الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على هامش الاضطراب بقلم: سيف الدين عامر

تاريخ النشر : 2019-08-27
- ما بك ؟

- لا أعلم 

- كيف لك أن تضع هذا السَّد المنيع بين قلبك وبين العالم ؟ أنت أبعد ما تكون إلى نفسك .

- وماذا أفعل ؟ لا أستطيع الشعور بشيء ، أخافُ من المجهولِ كثيراً ، لا أعلم ما قد يحدث إن واصل الخوف بالتدفق إلى قلبي هكذا .

- يا لك من عجوزٍ عشرينيٍّ بليد ، هاربٌ أنت من نفسك ، أولا يكفيك أنك تجرَّعت مرارات الآلام كلها ؟ لماذا لا تنسى كلَّ شيء ؟ لمَ لا تلقي بكل شيء يؤرقك وراء ظهرك ؟ أتروق لك الحال التي وصلت إليها الآن ؟ دعني أصفقُ لك فأنت أحمقٌ لا تستحق أي شيء 

- اصمت صوتك يكاد أن يهدمَ ضلوعي بما فيها أيسري ، تعبتُ كثيراً ، كثيراً صدقني ، أصبحتُ مخدراً لا أشعرُ بشيء ، بات الحبُّ والكره الفرحُ والحزن متعادلان في كفَّة ميزان حياتي ، لا شيء يطغى على شيء ، ماذا أفعل ؟ أأقع في شِباك الوهمِ مرّةً أخرى ، أخافُ أن أميل أن أسقط ، وسيكونُ سقوطي سقوطاً لا عودة بعده ، أخافُ أن أخسر نفسي بعد أن خسرت الجميع ، في هذه الحياة كنتُ الخاسر الوحيد الذي تجرع نخب الحزن واكتفى بالتحديق إلى جثَّته التي دفنها كثيراً قبل الآن . 

- وهل ستقف هكذا ؟ أجبني ، ألا تستحقُّ نفسكَ التي أوجعتها فرصةً أخرى ؟ ألا يستحقُّ قلبك فرصةً ثانية ؟ لماذا تنهطل الدموعُ من عينيك هكذا ؟!! إنك تؤلم جوارحك توقف .

- قلتُ اصمت ، الدموع هي الترياقُ الوحيد الذي أعالج به آلامي ، أليست عيناي من حقي ، إذاً فهي منقادةٌ لي وليَ حرِّيَّة خسارتها ،

- وهل ستفعلُ هذا الصنيعَ مع من أحبَّه قلبك ؟ ألأنك ملكته فلك حرية الاختيار في تدمير جزءٍ منك ؟ 

- أنا .. لا .. لا.. لم أقصد .. أخشى على نفسي من الانكسار ، أخشى من كارثةٍ تُزلزلُ كياني وتدمِّر ما أعدتُّ ترميمه من رمادي . لا أريد فقدانَ أحدٍ آخر ، لا ..

- إذن انهض بنفسك ، ماذا تنتظر ؟ لا تمدّنّ عينيك إلى رُفاتك ، فما قد ماتَ ليس بيد الكونِ إِعادةُ إحيائه ، لقد وهبتكَ الحياةُ فرصةً أخرى لمَ لا تنهض ؟ <br>

- الفرصُ تذهبُ أحياناً وكأنها أَخطأت دربها ، فما تكونُ إلا كعابرِ سبيل .

- أنت لا يُحيط بكَ إلا السَّواد ، فارغٌ رغمَ زحمةِ مشاعرك ، هادئٌ رغمَ اضطرابِ أفكارك ، نفسكَ التي لم ترضَ أن تَخنكَ خُنتَها ، قلبكَ الذي ذاقَ الأمرَّين حَرمته منَ الإحساسِ وحتى منَ الشعور .

- وماذا أفعل ؟ لقد ضاقَ الكونُ ذرعاً بي رُغم اتساعه ، لا أشعرُ بشيء ، كلُّ شيءٍ باتَ مشوَّشٌ بالنسبةِ الي . 

- إرجع إلى نفسك ، هي تنتظرك بالخارج ، احتضنها ، لا تخسرها مرةً ثانية ، لقد أعطتكَ الحياةُ فرصةً أخرى على شاكلة قلبٍ قد أعادَ إحياءَ قلبك ، صدِّقني سيعتني بك ، كطفلٍ هرعَ إلى حضنِ أمِّه باكياً فما أن استنشق عبقها حتى هدأت هواجسه ، ستعانقُ دقّاتِ قلبك العنان ، سترى الوجودَ جميلاً رُغمَ سوداويته إن اعتنيت بقلبك وأرهفتَ سمعك ، استفق ، فأنت الجمال في هذا الوجود .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف