الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هرم بلوم بين الخلية العصبية والواقع الصفي بقلم:سلامة عودة

تاريخ النشر : 2019-08-26
هرم بلوم بين الخلية العصبية والواقع الصفي بقلم:سلامة عودة
هرم بلوم بين الخلية العصبية والواقع الصفي
ما إن خرج هرم بلوم الذي تناولته المدرسة المعرفية بمستوياتها الستة ،حتى تناقلها التربويون وراح يسقطها على ديباجة الاختبارات المقننة وفق تحليل للمحتوى بالأهداف ،و بناء جدول المواصفات التي تعود جذوره إلى المواصفات والمقاييس الاقتصادية التي تعنى بجودة السلعة وفق مقاييس ومواصفات ، ورأينا مكاتب اقتصادية وسمت بالمقاييس والمواصفات للمواد، وهرم بلوم الذي أبصر ضوء الاهتمام سنة 1956 م أخذ يعمل به في المجال التربوي، وينهض على ستة مستويات معرفية : المعرفة والتذكر، والفهم والاستيعاب ،والتطبيق، والتحليل، والتركيب ،والتقويم، والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق ، لماذا أطلق عليه هرم بلوم ، وما علاقة شكل الهرم بهذه المستويات؟
وللإجابة عن هذا التساؤل ، نقول: من يتعاطى مع هذه المستويات في الغرفة الصفية تتجلى له الإجابة التي لا لبس فيها، فعندما نصهر هذه المستويات في بوتقة من الأسئلة التي تراعي مستويات الطلبة ينكشف النقاب عن سرها، فالمعلم في الغرفة الصفية وهو يقدم المعلومات والمفاهيم والحقائق ، يكون قد أعد أسئلة تقيس أهداف درسه الذي يقدمه خبرة جديدة للطلبة، ولا شك في أن قياس الهدف يكون بتحويله إلى سؤال يطرح في الغرفة الصفية، والأسئلة في العادة تتدرج من السهل إلى الصعب، فيبدأ بالسؤال السهل بسيط الإجابة ، ويجيب عنه عدد كبير من الطلبة ويشكل قاعدة الهرم ، والسؤال يتمحور حول استدعاء معلومات، أو تذكر معلومات سابقة لا يحتاج إلى إعمال الفكر كثيراً ، ومن هنا كان العدد كبيراً من الطلبة الذين يتجندون للإجابة عنه، ينتقل إلى سؤال آخر يحتاج إلى تأمل في النص أو المعلومات لبيان مدى فهم المقروء ومستوى الاستيعاب ، وهنا يقل عدد الطلبة تبعاً لذلك ونجد أن القاعدة تناقصت من أطرافها تصاعدياً، ليأتي السؤال الثالث الذي يتسم بشيء من الصعوبة ؛ لأنه يحتاج إلى تفكير أعمق وتفكير ذي معنى ؛ لأنه يتعاطى مع مواقف مشابهة ، وبطبيعة الحال يقل عدد المشاركين من الطلبة ، وينشأ عنه تناقص في الشكل الهندسي ليقترب من منتصف الهرم ، وهذه المهارات الدنيا التي تقوم على هذه الأركان الثلاثة ( المعرفة والتذكر، والاستيعاب أو الفهم، والتطبيق).
وحتى نستمر صعوداً نتصافح والمهارات العليا التي تبدأ بسؤال يتعلق بالتحليل ، وهذا يتطلب جهداً إضافياً من الطلبة المشاركين، وينجم عنه قله في عدد المشاركين ، وهنا تنشأ فكرة الفروق الفردية بين الطلبة ، فالعدد أخذ بالتناقص التدريجي ، في بناء للجزء العلوي من الهرم ، والتحليل أولى المهارات العليا ، ويقل تبعاً لذلك عدد الطلبة الذين يشاركون في الغرفة الصفية في أسئلة في مستوى التركيب، ويبدأ الهرم بالتشكل ، لنضع له رأس الهرم وهو التقويم ويكون شحة في عدد الطلبة المشاركين .
هذا في الغرفة الصفية ، واستراتيجية تمكن المعلم من معرفة مستويات الطلبة ، والتعامل مهم وفق هذه المستويات، ويوظف أساليبه المتنوعة لرأب صدع الأسئلة التي قلت المشاركة فيها من الطلبة ، بيد أن الأسئلة التي شارك. أغلب الطلبة فيها فيعززها بوظائف بيتية لتمكين المهارة ، وأما الأسئلة التي كانت في مستويات عليا فيجتهد لتدريب الطلبة عليها من خلال تنوع في أساليبه حتى يثبتها في أذهانهم.
والدراسة التي تلت بلوم جاءت بهرم مضاف إليه في الأعلى بعد التقويم ، الإبداع ، وهذا لا يتعارض مع هرم بلوم بل يطوره ، مثلما جاء عند أندرسون ، والاختلاف بينهما لا يعدو أن يكون إضافة مستوى أخر هو مستوى الإبداع، علماً بأن التعديل الجديد المعمول به حالياً في سلك التربية قام على فكرة الدمج وهذا يتفق ومهارة القرن 21 التي ترى في الدمج من قضايا التسهيل والتطور ، فنجدهم اقتفوا بثلاثة مستويات ، فأبقوا مستويات المهارات الدنيا على حالها ، ودمجوا التحليل والتركيب والتقويم في مستوى واحد ، أطلقوا عليه الاستدلال هو الاستدلال المنطقي القائم على الاستقراء أو التحليل ، والقياس الذي يتفق مع التركيب، وباتت المستويات الجديدة ( معرفة ، وتطبيق ، واستدلال).
وبالرجوع إلى العلوم الطبيعية بعد سير غور العلوم الإنسانية ، نجد البرمجة العصبية تتفق وهذا الطرح السابق الذكر فسيولوجياً، فعند تحليل الخلية العصبية في الدماغ التي تتعاطى مع هذه الأفكار ، نجد التركيب الداخلي للخلية العصبية يتفرع منه التشجير إلى ست قنوات لدى بعض الخلايا، وهذه القنوات تتعامل مع المستويات الستة السابقة الذكر التي هي مستويات المعرفة ، وهناك محور ينقل هذه السيالات العصبية المحملة بالمعلومات إلى العقد ومنها إلى الدماغ، وكلما زاد شلال هذه السيالات يتوسع ويغذي خلايا أخرى وبها تتسع الذاكرة المخصبة بالمعلومات ، ويزيد الاستيعاب لهذذه المعلومات، ويكون هم الخلية العصبية ليس التوسعة لحشر عدد كبير من المعارف والحقائق والبيانات ، فالشلال أوسع المحور ، وبات الدماغ يفكر في التحليل ، تماما كما نجد ذلك في باحث يجمع المعلومات وتصبح قاعدة البيانات متوافرة لديه ، ويريح نفسه من عناء البحث والتنقيب ، ويجلس للتحليل والإبداع .
وأخيراً أطلق العنان للدماغ يقرأ ويخزن ، ومن ثم سيدأ في التحليل والإبداع ، ومن هنا نجد القراءة عنوان الإبداع ، لمن أراد أن يبدع ، 99% قراءة وجمع للمعلومات ، 1% إبداع ، والله أعلم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف