إنّها السابعةَ قلقاً، في الدقيقةِ الخمسونَ ارتطاماً بالزجاج،
وأنا أحاولُ فتحَ أنابيبَ عروقي المنسدّة، المُسدِلة لي ستائِرها الدمويّة، تنقطعُ تارةً، و تَبرزُ كأنيابِ الذئبِ تارةً أخرى.
في كلِّ اصطدامٍ لها تتصدعُ طبقاتُ الأدمة، وتشكّلُ الطرق بين أصابعي زلازلها.
أرددُ مشجعاً نفسي نعم سأنجحُ هذه المرة،
سأقتلعُ جذورَ حبّها من هذه القبضة، سأضربُ رأسها علّها تفقدُ ذاكرتها،
و تنسى تلك الأصابع التي التصقتْ بها ذاتْ مساء،
مُتوجبٌ عليكِ النسيان، إنّه قدركِ المحتوم،
لأنّها لن تكون المرة الأخيرة أبداً سيمُرُّ الكثير بين هذه القلوب الخمس، ولكن لن يبقى إلا من قُدّرَ لهُ البقاء، وأعدكِ بأنّهُ لن يأتِ بهذه السهولة،
ألمكِ هذا سيبقيكِ على حذرٍ تام في المرة المقبلة.
وبعدَ محادثةٍ عقيمة، وارتطاماتٍ غيرِ مجديّة للإقناع، يأخذُ حبة منومٍ ويعودُ إلى فراشهِ المنعزل،
يضعُ على جروحهِ ملحاً أجاج ويسرحُ في نومهِ الكهفيّ.
يستيقظ ملهوفاً، يتفاجأُ بيده سليمةً معافاة،
يستعد لمعاقبةِ نفسه وكأنّها المرة الأولى،
ولكن من يسمعهُ يعلم أنّها كانت المرة المئة التي يحادثُ فيها تلك القبضة،
يحادثُها ليشعِرَها بالألم فحسب، فهو لا يقوى على تمزيقِها؛
لأنّها أمانةٌ عنده استودعتُهُ إياها قبل أن يدخلَ تلك الغرفة في مستشفى الذاكرة فاقداً لكلّ ذكرياته ماعدا ذلك اليوم ومن وقتها وهو يعيدُ فعلهُ هذا مراراً وتكراراً.
نورهان محمود المرمور
وأنا أحاولُ فتحَ أنابيبَ عروقي المنسدّة، المُسدِلة لي ستائِرها الدمويّة، تنقطعُ تارةً، و تَبرزُ كأنيابِ الذئبِ تارةً أخرى.
في كلِّ اصطدامٍ لها تتصدعُ طبقاتُ الأدمة، وتشكّلُ الطرق بين أصابعي زلازلها.
أرددُ مشجعاً نفسي نعم سأنجحُ هذه المرة،
سأقتلعُ جذورَ حبّها من هذه القبضة، سأضربُ رأسها علّها تفقدُ ذاكرتها،
و تنسى تلك الأصابع التي التصقتْ بها ذاتْ مساء،
مُتوجبٌ عليكِ النسيان، إنّه قدركِ المحتوم،
لأنّها لن تكون المرة الأخيرة أبداً سيمُرُّ الكثير بين هذه القلوب الخمس، ولكن لن يبقى إلا من قُدّرَ لهُ البقاء، وأعدكِ بأنّهُ لن يأتِ بهذه السهولة،
ألمكِ هذا سيبقيكِ على حذرٍ تام في المرة المقبلة.
وبعدَ محادثةٍ عقيمة، وارتطاماتٍ غيرِ مجديّة للإقناع، يأخذُ حبة منومٍ ويعودُ إلى فراشهِ المنعزل،
يضعُ على جروحهِ ملحاً أجاج ويسرحُ في نومهِ الكهفيّ.
يستيقظ ملهوفاً، يتفاجأُ بيده سليمةً معافاة،
يستعد لمعاقبةِ نفسه وكأنّها المرة الأولى،
ولكن من يسمعهُ يعلم أنّها كانت المرة المئة التي يحادثُ فيها تلك القبضة،
يحادثُها ليشعِرَها بالألم فحسب، فهو لا يقوى على تمزيقِها؛
لأنّها أمانةٌ عنده استودعتُهُ إياها قبل أن يدخلَ تلك الغرفة في مستشفى الذاكرة فاقداً لكلّ ذكرياته ماعدا ذلك اليوم ومن وقتها وهو يعيدُ فعلهُ هذا مراراً وتكراراً.
نورهان محمود المرمور