الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المؤامرات ضدّ الأمّة العربيّة صناعة عربيّة بقلم:د. كاظم ناصر

تاريخ النشر : 2019-08-26
المؤامرات ضدّ الأمّة العربيّة صناعة عربيّة  بقلم:د. كاظم ناصر
نحن أمّة ابتليت بمصائب معقّدة لا تتوقف عن تفريخ مصائب أخرى أوصلتنا إلى حالة من السوء لا يحسدنا عليها أحد؛ لكننا للأسف لا نعترف بأخطائنا ومصائبنا لأننا نعشق تبني " نظرية المؤامرة " الإسرائيلية، أو الأمريكية، أو الغربية، أو الشيطانيّة إلخ ... ونستخدمها لتبرير حروبنا البينية وهزائمنا واخفاقاتنا وجهلنا وتخلّفنا؛ أي إن مرض " نظرية المؤامرة " أصابنا جميعا حكّاما ومحكومين، وأصبحنا نفسّر كل التطوّرات في منطقتنا على أساسها، ونستخدمها كشمّاعة لنتبرّأ من مسؤوليتنا عمّا نفعله بأنفسنا وما يحدث لأمتنا ووطننا.
حقيقة أن الدول المعادية لنا وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل تتآمر علينا، وتخطّط لقهرنا وإذلالنا والسيطرة على ثرواتنا ولا تريد لأوطاننا إلا الخراب والدمار خدمة لمصالحها، ولكن لا يمكننا أن ننكر أن مسؤولية ما حدث ويحدث لنا من تدخّلات أجنبيّة ومآسي هي من صنع أيدينا وبسبب جهلنا، وتغييب شعبنا ومنعه من المشاركة في الحكم وحماية الوطن، وخيانات وخلافات وانقسامات حكّامنا الذين طلبوا من الدول المعادية التدخّل في شؤوننا، وتآمروا معها على وطننا ومصالحنا القومية، وأفشلوا طموحاتنا الوحدوية، ومكّنوها من نهب ثرواتنا والتحكّم بقرارنا السياسي.
التاريخ يعيد نفسه! الذنب هو ذنبنا والجرائم جرائمنا، والمسؤولة عمّا حدث لنا هي مسؤوليتنا. انظروا إلى تاريخنا العتيد؟ كانت قبائلنا تعيش على القتل والغزو والسرقات والمكائد. لقد قتلنا ثلاثة من خلفائنا الراشدين، وتآمرنا على الحسن والحسين وآل البيت وقتلنا معظمهم، وقتل الأمويون والعباسيون معظم حكامهم في مؤامراتهم وصراعهم على السلطة. وحاربنا مع الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وضحكوا علينا واحتلوا وقسّموا وطننا، وتسابقنا في طلب ودّ قادة الصهيونية العالمية، وساعدناهم في اغتصاب فلسطين، وحرسنا لهم " حدود دولتهم الصهيونية " بجيوشنا!
انتهت القبيلة بثوبها القديم، لكننا بقينا بدوا عقلا وممارسة وجهلا حتى يومنا هذا؛ انظروا إلى وضعنا المأساوي الحالي! وطننا يتهاوى وشرفاء أمتنا في السجون ومهمّشون ومهاجرون، وقادة أقطارنا لا يثقون ببعضهم وكل منهم يكره الآخر ويتآمر ويكذب عليه باسم الأخوة العربية والمصالح والقضايا والأهداف المشتركة، وجميع مؤتمرات قممهم واجتماعاتهم تعقد للتآمر والكذب على الشعوب، وحياكة الدسائس، وتعميق الخلافات والانقسامات. إنهم يتبارون في قتلنا وتدمير أوطاننا، ولا شاغل لهم إلا البقاء في السلطة ونهب ثرواتنا! ووطننا يتهاوى وما زلنا ندّعي أننا فشلنا في حمايته واستثمار ثرواته الهائلة في بناء الإنسان وتطوير الصناعة والزراعة والعلوم والثقافة نتيجة لمؤامرات قامت بها إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وغيرها، وننكر ان هذه الدول العدوّة لنا لا يمكنها أن تدخل أراضينا وتتدخّل في شؤوننا بهذه الطرق المكشوفة المهينة إلا بموافقة حكّامنا وسكوت شعبنا!
الحروب المشتعلة في بعض أقطارنا وما نتج عنها من قتل ودمار هي مسؤوليتنا نحن في الدرجة الأولى؛ ومآسي سوريا واليمن وليبيا هي من صنعنا لأنّنا نحن الذين نسلّح ونمول الفئات والأحزاب والمرتزقة العرب والأجانب الذين يقاتلوننا؛ وإننا نحن الذين استسلمنا لإرادة الصهاينة وفتحنا لهم حدودنا وأجواءنا، ونحن الذين تآمرنا مع أمريكا ودول غيرها وطلبنا منها أن تتدخّل في شؤوننا وتشترك في تدميرنا وندفع لها ثمن ذلك من جيوبنا! بينما هي تضحك علينا وتنهب ثرواتنا وتهدي أجزاء من وطننا للصهاينة لأن حكّامنا المهزومين الفاسدين يتآمرون معها وينفّذون أوامرها العدوانية ضدّ وطننا، ولأن شعبنا المقهور مقيّد وممنوع من التصدي لها ولعملائها الحكام العرب وإسرائيلّ.
بصراحة نحن ألدّ أعداء أنفسنا و" نظرية المؤامرة " كما نفهمها ونروّج لها ليست إلا أكذوبة من أكاذيبنا المكشوفة؛ المشكلة هي نحن، وأعداء أمتنا معظمهم منا نحن، ومعظم مصائبنا من صنعنا نحن، وصنّاع معظم المؤامرات ضدّنا منا نحن، ونظرية المؤامرة على العروبة والاسلام صحيحة عندما تعني أننا نحن المتآمرين لأننا نحن الذين نسمح لأعدائنا بالتدخل في شؤوننا، ونمهّد لهم الطريق للإعتداء علينا وقهرنا وإذلالنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف