الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عملية "نبع بوبين" حين تتدفق المقاومة تطوراً وإبداعاً بقلم : جبريل عوده

تاريخ النشر : 2019-08-25
عملية "نبع بوبين" حين تتدفق المقاومة تطوراً وإبداعاً بقلم : جبريل عوده
عملية " نبع بوبين " حين تتدفق المقاومة تطوراً وإبداعاً
بقلم : جبريل عوده *

إنها المقاومة تسري مسرى الدماء في شرايين الضفة المحتلة , فلا حياة عزيزة بلا مقاومة , ولا دفاع حقيقي عن أراضينا وجبالنا ومياهنا من هجمة لصوص المستوطنين في الضفة إلا بالمقاومة , لا هوية فلسطينية وطنية ناصعة بلا مقاومة , لا حرية ولا تحرير بلا مقاومة , هذا هو الإيمان الراسخ في قلوب وأرواح الشباب الطاهر في مدن الضفة الحبيبة وفي القلب منها القدس المحتلة , فلم يتأخروا عن واجب الدفاع المقدس عن فلسطين وقدسها , بذلوا الغالي والنفيس ورخصت أرواحهم وسُكبت دمائهم في معارك إحقاق الحق وإبطال الباطل , فكانوا في ملاحم الدفاع عن الهوية الوطنية وعن إسلامية أقصاها الطاهر الذي يتعرض لتدنيس أوباش الصهاينة .

لن يتوقف شعبنا في الضفة عن مقاومته , يواصل الشباب الفلسطيني في ضفة الثوار وقدس الأحرار عملياتهم البطولية بإمكانياتهم المتواضعة , وخاب مسعى الإحتلال في حملات القمع والإعتقال التي لم توفر الأمن والهدوء لمستوطنيه , وفشلت منظومة التنسيق الأمني والقبضة الأمنية لأجهزة السلطة في قمع المقاومة وقتل روحها في نفوس الشباب , فخرجت نماذج من البطولة والتضحية والفداء لتعلن صرختها المدوية في وجه الإحتلال المجرم , فشكلت تلك الأرواح الثائرة ثورة على واقع الإستسلام الذي يحاول الإحتلال فرضه على الضفة وأهلها الشجعان , فتتوالد البطولة من رحم الحقيقة , والحقيقة في الضفة تقول بأن الإحتلال الجاثم على أراضيها ظلما وعدوانا  لن يزول إلا بالمقاومة .

عملية التفجير قرب " نبع بوبين " غرب رام الله الجمعة 23-8-2019 , والتي أسفرت عن مقتل مجندة صهيونية وإصابة إثنين آخرين ,  تعتبر تطورا ملحوظا في أساليب المقاومة بالضفة المحتلة ,  لتتنوع بذلك عمليات المقاومة التي تشهدها مدن الضفة من " طعن , دعس , إطلاق نار , وإلقاء زجاجات حارقة " , ورغم قلة الإمكانيات والحصار والقمع التي تتعرض له المقاومة في الضفة , إلا أن المقاومة ورجالها لن يعدموا الوسيلة ولن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيعملون على تطوير أدوات ووسائل المقاومة  وهذا ما أكدته العملية الفدائية غرب رام الله .

في الذاكرة الفلسطينية القريبة شهد " نبع بوبين " التابع لأراضي بلدة دير إبزيغ غرب رام الله , عملية فدائية في 20-6- 2015 وقتل فيها مستوطن عبر إطلاق النار من نقطة صفر تبنتها كتائب القسام في حينه , ولا يخفى على أحد ما تتعرض له الينابيع الفلسطينية وأيضا الأماكن الأثرية والتاريخية من عملية التهويد والسيطرة الصهيونية وإستخدامها في الترويج للسياحة الداخلية والخارجية , وللأسف لم يستطيع الإحتلال تنفيذ مخططاته الإستيطانية والتهويدية في الضفة المحتلة إلا من خلال أجواء الهدوء والأمن التي يوفرها التنسيق الأمني وعمليات قمع المقاومة التي منحت الصهاينة المناخ المناسب للعربدة ومصادرة الأراضي والتوسع الإستيطاني في الضفة المحتلة . 

عملية " نبع بوبين" رسالة قوية واضحة المعاني ترسل في كل الإتجاهات , مفادها أن شعبنا في الضفة في قلب المعركة , ولن يركنوا لموجات الإرهاب والقمع الصهيوني , ولن يرهبهم الإعتقال والقتل , وأن بركان الغضب سينفجر لا محالة في الضفة وأن أوانه يقترب سريعا , وسيشكل "لعنة وموت" على كل من يقف في وجه تطلعات شعبنا بالحرية والإنعتاق من الإحتلال البغيض .

العمليات البطولية في الضفة المحتلة , نتاج طبيعي وممارسة وطنية , وخيارلاغنى عنه وطريق لابد من سلوكه ,من أجل تحصين القضية والهوية الفلسطينية التي تُنتهك بالقوانين والقرارات الصهيوأمريكية العنصرية وأنياب جرافات ومعاول الهدم التي تحاول تزوير وتزييف الحقائق لصالح الرواية اليهودية المصطنعة , كما تشكل تلك العمليات الفدائية دفاعاً عن الأقصى أمام محاولات التقسيم والسيطرة والتهويد , فالقضية الفلسطينية تتعرض لأبشع عدوان يستهدف ثوابتها في ظل هجمة "صفقة القرن " , وهرولة التطبيع  العربية المخزية إتجاه كيان الإحتلال , فليس أمام شعبنا إلا التمسك ببندقيته الثائرة والمضي قدما على طريق الثورة والمقاومة , فمهما بلغت التضحيات فإن نهاية طريق المقاومة والكفاح الثوري هو الخلاص من الإحتلال وإستعادة الحقوق وتطهير المقدسات .

كاتب وباحث فلسطيني

23-8-2019 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف