على قواعد وجماهير "النقابات" الوطنية وستسمر إذا نجحت عبر شراكتها مع الجيش المتربص بها في تجربة "التنمية الوطنية" والتي هي الضمانة الوحيدة لبناء "سودان ديمقراطي" وليس العكس بمعنى ان:
"الديمقراطية السياسية" ليست هي الطريق الى التنمية الوطنية بل "الديمقراطية النقابية" هي الطريق الى التنمية الوطنية.

في (العراق وسوريا ولبنان واليمن) ثم ليبيا
وبعد الانتقال المتوقع من نظام وسلطة (العائلة الرئاسية الخالدة) الى نظام وسلطة (العائلة الإلهية المقدسة) يبدو الحديث عن الهوية الوطنية والتنمية الوطنية والجيش الوطني ضربا من ضروب الخداع والعبث ويبدو ان الفوضى تليق بالجميع هناك وهي النظام الأفضل لمحور المقاومة والممانعة المنبثق عن جبهة الصمود والتصدي !
لا يختلف محور المقاومة والممانعة الإيراني الفارسي عن محور الخلافة التركي العثماني أو عن محور السلام الإسرائيلي الصهيوني ولا حاجة لكثير كلام او طول شرح.

(التنظيمات النقابية المستقلة والديمقراطية) هي البيئة الطبيعية للفكر القومي العربي والتنمية الوطنية المستدامة هي الهدف الاستراتيجي للفكر القومي العربي والتكامل التنموي الوطني_القومي الخلاق هو البداية الوحيدة لقيامة الأمة العربية الغائبة والمغيبة.

الهوية القومية العربية هوية اقتصادية تنموية في جوهرها الإنساني وفي حركتها الطبيعية وفي حيويتها البنيوية وفي حتميتها التاريخية.

الصراع العربي_الاسرائيلي المركزي شعار مرحلي وسياسي وقاصر والصراع العربي الحقيقي أو الوجودي أو القائم هو الصراع العربي_الاقليمي (إيران وإسرائيل وتركيا) ثم اثيوبيا وجنوب السودان وغيرهما...

الوحدة موضوعة اقتصادية حتمية والحرية موضوعة اقتصادية طبيعية والاشتراكية موضوعة اقتصادية حيوية ومتحركة والتنمية الوطنية والتكامل التنموي القومي هما الابجدية العربية او هي اللغة العربية القادرة على تحقيق الوحدة والحرية وتفعيل الاشتراكية بوصفها رؤية اقتصادية متحركة لعدالة اجتماعية ثابته.

الحراك شبابي يعبر عن الحيوية والرغبة في التغيير ولكن الثورة نقابية تعبر عن التنظيم والحاجة الى التغيير والطريق العلمي والسلمي للوصول اليه.
26/8/2019

زياد هواش/صافيتا

..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف