
عَربيَّةٌ أنا ، أنحَدرُ فی سُلالاتي من تلكَ الأمة العظيمة التي تُدعى اُمة العَرب ، من صُلب سام بن نوح _عليه السلام_ فَنحنُ والعبرانيون والآراميون والأكاديون و .... الخ ساميُّون ، يُشارُ إلى من يتحدث العربيةَ نَسباً بالعربيّ ، لمْ يعرفِ التاريخُ أقوى من لُغتنا ، ودليلي على ذلك أنَّ الله - عز وجل- حينَ أنزل عيسى - عليه السلام - على قومٍ يَبْرعونَ بالطب ، جعل التحدي بأنَّ نبيَّهُ أحيا المَيْت ، وحينَ أرسلَ نبيَّهُ موسى - عليه السلام
- على قومٍ يُتقِونَ السِّحر ، تحداهم بمُعجزاتٍ من جنسِ قوَّتهم ، ألا وهي سحرٌ يغلبُ سحرَهم.
وما كانَ تحدِّي بَني العربيةِ إلَّا بِما سبقوا بهِ غيرهم ؛ القدرة
اللغوية العظيمة ، فأنزلَ القرآن علينا تحدِّياً لِلِسانِنا المُبين ، ودليلاً
واضحاً على متانة لُغتنا.
قال تعالى : " وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ
فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا " سورة النساء : آية (119)
ولم يلبث بنو العربيَّةِ أنْ أضاؤا الدنيا بالعِلمِ والفَضائلِ والأدبِ
واللغةِ ، فلا نَكادُ نَجِدُ عاقِلاً يُنْكِرُ إنجازاتنا وابتكاراتنا وفضائلنا
على سائرِ الكون ، فها هو نَبِيُّنا المُكرَّم محمد - صلى الله عليه وسلم - النموذج الأمثل للعالم أجمع بأخلاقهِ وعَدْلهِ ، كيف لا ؛ وديننا قد بُنِيَ على أنَّ معيار التفاضل هو التقوى ، نَبِيُّنا الذي يحنو على الحيوانات ، فكيفَ بهِ مع البشر.
هو ذاتهُ - صلى الله عليه وسلم - كان يرتجف حينَ يُبْصِرُ دابةً تَحملُ ما يَفوقُ وسعها ، هو بعينِهِ مَنْ كَظَمَ غيظَهُ ، وعفا عَنِ الناس ، ففي فتح مكة ، عفا عَنِ قومهِ الذين سَبُّوهُ وطَرَدوهُ وأذوهُ.
فَبَعدَ أنْ كانَ قادِراً على أنْ يُهلِكَهُم ، ويَرُدَّ الصَّاعَ صاعينِ قال
: "اذهبوا فأنتُم الطُلقاء" فدينُنا المُعاملة لا العبادة ، وأسلوبنا الإقناع والمجادلة بالتي هي أحسن لا بالعنف والترهيب والإرهاب.
وَيذكُرُ التاريخُ لَنا خدمتنا للبشرية ؛ بإنجازاتنا ، فعلى سبيل المثال
أوردتُ بمقالي هذا عن ابن سينا عالم الطِّب الأول ، الفيلسوف ، مؤلِفٌ لمائتي كتاب في عديد المواضيع ، وهو الذي أورد في كتاب ( الشفاء) أهمية المعالجة النفسية في الشفاء ، هذه الفلسفة العظيمة صاحبها من بني قومي.
ولمْ أُغفل الأدب والكتابة ، فكثيرٌ هم الذين أبدعوا بأقلامهم ونسجوا للعالم اللوحة الأعظم والأجمل ، وأُورِدُ كمثال الأديب ( نجيب محفوظ) الحائز على جائزة نوبل العالمية للنقد والأدب ؛ على روايته الرائعة (أولاد حارتنا) .
ومن أجمل ما خطَّهُ نجيب محفوظ ، وصفه لطفلٍ يبيعُ الحلوى بمُحاذاة إشارة مرور : "أحلام الأطفال قطعة حلوى وهذا الطفل يبيع أحلامه ".
فلسطين؛ الغَصَّةُ الأولى ، والوَجعُ الأكبر ، والألم المُبرِّحُ لَنا.
فالقدسُ تُذبحُ والجاني صهيونيّ ، غَزَّة تُحرَقُ والحَارقُ صهيونيّ ،
الخليل والضفة ونابلس تُنهبُ والناهبُ صهيونيّ ، وفي نِهاية القصة تُدوَّنُ التُهمة ضد مجهول.
فلسطين؛ نساؤها ثكالى ، وأطفالها يتامى ، وبيوتها رَمادٌ لا نارَ فيهِ ولا دخانٌ لهُ ، وفي فلسطين ، الآمِرُ الناهي هو الصهيونيّ الجَبان الذي يوماً ما سيسقطُ تحتَ نِعال الحُرِّ الفلسطينيّ.
وإنْ امتَطينا خيولنا صَوبَ بِلاد الياسمين ، قِبلةُ العاشقين ، ودارُ السلام ، لن نَرى فيها إلا الدمار والخراب ، والصخور القابعة فوق الياسمين المجهد ، يا لقسوة المشهد ، حَسْبُنا أنَّ الله يشهد.
وإنْ مالتْ بِنا خيولنا على أرض الرافدين ، نُبصرُ في أخيلتنا حضارةً عظيمةً ، ونُلامسُ تاريخاً مُنقطع النَّظير ، كفى بالعشاق إذا ما أرادوا الوصول لمُنتهى الغزل مع اخلَّائهم قالوا إنَّ في عينيك شيءٌ مِنْ بغداد ، بغداد حيثُ الأصالة والعراقة والحداثة ، ونُبصرُ حينَ تنجلي خيالاتُنا بغدادَ حزينة متعبة ومنهكة ، لا حول لها ولا قوة ، متألمة متوجعة باكية. وإن أدرَكتْ خيولنا أصلنا كَعرب ، اليَمن أرض اليُمن والبركة والخير والكرم ، لا نُبصرُ من ذاكَ إلا أُناساً جوَّعاً عُطَّشاً ، وليبيا ومصر وتونس والصومال
والسودان على ذات الشاكلة.
أعِدكم ، سنلتقي في محكمة الله العادل المُقسط المُطّلع على أعمال الناس وإصلاحهم في الأرض او إفسادهم ، فإنْ نَسينا نَحنُ فاللهُ لا ينسى ، لا بُدَّ لقيدِ عُقولنا أن ينكسر ، ولِليل تشرذُمنا أنْ ينجَلي ، فنحنُ عائدون نحو ريادة العالم وسيادته ، بالعلم والحوار لا الجهل والدمار ، سنعود كالجبال كالخيل كالنَّخيل ، لا نوهَنُ ولا نَخضعُ ولا ننحني إلَّا لله.
أعدكم ؛ بأنَّنا سنهزم ضعفنا وجهلنا وتشرذُمنا ، وسَنُضمِّدُ جِراحاتِنا، ونَمحو ما خطَّهُ جَهلنا وطيشنا وغباؤنا ، بالإتحاد والتعاون على البرِّ لا الإثم ، بالعدل والعلم لا الجهل والظلم.
سنبني بلد الياسمين ، وسنزرع عِوَضاً عن كُلِّ ياسمينةٍ ماتت ، الف ياسمينة ، وسنعود إلى أرضنا في فلسطين لنعتَني بأشجارنا من زيتونٍ وتينٍ وعنبٍ .
سننهض باليمن وليبيا ، وسنُغذِّي السودان والصومال ، ونُعيد لعروس العروبة بغداد أمجادها التي دَرَست.
سنمحو حدود الإنتداب من جسمنا العربيّ ، ونُزيل كُل حدٍّ يُفصلُ قُطراً عربيَّاً عن آخر ، سنتجوَّلُ من عمان الى بغداد فدمشق فبيروت فالقدس ، ونمشي حتى نَصل القاهرة ، ونَعدو لِنبلغ بلاد المغرب العربي كُلها وفي طريق عودتنا نُلقي التحية على أشقائنا في السودان وفي الصومال ، سنشقُّ البحر الأحمر حتى
نبلغ المُنتهى في صنعاء العراقة بِلا جواز سفر ، ولا أيِّ تصريح دخول. أنا لا أنسجُ الخُرافات ، كُل ما أسلفتهُ سيكون حين نتصافح ونتسامح ونتعاون وننسى الطائفية ، ونمحو خربشات الجهل بالنور والعلم.
لحظتئذ ؛ سنعود مرَّهً أخرى أسياداً ً وقادةً ، يَرمُقنا العالم بنظرة إجلال واحترام ، حتى تكاد تُضربُ للعربيّ التحيَّةُ ؛ تقديراً لهُ ولعطائهِ ونشره السلام.
- على قومٍ يُتقِونَ السِّحر ، تحداهم بمُعجزاتٍ من جنسِ قوَّتهم ، ألا وهي سحرٌ يغلبُ سحرَهم.
وما كانَ تحدِّي بَني العربيةِ إلَّا بِما سبقوا بهِ غيرهم ؛ القدرة
اللغوية العظيمة ، فأنزلَ القرآن علينا تحدِّياً لِلِسانِنا المُبين ، ودليلاً
واضحاً على متانة لُغتنا.
قال تعالى : " وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ
فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا " سورة النساء : آية (119)
ولم يلبث بنو العربيَّةِ أنْ أضاؤا الدنيا بالعِلمِ والفَضائلِ والأدبِ
واللغةِ ، فلا نَكادُ نَجِدُ عاقِلاً يُنْكِرُ إنجازاتنا وابتكاراتنا وفضائلنا
على سائرِ الكون ، فها هو نَبِيُّنا المُكرَّم محمد - صلى الله عليه وسلم - النموذج الأمثل للعالم أجمع بأخلاقهِ وعَدْلهِ ، كيف لا ؛ وديننا قد بُنِيَ على أنَّ معيار التفاضل هو التقوى ، نَبِيُّنا الذي يحنو على الحيوانات ، فكيفَ بهِ مع البشر.
هو ذاتهُ - صلى الله عليه وسلم - كان يرتجف حينَ يُبْصِرُ دابةً تَحملُ ما يَفوقُ وسعها ، هو بعينِهِ مَنْ كَظَمَ غيظَهُ ، وعفا عَنِ الناس ، ففي فتح مكة ، عفا عَنِ قومهِ الذين سَبُّوهُ وطَرَدوهُ وأذوهُ.
فَبَعدَ أنْ كانَ قادِراً على أنْ يُهلِكَهُم ، ويَرُدَّ الصَّاعَ صاعينِ قال
: "اذهبوا فأنتُم الطُلقاء" فدينُنا المُعاملة لا العبادة ، وأسلوبنا الإقناع والمجادلة بالتي هي أحسن لا بالعنف والترهيب والإرهاب.
وَيذكُرُ التاريخُ لَنا خدمتنا للبشرية ؛ بإنجازاتنا ، فعلى سبيل المثال
أوردتُ بمقالي هذا عن ابن سينا عالم الطِّب الأول ، الفيلسوف ، مؤلِفٌ لمائتي كتاب في عديد المواضيع ، وهو الذي أورد في كتاب ( الشفاء) أهمية المعالجة النفسية في الشفاء ، هذه الفلسفة العظيمة صاحبها من بني قومي.
ولمْ أُغفل الأدب والكتابة ، فكثيرٌ هم الذين أبدعوا بأقلامهم ونسجوا للعالم اللوحة الأعظم والأجمل ، وأُورِدُ كمثال الأديب ( نجيب محفوظ) الحائز على جائزة نوبل العالمية للنقد والأدب ؛ على روايته الرائعة (أولاد حارتنا) .
ومن أجمل ما خطَّهُ نجيب محفوظ ، وصفه لطفلٍ يبيعُ الحلوى بمُحاذاة إشارة مرور : "أحلام الأطفال قطعة حلوى وهذا الطفل يبيع أحلامه ".
فلسطين؛ الغَصَّةُ الأولى ، والوَجعُ الأكبر ، والألم المُبرِّحُ لَنا.
فالقدسُ تُذبحُ والجاني صهيونيّ ، غَزَّة تُحرَقُ والحَارقُ صهيونيّ ،
الخليل والضفة ونابلس تُنهبُ والناهبُ صهيونيّ ، وفي نِهاية القصة تُدوَّنُ التُهمة ضد مجهول.
فلسطين؛ نساؤها ثكالى ، وأطفالها يتامى ، وبيوتها رَمادٌ لا نارَ فيهِ ولا دخانٌ لهُ ، وفي فلسطين ، الآمِرُ الناهي هو الصهيونيّ الجَبان الذي يوماً ما سيسقطُ تحتَ نِعال الحُرِّ الفلسطينيّ.
وإنْ امتَطينا خيولنا صَوبَ بِلاد الياسمين ، قِبلةُ العاشقين ، ودارُ السلام ، لن نَرى فيها إلا الدمار والخراب ، والصخور القابعة فوق الياسمين المجهد ، يا لقسوة المشهد ، حَسْبُنا أنَّ الله يشهد.
وإنْ مالتْ بِنا خيولنا على أرض الرافدين ، نُبصرُ في أخيلتنا حضارةً عظيمةً ، ونُلامسُ تاريخاً مُنقطع النَّظير ، كفى بالعشاق إذا ما أرادوا الوصول لمُنتهى الغزل مع اخلَّائهم قالوا إنَّ في عينيك شيءٌ مِنْ بغداد ، بغداد حيثُ الأصالة والعراقة والحداثة ، ونُبصرُ حينَ تنجلي خيالاتُنا بغدادَ حزينة متعبة ومنهكة ، لا حول لها ولا قوة ، متألمة متوجعة باكية. وإن أدرَكتْ خيولنا أصلنا كَعرب ، اليَمن أرض اليُمن والبركة والخير والكرم ، لا نُبصرُ من ذاكَ إلا أُناساً جوَّعاً عُطَّشاً ، وليبيا ومصر وتونس والصومال
والسودان على ذات الشاكلة.
أعِدكم ، سنلتقي في محكمة الله العادل المُقسط المُطّلع على أعمال الناس وإصلاحهم في الأرض او إفسادهم ، فإنْ نَسينا نَحنُ فاللهُ لا ينسى ، لا بُدَّ لقيدِ عُقولنا أن ينكسر ، ولِليل تشرذُمنا أنْ ينجَلي ، فنحنُ عائدون نحو ريادة العالم وسيادته ، بالعلم والحوار لا الجهل والدمار ، سنعود كالجبال كالخيل كالنَّخيل ، لا نوهَنُ ولا نَخضعُ ولا ننحني إلَّا لله.
أعدكم ؛ بأنَّنا سنهزم ضعفنا وجهلنا وتشرذُمنا ، وسَنُضمِّدُ جِراحاتِنا، ونَمحو ما خطَّهُ جَهلنا وطيشنا وغباؤنا ، بالإتحاد والتعاون على البرِّ لا الإثم ، بالعدل والعلم لا الجهل والظلم.
سنبني بلد الياسمين ، وسنزرع عِوَضاً عن كُلِّ ياسمينةٍ ماتت ، الف ياسمينة ، وسنعود إلى أرضنا في فلسطين لنعتَني بأشجارنا من زيتونٍ وتينٍ وعنبٍ .
سننهض باليمن وليبيا ، وسنُغذِّي السودان والصومال ، ونُعيد لعروس العروبة بغداد أمجادها التي دَرَست.
سنمحو حدود الإنتداب من جسمنا العربيّ ، ونُزيل كُل حدٍّ يُفصلُ قُطراً عربيَّاً عن آخر ، سنتجوَّلُ من عمان الى بغداد فدمشق فبيروت فالقدس ، ونمشي حتى نَصل القاهرة ، ونَعدو لِنبلغ بلاد المغرب العربي كُلها وفي طريق عودتنا نُلقي التحية على أشقائنا في السودان وفي الصومال ، سنشقُّ البحر الأحمر حتى
نبلغ المُنتهى في صنعاء العراقة بِلا جواز سفر ، ولا أيِّ تصريح دخول. أنا لا أنسجُ الخُرافات ، كُل ما أسلفتهُ سيكون حين نتصافح ونتسامح ونتعاون وننسى الطائفية ، ونمحو خربشات الجهل بالنور والعلم.
لحظتئذ ؛ سنعود مرَّهً أخرى أسياداً ً وقادةً ، يَرمُقنا العالم بنظرة إجلال واحترام ، حتى تكاد تُضربُ للعربيّ التحيَّةُ ؛ تقديراً لهُ ولعطائهِ ونشره السلام.