
لا والله ما هي قصة انتخابات 26-8-2019
بقلم : حمدي فراج
يسارع العرب ومعهم الفلسطينيون ، من حيث يدرون ولا يدرون ، الى ايجاد مبررات وذرائع ارتكاب اسرائيل جرائمها بالجملة والمفرق ، حتى حين تطول العراق التي ما تزال قوات حليفتها الامريكية العسكرية والاستخبارية متمركزة في أهم مرافقها ، وسوريا الغارقة في أتون حربها على الارهاب للسنة الثامنة على التوالي ، ولبنان الذي تربطها به معاهدات وقرارات اممية بعدم الاعتداء ، ناهيك عن قطاع غزة الذي يخضع لحصارها التجويعي منذ اثنتي عشرة سنة ، الذي يصعب على الكافر ، بمن في ذلك اصوات وجهات من داخل اسرائيل نفسها .
أبرز هذه الذرائع والتبريرات التي أسمعت عشرات المرات خلال السنة الاخيرة ، الانتخابات ، حتى ان سيد المقاومة امين عام حزب الله ، حسن نصر الله ، وقع في هذا المأزق في خطابه الاخير ، حين اشار بوضوح الى ان نتنياهو يستغل الانتخابات التي إن لم تقده الى سدة الحكم ولاية جديدة ، فإنه سيذهب الى السجن في حالة فشله فيها .
ومع ان هذا ليس شيئا خارج السياق السائد في معركة الصناديق التي لطالما تتغنى بها الديمقراطيات الغربية كل اربع سنوات مرة ، فلا يستطيع الناخب الا الاختيار بين احد حزبين هما وجها العملة الرسمية في البلاد : "الديمقراطي او الجمهوري في امريكا ، العمال او المحافظين في امريكا ، الجمهوري او الاشتراكي في فرنسا ..الخ" ، الا ان التبرير الانتخابي في اعتداءات اسرائيل على العرب ، ليس صحيحا .
فعندما قصفت مدرسة بحر البقر المصرية ، لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اجتاحوا قرية الكرامة الاردنية لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اجتازوا نهر الليطاني اللبناني لم يكن هناك انتخابات ، وعندما دمروا مفاعل تموز العراقي لم يكن هناك انتخابات وعندما اغتالوا القيادي خليل الوزير الفلسطيني في تونس لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اختطفوا طائرة ركاب عراقية قادمة من ليبيا ظنا منهم ان على متنها جورج حبش ، لم يكن هناك انتخابات ، وعندما قصفوا مركز قيادة فيجي التي عرفت بمجزرة قانا ، لم يكن هناك انتخابات ، و عندما قصفوا مجمع اليرموك لصناعة الاسلحة في السودان لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اغتالوا محمود المبحوح في دبي لم يكن هناك انتخابات ، ناجي العلي في بريطانيا ، خالد مشعل في عمان ، فادي البطش في ماليزيا ، والقائمة تطول لا يتسع لها المقال واي مقال .
اننا بحصر جرائم اسرائيل وارجاع سببها الى الانتخابات ، انما نعفيها من حقيقة اجرامها وطبيعتها المجرمة ، و إغفال الاسباب الحقيقية التي دفعت الامبريالية العالمية لإنشائها واقامتها في المنطقة .
عندما بدأت اسرائيل تتملص من تنفيذ بقية بنود اتفاقية اوسلو بعد مقتل رابين ، نجحت في اقناع ياسر عبد ربه كمفاوض رئيسي ، ان المسألة متعلقة بالانتخابات ، ونجح هو بدوره في اقناع ياسر عرفات . كانت الانتخابات انذاك بين شمعون بيرس ونتنياهو ، ولكنها اليوم بين بني غنتس وبين نتنياهو . كثيرون منا مقتنعون انها قضية انتخابات .
بقلم : حمدي فراج
يسارع العرب ومعهم الفلسطينيون ، من حيث يدرون ولا يدرون ، الى ايجاد مبررات وذرائع ارتكاب اسرائيل جرائمها بالجملة والمفرق ، حتى حين تطول العراق التي ما تزال قوات حليفتها الامريكية العسكرية والاستخبارية متمركزة في أهم مرافقها ، وسوريا الغارقة في أتون حربها على الارهاب للسنة الثامنة على التوالي ، ولبنان الذي تربطها به معاهدات وقرارات اممية بعدم الاعتداء ، ناهيك عن قطاع غزة الذي يخضع لحصارها التجويعي منذ اثنتي عشرة سنة ، الذي يصعب على الكافر ، بمن في ذلك اصوات وجهات من داخل اسرائيل نفسها .
أبرز هذه الذرائع والتبريرات التي أسمعت عشرات المرات خلال السنة الاخيرة ، الانتخابات ، حتى ان سيد المقاومة امين عام حزب الله ، حسن نصر الله ، وقع في هذا المأزق في خطابه الاخير ، حين اشار بوضوح الى ان نتنياهو يستغل الانتخابات التي إن لم تقده الى سدة الحكم ولاية جديدة ، فإنه سيذهب الى السجن في حالة فشله فيها .
ومع ان هذا ليس شيئا خارج السياق السائد في معركة الصناديق التي لطالما تتغنى بها الديمقراطيات الغربية كل اربع سنوات مرة ، فلا يستطيع الناخب الا الاختيار بين احد حزبين هما وجها العملة الرسمية في البلاد : "الديمقراطي او الجمهوري في امريكا ، العمال او المحافظين في امريكا ، الجمهوري او الاشتراكي في فرنسا ..الخ" ، الا ان التبرير الانتخابي في اعتداءات اسرائيل على العرب ، ليس صحيحا .
فعندما قصفت مدرسة بحر البقر المصرية ، لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اجتاحوا قرية الكرامة الاردنية لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اجتازوا نهر الليطاني اللبناني لم يكن هناك انتخابات ، وعندما دمروا مفاعل تموز العراقي لم يكن هناك انتخابات وعندما اغتالوا القيادي خليل الوزير الفلسطيني في تونس لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اختطفوا طائرة ركاب عراقية قادمة من ليبيا ظنا منهم ان على متنها جورج حبش ، لم يكن هناك انتخابات ، وعندما قصفوا مركز قيادة فيجي التي عرفت بمجزرة قانا ، لم يكن هناك انتخابات ، و عندما قصفوا مجمع اليرموك لصناعة الاسلحة في السودان لم يكن هناك انتخابات ، وعندما اغتالوا محمود المبحوح في دبي لم يكن هناك انتخابات ، ناجي العلي في بريطانيا ، خالد مشعل في عمان ، فادي البطش في ماليزيا ، والقائمة تطول لا يتسع لها المقال واي مقال .
اننا بحصر جرائم اسرائيل وارجاع سببها الى الانتخابات ، انما نعفيها من حقيقة اجرامها وطبيعتها المجرمة ، و إغفال الاسباب الحقيقية التي دفعت الامبريالية العالمية لإنشائها واقامتها في المنطقة .
عندما بدأت اسرائيل تتملص من تنفيذ بقية بنود اتفاقية اوسلو بعد مقتل رابين ، نجحت في اقناع ياسر عبد ربه كمفاوض رئيسي ، ان المسألة متعلقة بالانتخابات ، ونجح هو بدوره في اقناع ياسر عرفات . كانت الانتخابات انذاك بين شمعون بيرس ونتنياهو ، ولكنها اليوم بين بني غنتس وبين نتنياهو . كثيرون منا مقتنعون انها قضية انتخابات .