الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الملكة دينا صديقة طفولتي وداعاً يا من كانت الصبحية لا تحلو إلا معاكِ بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2019-08-25
الملكة دينا صديقة طفولتي وداعاً يا من كانت الصبحية لا تحلو إلا معاكِ بقلم:مروان صباح
الملكة دينا صديقة طفولتي وداعاً يا من كانت الصبحية لا تحلو إلا معاكِ ...

مروان صباح / كنت اتخذتها عادةً ، ففي كل نهاية كل أسبوع من يوم الخميس اشكل فرار دراسي لكي التحق مبكراً في معسكر الأشبال ولأن مدرستي المقاصد الإسلامية الواقعة قرب بحر مدينة صيدا تبتعد عن المعسكر مسافة ، كنت استبق اخي البكر فادي لكي ألتقي به عند مدرسته الأمريكية ومن ثم نذهب سوياً إلى المعسكر ، بالطبع هنا نتكلم عن معسكر قد تخرج منه أغلبية مقاتلين الجنوب تحديداً ولبنان عامة بل لم يحتضن فقط الفلسطيني بقدر أنه استوعب اللبناني بكافة اختلافاته ، وبهذه الشجون الجياشة والمشحونة بحب الالتحاق مع من اخذوا على عاتقهم مسؤولية تحرير فلسطين ونابوا بذلك عن الأمة الإسلامية بالكامل ، حرصت على تخيط بدلة عسكرية لكي تناسب طولي في تلك الحقبة الزمنية وأخذت ممن كانوا مقربين من والدي طاقية حمراء كانت تسمى في حينها ، ( بالبيرية ) ومع مسدس عيار خمسة ونصف كنت أضعهم جميعهم في أسفل الحقيبة المدرسية واضع فقوقهم الكتب وقبل مدخل المعسكر ألبس الباس العسكري واضع البيرية على رأسي مع شعار العاصفة وإلى جانبي الأيمن المسدس وندخل المعسكر لنلتحق مع إخوة السلاح حلقات التدريب .

يوماً ما ، كنت مازالت في العاشرة من عمري فمجرد وطأت اقدامنا المعسكر وجدنا هناك حالة استنفار غير عادية ، فالمعسكر كان غير المعسكر الذي عرفته من شدة النظافة والترتيب ، فتساءلت عن السبب ، علمت على الفور من الأصدقاء بأن هناك ضيف أجنبي مهم بالطريق إلينا ، فالفعل لم نكمل حديثنا عن هوية الشخصية التى ممكن نستضيفها بدأت السيارات تدخل وبدأ مسؤول الطابور يأمرنا بالوقوف ولأنني أبيض البشرة وأصفر الشعر حرص المسؤول على أن أقف في الصف الأول ومجرد ترجلوا الضيوف من السيارات شهدت من بينهم الملكة دينا ولأنني أعرفها جيداً وتربطها علاقة مع ولدتي بدأت أفكر كيف لي أن أنسحب من الطابور لكي اتوارى في أي مكان آخر ، بل كل همي كان هو كيف يمكن تفسير لأمي في وقتها هروبي من المدرسة وهذا سيكشف تاريخ حافل من الهروب المدرسي ، فبدأت أُنزل البيرية العسكرية إلى أسفل جبيني ظناً مني أو ربما ستنجيني من موقف التعرف علي ، لكنني لم أتوقع بأن الضيفة ستكشف أمري ، وبالفعل عندما اقتربت إلى الطابور بدأت النظر نحوي وبشكل ملفت ومن ثم تركت الجميع وجاءت تقترب مني أكثر حتى أخذت وضعية الجثاية وسألتني عن أسمي بالطبع كانت ترافقها مترجمة ومن ثم سألتني عن عائلتي ظناً منها بأنني من أبناء الذين استشهدت عائلتهم في الحروب ، وهنا لم أخيب ظنها ولأنني أردت تخبئة حقيقتي ، قلت لها أن لا عائلة لي وجميع أفرادها قضوا في القصف ، وهذا في الوهلة الأولى جعلها تفرح رغم تظاهرها بالأسف وعلى الفور دون مقدمات وجهت السؤال للمترجمة وقالت ، إسألي مروان هل يرغب بالسفر والعيش معي في السويد لكنني لم أجيب على سؤالها وهذا دفعها أن تسأل مسؤول الطابور من خلال المترجمة ، فالرجل لم يتأخر أبداً أو لم يعطي نفسه مدة للتفكير فسرعان ما أبدى موافقته ورحب بالفكرة ولأنه لم يكن له معلومات دقيقة عنا أو من نكون أنا واخي وكنا حريصين على تخبئة أسم العائلة ، بل عندما سألني مرة من المرات عن المسدس ، قلت له أنني قريب لاحمد جرادي ولان جرادي في تلك أيام كان معروف وبارز بين مقاتلين قوات العاصفة ، اختصر الدخول معي في أي مجادلات ، وبيمنا كان النقاش دائر اثار ذلك حفظية الملكة دينا وجعلها تقترب إلى أين الضيفة توقفت ولم تعد تتحرك ، فمجرد اقتربت الملكة قالت لي ، مروان ماذا تفعل هنا ، تبسمت ثم قلت بين وبين نفسي تورطنا ولقد أفسدت الضيفة كل شيء ، وبدأ يدور حوار بين دينا والضيفة التى عرفت فيما بعد بأنها ملكة السويد ، وطلبت من دينا الذهاب إلى منزلي لكي تقنع والدي ووالدتي بالتبني ، هنا الملكة كشفت أمرنا وتعرفَ مسؤول الطابور وهو ايضاً نائب صلاح التعمري قائد المعسكر وزوج الثاني للملكة ، من نحن ، فأصيب بالصدمة .

لم تتأخر زيارتهم للمعسكر وتحركنا جميعاً إلى منزل والدي الذي كان لا يبعد عن منزل الملكة دينا وصلاح سوى دقائق قليلة ، ولأن الملكة اعتادت واعتدنا على تبادل الزيارات وعلى الأخص الصبحيات ، فكان كل همي كيف سأهرب من المساءلة عن وجودي في المعسكر على الأخص اثناء ساعات دوام المدرسة وايضاً عن اقتنائي للبدلة العسكرية والمسدس وخلال الطريق جاءتني فكرة بأن اقف خلف الملكتين حتى أن يدخلوا ومن ثم اذهب إلى غرفتي لكي انزعها وأعيد المسدس إلى مكانه ، بالفعل حصل هذا ورحبت اسيا بضيوفها واندهشت بملكة السويد وأدهشها اكثر عرض التبني ، لكن كان ذلك مستحيل أو مجرد التفكير به كان غير وارد وللمرء أن يتفهم ذلك ، ولأن كان لي صديق حرصت مناداته لكي يشاركني الحدث و يشاهد ملكة السويد والملفت عندما قلت له حكاية وجودها في بيتنا ، بدأ يحرضني بعدم القبول تحت أي ظرف وبعد فترة من الزمن عندما اعادت ذاكرتي الواقعة وذكرته بإلحاحه عليّ بعدم قبولي عرض الذهاب للعيش مع ملكة السويد ، قالي لي كيف لي أن أتحمل أن تصبح ابن لملكة وأنا سأبقى أبن أمي ، حينها علمت بأن الصديق يحمل في صداقته صداقة قاسية تصل أحياناً إلى التدمير أو الاغتيال المعنوي الذي يفوق كل الاغتيالات ، وهكذا امضتا الملكتين وقت في صالون بيتنا وبين محاولتها لاقناع أمي بالتبني تارة ومحاولة إرسالي للعيش والدراسة طوراً أخفقت الملكة ، ليس إخفاقها ناتج عن رفض الأم فكرة التخلي عن ابنها لكن بالتأكيد بدعاء الصديق ، فهيهات هيهات أن يحصل هذا ، وقبل مغادرة ملكة السويد المنزل وأثناء توديعي عانقتني للمرة الأخيرة وقالت لي هذا البلد لا يوجد فيه سوى الموت لهذا أكبر شيء هنا هو المقبرة ولا أريد لك الموت ( مكررتها ثلاثة ) ثم نظرت إلى الملكة دينا وقالت لها لا أتحمل السماع بأن الموت ممكن أن غيب مروان هل تفهمين .

أشهد يا دينا أيتها الخلوقة ، أنك كنتي متواضعة وامضيتي عمرك وشبابك في خدمة أبناء المخيمات والشهداء والحرجى وكنتي اثناء الحروب تجتمعي مع من اجتمعوا في مطبخ مدرسة المقاصد تعدين الطعام للمقاتلين يدك مع يد آسيا وتتنقلين بين المستشفيات لمعاودة الجرحى وأمضيت حياتك تتحدثين في ارجاء المعمورة عن معاناة الفلسطيني وحقه بالعودة إلى بيته وأرضه ، وداعاً يا من كانت ترسم على وجهي الابتسامة بإبتسامتها ، رحمك الله .. والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف