الأخبار
نتنياهو يُوجّه رئيسي موساد وشاباك باستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والتوجه للدوحة والقاهرةسيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباس
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإفتاء الرخيص في مسالك التدليس بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2019-08-22
الإفتاء الرخيص في مسالك التدليس بقلم:عمر حلمي الغول
نبض الحياة 

الإفتاء الرخيص في مسالك التدليس

عمر حلمي الغول 

عملية تطور المجتمعات لا تتوقف على جانب دون آخر، بل تشمل كل الجوانب ومناحي الحياة: السياسية ) الأمنية والعسكرية) والإقتصادية والإجتماعية والقانونية والثقافية. لإنها جميعها مترابطة ببعضها البعض في علاقة جدلية، لا يمكن فصل اي حلقة عن الحلقات الأخرى. لإنه عندئذ تحدث عملية فصل تعسفي ترتد عكسيا على مركبات المجتمع ككل. والعكس صحيح، بمعنى ان نكوص اي مجتمع وإنحداره إلى مستنقعات التخلف والتشوه والفتنة يسحب نفسه على كل منظومة البنائين الفوقي والتحتي، كما قال العالم الفقيه إبن رشد إن " التجارة بالأديان، هي التجارة في المجتمعات، التي ينتشر فيها الجهل. فإن أردت التحكم في جاهل، عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني."، وهذا هو بالضبط الذي  ينجم عنه تهاوى وإنزلاق العقد الإجتماعي إلى الدرك الأسفل، ويتعمق التشوة والإنحطاط مع صعود التيارات الدينية الظلامية إلى سدة الحكم، لتصبح سيدة الموقف، والقول الفصل في مسالك  التدليس في دروب الحياة المختلفة، وتمسي فتاويها البضاعة الرائجة في تبيان الممكن من اللاممكن، والمقبول من اللامقبول، والمشروع من اللامشروع، والحلال من الحرام، وتتربع الزندقة، والفتاوي البائدة، وأحكام نكاح الجهاد، ورضاعة الزميل، وتحريم مسك الموز على النساء، حتى وصلت آخر فتاويها إلى تحريم المقاومة الفردية من حدود المحافظات الجنوبية، لكنها "مشروعة،  و"مرحب" بها في الضفة الفلسطينية، على إعتبار أن ما يجري في القطاع، مختلف عنه في الضفة. وهذا هو ما تفتقت عنه عقلية اللجنة الشرعية – قطاع غزة التابعة لفرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين بتاريخ ال14 من آب/ أغسطس 2019 الموافق بالتاريخ الهجري 13 ذي الحجة 1440، ونشرت يوم أمس الإثنين الموافق 19/8/2019، والحقيقة، ان إصدارها تلازم بعد عملية الشهداء الثلاثة يوم السبت الماضي، وليس قبلها، كما اعلنت عنها لجنة الزندقة الإفتائية، التي غلفت فتواها بكثير من التضليل والقيم التي رفضتها هي سابقا، ومازالت ترفضها حتى الآن طالما تحدث في قطاع غزة، والعكس إن حدثت في الجناح الآخر من الوطن، والتي نادى بها الرئيس محمود عباس، ورفعها كشعار ناظم وأساس للكل الفلسطيني، وللمصالحة، وصائنة للوحدة الوطنية، وأكد عليها بالقول: نريد قوة أمنية واحدة، سلاح واحد، قانون واحد، ونظام واحد. 

لكن قيادة حركة حماس ومن والاها، رفضت ذلك، وحرضت، وشهرت بإسم "الدفاع عن المقاومة"، و"حماية سلاح وخيار المقاومة"، وطبلت وزمرت ضد التنسيق الأمني، على إعتبار ان قيادة الإنقلاب الإخوانية بعيدة عن التنسيق الأمني، وتعيش في فضاء حر بعيدا عن سقف وشروط وأثمان التنسيق الأمني، أو كأن إنقلابها على الشرعية جاء بعيدا عن الضوء الأخضر الأميركي الإسرائيلي ومن لف لفهم من عرب وعجم. ولكن الجماهير الفلسطينية عموما، والمناضلين، الذين تورطوا بالإنتماء لحركة حماس، إكتشفوا التناقض الكبير والعميق بين القول والفعل، بين الحقيقة والكذب، بين مصالح الشعب الحقيقة، وشعارات التجارة الديماغوجية الإخوانية الفاسدة. 

الآن عندما بدأ يفلت زمام الأمور من يدها، وأخذت بعض العناصر التابعة لها، والمنضوية في ميليشيات كتائب القسام تتمرد علي منظومتها الأمنية المبرمجة بمعايير وأجندات المصالح المشتركة الحمساوية الإسرائيلية، وبعد أن وقفت على زيف إدعاءات شعارات "المقاومة" و"مسيرات العودة" الموجهة وفق صيغة التفاهمات الأخيرة بين حكومة نتنياهو وقيادة الإنقلاب، ولجأت لشق طريقها في تنفيذ بعض العمليات الفدائية، كما حصل يوم السبت الماضي الموافق 17/8/2019، أدركت قيادة حركة حماس حجم الخطر، الذي يتهددها من العمليات الفردية، والتي خرجت عن طاعتها، وسيطرتها، وأجندتها المحسوبة وفق المقاس الإسرائيلي التضليلي الديماغوجي. مما دعا أصحاب الفتوى والتشريع والتحريم إلى إصدار تلك الفتوى الرخيصة، والعارية من أي إحساس بالإنتماء الوطني، والمتناقضة مع خيار المقاومة، والهادفة للتدليس والتشويه، وقلب الحقائق، والمعايير والضوابط الأخلاقية والوطنية بإسم الدين.

كل ابناء الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم قيادته الشرعية تدعو إلى تنظيم السلاح والمقاومة وفق معايير وطنية، وعلى اساس إستراتيجية واحدة ناظمة للكفاح الوطني في مختلف مجالات البناء والتعمير، وتصعيد المقاومة الشعبية، والنضال السياسي والديبلوماسي، وتطوير حملة المقاطعة للبضائع والسوق الإسرائيلية، وتعزيز عوامل الصمود الوطني لمواجهة التحديات الأميركية الإسرائيلية، لا وفق أهواء هذا الشخص او ذاك، هذة المجموعة او تلك. لكن حماس لا تريد ذلك، وتصر على مواصلة خيار الإنقلاب، وإزدواجية المعايير، والكيل بمكيالين، ولكنها ستشرب من ذات المستنقع الآسن، الذي تروج له، وترفضه في آن، ولن ينفعها الندم عندئذ. وقادم الأيام كفيل بتقديم الجواب.

[email protected]
[email protected] 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف