
محاولةٌ أُخرى:
ظلامٌ يَغْمُرُ الغُرْفَةَ، يُحَاكي عَتَمَةُ القلبِ في جسدٍ أنهَكَتهُ
المُحَاولاتُ وانتَهَكَتْهُ، تَشَبَّثَ بالأملِ حتى احتَرَقَت يداهُ، تتصارَعُ
الأفكارُ بداخلِ عقلهِ المحمومِ، فيضمُ نفسهُ كالجنينِ، يتمنى أن يختفي.. أن يتلاشى، يُحَدِّقُ بالسقفِ ببرودٍ يخفي وراءهُ انهيارُ روحهِ، تتسَللُ دَمْعَةٌ من عينهِ اليُسرى على استحياءٍ مُعْلِنَةً انطفاءَ قلبهِ، وصل إلى الحضيض، وما زال يهوي في بئرٍ لا قرارَ لهُ.. يتذكرُ كَلِماتِ الفيلسوفِ الدنماركيّ كيركِچارد:
لو أدركَ المرءُ أنّهُ قد وَصَلَ إلى الحضيضِ، فَقَد خَطى خُطْوَتَهُ الأولى نحوَ الخلاص.
تُرْسِلُ الشمسُ أولى خُيوطِها لِتُرَبِّتَ على وجههِ، لكنهُ يُقابِلُها
بِجفاءٍ.. ما عاد قَلبَهُ يَلتَفِتُ لأي شيء، مَضَتْ لَيْلَةٌ أُخْرِى دونَ أن
يَسرِقَهُ النَومُ مِن هذا المَلل!
يُخبِرُهُ صَديقَهُ: إنْ أَخْبَرْتَ نَفْسُكَ بِأي شيء سَتُصبِحُ عليهِ،
فاحْذَر فيما تُفَكِر!
يَلتَقِطُ قَلَمَه ويَخُطُ أَفْكَارَهُ فَيَراها تَتَسَرَبُ من بينِ يديه،
يَخِفُ الحِملُ على قلبِهِ المَهْمُومِ، يَنْظُرُ إلى الشمسِ بعَينينِ
أجهَدَهُما السَّهَرُ، ويَسألُها:
أهُناكَ إشراقَةٌ أُخرَى لِقَلبي؟
تتردد في ذهنهِ أبياتٌ ترَنَّمَ بها والِدَهُ:
"سِتَارُ ظَلامُ اللَيلِ سَوفَ يُجابُ
وتُسْقَى بِأضْواءِ الصَّباحِ رحابُ
وَسَوفَ يُبِينُ الفجرُ ما كانَ خافياً
ويُفتحُ من بعدِ التَغلُّقِ بابُ"
يَزفرُ آلامَهُ، البَشَرُ رِسالاتٍ من اللهِ تَدُلُنا على الطريقِ، لطالما
آمَنَ بِذلكَ.. وطالما نَبَضَ القَلْبُ، لا زالت مُهِمَتَه لم تنتهِ
فَيَفتَحُ بابًا جديدًا، ويُكَرِرُ المُحاولةَ!
ظلامٌ يَغْمُرُ الغُرْفَةَ، يُحَاكي عَتَمَةُ القلبِ في جسدٍ أنهَكَتهُ
المُحَاولاتُ وانتَهَكَتْهُ، تَشَبَّثَ بالأملِ حتى احتَرَقَت يداهُ، تتصارَعُ
الأفكارُ بداخلِ عقلهِ المحمومِ، فيضمُ نفسهُ كالجنينِ، يتمنى أن يختفي.. أن يتلاشى، يُحَدِّقُ بالسقفِ ببرودٍ يخفي وراءهُ انهيارُ روحهِ، تتسَللُ دَمْعَةٌ من عينهِ اليُسرى على استحياءٍ مُعْلِنَةً انطفاءَ قلبهِ، وصل إلى الحضيض، وما زال يهوي في بئرٍ لا قرارَ لهُ.. يتذكرُ كَلِماتِ الفيلسوفِ الدنماركيّ كيركِچارد:
لو أدركَ المرءُ أنّهُ قد وَصَلَ إلى الحضيضِ، فَقَد خَطى خُطْوَتَهُ الأولى نحوَ الخلاص.
تُرْسِلُ الشمسُ أولى خُيوطِها لِتُرَبِّتَ على وجههِ، لكنهُ يُقابِلُها
بِجفاءٍ.. ما عاد قَلبَهُ يَلتَفِتُ لأي شيء، مَضَتْ لَيْلَةٌ أُخْرِى دونَ أن
يَسرِقَهُ النَومُ مِن هذا المَلل!
يُخبِرُهُ صَديقَهُ: إنْ أَخْبَرْتَ نَفْسُكَ بِأي شيء سَتُصبِحُ عليهِ،
فاحْذَر فيما تُفَكِر!
يَلتَقِطُ قَلَمَه ويَخُطُ أَفْكَارَهُ فَيَراها تَتَسَرَبُ من بينِ يديه،
يَخِفُ الحِملُ على قلبِهِ المَهْمُومِ، يَنْظُرُ إلى الشمسِ بعَينينِ
أجهَدَهُما السَّهَرُ، ويَسألُها:
أهُناكَ إشراقَةٌ أُخرَى لِقَلبي؟
تتردد في ذهنهِ أبياتٌ ترَنَّمَ بها والِدَهُ:
"سِتَارُ ظَلامُ اللَيلِ سَوفَ يُجابُ
وتُسْقَى بِأضْواءِ الصَّباحِ رحابُ
وَسَوفَ يُبِينُ الفجرُ ما كانَ خافياً
ويُفتحُ من بعدِ التَغلُّقِ بابُ"
يَزفرُ آلامَهُ، البَشَرُ رِسالاتٍ من اللهِ تَدُلُنا على الطريقِ، لطالما
آمَنَ بِذلكَ.. وطالما نَبَضَ القَلْبُ، لا زالت مُهِمَتَه لم تنتهِ
فَيَفتَحُ بابًا جديدًا، ويُكَرِرُ المُحاولةَ!