الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حصار النق والدق بقلم:د.سمير محمد أيوب

تاريخ النشر : 2019-08-25
كتب الدكتور سمير محمد ايوب
حِصارُ النَّقِ والدَّقْ ...
ثرثرات في الحب – الثرثرة 42
مُبَكِّرا عَرَفتُه ، إلتقيتُه أوَّلَ مرَّةٍ في رحاب الجامعة ، كنتُ عُضوا زائرا في لجنةٍ ثُلاثية ، لمناقشةِ رسالته المقدمة لنيل درجة الدكتوراة ، حول معايير اليقين . تَمَكُّنُهُ مِما قدَّمَ ، وبراعتُه الأنيقةُ في الردود ، على ملاحظات المناقشين ، أهَّلَتْه بإمتيازٍ لمرتبة الشرف الأولى .
مِنْ حينِها ، منذ أكثر من ربع قرن ، تزامَلنا في العمل . ترافقنا في كثيرٍ من معارج الحياة . سعِدْتُ بالإقتراب منه . فهو مِمَّن رُزِقَ بأشكالٍ مختلفةٍ من المشاعر الدافئة والنبيلة ، المُبَشِّرَةِ بسعادةٍ مُتجددة . لأسباب أسريةٍ سَوِيَّةٍ ، آثرَ مُقتَنِعا راضِيا ، تأخيرَ زواجه .
قبلَ بضع سنين جذبته إليها ، متقاعدةٌ عسكريةٌ برتبةِ عقيدٍ مهندسٍ ، مُطلقة بلا أولاد . كانت منذ سنين ، قد غادرت الأربعين من عمرها . دار الأمر بينهما في زمن ضيق . تأرجحت خلاله مشاعرُهما ، بين التحدي والإستجابة بالتداعي ، دون البحث عن مخارج للنهوض .
إلتقيته بالأمس في استراحة مسرح عمون في عَمان . سألتُه بعد أن أفرغ كِنانتَه من حزنٍ موجوع : ما بِكَ علَيْها ، لَمْ تَعُدْ تُطيقُها وأنتَ الحليم ؟
قال وهو يعبثُ بفنجالِ قهوته مُحملقا فيه : يُحاصرُ علاقتَنا اليومَ ، إستعصاءٌ يضغطُ على كلِّ عَصبٍ حَيويٍّ فيها. يُقلِّصُ هوامشَ المناورة . ينتابُني في ظلِّهِ إحساسٌ بالعجز ، أرفضُ الاستسلام له .
زوجتي مُتذمِّرَةٌ لا يُعجبها عجبٌ ، ولا صيامُ رَجَب . لديها لكلِّ حَلٍّ مُشكلة . يَخترقُ نقُّها تخومَ قلبي كلَّ يوم ، فَكْفَكَ سِحرَالحُبِّ . وفَتَّتَ أتباعَه ، وباتَت رُكاماً مُنحصِرا في واجباتٍ روتينيةٍ مُمِلَّةٍ .
أومأتُ له صامتاً أن يُكملَ ، فقال : ألْغَتِ حَرَمُنا المُشترك . واعتبرتني ملكية ًخاصة . وعيّنَت نفسَها قوَّامَةً على مضامين علاقتنا ، وناطقة وحيدة باسم شكلياتها . إسْتَبدلَتْ حقِّيَ في الحوار بمساءلاتٍ مُستحيلة ومهينة .تتسبب في تراكم أزماتٍ غيرَ مسبوقة.تحسمُ الأمور بتجريفِ الرضا ، وإستبداله بفوراتٍ من النَّقِّ الثاقب لكل الأسقف .
أشعلتُ له لفافتَه ، وسألتُه وأنا أحدِّقُ في عينيه وإرتجافةُ شفتيه ، ثم ماذا يا دكتوري العزيز ؟
قال وأصابع يَدَيهِ تتصارع مُتشابكة : إسترْسَلَتْ فيما تظنّه من حقّها . حتى اعتبرَتْ وصولَها إلى انتباهي ، بوابةَ تاريخٍ مُقدَّسٍ يَجُبُّ ما قبلَها من حياتي ، ناسيَةً ، مشاعري ، أحلامي وأوهامي . وتسعى فوق هذا كله ، لإعادة تشكيل ما قبلَها وفقَ معاييرها ، مُستلهمةً وصايا صديقةٍ دهقونةٍ لها ، نصَحَتْها بالنَّق والدَّقِّ والزَّنِّ على حديد الزوج وهو ساخن ، ليغدوَ وَرَقا أبيضا ، تُخَربِشُ عليه ما تشاء من هَوانٍ وطوعَ بَنان . يُشكِّلُه وِفقَ ارتدادات شُبِّيك لُبّيك .
كنتُ أنصتُ مُبتسما بغيظٍ وحيرة ، دونَ أنْ أضيف لما كانت تشي به عيناي ، حين أكملَ وعلى مَبسمه شبحُ إبتسامة : تخيَّلَ أنّها باتت تؤمن أنَّ الزوج كما تربيه زوجته وكما تُعوِّدُه ، طفلٌ إبِنْ لَيْلَتِه بِيِعرِفْ شِيلتِه .
قهقهنا سوية ، إستزدنا من القهوة . قررنا التوجه الى مطعم هاشم في قعرِ المدينة للعشاء ، وهناك مع الكثير من الفول والفلافل ، نكمل حديث النق والنقاقين . ( للحديث بقية في الثرثرة القادمة ان شاء الله ) .
الاردن – 22/8/2019
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف