
مصباح(فوزي)رشيد
***
دخل إلى المطعم رجلان . أحدهما عبوس الوجه ، يكاد مظهره يخلع الأنفاس ، طويل القامة عريض المنكبين ، بلحية كثّة غطّت نصف وجهه الأسفل ، ورقبته ، وجزءا معتبرا من صدره . وشاربين يلامسان شحمتي أذنيه ، و رزّة صّفراء كثعبان لفّ الطّربوش الأحمر الذي يعتلي رأسه الصّغير ، حتى أن عينيه لتبدوان للنّاظر كنقطتين مضيئتين في بحر وجهه الدّامس ، يرتدي معطف شتاء أسود ، لم يحاول خلعه ، ولم يتظاهر بذلك على الأقل ، يكفي كغطاء لأسرة كبيرة في ليلة شديدة البرودة .
وأمّا صاحبه الذي يقف بجنبه فهو أقل منه سنًّا وضخامة ، لكن أفضل منه خُلُقًا و خِلْقةً على ما يبدو .
يتوسّطهما نادلان بليدان قصيرا الطّول نسبيا يقفان بينهما ، بزيّ موحّد وتصرّف واحد ، كأنّهما توأمان ، أو كصورة " طبق الأصل " لبعضهما .
في الجهة المقابلة ، طبّاخ لاهٍ فيما هو فيه . ثم فجأة يستدير وبيده ساطور وباليد الأخرى رأس كرنب ، أو قرنبيط ، يريد تقطيعه ، وليس ببعيد عنه قط تسلّق الطّاولة المجاورة يريد سرقة النّقانق التي فوقها. صرخ الطبّاخ فيه بشدّة ، ففرّ منه القط إلى خارج المطبخ ، أين يجلس الزبونان والنّادلان إلى جنبهما واقفان .
لحق به الطبّاخ فأدركه وأمسك به من رقبته ثم عاد به إلى المطبخ حاملا الساطور بيد والقط بيد الأخرى ، في مشهد " كاريكاتوري " عجيب لا يتكرّر دائما.
وماهي إلاّ لحظات ردّد فيها المكان ضربات السّاطور المتتالية محدثة فزعا كبيرا في نفوس الأشخاص الأربعة ، نادلين أبلهين و زبونين غريبين ، يظنّان أن الطباخ يقوم بتقطيع القط ، لطبخه وإعداده لهما.
رفع الشخص العبوس ، الذي يشبه إلى حدّ ما الطّاووس حين يستعرض وينشر ريش ذيله ، كأس الماء ليبعد عنه الشعور المفاجئ بالغثيان ربّما ، وأمّا رفيقه المتواضع فتناول زجاجة النّبيذ التي أمامه وساقها إلى فمه ، لكنّه ألقى بها في آخر لحظة ، لأنّ ما فيها ربما يعود لحيوان ما ، ومن يدري ؟اا فالطّباخ قد أمسك بقط قبلها وأخذ يجرّه من رقبته إلى حيث لا يراه أحد .
بعدها بلحظات ، قفز جرو بطباط " كنيش " صعير إلى أعلى الصندوق الذي جنب الطاولة ليكرّر ما فعله القط قبله ، وكان الطّباخ يحضّر الطّعام لزبونيه ، فلما رآه أشهر في وجهه السّاطور وراح يركض وراءه ، وتكرّر المشهد ذاته في القاعة أين يجلس الزبونان رفقة النادلين الأبلهين ، والذين بقيا على حالهما منذ قدوم الزبونين ، لم يحرّكا ساكنا ولم يقدّما شيئا على الإطلاق .
تكرّر المشهد مع الجرو وزاد عليه الطبّاخ بإشهار الآلة الحادّة في وجه المسكين مرّتين ، وحمله في حضنه في طريقه إلى المطبخ ، حيث وضعه فوق برميل خشبي قريبا من نافذة شبه مفتوحة ، وحمل الطبّاخ قطعة الكرنب ، القرنبيط ، إلى الطاولة وهوى عليها بالشفرة الحادّة , وبينما هو كذلك تحرّك العود الذي كانت ترتكز عليه دفّة النّافذة ، فوقعت على ذيل جرو البطباط المسكين الذي أخذ يعوي من شدّة الألم .
وصل ذاك العويل وذاك الأنين إلى الأذان فاقشعرّت جلود أصحابها وتقطّعت قلوبهم حيرة وحسرة ، وكل من يراهم يشفق على حالهم من كثرة الجوع و التّعب . ورافقه شعور الشخص ، العبوس الشرس صاحب العمامة والطّربوش الذي يشبه الطاووس ، بالغثيان ، فلم يجد سوى طربوش رفيقه الذي أمامه ، وأراد أن يفرغ ما تبقى من بقايا طعام في جوفه ، وهمّ به يريد أن يتقيّأ فيه ، فسحبه رفيقه منه بقوّة ورمى به بعيدا .
يستفزّك المشهد وأنت ترى النادلين الأبلهين يردّدان بسذاجة وغباء كل حركة أو فعل يصدران عن الزبونين الغريبين .
بينما هم كذلك ، جاء الطبّاخ يحمل اطباق الطّعام ، ووضع ما أحضره برفق أمام كلا الزبونين ، وقبل أن ينصرف من حيث جاء ، شيّعها برقصة " بالشدّ على المحزم " تعبيرا عن السرور والرّضا.
قام الشخص العبوس الذي يشبه الطّاووس إلى النّادلين الأبلهين وهو يشتاط غضبا ، فأمرهما بالجلوس مكانه ورفيقه ، الذي يبدو أعقل وألطف منه ، وأرغمهما على تناول شرائح اللّحم بدلا منهما ، وفي اعتقاده أنّها لحم حيواني ، القط والجرو، اللذين قام الطبّاخ بمطاردتهما قبل قليل . وسحب الرّجل الضّخم خنجرا كبيرا بحجم السيف تقريبا من تحته ، مهدّدا أيّاهما بالقتل .
أذعنا المغبونان لأوامره المرعبة ، وجلسا بدلا من الزبونين ، مذبذبين ومتحيّرين ، بين محاولة إرغام نفسيهما على تناول شرائح اللّحم المشبوه وانعدام الرّغبه في ذلك . وبينما هم في تلك الحالة المتشنّجة ، من شدّ وجذب ، إذ بالحيوانين الصّغيرين ، الجرو و" رفيق دربه " القط ، يتسلّلان إلى طاولة الأكل دون أن يجلبا إليهما الإنتباه ، ولم يخطر في بال النّادلين الأبلهين الذين في كل مرّة يحاولان فيها تناول قطع اللّحم ، يقومان بتمرير أصابعهما عليها بطريقة حذرة إلاّ ويسمعان فيها إمّا مواء قط أو نباح كلب فترتعد فرائصهما من الخوف، أنّهما تحت الطّاولة . ويريدانِّ الوقوف ، لكن الرجل الشّرس يوجّه لهما خنجره عند كل محاولة يقومان بها ، ويأمرهما بالجلوس والاستمرار في الأكل .
أخذ أحد الغبيان قنانة صغيرة وراح يرش الفلفل الأسود على قطعة اللّحم ، فعطس الكلب من تحته ، فازداد خوفا ورعبا ، وراح يستعطف صاحب الخنجر ويتظاهر بالبكاء ، فشهر الرّجل في وجهه الخنجر من جديد ، وأمر النّادلين البليدين بمواصلة الأكل . ورفع أحد الأبلهين نقنقة فأرعبه خيطها المتدلّى ، ونبح الكلب من تحت الطّاولة ، وظن روح الكلب تناديه ، فرما بحبّة النقنق في الطّبق ، وهوى عليها بالسكّين يقطّعُها إربًا إربًا من هول ما سمِع ورأى .
وأخذ الآخر يعرك ، يدلك ، القطعة التي أمامه بأصابع يده ، فماء القط الذي تحته من جديد ، وكان زميله الذي بجنبه قد هرع إلى كأس مملوء بالماء فلم يكد بستسيغه حتّى رشّه به على وجه ، ويداه ترتعشان من هول الأمر وما لحق به .
وفي الأخير حضر الطبّاخ وفي يده زجاجة ملح ، فأمره الشخص ذاته ، الذي هدّد و أرعب النّادلين البليدين بالجلوس وتناول الطعام الذي قام بإحضاره ، موجّها إليه ذبابة خنجره الطويل .
جلس الطبّاخ دون تردّد ، وأخذ يأكل قطع اللحم والنّقانق وما في الطبقين من طعام بنكهة وشراهة ولم يكترث .
سحب صاحب الخنجر الكرسي وجلس يستدرك ما تبقى من أكل في الطّبق ، وكذلك فعل أحد البليدين حيث جلس مكان الطاهي ، جنبا إلى جنب مع الشخص الذي ظلّ يرعبه ، وتناول فنجان القهوة ، بينما أراد زميله الذي يقف خلفه أخذ حبة نقانق فضربه زميله الجالس على يده فوقعت حبّة النّقانق على الأرض وتدحرجت تحت الطّاولة وتوارت بعيدا عن الأنظار، لكن إلى أقرب موضع لإثارة الفتنة ويشتد القتال بين الجرو و القط ، والذين اتّخذا وضعية الدّفاع والاقتتال .
فجأة تعالى صراخهما ، فارتعب جميع من في القاعّة ، وكذلك اهتزّ لصراخ وعراك الحيوانين الرّجل الشّرس ، فقام بقلب الطّاولة بما فيها. واختُتم المشهد باشتباك بالأيدي ، بين النّادلين البليدين ورأس الطبّاح الأصلع .
***
دخل إلى المطعم رجلان . أحدهما عبوس الوجه ، يكاد مظهره يخلع الأنفاس ، طويل القامة عريض المنكبين ، بلحية كثّة غطّت نصف وجهه الأسفل ، ورقبته ، وجزءا معتبرا من صدره . وشاربين يلامسان شحمتي أذنيه ، و رزّة صّفراء كثعبان لفّ الطّربوش الأحمر الذي يعتلي رأسه الصّغير ، حتى أن عينيه لتبدوان للنّاظر كنقطتين مضيئتين في بحر وجهه الدّامس ، يرتدي معطف شتاء أسود ، لم يحاول خلعه ، ولم يتظاهر بذلك على الأقل ، يكفي كغطاء لأسرة كبيرة في ليلة شديدة البرودة .
وأمّا صاحبه الذي يقف بجنبه فهو أقل منه سنًّا وضخامة ، لكن أفضل منه خُلُقًا و خِلْقةً على ما يبدو .
يتوسّطهما نادلان بليدان قصيرا الطّول نسبيا يقفان بينهما ، بزيّ موحّد وتصرّف واحد ، كأنّهما توأمان ، أو كصورة " طبق الأصل " لبعضهما .
في الجهة المقابلة ، طبّاخ لاهٍ فيما هو فيه . ثم فجأة يستدير وبيده ساطور وباليد الأخرى رأس كرنب ، أو قرنبيط ، يريد تقطيعه ، وليس ببعيد عنه قط تسلّق الطّاولة المجاورة يريد سرقة النّقانق التي فوقها. صرخ الطبّاخ فيه بشدّة ، ففرّ منه القط إلى خارج المطبخ ، أين يجلس الزبونان والنّادلان إلى جنبهما واقفان .
لحق به الطبّاخ فأدركه وأمسك به من رقبته ثم عاد به إلى المطبخ حاملا الساطور بيد والقط بيد الأخرى ، في مشهد " كاريكاتوري " عجيب لا يتكرّر دائما.
وماهي إلاّ لحظات ردّد فيها المكان ضربات السّاطور المتتالية محدثة فزعا كبيرا في نفوس الأشخاص الأربعة ، نادلين أبلهين و زبونين غريبين ، يظنّان أن الطباخ يقوم بتقطيع القط ، لطبخه وإعداده لهما.
رفع الشخص العبوس ، الذي يشبه إلى حدّ ما الطّاووس حين يستعرض وينشر ريش ذيله ، كأس الماء ليبعد عنه الشعور المفاجئ بالغثيان ربّما ، وأمّا رفيقه المتواضع فتناول زجاجة النّبيذ التي أمامه وساقها إلى فمه ، لكنّه ألقى بها في آخر لحظة ، لأنّ ما فيها ربما يعود لحيوان ما ، ومن يدري ؟اا فالطّباخ قد أمسك بقط قبلها وأخذ يجرّه من رقبته إلى حيث لا يراه أحد .
بعدها بلحظات ، قفز جرو بطباط " كنيش " صعير إلى أعلى الصندوق الذي جنب الطاولة ليكرّر ما فعله القط قبله ، وكان الطّباخ يحضّر الطّعام لزبونيه ، فلما رآه أشهر في وجهه السّاطور وراح يركض وراءه ، وتكرّر المشهد ذاته في القاعة أين يجلس الزبونان رفقة النادلين الأبلهين ، والذين بقيا على حالهما منذ قدوم الزبونين ، لم يحرّكا ساكنا ولم يقدّما شيئا على الإطلاق .
تكرّر المشهد مع الجرو وزاد عليه الطبّاخ بإشهار الآلة الحادّة في وجه المسكين مرّتين ، وحمله في حضنه في طريقه إلى المطبخ ، حيث وضعه فوق برميل خشبي قريبا من نافذة شبه مفتوحة ، وحمل الطبّاخ قطعة الكرنب ، القرنبيط ، إلى الطاولة وهوى عليها بالشفرة الحادّة , وبينما هو كذلك تحرّك العود الذي كانت ترتكز عليه دفّة النّافذة ، فوقعت على ذيل جرو البطباط المسكين الذي أخذ يعوي من شدّة الألم .
وصل ذاك العويل وذاك الأنين إلى الأذان فاقشعرّت جلود أصحابها وتقطّعت قلوبهم حيرة وحسرة ، وكل من يراهم يشفق على حالهم من كثرة الجوع و التّعب . ورافقه شعور الشخص ، العبوس الشرس صاحب العمامة والطّربوش الذي يشبه الطاووس ، بالغثيان ، فلم يجد سوى طربوش رفيقه الذي أمامه ، وأراد أن يفرغ ما تبقى من بقايا طعام في جوفه ، وهمّ به يريد أن يتقيّأ فيه ، فسحبه رفيقه منه بقوّة ورمى به بعيدا .
يستفزّك المشهد وأنت ترى النادلين الأبلهين يردّدان بسذاجة وغباء كل حركة أو فعل يصدران عن الزبونين الغريبين .
بينما هم كذلك ، جاء الطبّاخ يحمل اطباق الطّعام ، ووضع ما أحضره برفق أمام كلا الزبونين ، وقبل أن ينصرف من حيث جاء ، شيّعها برقصة " بالشدّ على المحزم " تعبيرا عن السرور والرّضا.
قام الشخص العبوس الذي يشبه الطّاووس إلى النّادلين الأبلهين وهو يشتاط غضبا ، فأمرهما بالجلوس مكانه ورفيقه ، الذي يبدو أعقل وألطف منه ، وأرغمهما على تناول شرائح اللّحم بدلا منهما ، وفي اعتقاده أنّها لحم حيواني ، القط والجرو، اللذين قام الطبّاخ بمطاردتهما قبل قليل . وسحب الرّجل الضّخم خنجرا كبيرا بحجم السيف تقريبا من تحته ، مهدّدا أيّاهما بالقتل .
أذعنا المغبونان لأوامره المرعبة ، وجلسا بدلا من الزبونين ، مذبذبين ومتحيّرين ، بين محاولة إرغام نفسيهما على تناول شرائح اللّحم المشبوه وانعدام الرّغبه في ذلك . وبينما هم في تلك الحالة المتشنّجة ، من شدّ وجذب ، إذ بالحيوانين الصّغيرين ، الجرو و" رفيق دربه " القط ، يتسلّلان إلى طاولة الأكل دون أن يجلبا إليهما الإنتباه ، ولم يخطر في بال النّادلين الأبلهين الذين في كل مرّة يحاولان فيها تناول قطع اللّحم ، يقومان بتمرير أصابعهما عليها بطريقة حذرة إلاّ ويسمعان فيها إمّا مواء قط أو نباح كلب فترتعد فرائصهما من الخوف، أنّهما تحت الطّاولة . ويريدانِّ الوقوف ، لكن الرجل الشّرس يوجّه لهما خنجره عند كل محاولة يقومان بها ، ويأمرهما بالجلوس والاستمرار في الأكل .
أخذ أحد الغبيان قنانة صغيرة وراح يرش الفلفل الأسود على قطعة اللّحم ، فعطس الكلب من تحته ، فازداد خوفا ورعبا ، وراح يستعطف صاحب الخنجر ويتظاهر بالبكاء ، فشهر الرّجل في وجهه الخنجر من جديد ، وأمر النّادلين البليدين بمواصلة الأكل . ورفع أحد الأبلهين نقنقة فأرعبه خيطها المتدلّى ، ونبح الكلب من تحت الطّاولة ، وظن روح الكلب تناديه ، فرما بحبّة النقنق في الطّبق ، وهوى عليها بالسكّين يقطّعُها إربًا إربًا من هول ما سمِع ورأى .
وأخذ الآخر يعرك ، يدلك ، القطعة التي أمامه بأصابع يده ، فماء القط الذي تحته من جديد ، وكان زميله الذي بجنبه قد هرع إلى كأس مملوء بالماء فلم يكد بستسيغه حتّى رشّه به على وجه ، ويداه ترتعشان من هول الأمر وما لحق به .
وفي الأخير حضر الطبّاخ وفي يده زجاجة ملح ، فأمره الشخص ذاته ، الذي هدّد و أرعب النّادلين البليدين بالجلوس وتناول الطعام الذي قام بإحضاره ، موجّها إليه ذبابة خنجره الطويل .
جلس الطبّاخ دون تردّد ، وأخذ يأكل قطع اللحم والنّقانق وما في الطبقين من طعام بنكهة وشراهة ولم يكترث .
سحب صاحب الخنجر الكرسي وجلس يستدرك ما تبقى من أكل في الطّبق ، وكذلك فعل أحد البليدين حيث جلس مكان الطاهي ، جنبا إلى جنب مع الشخص الذي ظلّ يرعبه ، وتناول فنجان القهوة ، بينما أراد زميله الذي يقف خلفه أخذ حبة نقانق فضربه زميله الجالس على يده فوقعت حبّة النّقانق على الأرض وتدحرجت تحت الطّاولة وتوارت بعيدا عن الأنظار، لكن إلى أقرب موضع لإثارة الفتنة ويشتد القتال بين الجرو و القط ، والذين اتّخذا وضعية الدّفاع والاقتتال .
فجأة تعالى صراخهما ، فارتعب جميع من في القاعّة ، وكذلك اهتزّ لصراخ وعراك الحيوانين الرّجل الشّرس ، فقام بقلب الطّاولة بما فيها. واختُتم المشهد باشتباك بالأيدي ، بين النّادلين البليدين ورأس الطبّاح الأصلع .