الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مَتى نَسْتَعيدُ الرَّبيع؟ بقلم:مَجد الشوق راشد

تاريخ النشر : 2019-08-26
مَتى نَسْتَعيدُ الرَّبيع؟ بقلم:مَجد الشوق راشد
عَربيَّةٌ أنا ، أنحَدرُ فی سُلالاتي من تلكَ الأمة العظيمة التي تُدعى اُمة العَرب ، من صُلب سام بن نوح _عليه السلام_ فَنحنُ والعبرانيون والآراميون والأكاديون و .... الخ ساميُّون ، يُشارُ إلى من يتحدث العربيةَ نَسباً بالعربيّ ، لمْ يعرفِ التاريخُ أقوى من لُغتنا ، ودليلي على ذلك أنَّ الله - عز وجل- حينَ أنزل عيسى - عليه السلام - على قومٍ يَبْرعونَ بالطب ، جعل التحدي بأنَّ نبيَّهُ أحيا المَيْت ، وحينَ أرسلَ نبيَّهُ موسى - عليه السلام
- على قومٍ يُتقِونَ السِّحر ، تحداهم بمُعجزاتٍ من جنسِ قوَّتهم ، ألا وهي سحرٌ يغلبُ سحرَهم.
وما كانَ تحدِّي بَني العربيةِ إلَّا بِما سبقوا بهِ غيرهم ؛ القدرة
اللغوية العظيمة ، فأنزلَ القرآن علينا تحدِّياً لِلِسانِنا المُبين ، ودليلاً
واضحاً على متانة لُغتنا.
قال تعالى : " وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ
فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا " سورة النساء : آية (119)
ولم يلبث بنو العربيَّةِ أنْ أضاؤا الدنيا بالعِلمِ والفَضائلِ والأدبِ
واللغةِ ، فلا نَكادُ نَجِدُ عاقِلاً يُنْكِرُ إنجازاتنا وابتكاراتنا وفضائلنا
على سائرِ الكون ، فها هو نَبِيُّنا المُكرَّم محمد - صلى الله عليه وسلم - النموذج الأمثل للعالم أجمع بأخلاقهِ وعَدْلهِ ، كيف لا ؛ وديننا قد بُنِيَ على أنَّ معيار التفاضل هو التقوى ، نَبِيُّنا الذي يحنو على الحيوانات ، فكيفَ بهِ مع البشر.
هو ذاتهُ - صلى الله عليه وسلم - كان يرتجف حينَ يُبْصِرُ دابةً تَحملُ ما يَفوقُ وسعها ، هو بعينِهِ مَنْ كَظَمَ غيظَهُ ، وعفا عَنِ الناس ، ففي فتح مكة ، عفا عَنِ قومهِ الذين سَبُّوهُ وطَرَدوهُ وأذوهُ.
فَبَعدَ أنْ كانَ قادِراً على أنْ يُهلِكَهُم ، ويَرُدَّ الصَّاعَ صاعينِ قال
: "اذهبوا فأنتُم الطُلقاء" فدينُنا المُعاملة لا العبادة ، وأسلوبنا الإقناع والمجادلة بالتي هي أحسن لا بالعنف والترهيب والإرهاب.
وَيذكُرُ التاريخُ لَنا خدمتنا للبشرية ؛ بإنجازاتنا ، فعلى سبيل المثال
أوردتُ بمقالي هذا عن ابن سينا عالم الطِّب الأول ، الفيلسوف ، مؤلِفٌ لمائتي كتاب في عديد المواضيع ، وهو الذي أورد في كتاب ( الشفاء) أهمية المعالجة النفسية في الشفاء ، هذه الفلسفة العظيمة صاحبها من بني قومي.
ولمْ أُغفل الأدب والكتابة ، فكثيرٌ هم الذين أبدعوا بأقلامهم ونسجوا للعالم اللوحة الأعظم والأجمل ، وأُورِدُ كمثال الأديب ( نجيب محفوظ) الحائز على جائزة نوبل العالمية للنقد والأدب ؛ على روايته الرائعة (أولاد حارتنا) .
ومن أجمل ما خطَّهُ نجيب محفوظ ، وصفه لطفلٍ يبيعُ الحلوى بمُحاذاة إشارة مرور : "أحلام الأطفال قطعة حلوى وهذا الطفل يبيع أحلامه ".
فلسطين؛ الغَصَّةُ الأولى ، والوَجعُ الأكبر ، والألم المُبرِّحُ لَنا.
فالقدسُ تُذبحُ والجاني صهيونيّ ، غَزَّة تُحرَقُ والحَارقُ صهيونيّ ،
الخليل والضفة ونابلس تُنهبُ والناهبُ صهيونيّ ، وفي نِهاية القصة تُدوَّنُ التُهمة ضد مجهول.
فلسطين؛ نساؤها ثكالى ، وأطفالها يتامى ، وبيوتها رَمادٌ لا نارَ فيهِ ولا دخانٌ لهُ ، وفي فلسطين ، الآمِرُ الناهي هو الصهيونيّ الجَبان الذي يوماً ما سيسقطُ تحتَ نِعال الحُرِّ الفلسطينيّ.
وإنْ امتَطينا خيولنا صَوبَ بِلاد الياسمين ، قِبلةُ العاشقين ، ودارُ السلام ، لن نَرى فيها إلا الدمار والخراب ، والصخور القابعة فوق الياسمين المجهد ، يا لقسوة المشهد ، حَسْبُنا أنَّ الله يشهد.
وإنْ مالتْ بِنا خيولنا على أرض الرافدين ، نُبصرُ في أخيلتنا حضارةً عظيمةً ، ونُلامسُ تاريخاً مُنقطع النَّظير ، كفى بالعشاق إذا ما أرادوا الوصول لمُنتهى الغزل مع اخلَّائهم قالوا إنَّ في عينيك شيءٌ مِنْ بغداد ، بغداد حيثُ الأصالة والعراقة والحداثة ، ونُبصرُ حينَ تنجلي خيالاتُنا بغدادَ حزينة متعبة ومنهكة ، لا حول لها ولا قوة ، متألمة متوجعة باكية. وإن أدرَكتْ خيولنا أصلنا كَعرب ، اليَمن أرض اليُمن والبركة والخير والكرم ، لا نُبصرُ من ذاكَ إلا أُناساً جوَّعاً عُطَّشاً ، وليبيا ومصر وتونس والصومال
والسودان على ذات الشاكلة.
أعِدكم ، سنلتقي في محكمة الله العادل المُقسط المُطّلع على أعمال الناس وإصلاحهم في الأرض او إفسادهم ، فإنْ نَسينا نَحنُ فاللهُ لا ينسى ، لا بُدَّ لقيدِ عُقولنا أن ينكسر ، ولِليل تشرذُمنا أنْ ينجَلي ، فنحنُ عائدون نحو ريادة العالم وسيادته ، بالعلم والحوار لا الجهل والدمار ، سنعود كالجبال كالخيل كالنَّخيل ، لا نوهَنُ ولا نَخضعُ ولا ننحني إلَّا لله.
أعدكم ؛ بأنَّنا سنهزم ضعفنا وجهلنا وتشرذُمنا ، وسَنُضمِّدُ جِراحاتِنا، ونَمحو ما خطَّهُ جَهلنا وطيشنا وغباؤنا ، بالإتحاد والتعاون على البرِّ لا الإثم ، بالعدل والعلم لا الجهل والظلم.
سنبني بلد الياسمين ، وسنزرع عِوَضاً عن كُلِّ ياسمينةٍ ماتت ، الف ياسمينة ، وسنعود إلى أرضنا في فلسطين لنعتَني بأشجارنا من زيتونٍ وتينٍ وعنبٍ .
سننهض باليمن وليبيا ، وسنُغذِّي السودان والصومال ، ونُعيد لعروس العروبة بغداد أمجادها التي دَرَست.
سنمحو حدود الإنتداب من جسمنا العربيّ ، ونُزيل كُل حدٍّ يُفصلُ قُطراً عربيَّاً عن آخر ، سنتجوَّلُ من عمان الى بغداد فدمشق فبيروت فالقدس ، ونمشي حتى نَصل القاهرة ، ونَعدو لِنبلغ بلاد المغرب العربي كُلها وفي طريق عودتنا نُلقي التحية على أشقائنا في السودان وفي الصومال ، سنشقُّ البحر الأحمر حتى
نبلغ المُنتهى في صنعاء العراقة بِلا جواز سفر ، ولا أيِّ تصريح دخول. أنا لا أنسجُ الخُرافات ، كُل ما أسلفتهُ سيكون حين نتصافح ونتسامح ونتعاون وننسى الطائفية ، ونمحو خربشات الجهل بالنور والعلم.
لحظتئذ ؛ سنعود مرَّهً أخرى أسياداً ً وقادةً ، يَرمُقنا العالم بنظرة إجلال واحترام ، حتى تكاد تُضربُ للعربيّ التحيَّةُ ؛ تقديراً لهُ ولعطائهِ ونشره السلام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف