الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقاومة حركة نمور التاميل مستمرة بقلم: خالد غنام أبو عدنان

تاريخ النشر : 2019-08-27
ضمن فعاليات مؤتمر الاشتراكية ٢٠١٩ في جامعة سدني (٢٣-٢٥ آب ٢٠١٩) الذي نظمته حركة البديل الاشتراكي الاسترالي Socalist Alternative ، تم تخصيص حلقة دراسية عن نضال التاميل المستمر في شمال وشمال شرق جزيرة سيريلانكا. 

حيث تم استضافة الكاتب بين هيلير Ben Hillier وهو أحد كتّاب جريدة العلم الأحمر Red Flag   التي تصدرها حركة البديل الإشتراكي، في حفل توقيع كتابه الذي يحمل عنوان خسارة سانثيا Losing Santhia. وقد قام بمحاورته النائبة السابقة العضوة القيادية في حزب الخضر الاسترالي الرفيقة لي راينون Lee Rhiannon. 

وقبل بداية المحاورة، تم الاستماع لقطعة موسيقية بعنوان: صوت الشعب سيبقى عالياً، قدمها اثنان من نشطاء حركة نمور التاميل في استراليا، وعزفاها باستخدام الطبلات التاميلية التقليدية المعروفة باسم برايزيه والتي تعني الصوت العالي، وهي من أقدم أنواع الطبلات الجلدية في التاريخ، على الأقل بشبه القارة الهندية، كما قالا لنا. والمقطوعة الموسيقية هي جزء من رفع المعنويات على الطريقة التراثية، كانت تعزفها القبائل المهزومة بقصد إعادة بناء القوة وتكرار المحاولة من الجديد، فإن خسرنا معركة لا يعني أننا سنقبل بالهزيمة. 

وفي تقديم الرفيقة لي راينون لنضال شعب التاميل، ربطت بشكل قوي بين نضال شعب التاميل ونضال الشعب الفلسطيني ونضال السكان الأصليين في استراليا، وأكدت ان طمس حقيقة وجود شعب له حق الحياة الكريمة والاستقلال السياسي، جزء أساسي من فطرة الانسان. وإننا إذ نلاحظ التحالف القائم بين الليبراليين الامبرياليين في سيريلانكا واستراليا وإسرائيل وبالتأكيد برعاية الولايات المتحدة الأميركية، يجعلنا نتساءل عن دور الإعلام في طمس الحقيقة ودور البحث العلمي في كشف الحقائق لنا. بالحقيقة سنجد صعوبة كبيرة في إيجاد أخبار صادقة عن نضال شعب التاميل، وكانت سانثيا مجتهدة كثيرا، كانت تقوم بدور إعلامي باهر، تتابع كل شيء، تنقل لنا الأخبار، سانثيا الرفيقة الرقيقة صاحبة الدموع الكثيرة، فقدت زوجها وأخوها والكثير من الأهل والأصدقاء. إن ما قام به الكاتب بين هيلير شيء مهم جدا، لتكريم سانثيا والاعتراف بدورها الإعلامي المهم، فقد قام بزيارات ميدانية لمخيمات لجوء التاميل في اندونيسيا وماليزيا وقام بزيارة خطرة لمنطقة إيلام تاميل في شمال سيرلانكا. 

قال بين هيلير: سانثيا التي خسرناها في الإعلام الثوري، ستبقى أعمالها خالدة، قائدة مميزة بالنضال السلمي، لعل عملها المهم المعنون كنا هناك وسنعود يوماً ما، أثار غضب الحكومة السيرلانكية، كانت سانثيا تذكر شعبها بأسماء القرى والشوارع التي كانت لشعب التاميل، وتم تغيير هذه الأسماء وإجبار الشعب التاميلي على التهجير القسري لجنوب الجزيرة، برنامج كنا من هناك، حفظ أسماء المناطق بقصائد وأغاني كان ينشدها الشباب التاميلي في كولومبو العاصمة السيرلانكية، هناك أكثر من ألف شاب معتقل بتهمة غناء قصائد سانثيا. 

سانثيا مؤسسة إذاعات الموجة القصيرة FM التي تبث في مناطق التاميل، إذاعات تبث البرامج التسجيلية لكل ما تجمعه سانثيا وفريقها، أخبار محلية جداً، أسماء الذين قتلوا وأين دفنوا، أسماء المعتقلين، أسماء الذين ضربوا بالشوارع، أسماء المناطق التي سرقوها من التاميل، أسماء الشباب الممنوعون من السفر .. من الدراسة في الجامعة..  من السكن في جفنا عاصمة إقليم إيلام تاميل، أسماء تبثها الإذاعات الصغيرة، صغيرة لدرجة أنها محمولة فوق الحمير تجول بين القرى، سانثيا لم تكن تبحث عن الشهرة، بل تبحث عن وطن سرقوه. 

لا لقتلوا العملاء صيحة سانثيا المستمرة، لا يمكن أن نقتل بعضنا بتهمة الخيانة، فالضعف الذي نعيشه يجعل البعض يفقد الأمل بالمستقبل، تجعلهم يدوسون على أجساد أهلهم ليحموا أنفسهم، لن نقتلهم رغم أنهم مذنبين، لأن قتلهم لن يحل مشكلتنا، مشكلتنا مع احتلال أرضنا واضطهاد شعبنا، لن نقتل ضعفاءنا، لأنهم سيعودون لنا يوما ما، سيعودون للصواب. 

حركة نمور التاميل التي كانت تدعو لانفصال إقليم إيلام تاميل عن سيرلانكا خاضت غمار الكفاح المسلح، واستطاعت تحقيق الكثير من المكاسب، وجاءتها الخيانة من حلفاؤها بالخارج، فتم حصارهم وقطع الإمداد العسكري، فقامت القوات السيرلانكية بمجازر ضد المدنيين وسلب الأراضي واعتقال أكثر من عشرين ألف من قوات نمور التاميل. 

سانثيا كانت ترى أن الكفاح المسلح هو الخيار الأصعب للشعب التاميلي، فهم يبحثون عن طرق للتعايش السلمي العادل مع السيرلانكيين ضمن المفهوم الاشتراكي الذي يضمن حياة كريمة لشعب التاميل، لكن ما يحدث حالياً بعيد جداً عن أي حلول ممكنة سوى الخيار العسكري، ولو وجد التاميل أي مساندة من حلفاءهم السابقين لن يترددوا بخوض الكفاح المسلح، لأنهم يظلموا بشكل يومي، أمة كاملة تتعرض للذل البغيض، ولن تقبل أن تبقى بلا كرامة. 

سانثيا التي كشفت للناطقين باللغة الانجليزية جرائم الحكومة السيرلانكية ضد شعبها، كشف أهداف التحالف الاسترالي السيرلانكي، حيث يقوم الجيش الاسترالي بتدريب الجيش السيرلانكي، ويتم تسمية نمور التاميل بالمتمردين الانفصاليين، ويتم ترحيل نشطاء التاميل من استراليا لسيرلانكا بحجة أن حياتهم ستكون آمنة هناك!

سانثيا التي أسس جهاز إعلامي مستقل ليس بحاجة لتمويل، يعتمد على القدرات الخاصة للاجئين بدول الجوار من أجل متابعة أخبار الوطن، ودربت الشباب التاميلي على ضرورة تدوين الأخبار وكل الممارسات التعسفية، وتبادل الخبرات بين القرويين، وشكلت مجموعات لإحياء التراث، وتعاونت مع الكوادر الثورية على نشر فكرة بسيطة تختصر بكلمة الصمود. 

قالت: إن مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الثقافية العالمية بتخلينا عن أفكار جبهة نمور التاميل، ستبقى مرفوضة إذا لم يساهموا في استقلال إيلام التاميل وإقرار حق شعبنا في حق تقرير المصير. 

ومن أورع قصائدها ضد هيئة الأمم المتحدة: "مبنى هيئة الأمم المتحدة الطويل.. ثابت بالأرض وعال لحدود السماء.. مثبت فوق عظام البشر المظلومين.. في سماء المبنى.. ترفرف أعلام ملونة.. كثيرة العدد.. أعلام دول بلعت أعلام باقي البشر.. علمنا ليس هناك... لا أتمنى أن يكون..

في ذلك المبنى.. مبنى الأمم.. سجاد أحمر يفرش للقتلة.. ممنوع دخول الجرحى.. ممنوع سماع صوت المعتقلين.. هيئة الدول القاتلة .. لا دماء الأمم المبتورة.. مبنى لا يعترف.. بخريطة العالم للشعوب.. بل بخريطة الكرة الأرضية للدول.. أنا بنت شعب عظامه أسفلكم.. تحت السجادة الحمراء.. قررتهم حرية الانسانية.. حرية الأقوياء.. الذين انتصروا.. الذين سحقوا عظامنا.. حرية لهم.. العدالة لهم.. الحق ليس لهم.. ولن يكون.. نحن شعب ينزف.، وسيبقى ينزف.. وسينتصر ضعفنا.. ونمسح عنكم حقدكم.. سندفن العظام التي تدوسنا.، وسنحرق السجاد الأحمر.. وأعلام الدول.. وسنهدم هيئة الدول المتحدة.. ونبني هيئة الشعوب المتساوية.. بعدالة الضمير.. وحقيقة الرحمة.. وسمو المحبة". 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف