معتوهةٌ أنا، مكللةٌ بكل صفات البشاعة المتواجدة في قافلة هذا العالم الدنيء.
أكرهُ أخي وكلي حقد على أبي وكذلك جميع الرجال الذين قابلتهم قبل أن توافيهم المنيَّة..
حتى ذاك الذي يدعي بأنه حاكم الميزان أمقته هو وأسئلته الدونية مثله.
-أطفأ عقب سيجاره المشتعل بفخذي ،نفخ دخانه النتن في وجهي ثمّ دنا هامساً في أُذني" لفتني إتقانكِ دور المساكين منذ اللحظة الأولى التي حضرتِ هذه الزنزانة هنا"
تمنيتُ لو أمحي نزواتِ القتل الخمسة بجريمةٍ سادسة تطفئ ناري لكن القط يخشى الفأر دوماً لذا جنازير الحديد المكبلة ليدي منعتني من فعل ذلك.
لم أكن أمقته هو على وجه الخصوص لكنَّ أسئلته كانت تنخر مُخيَ التالف وتُذكرنّي بتفاصيلٍ قبيحة شهدتها ممن مروا في حياتي.
-ربما تدور في أذهانكم الآن الآلاف من الأسئلة وما من إجابة لها كمن أنا؟؟
ولمَ أحمل كل هذا البغض في داخلي؟؟
حسناً،أنا لستُ سفاحةً كما تظنون ،أنا ابنة مجتمع مستذئب يخبئ بباطنه الكثير من الخبث والعار.
مجتمع بداخله عوائل مريضة بداخلها عقول متحجرّة بداخلها حقارة من أقرب الناس المعروفين بالسند الحقيقي "أبي"
أذكرُ حين كان عمري مايقارب العشرين أو أقل قليلاً يدخلُ غرفتي خلسة ولا يتركها إلا متناسياً حفنة قهرٍ داخلي.
حاولتُ إخماد الشرارات المشتعلة بنجدةٍ ممن تريد النجدة؛"أمي".التي مازال صوت صراخها يخترق مسامعي حينما ودَعت أنفاسها الأخيرة بباطن كفيّه في تلك الليلة التي عاد بها مثقلاً بكؤوس النبيذ وجرعات المخدر التي ربما أجبرتهُ على قتلها.!
-موت أمي زاد الأمر سوءاً رغم سوئه خاصةً أنّ والدي لم يُعاقب على ما اقترفت يداه."هو الحظ يُنصف الخفافيش دوماً ويخنقُ العصافير_ هكذا كانت تقول أمي_
كنتُ أعشقُ الليل كونه يُقدم لي رشوة للصبر على خفافيشه التي تظهر للمراقص ولاتعود موطنها إلا مع بزوغ الفجر.لذا وجدتهُ المكان المناسب ليسمع أنيني ليجد معي حلّاً أُستردُ به حق والدتي .
لكن كما يقال" ما كلُّ ما يتمناهُ المرء يُدركه " ها إن حسبنا أني من عداد الناس المرئيين .
-كان يوم الأحد هو اليوم ذاته الذي فُقدت به فلذة روحي،عاد أبي المنزل مع توهج شمس الصباح كعادته ..كنتُ غارقة في نومي ولسوء حظي أنّي نسيتُ إحكام قفل باب غرفتي يومها كما كنت أفعل كل يوم .لم أستيقظ إلا بثلاث خرفان يبلغنَ من العمر ستين سنة أو أكثر لا أذكر ولا أريد ذلك.
يترنحون كل واحد بجهة مجتمعين حول سريري ..
"يومها ظننتُ نفسي في مشفى للأمراض العقلية أو وودتُّ لو أني حقاً بها."
حاولتُ الصراخ علّ السند الذي رماني كثيراً يسمعني لكنه رماني للمرة العاشرة حينما رأيتهُ من خرم الباب في سهرة اليوم التالي يأخذ ظرفاً من المال منهم تعويض ألعابهم القذرة التي خسر بها أبي ودفعني لهم الثمن .
_أتدري ؟؟القهر يأكل جوفي والنزوات طفحت ندبات على جسدي ليس كونهم اعتادوا الرقص من خصري ولا لوجودي هذا المكان إنما من رقصي على قبر أمي التي تأخرتُ كثيراً بأخذ حقها من خصمها "بحفنة سم بسيطة "!
و(بتنهيدة تبلغ عمقها بئر):شكرتُ صديقة عمري على علب السجائر التي أدمنتها فما قطعتني كل زيارة منها وقبل مغادرتها اقتربتُ من قضبان الزنزانة حتى التصقتُ بها ،اختلستُ نظرةً للمحيط كي لا يسمعني أحد ثم طلبتُ منها الزيارة القادمة "شفرة" أقنعتها أنها تلزمني لإخفاء الشعر النابت على ذقني لكنها كانت مفيدة لي أكثر في الانتحار
.
#إسراء_خليفة
أكرهُ أخي وكلي حقد على أبي وكذلك جميع الرجال الذين قابلتهم قبل أن توافيهم المنيَّة..
حتى ذاك الذي يدعي بأنه حاكم الميزان أمقته هو وأسئلته الدونية مثله.
-أطفأ عقب سيجاره المشتعل بفخذي ،نفخ دخانه النتن في وجهي ثمّ دنا هامساً في أُذني" لفتني إتقانكِ دور المساكين منذ اللحظة الأولى التي حضرتِ هذه الزنزانة هنا"
تمنيتُ لو أمحي نزواتِ القتل الخمسة بجريمةٍ سادسة تطفئ ناري لكن القط يخشى الفأر دوماً لذا جنازير الحديد المكبلة ليدي منعتني من فعل ذلك.
لم أكن أمقته هو على وجه الخصوص لكنَّ أسئلته كانت تنخر مُخيَ التالف وتُذكرنّي بتفاصيلٍ قبيحة شهدتها ممن مروا في حياتي.
-ربما تدور في أذهانكم الآن الآلاف من الأسئلة وما من إجابة لها كمن أنا؟؟
ولمَ أحمل كل هذا البغض في داخلي؟؟
حسناً،أنا لستُ سفاحةً كما تظنون ،أنا ابنة مجتمع مستذئب يخبئ بباطنه الكثير من الخبث والعار.
مجتمع بداخله عوائل مريضة بداخلها عقول متحجرّة بداخلها حقارة من أقرب الناس المعروفين بالسند الحقيقي "أبي"
أذكرُ حين كان عمري مايقارب العشرين أو أقل قليلاً يدخلُ غرفتي خلسة ولا يتركها إلا متناسياً حفنة قهرٍ داخلي.
حاولتُ إخماد الشرارات المشتعلة بنجدةٍ ممن تريد النجدة؛"أمي".التي مازال صوت صراخها يخترق مسامعي حينما ودَعت أنفاسها الأخيرة بباطن كفيّه في تلك الليلة التي عاد بها مثقلاً بكؤوس النبيذ وجرعات المخدر التي ربما أجبرتهُ على قتلها.!
-موت أمي زاد الأمر سوءاً رغم سوئه خاصةً أنّ والدي لم يُعاقب على ما اقترفت يداه."هو الحظ يُنصف الخفافيش دوماً ويخنقُ العصافير_ هكذا كانت تقول أمي_
كنتُ أعشقُ الليل كونه يُقدم لي رشوة للصبر على خفافيشه التي تظهر للمراقص ولاتعود موطنها إلا مع بزوغ الفجر.لذا وجدتهُ المكان المناسب ليسمع أنيني ليجد معي حلّاً أُستردُ به حق والدتي .
لكن كما يقال" ما كلُّ ما يتمناهُ المرء يُدركه " ها إن حسبنا أني من عداد الناس المرئيين .
-كان يوم الأحد هو اليوم ذاته الذي فُقدت به فلذة روحي،عاد أبي المنزل مع توهج شمس الصباح كعادته ..كنتُ غارقة في نومي ولسوء حظي أنّي نسيتُ إحكام قفل باب غرفتي يومها كما كنت أفعل كل يوم .لم أستيقظ إلا بثلاث خرفان يبلغنَ من العمر ستين سنة أو أكثر لا أذكر ولا أريد ذلك.
يترنحون كل واحد بجهة مجتمعين حول سريري ..
"يومها ظننتُ نفسي في مشفى للأمراض العقلية أو وودتُّ لو أني حقاً بها."
حاولتُ الصراخ علّ السند الذي رماني كثيراً يسمعني لكنه رماني للمرة العاشرة حينما رأيتهُ من خرم الباب في سهرة اليوم التالي يأخذ ظرفاً من المال منهم تعويض ألعابهم القذرة التي خسر بها أبي ودفعني لهم الثمن .
_أتدري ؟؟القهر يأكل جوفي والنزوات طفحت ندبات على جسدي ليس كونهم اعتادوا الرقص من خصري ولا لوجودي هذا المكان إنما من رقصي على قبر أمي التي تأخرتُ كثيراً بأخذ حقها من خصمها "بحفنة سم بسيطة "!
و(بتنهيدة تبلغ عمقها بئر):شكرتُ صديقة عمري على علب السجائر التي أدمنتها فما قطعتني كل زيارة منها وقبل مغادرتها اقتربتُ من قضبان الزنزانة حتى التصقتُ بها ،اختلستُ نظرةً للمحيط كي لا يسمعني أحد ثم طلبتُ منها الزيارة القادمة "شفرة" أقنعتها أنها تلزمني لإخفاء الشعر النابت على ذقني لكنها كانت مفيدة لي أكثر في الانتحار
.
#إسراء_خليفة