
كأسك يا فلسطين!!
مَنْ منَّا لا يدرك الأهمية الكبرى للرياضة، سيما كرة القدم، في حياة الشعوب كافة، والشعوب العربية بصفة خاصة؟!
الساحرة المستديرة، تذهب بالعقول، وتلعب بالألباب.. ولِمَ لا، فهي اللعبة الشعبية الأولى لدى تسعين بالمائة من شعوب الكرة الأرضية.
في عالمنا العربي، المترامي الأطراف، والمتسعة حدوده جغرافيًّا، والضيقة آفاق كثيرين من حكامه ومحكوميه، نتعامل مع تلك اللعبة باعتبار منافساتها حروبًا، تستحق أن تراق على ساحاتها الدماء، وتحتم الكرامة الوطنية إحراز النصر، أيًّا
كانت التضحيات، ومهما بُذِلَت من جهود، وأموال.
لذلك؛ تسفر المباريات التي تخوضها المنتخبات مع شقيقاتها عن نتائج كارثية، في عديد من الأحايين، ولعل موقعة مصر والجزائر، التي دارت رحاها على أرض محايدة، بدولة السودان، الشقيقة للبلدين، أصدق مثال على التأثير الضار للكرة على
العلاقات بين شعوب العالم العربي.
الكرة، التي كانت أكبر دعاية لدولة كرواتيا في المونديال الأخير (2018)، وأدت إلى زيادة معتبرة في معدلات السياحة إلى "بودابست"، تعد، بالنسبة لأمة العرب، أسوأ دعاية!
الكرة تفرقنا.. ومطلوب أن تُجَمِّعَنَا.. ولكن كيف؟!
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، تأسست بطولة عربية لكرة القدم، كانت تتجمع تحت رايتها المنتخبات الوطنية، وتهتم لأمرها الحكومات والقيادات في البلدان المتشاركة.. هي بطولة "كأس فلسطين".
بدأت فعاليات تلك البطولة عام 1972، بمبادرة من سعيد السبع، رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب الفلسطيني، وكان الهدف من المبادرة استحداث بطولة عربية جديدة تعيد لم الشمل العربي رياضيًّا. ولتكون بديلة عن بطولة كأس العرب لكرة القدم التي توقفت اعتبارًا من الدورة الثالثة.
وفي أول فعالياتها، وقع الاختيار على العاصمة العراقية "بغداد"، لتكون مكانًا لانعقاد هذه البطولة، حيث وفدت إليها خلال شهر يناير 1972 وفود تمثل منتخبات ثماني دول عربية، وذلك بهدف إثبات الانتماء والدعم العربي للقضية الفلسطينية.
وكان من المأمول أن تستمر تلك البطولة لعقود طويلة؛ لتذكير العالم بأن قضية فلسطين، لن تموت، وأن العرب مستمرون في المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، في العودة إلى أرضه السليبة.. لكن، للأسف، لم ينجح أبناء العروبة سوى في تنظيم ثلاث نسخ فحسب (!!) ثم طوى النسيان المبادرة، وذهبت الفكرة أدراج الرياح!!
وفي التفاصيل؛ أن النسخة الأولى نُظِّمت بالعراق في يناير 1972 بمشاركة تسع دول. فازت مصر بهذه النسخة على البلد المنظم في المباراة النهائية.
والنسخة الثانية تم تنظيمها في "طرابلس" بليبيا في أغسطس 1973. وفازت بها تونس التي نجحت في تحقيق 6 انتصارات وبأكبر عدد من الأهداف في دورة واحدة بـ 19 هدفًا مقابل ثلاثة أهداف.
والنسخة الثالثة استضافتها تونس بين 19 و28 ديسمبر 1975. وفازت مصر بتلك النسخة، التي قُدِّرَ لها أن تكون الأخيرة.
وكان من المقرر أن تحتضن المملكة العربية السعودية النسخة الرابعة في 1977، ولكن تم إلغاء المسابقة، دون مبررات مقنعة. وتبدد اقتراح تغيير المسابقة لتصبح للمنتخبات الأصاغر والأواسط. لتعود "كأس العرب" لكرة القدم في 1985.
فهل ثَمَّ رجلٌ رشيدٌ، والأسماء كُثُرٌ، يمنعني الحياء من الإشارة إلى بعضها، وغالبيتها تتسم بالوطنية، وتمتلك القدرة على اتخاذ القرار.. رجلٌ يأخذ زمام المبادأة، وينادي بعودة "كأس فلسطين" الحبيبة؟!
نريد للاسم الغالي أن يتردد في الملاعب الخضراء، وأن نسمع رجع صداه من أفواه "الأولتراس"، تلك الفئة من الشباب التي تشعل المستطيلات الخضراء حماسة، وتلهب مشاعر اللاعبين.
يالها من بطولة، يشارك فيها المحترفون العرب في الأندية الأوروبية، وتحتضن المواهب من جميع البلدان، ويلتقي خلالها العرب بأشقائهم الفلسطينيين، ويتقاسمون الوقت لعدة أيام.. لا ريب أن النتائج أكثر من رائعة.. اللهم قَيِّضْ لهذه المبادرة مَنْ يتمكن، بحولك وقوتك، من تفعيلها، ووضعها موضع التنفيذ.
مَنْ منَّا لا يدرك الأهمية الكبرى للرياضة، سيما كرة القدم، في حياة الشعوب كافة، والشعوب العربية بصفة خاصة؟!
الساحرة المستديرة، تذهب بالعقول، وتلعب بالألباب.. ولِمَ لا، فهي اللعبة الشعبية الأولى لدى تسعين بالمائة من شعوب الكرة الأرضية.
في عالمنا العربي، المترامي الأطراف، والمتسعة حدوده جغرافيًّا، والضيقة آفاق كثيرين من حكامه ومحكوميه، نتعامل مع تلك اللعبة باعتبار منافساتها حروبًا، تستحق أن تراق على ساحاتها الدماء، وتحتم الكرامة الوطنية إحراز النصر، أيًّا
كانت التضحيات، ومهما بُذِلَت من جهود، وأموال.
لذلك؛ تسفر المباريات التي تخوضها المنتخبات مع شقيقاتها عن نتائج كارثية، في عديد من الأحايين، ولعل موقعة مصر والجزائر، التي دارت رحاها على أرض محايدة، بدولة السودان، الشقيقة للبلدين، أصدق مثال على التأثير الضار للكرة على
العلاقات بين شعوب العالم العربي.
الكرة، التي كانت أكبر دعاية لدولة كرواتيا في المونديال الأخير (2018)، وأدت إلى زيادة معتبرة في معدلات السياحة إلى "بودابست"، تعد، بالنسبة لأمة العرب، أسوأ دعاية!
الكرة تفرقنا.. ومطلوب أن تُجَمِّعَنَا.. ولكن كيف؟!
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، تأسست بطولة عربية لكرة القدم، كانت تتجمع تحت رايتها المنتخبات الوطنية، وتهتم لأمرها الحكومات والقيادات في البلدان المتشاركة.. هي بطولة "كأس فلسطين".
بدأت فعاليات تلك البطولة عام 1972، بمبادرة من سعيد السبع، رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب الفلسطيني، وكان الهدف من المبادرة استحداث بطولة عربية جديدة تعيد لم الشمل العربي رياضيًّا. ولتكون بديلة عن بطولة كأس العرب لكرة القدم التي توقفت اعتبارًا من الدورة الثالثة.
وفي أول فعالياتها، وقع الاختيار على العاصمة العراقية "بغداد"، لتكون مكانًا لانعقاد هذه البطولة، حيث وفدت إليها خلال شهر يناير 1972 وفود تمثل منتخبات ثماني دول عربية، وذلك بهدف إثبات الانتماء والدعم العربي للقضية الفلسطينية.
وكان من المأمول أن تستمر تلك البطولة لعقود طويلة؛ لتذكير العالم بأن قضية فلسطين، لن تموت، وأن العرب مستمرون في المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، في العودة إلى أرضه السليبة.. لكن، للأسف، لم ينجح أبناء العروبة سوى في تنظيم ثلاث نسخ فحسب (!!) ثم طوى النسيان المبادرة، وذهبت الفكرة أدراج الرياح!!
وفي التفاصيل؛ أن النسخة الأولى نُظِّمت بالعراق في يناير 1972 بمشاركة تسع دول. فازت مصر بهذه النسخة على البلد المنظم في المباراة النهائية.
والنسخة الثانية تم تنظيمها في "طرابلس" بليبيا في أغسطس 1973. وفازت بها تونس التي نجحت في تحقيق 6 انتصارات وبأكبر عدد من الأهداف في دورة واحدة بـ 19 هدفًا مقابل ثلاثة أهداف.
والنسخة الثالثة استضافتها تونس بين 19 و28 ديسمبر 1975. وفازت مصر بتلك النسخة، التي قُدِّرَ لها أن تكون الأخيرة.
وكان من المقرر أن تحتضن المملكة العربية السعودية النسخة الرابعة في 1977، ولكن تم إلغاء المسابقة، دون مبررات مقنعة. وتبدد اقتراح تغيير المسابقة لتصبح للمنتخبات الأصاغر والأواسط. لتعود "كأس العرب" لكرة القدم في 1985.
فهل ثَمَّ رجلٌ رشيدٌ، والأسماء كُثُرٌ، يمنعني الحياء من الإشارة إلى بعضها، وغالبيتها تتسم بالوطنية، وتمتلك القدرة على اتخاذ القرار.. رجلٌ يأخذ زمام المبادأة، وينادي بعودة "كأس فلسطين" الحبيبة؟!
نريد للاسم الغالي أن يتردد في الملاعب الخضراء، وأن نسمع رجع صداه من أفواه "الأولتراس"، تلك الفئة من الشباب التي تشعل المستطيلات الخضراء حماسة، وتلهب مشاعر اللاعبين.
يالها من بطولة، يشارك فيها المحترفون العرب في الأندية الأوروبية، وتحتضن المواهب من جميع البلدان، ويلتقي خلالها العرب بأشقائهم الفلسطينيين، ويتقاسمون الوقت لعدة أيام.. لا ريب أن النتائج أكثر من رائعة.. اللهم قَيِّضْ لهذه المبادرة مَنْ يتمكن، بحولك وقوتك، من تفعيلها، ووضعها موضع التنفيذ.