" طريق ..."
عجوزً زرع العمر تقدمه في تجاعيد وجهها بادلتها مكاني بالوقوف في الحافلة ..
جبينها النديّ ، عيونها الغائرة و تعبها الممتد بأنحاء جسمها لم يمنع قامتها من الصمود ك شجرة جوز عتيقة لفتني أن
يدها تزينت بخاتم فيروزي لامع ..
راودتني نفسي ، ترى ما قصة ذاك الخاتم؟
و مالذي يدفع عجوز لتلبسه رغم نمطية شكلها و ردائها ؟
ترى هل حمل أحلاما وردية ذات عمر أم هي من كانت تحمل ذكرى أيام مضت في ما ظهر من كفها ؟
تحسست رقبتي ، لم يكن عقدك فيها .. لقد خلعت رباطك .
هل كانت العجوز أكثر وفاء مني .. ؟
هل من أحبته و أهداها خاتما كان مسؤولا عن عهده أمام الله أم أنه بعد ان وعد خلف ... ؟
هل كنتُ حقا الاختيار الخاطئ لقلبك و كنت الفرض الإجباري لقلبي ... ؟
ما الذي ألزمني بالقبول و كيف استهديت طريقي ؟
من كان فينا كنزه أعمق .. هل جرحك الغائر في صدري و خيبتي بك ، أم ما بدر مني من هجران و قطيعة لك ؟ و أعي ما أقول حين أشبهك جرحك بالكنز.. فأي منك ولو خالطه الألم حبيبي ..
من منا الأقسى يا ترى .. أنت او أنا ..؟
من منا الأوفى ... أنا أم صاحبة الخاتم الفيروزي ؟
من منكما الرجل بحق الكلمة ؟ انت ام رفيق قلبها و حاملة ذكراه رغم جول السنين حروبا في ساحتها ؟؟؟
...
كغريق في بحر هائج غدوت غارقة تأخذني الافكار لتمسك تلابيبي الذكريات و التساؤلات ..
حتى باغتني في حين غرة صوت الحافلة كأنها تكاد تصدم بأحد المارة ليتبعها السائق بوقوف مفاجئ. . مادت الأرض بي و قذفت كل الأفكار من ذهني لا أعي الا صوت الركاب يصرخون بعالي الصوت ... كنت رافقت أفكاري بالطيران ربما خارج أسوار الحافلة لولا تلت الكف المزينة بخاتم ..امسكت بي تلك العجوز بكل قوة و عزم لتبقيني في مكاني لا يوقع بي ذاك الوقوف المفاجئ .. لم أستطع شكرها و لا النظر بعينها .. كنت فقط افكر في تلك الكف وامعن النظر بها بفم مشدوه و عيون مشبثة في تلك اليد .. لقد أنقذتني و حافظت على مكاني رغم وقوع البعض و زلزلة المكان ..
وددت تقبيلها من باطنها ثم غمرها .. تشبثت بها و أظن أن العجوز قد شعر بحاجتي لذلك فلم تسحبها و أبقت يدي حبيسة فيها ..
عادت الأمور لما كانت عليه و بدأ التوتر يختفي من جميع الركاب و يهبط في قلبي أكثر و بمحاولة من السائق أن يعيد حافلته للرتابة التي كانت عليها أعاد تشغيل الراديو مجددا يصدح بالاغاني ...
تركت العجوز يدي و اقتربت بها الى قلبي " أماه قلبك شديد الخفقان .. هوني عليك لم يصب أحد بأذى كلنا بخير "
كيف لي أن أخبرك يا جدة أن الخير فارقني منذ أن فقدت شخصا كان ملاذي .. وطن في هيئة رجل
لو تعلمين تحسسك موضع قلبي كم منحني الامان لماأبعدت يدك عني
تلك اليد لم تكن غريبة عني تلك كانت لمسة أمي و عطف والدي و ذكرباتي الموجعة .. تلك الغريبة لم تكن غريبة ب كانت الاقرب إلي ..
سندت ضعفي و هدأت من روع قلبي .. و هاهي الآن تبادر تمسح دموعي
صدع صوت أحدهن" في شي عم بغيب أنا عم حسك غريب" ..
عندها فقط أيقنت هول ما اشعر به و لا تشعر أنت .. انك و بعد ان جاورت أضلعي و سكنت قلبي لم تكن نعم الزائر .. لقد استطاعت يد عجوز خلتها غريبة أن تمنحني أمانا و قوة بينما أنت قابع في البعد لا تمر صورتي في ذاكرة قلبك ..
لم أعٍ لأي محطة وصلت .. لكني نظرت بملآى عيني لتلك العجوز ، أمسكت يدها قبلتها تحسست الخاتم الذي ربما كانت تهيؤاتي عنه مجرد وهم ..
اقتربت بها لوجهي اكثر كي تمسح أدمعي ...
و في محطة لم أنو النزول بها او انهاء رحلتي عندها غادت الحافلة و تركت تلك الكف و صوت مغنية لا زال يقول " هيدي مش لمساتك يا حبيبي و مش ايديك " ..
و غادرتك ...
كأول نظرة بعد طول عُمي ، و أول خطوة بعد عمرٍ من العجز ..
ان كانت يدٌ ظننتها بالغريبة منحتني أمانا لم تأتني أنت به ، وجب الخلاص مما حفظته من ودك في قلبي
لأن تلك اليدين لم تكن يديك.. ولا حتى العيون
أصبحت كابوسا بعد أن كنت الحلم الوردي ، و المنفى بعد أن خلتك وطنا ..
ودعتك في لمسة الأمان التي أنقذتني منك .. و في نظرة العينين المتعبتين ..
واستودعتك الله مع قلبي .. ومضيت
عجوزً زرع العمر تقدمه في تجاعيد وجهها بادلتها مكاني بالوقوف في الحافلة ..
جبينها النديّ ، عيونها الغائرة و تعبها الممتد بأنحاء جسمها لم يمنع قامتها من الصمود ك شجرة جوز عتيقة لفتني أن
يدها تزينت بخاتم فيروزي لامع ..
راودتني نفسي ، ترى ما قصة ذاك الخاتم؟
و مالذي يدفع عجوز لتلبسه رغم نمطية شكلها و ردائها ؟
ترى هل حمل أحلاما وردية ذات عمر أم هي من كانت تحمل ذكرى أيام مضت في ما ظهر من كفها ؟
تحسست رقبتي ، لم يكن عقدك فيها .. لقد خلعت رباطك .
هل كانت العجوز أكثر وفاء مني .. ؟
هل من أحبته و أهداها خاتما كان مسؤولا عن عهده أمام الله أم أنه بعد ان وعد خلف ... ؟
هل كنتُ حقا الاختيار الخاطئ لقلبك و كنت الفرض الإجباري لقلبي ... ؟
ما الذي ألزمني بالقبول و كيف استهديت طريقي ؟
من كان فينا كنزه أعمق .. هل جرحك الغائر في صدري و خيبتي بك ، أم ما بدر مني من هجران و قطيعة لك ؟ و أعي ما أقول حين أشبهك جرحك بالكنز.. فأي منك ولو خالطه الألم حبيبي ..
من منا الأقسى يا ترى .. أنت او أنا ..؟
من منا الأوفى ... أنا أم صاحبة الخاتم الفيروزي ؟
من منكما الرجل بحق الكلمة ؟ انت ام رفيق قلبها و حاملة ذكراه رغم جول السنين حروبا في ساحتها ؟؟؟
...
كغريق في بحر هائج غدوت غارقة تأخذني الافكار لتمسك تلابيبي الذكريات و التساؤلات ..
حتى باغتني في حين غرة صوت الحافلة كأنها تكاد تصدم بأحد المارة ليتبعها السائق بوقوف مفاجئ. . مادت الأرض بي و قذفت كل الأفكار من ذهني لا أعي الا صوت الركاب يصرخون بعالي الصوت ... كنت رافقت أفكاري بالطيران ربما خارج أسوار الحافلة لولا تلت الكف المزينة بخاتم ..امسكت بي تلك العجوز بكل قوة و عزم لتبقيني في مكاني لا يوقع بي ذاك الوقوف المفاجئ .. لم أستطع شكرها و لا النظر بعينها .. كنت فقط افكر في تلك الكف وامعن النظر بها بفم مشدوه و عيون مشبثة في تلك اليد .. لقد أنقذتني و حافظت على مكاني رغم وقوع البعض و زلزلة المكان ..
وددت تقبيلها من باطنها ثم غمرها .. تشبثت بها و أظن أن العجوز قد شعر بحاجتي لذلك فلم تسحبها و أبقت يدي حبيسة فيها ..
عادت الأمور لما كانت عليه و بدأ التوتر يختفي من جميع الركاب و يهبط في قلبي أكثر و بمحاولة من السائق أن يعيد حافلته للرتابة التي كانت عليها أعاد تشغيل الراديو مجددا يصدح بالاغاني ...
تركت العجوز يدي و اقتربت بها الى قلبي " أماه قلبك شديد الخفقان .. هوني عليك لم يصب أحد بأذى كلنا بخير "
كيف لي أن أخبرك يا جدة أن الخير فارقني منذ أن فقدت شخصا كان ملاذي .. وطن في هيئة رجل
لو تعلمين تحسسك موضع قلبي كم منحني الامان لماأبعدت يدك عني
تلك اليد لم تكن غريبة عني تلك كانت لمسة أمي و عطف والدي و ذكرباتي الموجعة .. تلك الغريبة لم تكن غريبة ب كانت الاقرب إلي ..
سندت ضعفي و هدأت من روع قلبي .. و هاهي الآن تبادر تمسح دموعي
صدع صوت أحدهن" في شي عم بغيب أنا عم حسك غريب" ..
عندها فقط أيقنت هول ما اشعر به و لا تشعر أنت .. انك و بعد ان جاورت أضلعي و سكنت قلبي لم تكن نعم الزائر .. لقد استطاعت يد عجوز خلتها غريبة أن تمنحني أمانا و قوة بينما أنت قابع في البعد لا تمر صورتي في ذاكرة قلبك ..
لم أعٍ لأي محطة وصلت .. لكني نظرت بملآى عيني لتلك العجوز ، أمسكت يدها قبلتها تحسست الخاتم الذي ربما كانت تهيؤاتي عنه مجرد وهم ..
اقتربت بها لوجهي اكثر كي تمسح أدمعي ...
و في محطة لم أنو النزول بها او انهاء رحلتي عندها غادت الحافلة و تركت تلك الكف و صوت مغنية لا زال يقول " هيدي مش لمساتك يا حبيبي و مش ايديك " ..
و غادرتك ...
كأول نظرة بعد طول عُمي ، و أول خطوة بعد عمرٍ من العجز ..
ان كانت يدٌ ظننتها بالغريبة منحتني أمانا لم تأتني أنت به ، وجب الخلاص مما حفظته من ودك في قلبي
لأن تلك اليدين لم تكن يديك.. ولا حتى العيون
أصبحت كابوسا بعد أن كنت الحلم الوردي ، و المنفى بعد أن خلتك وطنا ..
ودعتك في لمسة الأمان التي أنقذتني منك .. و في نظرة العينين المتعبتين ..
واستودعتك الله مع قلبي .. ومضيت